إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

موضوعات الكتابة على هذه المدونة

30 يونيو (17) أخطاء لغوية (2) أخلاقيات (24) إخوان (24) البرادعي (1) التجديد و المذهب الصيامي (12) السيسي (4) الشرق الأوسط (3) الطب في بلاد الجهالة (2) المذهب الصيامي (20) المفضلة (13) الهيمنة الأمريكية (5) تجديد إسلامي (6) تجديد صيامي (20) تحليل سياسي (67) تدوين و توثيق (16) تربية (5) تصحيح إجتماعي (49) ثقافة إشتباك (45) ثقافة ثورية (45) ثقافة ثورية رد أكاذيب السياسة (2) ثقافة حوار (7) ثورة فكرية (32) جماعات إسلامجية (25) حراك 25 يناير (9) خطايا مبارك (14) خواطر (10) دفع فساد زمن الفتن (42) رابعة (1) رد أكاذيب السياسة (44) رد أكاذيب بإسم الدين (25) رد فتن التاريخ (8) سفاهات العرب (6) سفاهة الديموقراطية (14) سوريا (5) شرح الديكتاتورية (6) ضلالات الخلافة (2) ضلالة وجوب الإحترام اللفظي الزائد (1) طرق تفكير (2) عن الإخوان خطايا و طبيعة (18) عن كرهي للقراءة الطائشة (2) فكر جديد (24) فلسفة (14) فلسفة طبية (1) فهارس المدونة (9) قانون و دستور (2) قصص قصيرة (3) لقاءاتي المتلفزة (4) مصائب العولمة (4) معلومات طبية (1) مقتطفات (4) نظم حكم (5) نقد السلفية (1) نقد العلمانية (1) وجوب الديكتاتورية (2) My articles in english (6)

الأحد، 29 يناير 2012

ثلاثة مشاهد تدعو للتفاؤل بين غبار الفتنة المجتمعية (الجمعة27يناير2012)



المشهد الأول : هشام :

شاب ثلاثيني ، مقيم في الشرابية ، و يحمل بكالوريوس التجارة ، و يعمل حلاقاً في صالون يملكه .

هشام تعرض لقصة تجعلك تشعر بغضب لا حدود له جراء تجبر الشرطة السابقة ، لن أروي القصة كاملة الآن و أترك ذلك لوقت آخر ، لكن ملخصها أن هشام تعرض لمكيدة من أمين و ضابط شرطة بتلفيق قضية سلاح و حيازة مخدرات لأنه طلب من الأمين ثمن حلاقته و الكريمات التى يحصل عليها من الصالون ، فقام الأمين بتكسير المحل و تحريز ما دسه لهشام من وسط حطام الصالون.

كان ذلك قبل الثورة ، و تدور أحداث كثيرة تؤدي الى أن يقف هشام في قفص المحكمة في قضيته الملفقة بجوار نفس ضابط الشرطة الذي لفقها له ، و الذي حضر كمتهم في قضية قتل متظاهرين !!! فيشترك مع آخرين في ضرب الضابط حتى أتى الحرس .. رغم أن ذلك حدث بعد الثورة ،، إلا أن الحرس إعتذر لـ "الباشا" و أخذوه ليرتدي زيه الشرطي و يدخل ليحاكم في غرفة مداولة القضاة ، ليحصل بعدها على البراءة ،، بينما يتم حبس هشام حتى يأتي دفاعة بما يفيد بضرورة (إعادة الإجراءات) فيفرج عنه بعد شهور !!!

هشام فقد جميع أسنانه الأمامية و تلقى رصاصة في ساقه في جمعة الغضب 28 يناير 2011 ، و تم علاجه ثم إختطفته الشرطة ، لتودعه وحدة يسيطر عليها الجيش و يقسم لي أنه كان يرى كل السوابق و الهاربين من السجون هناك و أنه كان يتم إلباسهم زي جنود الأمن المركزي ، و يوضعون في الصفوف الأمامية ليضمنوا أكبر أذى للمتظاهرين.

هشام قابلته في صينية ميدان التحرير متأنقاً على أقصى ما يستطيع يوم الجمعة 27 يناير 2012 و قال لي :
"" أنا هنا عشان أشارك في جمعة الغضب الثانية و مستعد للإستشهاد ، عشان ولادي التوأم ما يشوفوش اللى أنا شفته ،، و لابس أحسن حاجة عندي عشان ما يتقالش عني أني بلطجي "" !!


المشهد الثاني : بطلته الأستاذة شهيرة و زميلتها التي نسيت إسمها ،،

قابلتهما أمام بوابة ماسبيرو عندما كنا نتظاهر أمامه في ليلة نفس الجمعة 27 يناير 2012 ،، إختارتا مجموعتي عشوائياً لتقولا لنا :

" نحن محررتان في قطاع الأخبار في مبنى لفساد هذا ،، و نقاسي دخله منذ ستة أشهر من تدخل مندوب الداخلية و رئيس القطاع في تحرير الأخبار ، و اجبار الإعداد على استضافة ضيوف للبرامج من المنتمين للنظام القديم ،، و منع أي شخص من الإتجاهات الثورية .. نعتصم و نكافح لتمرير الأخبار من تحت أنوفهم خصوصاً عندما لا يكونوا متواجدين ،، لكن نقابل بكل أنواع التنكيل المادي و اللفظي و حتى الإعتداء البدني .. ساعدونا نحن من الداخل و أنتم من الخارج ،، سنمدكم بكل وقائع الفساد و أسماء المتورطين ،، لكن لا تتركونا و ترحلوا و تنسوا القضية ،، على الأقل أنشؤا صفحة على الفيسبوك لكشف فضائح فساد ماسبيرو ،، و نحن معكم ،، و لم نعد نخفي أنفسنا بعد اليوم ،، فالثوريون بالمبنى معروفون بالإسم ،، خلاص مفيش حاجة نبكي عليها ،، يا ننضف كلنا ،، يا يفصلونا و لا إن شالله يموتونا حتى "


المشهد الثالث : إتصال تليفوني من عم محمد:

عم محمد موظف حكومي بالمعاش ،، و زوجته ربة منزل ،، يقطنون مع أولادهم في قرية صغيرة بمحافظة زراعية ،، أعتقد أن هذا الوصف قد يراه كثيرون الوصف المثالي لمحبي المجلس العسكري و كارهي الثورة..
عم محمد هو قريبي و يعلم أنني كنت أتظاهر أمام ماسبيرو ، فقال لي :

" شفت أهم جايبين علاء عبد الفتاح عالفضائية أهم ،، مش كانوا بيقولوا عليه مجرم و سارق سلاح ميري من قدام نفس المبنى ده ؟؟ إيه اللى حصل ؟؟ تاب مثلاً ؟؟ و لا هما اللى كدابين و جابوا ورا؟؟ دول ما ينفعش معاهم غير كده ،، خليكوا حوالين المبنى لحد ما يعرفوا الكدابين دول إن في حد هيقفلهم .. مش الكدابين دول اللى قالوا ان اللى قتل الشباب في محمد محمود و مجلس الوزرا كانوا (مندسين) و سط المتظاهرين معاهم مسدسات كاتمة للصوت ؟؟ طب ما الشباب بالملايين في المسيرات و آلافات معتصمين في الميدان و لا حدش (إندس) بينهم و لا حد إتعور حتى في صباعه !!! و لا المندسين دول ما بيشتغلوش إلا لما الجيش بينزل يفرق الإعتصامات ؟؟ جتهم القرف ،، صدق اللي قال عليهم (كاذبون) دول مش بس كاذبون ،، دول (مجرمون) و هيودوا البلد في ستين داهية لو سبناهم يحكمونا ،، خليكوا واقفين في زورهم كده يا ولاد ربنا يحميكوا "


هل تحس الآن بما أحسست أنا به في ذلك اليوم الرائع 27 يناير 2012 ؟؟ رغم ما كان فيه من أشياء تدعوا الى الحزن إلا أنني أعتقد أنه كان أكثر أيامي الثورية تفاؤلاً .. 

الفارق بين دور الجيشين في التجربة الثورية المصرية و التونسية




يعتقد كثيرون أن الفارق بين التجربة الثورية المصرية و التونسية مرجعه إلى سرعة هرب بن علي ،،

أو لإرتفاع مستوى التعليم للتوانسة "نسبياً حسب عدد السكان" ،،

أو لقلة عدد السكان و صغر المساحة ..


* الحقيقة أرى الأمر مرده الى غير ذلك :

- السبب أن بن علي هو تربية جهاز الشرطة التى كان يوماً وزيرها و له تدين بالولاء ،،


- أما مبارك فهو ابن المؤسسة العسكرية ،،
بقي كذلك حتى وجود طنطاوي "قائد الحرس الجمهوري" ،،
و العادلي - مهندس صناعة الجريمة ثم اصطناع النصر بالقبض على من لفق لهم تهمتها - فتحول بعدها نظامه إلى نظام "الدولة البوليسية"  ،،

- فكانت مهمة السيطرة على الجيش متروكة لطنطاوي بمباركة أمريكية لزراعة سرطان داخل ذلك المارد ،، 
- و السيطرة على الشعب متروكة للعادلي بمباركة جمال ،،


* أغدق مبارك على طنطاوي و رجاله باتساع السلطة و حرية الفساد المالي المقنن ،،
و أغدق جيمي على العادلي بالمثل ،،

- طنطاوي أفقر و أذل كل من كان دون رتبة لواء بالجيش ، فكرهوه و كرهوا من عينه على رقابهم ،،
- أما العادلي فأغدق على كل أمين شرطة إن لم يكن بالمال ، فبالسلطة اللامحدودة و الحصانة ضد المحاسبة ،،

* في تونس هرب بن علي عندما فشلت شرطته في قمع الشعب ،،
فطلب المعونة في ذلك القمع من قائد جيشه  "و هو يحضر حقائبه استعداداً للرفض" ،،

و كان ما توقع ،،
فلم يمتثل رئيس الأركان (يساوي المدير التنفيذي في الادارة المدنية) لأمر بن علي ، و قد يكون أيضاً تحدى أمر وزير الدفاع ،،


* أما في مصر ،، 

فبعد إستحالة  توافق مصالح الداخلية و الجيش بعد 28 يناير ،، إختار الجيش - الأقوى و الكاره لتفوق الداخلية على نفوذ الجيش بفضل جمال في آخر خمس سنوات ، حتى أصبح أمن الدولة يكتب تقاريرا عما يحدث في الوحدات العسكرية -  إختار أن يتحالف مع الداخلية لكن بشروطه و قيادته ،،

فضحي ببعض رؤوس الداخلية "مرحلياً" مع وعد بالإنقاذ لاحقاً ،،
و قام بتطويع الجهاز الأقوى بها "أمن الدولة" و ضمان ولائه بتركه للإقتحام و الحصار على يد المتظاهرين ،، ثم حمايته بعد ذلك و اعادة تسميته و هيكلة قياداته .

* ما ذكرته يبرر ولاء الشرطة و قيادات و أجهزة القمع داخل الجيش لنظام مبارك ،،

- و لكني لا أرى سبباً لكي ينسى كثير من ضباط الجيش ذلك الماضي الكريه من الفقر و الاذلال لكل أبناء جيش مصر الشرفاء في ساعة من نهار  !!

إلا أن يكون أغراهم أن يؤدي لهم بوابي عمائرهم التحية العسكرية ، بعد أن كان البواب لا ينزل رجله من على أختها عند مرورهم ،،

أو أن يكون السبب هو "ال400 جنيه حافز الوزير" اللذي يتقاضونه عند كل أزمة !!


* أصدقائي : قلتها و أكررها كتوقع و ليس أمنية أو دعوة :

" إذا اتحدت القوات المسلحة (المدنية و العسكرية) في أي مجتمع ضد شعبها ،، فالنتيجة الطبيعية هي ميليشيات على خلفية المجتمع الرئيسية سواءاً أيدلوجياً او عقائدياً أو عرقياً ،، لتصد ذلك التجبر ،، و سواء قصر أو طال انتظار تلك النتيجة حسب طبائع الشعوب ،، فلا خلاف ان نهراً من الدماء و فرقة إقليمية قد تلي ذلك"

أنقذوا مصر و جيشها من أيدي مجلس اللصوص

إشتكينا من ضابط الشرطة ، و نشتكي من ضابط الجيش اليوم و كذلك من البلطجية و من الأمية السياسية

أرى المشكلة الحقيقية في التعليم ...

لك الله يا مصر

http://www.youtube.com/watch?v=YebqbJgvU90&feature=share

__________________________________





سلسلة مقالات حول خطايا #مبارك









الاثنين، 23 يناير 2012

المشاعر في الإسلام ،، بين دعاة "بغض" الكفار ،، و "تقديس" الرومانسية ،، و الحب الأسري





المشاعر في الإسلام ،، بين دعاة "بغض" الكفار ،، و "تقديس" الرومانسية ،، و الحب الأسري

الأصل أن فطرة الانسان "جبلت" على حب قيم و أشياء وأشخاص و كره أخرى ،،

ففي كل الحضارات الا ما فسد منها أحب الناس الصدق و الجمال ،، المال و البناء ،، الولد و الأهل
و كرهوا الظلم و المرض ،، المجاعة و الوحدة ،، السفيه و الخائن ،،

و بين طرفي الحب الجارف و الكراهية التامة تتأرحج مشاعر الناس حسب الأهواء و المصالح  ،،

و الاسلام  ككل نظام مجتمعي متكامل لا يأمر أمراً  ( إستاتيكياً) بخصوص المشاعر ،، بل يحدد مساحة للتحرك (الديناميكي) لطريقة التعبير عن  المشاعر ، و ليس للأحاسيس الانسانية نفسها.

فبينما يستخدم الشرع الحد الأدني لتعبيرك عن حب الأهل و العشيرة – و هي المودة –  كحد أعظم  للتعبير عن لمشاعر لا يجوز وجوده  ناحيتهم إن كانوا أعداءاً لله  : (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم)  ،

يحدد درجة  - البر و القسط – كحد أدنى واجب وجوده لتعبيرك عن حبك الفطري لبني البشر حتى ممن خالفوك العقيدة (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) .

في المثالين تضع الشريعة الاسلامية السمحة حدوداً "يجب" عليك ألا تتجاوزها لتعبيرك عن المشاعر ،،

- في الأولى حداً أقصى لمن "جبلت" على حبهم من أهل و عشيرة ،، لكن حرمت التعبير عن مشاعرك نحوهم لإيذائهم شريعتك و معتنقيها ،،

- و في الثانية حداً أدنى لمن "جبلت" بنقص إنساني على التحزز منهم كونهم مخالفين لك فيما تراه صواباً ،، فمنعت بأمر من خالق الجميع من إضطهادهم إرضاءاً لهوى نفسك .

ما ذكرت - رغم حلاوة القيمة التى يمثلها و هي المحبة -  ليس هو النقطة التى أريد إظهارها ،،

اللذي أريد توضيحه في الحقيقة هو أنه في كلا المثالين و فيما سواهما لم يرد أمر في المشاعر ذاتها ،، لم تؤمر بحب شخص أو شيء أو قيمة و لا بكرهها ،، إنما أمرت بألا يتجاوز تعبيرك عن مشاعرك حداً معيناً ،،

و هذا الحد لو تدبرناه -  هو حد أثر مشاعرك تلك على المجتمع ، و ليس أثرها في وجدانك . !!!

علمنا ديننا أنه (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) ،، فمن من بني البشر يسعه تغيير مشاعره بالأمر ؟؟

                                                                                      ***********

إذا ففيم تقديس المشاعر ؟؟

و هي علامة ضعف الإنسان ؟؟ و رد فعل لغرائز يتساوى فيها مع الحيوان اللذي لا مزية له عليه إلا العقل ؟؟ أليست الهوى مضاد العقل ؟؟

لماذا نتباهى بها و هي نقيصة ؟؟ لماذا نتفاخر بما هو نتيجة كمية لا تساوي حجم ذرة رمل من هرمون ؟؟

إذا كان ذلك إنتصاراً لكافة مكونات الكيان البشري من قوة و ضعف ،،
فلماذا لا نطبق نفس المبدأ على البول و البراز ؟؟
 لماذا لا نتفاخر بهما ؟؟


أرى أن تقديس المشاعر ما هو الا نوع من ضعف الهمة في مواجهة الرغبات البشرية .. 
و تكريس ذلك التقديس إنما يقوم عليه من كان من مصلحته الشخصية نزع عقول البشر  ،، 

فهو " تـاجر مـمنوعات قلـبية " ،، يعرض بضاعته لطالبها ،،
الذي يشتريها ليملأ إطاره البشري المنقوص بسبب نقص عقله  ب" ديكور  بشري " متوافق على استحبابه  ،،
فيمتلكه التاجر بقوة شغفه و إحتياجه للبضاعة السيئة  !!


و لهؤلاء التجار أنواع : 

* منهم تاجر المشاعر الدينية  ،،  و هو أقواهم ، و ثمن بضاعته يقبضه منك اتباعاً و توجيهاً ،،

* و أكثرهم ضرراً ،، تاجر مشاعر الأبوة و قوامة الرجولة من ولدك و زوجك ،، فبتلك المشاعر قد تبيعه ضميرك و كرامتك فتختلس و تفسد في الأرض .

* و أوضحهم  تاجر مشاعر العشق ،، و ثمن بضاعته مال تدفعه في شراء مواد تكريس العاطفة بين الرجل و المرأة من أغانٍ و قصصٍ و هدايا !!


**  فأما بيان كذب التاجر الأول فلن أورد له في هذا المقام أمر إستغلاله لمشاعرك ليجبرك على ان تأتي عن رضا ما يراه هو أو يبتغيه ،، فقط سأفند نوعاً من "زيف" المشاعر السلبي في أوامر  دعاة "بغض" من خالفنا ديننا :

              -  صحيح أن الأصل فى العقيدة الأحادية  ،،  فلا يعقل أن يعتقد شخص واحد صحة عقيدتين دينيتين فى نفس الوقت  ،،  وبالتالى فالمسلم والمسيحى -   بضرورة المنطق -  يرى كلاهما فساد معتقد الآخر حكماً ،،

فشخصيا لا أرى بغضاء أو حتى غضاضة فى أن يرمينى مسيحى بالكفر  ..

ولكن الاسلام الذى أمرنا -  منطقياً -   برفض العقائد الأخرى عقلاً وقلباً  ،، ألزمنا إلزاماً و ليس إختياراً -  مع ذلك بأمرين مهمين :

هما حفظ حق الآخر في الإعتقاد  ،، 
وكذلك البر والإحسان إلى ذلك الآخر  ،، طالما لم يعادينى إنسانياً ولم يحاربنى عقائدياً .

                     - تأملوا معى الآيات والثوابت التالية :

( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ).
هل تحتمل تلك الآية أكثر من تفسير ؟؟

تأمل ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )  -  فبعيدا عن زلتنا الحالية بتقصيرنا فى إعداد القوة الفردية ورباط الخيل العتاد لتلقى الرعب فى قلوب عدونا فلا يفكر فى استباحة أرضنا -  تأملوا معى إلى من توجه هذه القوة ؟؟

من الذى علينا إرهابه ؟؟ إنه عدو الله وعدوكم  ،،  من هو العدو ؟؟

هل العدو هو من لا يعاملك ؟؟ هل هو من لا يعترف بمكانتك ؟؟ هل العدو هو من يكرهك ؟؟
أرى أن من كان للحق ناشداً لا يعادي إلا من يؤذيه ،، او من يقطع بإمكانية و نية أذاه له ،،

ولا أفهم كيف يصدق دعاة " البغضاء "  أنفسهم وديننا المنطقى لم يأمر أو ينهى أبدا فى المشاعر الإنسانية المتفاوتة !!

فرغم تعدد آيات الإلزام بالاحسان  ،،  لم يرد نص واحد بضرورة حب الوالدين ، أو الزوج  ،، 
و لكن نص على البر و القسط ،،  أوالمعاشرة بالمعروف .

وحتى عندما يقول صلى الله عليه وسلم فيما معناه " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده " كان التفاضل المذكور فى الواقعة بين أبى بكر وعمر فى كم الإنفاق فى سبيل الله ،، فأحدهما أنفق نصف ماله والآخر أنفق ماله كله ،،  وتفاضل فى التضحية فأحدهما تلكأ فى فكرة فداء حياة الرسول علية الصلاة والسلام بنفسه ، والآخر عرض تلك التضحية دون تفكير .

أفليس أولى بالبغض من أصحاب الملل الأخرى بغض الشيطان نفسه ؟؟

هل هناك نص يفهم منه "كره" الشيطان ؟ أم أن كل النصوص تدعو الى "الحذر" منه ، أو تأكيد عداوته لبني البشر و كرهه الخير لهم ؟

أين هو أصلا التكليف بالبغض أو إبدائه لأى شخص أو في أي موقف سوى فى أمر أن " يتمعر وجهك غضبا لإنتهاك حرمات الله " وهى كبائر الأمور لا يرد فيها تفاوت الشعور الإنسانى قبل العقائدى لكل ذى قطرة سليمة ،، كمثل حرمة النفس ، والعرض ، و حرمة بيوت الله و كتبه المنزلة ؟؟

أين تمعر وجوهكم بالغضب يا دعاة "بغض الكفار" ؟؟ ألم تنتهك تلك الحرمات كلها تحت سمعكم و بصركم  ،، و أحياناً مباركتكم ؟؟

** ديننا الكامل المنطقى لم يأمر الإنسان بما ليس له في أمره شيء ،،
 فالقلب ومشاعره ملك مقلبهما سبحانه و تعالى ،، والهوى فى النفس من شرها ومن الشيطان ،، 

و هذا بالضرورة يسقط دعاوى بغض أصحاب الملل الأخرى ،،
بل يصل بها  إلى "الكراهة" و يصل بالداعي لها للوقوع في "الحرمة" أن هم لم يؤذوننا فى أنفسنا ، أو فى دين الله ،،  

و ان كنت أعتقد مرد تلك الكراهية كلها إلى العنصرية البغيضة التى تسيطر على النفسية العربية عموماً كرواسب للقبلية ،،
أو كرد فعل لقرون من القهر والإستبداد ،،

فانطبع ذلك في دعاوى "بغض" الآخر اليوم ممن لبسوا بالباطل عباءة شرع الله .


-  يا من تدعو إلى "بغض" أهل الكتاب : هل ديننا دين نفاق ؟؟ هل ديننا دين كذب ؟؟

حاشا لله  ،،  بل هوى هوى نفسك الفاسد ،،

لقد أنزل الله سورة كاملة إلى جانب عشرات الآيات المتفرقة لذم النفاق و الكذب و كل قول زور ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (الحج: من الآية30).

و عن أبي بكر رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ( و كررها ثلاثاً ) ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله و عقوق الوالدين و جلس وكان متكئاً فقال : ألا و قول الزور " قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت ). رواه البخاري و مسلم.

و لمالك في الموطأ: قيل: (يا رسول الله، المؤمن يكون جبانا؟ قال: نعم، قيل: يكون بخيلاً؟ قال: نعم، قيل: يكون كذابا؟ قال: لا. )رواه ابن أبي الدنيا.

 هل رأيتم أين موضع الكذب من الإسلام ؟؟ لا يجتمع إيمان وكذب أبداً ،،

ولا يحل إلا فى مواضع ثلاثة يعلمها الجميع من كذب على العدو  -  فى الحرب وليس كما يعتقد البعض إباحة الكذب فى السياسة عموماً !!  - ،،  وعند الصلح بين المتخاصمين  ،،  ولإرضاء الزوجة بذكر محاسن ليست فيها .

-  لكن  لماذا ذكرت في حديثى الكذب والنفاق ؟؟ ذلك لأن من إستجاب لدعوى البغض هذه وقع فيهما إن فعل ما أباح الله مما يلي :

هل يستقيم أن يبيح لنا ديننا الحنيف الزواج من أهل الكتاب وأكل طعامهم وفى نفس الوقت يوجب بغضهم ؟؟

أى خسة أن تأكل من طعام من تبغضه سراً و تتظاهر بمودته  ،،  وأى صفاقة أن تأكله معلنا تلك البغضاء ؟؟

كيف يفرض عليك أن تعاشر بالمعروف زوجتك الكتابية ، و يحثك الله على مودتها و رحمتها ؟ في نفس الوقت اللذي ( تدعي ) انت فيه أنه أمرك بكرهها ؟؟
 كيف تطأ امرأة وأنت تكرهها  ؟؟  أى شهوانية وضيعة تلك ؟؟
كيف لا تهنأها بعيدها إن حل وحلت معه فرحتها ؟ ؟
هل هناك شرعية دينية لحبسها عن أداء مناسك دينها ؟؟
كلا ليس لك منعها عن دينها ،، صحيح أنه من حقك أن تأمرها ألا تمارس ذلك بحضور أولادكما حتى لا يقلدوها ،،  ولكن هل لك أن تمنع ذلك عنها فى غرفة مغلقة ؟؟ طبعا لا يمكنك ذلك شرعا  ،،
وعليه ألا تكون تلك الغرفة كنيساً يمارس فيه ما تعتقد أنه كفر ؟؟

هل إذا تهدمت تلك الغرفة من بيتك تأثم لإصلاحها لإعانتك أهل الكفر على كفرهم ؟؟
كما يقول الداعون إلى عدم السماح لأهل الكتاب بترميم كنائسهم ؟؟

يامن اتخذت دين الله مبررا لما تهوى نفسك العنصرية : لقد قال الحبيب عليه الصلاة والسلام " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ،،  ولم يقل لأبرر الأهواء  ،،


(البر حسن الخلق و الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) قالها صلى الله عليه و سلم مخاطباً الفطرة السليمة للبشر .
هداكم الله إن كنتم عن طريقه ضالين ورفع فتنتكم إن كنتم للبغض قاصدين .


                                                                                         **********

إذا فما بال مشاعر الانسان الطبيعية الفطرية  ؟؟
أهي خطيئة فتترك  ؟؟
أم هي كنز فترعى و تحرس ؟؟

في رأيي الأمر يختلف بين نوعين من البشر :

فللخواص :

أرى تمكن المشاعر منهم أمر معيب منتقص ،، يدفعهم إلى أعمال لا منطقية ، وأراء مبنية على الأهواء ، و إنشغال عن أداء مهمة أسمى من مجرد التناسل والبقاء .

أما للعوام :

فشرعاً الأصل فى الإنسان أنه حر  ( الأصل في الأمور الإباحة ، ما لم يرد نص بالتحريم ) ،،
فليفعل الإنسان ماشاء   ،،  يحب ما يشاء   ،،   ويكره ما يشاء  ،،  

و دوماً صنع الشرع الحنيف ، و صنعت الشرائع السابقة برسالاتها ، و الحضارات بقوانينها حدوداً على مر العصور لتحديد حدود حق الأشخاص فى إبداء تلك المشاعر والإنصياع لها .

                                                                                        **********

و قد نظم ديننا تلك المشاعر ،، فترك لك حرية أن تحب وتكره دون إلزام  ،،  ولكن بضابط وحيد تهذب به مشاعرك قبل أن تبدأها ، و حينما تكتشفها هو :

( أن تحب إن أحببت فى الله  ،،   وأن تكره إن كرهت فى الله )

أي في سبيل الله و بما لا يتجاوز حدود الله ،،

و أمر المؤمن كله يمكنه أن يجعله في سبيل الله إذا إنتوى ذلك ، حتى شهوة جسده إذا جعلها في حلال و قصد بها عف نفسه عن الحرام ، أو طلب ولد يصلح في أرض الله ،، كانت تلك المتعة في سبيل الله !

و كل ما سبق بالضرورة يسقط  أساطير العشق الرومانسي والهوى الأفلاطوني بين الرجل والمرأة  ،، و حب الأهل و العشيرة و الولد ،،   

ليوضع ذلك الإحساس فى وضع الاباحة ، بدلا من تقديسها اللذي تصدره لنا آلات إعلام عصرنا  ،،

يسقط الشرع صنم هاتين المتعتين الفتنتين من نفوس البشر كتتميم لمكارم أخلاق البشر ، بعد أن أراد الله أن ينحته الشيطان داخل تلك النفس التى جزء منها شهواني أمار بالسوء بالفطرة  ،،  حتى لا تتحقق  فتنة حب الدنيا والشهوات : (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ) ،،

شرعنا يجعل قيمة حب الولد و الأهل أدنى من حرمة مال الناس و بالتأكيد أدنى  مخالفة شرع الله ،، فرسولنا الكريم رغم حبه الفطري لإبنته قال (وايم الله ! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) !

و رغم ما يأمرنا به ديننا "بإظهار" الود و الاحسان للوالدين حتى و لو كانا كافرين ، حفاظاً على غريزة حب الولد اللامشروطة – و التى ترتكن بالأساس على إفتراض مودة ذلك الولد لوالده حين يكبر -  ،، و رفقاً بغريزة حب الوالد ،،

رغم ذلك ينهانا عن مودتهم إن هم إعتدوا على دين الله و متبعيه كما أنزل الله سبحانه و تعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) كما قال مفسرون لوماً لأبي عبيدة عن تجنبه قتل أبيه الجراح في معركة كان أحدهما "الولد" يحارب في سبيل الله ،، و الأب "الجراح" يقاتل المسلمين ليكرههم عن دينهم !!

إذا وجب أن يكون الحب حباً في الله ،، و الكره كرهٌ في الله .

                                                                                               **********

و سوق التاجر الثاني هي في هذا النوع من المشاعر ،، حب الأهل و الولد ،،

و هذا التاجر ليس شخصاً غريباً عنك ،،

قد يكون زوجةً ، أو أباً ، أو أخاً ، أو صديقاً ينصحك ب " ترك شيء لأولادك "  ،،  أو يكون هوالولد نفسه ،، أو حتى نفسك الأمارة بالسوء تجرك الى الضلال ، و تجر مجتمعك إلى الانحلال  ،،

فما أكثر الأمم – و نحن منهم – من أهلكها طلب حاكم الملك لإبنه من بعده ،، أو عشقه إمرأة فلا يرد لها طلباً ، حتى و لو تجاوز في ذلك حدود الله .

لكن تزيين حب شهوة النساء المذكور في الآية الكريمة يحارب له بشق الأنفس تاجر المشاعر الثالث : تاجر مشاعر الغرام و اللوعة ،،

و هذا النوع من تجار المشاعر أقلهم خطراً  ،،  فرغم حلاوة بضاعته المزيفة و اتساع انتشارها ،،
إلا أن كل هدفه هو مال يجنيه من وراء شهوة جسدك !!  من شرائك كل مستلزمات بضاعته " المشاعرية " من فنون إنسانية مصبوغة بلون حب الجنس الآخر ، من حلي و ملبس و حتى أدوية و ألعاب !!!

و هو أقل ضرراً كثيراً من التاجرين الآخرين ،،

فبينما يمكن حتى للعقلاء أن يموتوا -  عن رضا -  في سبيل بضاعة التاجر الأول ،،

و بينما قد يخسر الغافل الكرامة في دنياه أو النعيم في آخرته من أجل بضاعة التاجر الثاني ،،

إلا انه لا يلقي بنفسه الى التهلكة من أجل بضاعة التاجر الثالث إلا من غاص في بحور السفه !!






_______________________________


________________

مقالات أخرى حول الموضوع لنفس الكاتب :


( المشاعر في الإسلام ،، بين دعاة "بغض" الكفار ،، و "تقديس" الرومانسية ،، و الحب الأسري )



نظرتي لملمح من العقيدة المسيحية بين المحبة و البراجماتية



(لا يوجد في الإسلام أمر "واجب فقهياً" بخصوص أي مشاعر،إنما نحاسب على "طريقة تعبيرنا" عن تلك المشاعر بالقول و الفعل)


النصارى الكلمة المختلف على معناها مع أن المعنيين جيدان،و التشاحن حولها ليس إلا "واجب عرب" يقدمه كل لدينه بدون تفكير أو إحسان ظن بالآخر



كل عام و أنت بخير يا صديقي و جاري و شريكي المسيحي بعيدك رغم أنف السفهاء





السبت، 21 يناير 2012

يا أتباع ( حزب البطانية ) إستقيموا يرحمكم الله . لا لخلط الدين بالديـاثـة !!




 من هم أتباع (حزب البطانية) ؟؟
هم مجموعة كبيرة جدا من أبناء أمتنا ،، لا يتشابهون في أي شيء اجتماعياً أو أيديلوجياً أو حتى عقائدياً ،،

هم أتباع من يقول لهم : " اهدأوا بالاً ،، فلا حل إلا إجتناب الفتنة" ،،

فيمكنهم ذلك من (شد بطانياتهم ) و الغط في انتظار هادىء كالقبور ،، ليحصدوا ما يزرعه الآخرون ،،
لو كان ذو مرجعية إسلامية سيتبع القلة من المشايخ اللذين يزينون له نفس المبدأ السهل " الاجتناب و الانتظار" ، و يترك عشرات المشايخ الآخرين اللذين يحضونه على الاصلاح في الأرض و حماية حرمات الله ،،
لو مسيحي ،، سيستمع الى القس الذي يقول ما يريد و يتجاهل كل القساوسة الآخرون ،،
لو رجل اقتصاد ،، لو ليبيرالي  ،، لو ،، لو ،،
كل ما سيذعن له هو مشورة من يمكنه من الحصول على مزيد من الأمان و الدفىء تحت (البطانية) ،، و على هؤلاء أطلقت (حزب البطانية) ..
و من أمثلة أسئلتهم الشهيرة : 




هل مايكل نبيل المعجب بإسرائيل مناضل ؟؟
هل مينا دانيال القبطى شهيد ؟؟
هل علاء عبدالفتاح الأناركي المتحرر صادق فى نضاله ؟؟
هل الإشتراكيون الثوريون دعاة إسقاط الدولة على حق ؟؟

الإجابة ببساطة : وإنت مال أهلك ؟؟
بعد الإجابة الصادمة أحب أن أوضح أنها ليست موجهة لسائل السؤال بصيغته الإستفهامية الطبيعية الذى قد ينشد المعرفة والتفاعل ،، ولكنها موجهة إلى ضئيل النخوة والهمة الذى يطرح السؤال استنكاريا ،، فقط ليبرر لنفسه ومن حوله عظمة تخاذله الحكيم  ،، مقارنة بضلال المناضلين !!



* مايكل نبيل يعيش فى سجنه مضطهدا بغير جرم وأنت آمن فى سريرك ،، ممتلكاً زمام أمرك ،،،
نعم قد يكون ملحداً  ،،  
ولكن منذ متى كان الإلحاد فى مصر عقوبته السجن ؟


قد يكون معجبا بإسرائيل  ،،  وأسألك إن كانت تلك جريمة ، فلماذا لا يعاقب عليها يوسف والي ،  ورجال الأعمال الذين يدعون إلى مآدب السفارة ، ومبارك نفسه الذى طالما امتدح وفاءهم بالعهود ؟؟


بل أسألك ألم تسمع فى مدرستك كتلميذ أو جامعتك أو على القهوة من يمتدح ديمقراطية أو قوة إسرائيل ؟؟


هذا قد يكون دفاعاً عن الشاب  ،، ولكنه وللحق فى غير محله , فالمتهم له  ،الخائض فى ذمته ،، لم يفعل من فضح جرائم العسكر  - سواءا عن جهل أوعن تعمد إخفاء -  معشار مافعل مايكل .،  بل اكتفى - ذلك المنافق أو الجاهل بما علم مايكل - بالتصوير مع الدبابة هاتفا " إيد واحدة " !!

********

**  لكن الخلاف حول مايكل أمر مرده إلى الفكر فما بال شهادة مينا دانيال ؟؟ فليس فى العقيدة مهرب ؟؟


وإلى الإخوة المحموقين على اطلاق لقب شهيد على مينا دانيال وهم جالسون إلى كنبهم أقول :

فقط قليل من " الحياء" سيرد سؤالكم إليكم  ،، أين كنت عندما كان ذلك " النصراني " يتلقى الخرطوش والرصاص لأسابيع دفاعا عن مبدأ ؟؟


وأين غيرتك على دينك -  الذى تصنف الشهداء بناءاً على إتباعه -  عندما انتهكت ساحة بيت الله فى مسجد عمرمكرم بالبيادات فى أول يوم رمضان وقت الآذان  ،،  وضرب فيه الناس حيث يفترض أن يأمنوا ؟؟


 أين غيرتك على قتل الفقيه والبرئ وهتك عرض المحصنات ؟؟


أنصحكم بالحياء وإلا رميتكم بالدياثة و الجبن.

هذا أمر وجب ذكره مبدئياً  ،،  لكن مرد الأمر إلى أسباب أعمق أعلم إنها ستغضب منى الطرفين على حد سواء ،،  ولكنى عندما ابتغى رضا فلا أطلبه إلا من ربى .


الأصل فى العقيدة الأحادية  ،،  فلا يعقل أن يعتقد شخص واحد صحة عقيدتين دينيتين فى نفس الوقت  ،،  وبالتالى فالمسلم والمسيحى -   بضرورة المنطق -  يرى كلاهما فساد معتقد الآخر حكماً .

ولكن الاسلام الذى أمرنا -  منطقياً -   برفض العقائد الأخرى عقلاً وقلباً  ،، ألزمنا إلى جوار ذلك بأمرين مهمين :
هما حفظ حق الآخرين الإعتقاد  ،،  
بل و أكثر من ذلك بالبر والإحسان إلى ذلك الآخر  ،، 
طالما لم يعادينى إنسانياً ولم يحاربنى عقائدياً .{ لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين }

هذا السرد قد يكون بعيدا إلى حد ما عن موضوع احتساب مينا دانيال كشهيد من عدمه إلا إنه مهم فى موضوع من يدعو إلى " بغض " أصحاب العقائد الدينية الأخرى ،، و كذلك من يهاجم من يكفرهم .


فشخصيا لا أرى بغضاء أو حتى غضاضة فى أن يرمينى مسيحى بالكفر ،،  

ولا أفهم كيف يصدق دعاة " البغضاء "  أنفسهم وديننا المنطقى لم يأمر أو ينهى أبدا فى المشاعر الإنسانية المتفاوتة !!


فلم يرد نص بضرورة حب الوالدين ، أو الزوج  ،،  ولكن نص على البر أو القسط ،،  والمعاشرة بالمعروف .


وحتى عندما يقول صلى الله عليه وسلم فيما معناه " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده " كان التفاضل المذكور فى الواقعة بين أبى بكر وعمر فى كم الإنفاق فى سبيل الله ،، فأحدهما أنفق نصف ماله والآخر أنفق ماله كله ،،  وتفاضل فى التضحية فأحدهما تلكأ فى فكرة فداء حياة الرسول علية الصلاة والسلام بنفسه ، والآخر عرض تلك التضحية دون تفكير .

أفليس أولى بالبغض من أصحاب الملل الأخرى بغض الشيطان نفسه ؟ ؟
أين النص اللذي يأمر "ببغض" الشيطان ؟؟
أليس الأمر كله "الحذر" منه و تبيان مكائده لبني البشر ؟؟

أين هو أصلا التكليف بالبغض أو إبدائه لأى شخص أو في أي موقف ،، سوى فى أمر أن " يتمعر وجهك غضبا لإنتهاك حرمات الله " وهى كبائر الأمور لا يرد فيها تفاوت الشعور الإنسانى قبل العقائدى لكل ذى قطرة سليمة ،، مثل حرمة النفس ، والعرض ، و حرمة بيوت الله ؟؟


أين تمعر وجوهكم بالغضب يا دعاة "بغض الكفار" ؟؟ 
ألم تنتهك تلك الحرمات في أيامنا هذه تحت سمعكم و بصركم ؟؟!!!

أعتقد أن الأمر فى الحرب دون إضافة لقب "شهيد" قبل إسم مينا دانيال مرده إلى العنصرية البغيضة بالأساس قبل العقيدة  ،، 
وإلا كيف تفسر الغضبة فى الصغيرة  مع التهاون في الكبيرة ؟؟


(للمزيد عن :

المشاعر في الإسلام ،، بين دعاة "بغض" الكفار ،، و "تقديس" الرومانسية ،، و الحب الأسري

********

وفى أمر الإستشهاد لى رأى قد يغضب الجميع :ألم يقل سبحانه وتعالى " أهم يقسمون رحمة ربك " ؟


أليس هذا نهيا عن تقرير ما لا يملكه إلا الله ؟


أليس أمر الإستشهاد من عدمه أمر بيد من يحاسب ؟؟وهو مرتبط أصلا بالنية التى لا يطلع عليها إلا خالق القلوب ؟؟


إذا كنا أمرنا أن لا تزكى أحدا على الله حتى الصديق والفاروق  ،،  أليس من اساءة الأدب مع الله عز وجل أن نسبق أسماء موتانا بلقب الشهيد أو المرحوم؟؟!


أليس من  إساءة الأدب تلك أن نختلف فيما بيننا على من يستحق اللقب ، الذى فى الأساس ليس لنا ذكره ،
إنما نتمنى على الله وندعوه بقول " من نحتسبه شهيدا عند الله "أو " المغفور له باذن الله" ؟؟!!


هل لو منج السلطان -  كما نسعى هذه الأيام -  فلاناً لقب "شهيد" هل ذلك إلزام لله -  تعالى وتكبر-  أن يغفر له ؟؟
ولو سحب السلطان ذلك اللقب ، ففرص هذا المتوفى قليلة فى رحمة الله ؟؟ حاشا و كلا أن تكون إرادة العبيد ملزمة لإرادة الخالق المتعالى سبحانه وتعالى .

وبناءا علي ما سبق أرفض أن يسمى أحدنا فقيداً بلقب شهيد أو مرحوم ،،  فربه به أعلم وأرحم .

والسعى لاعتراف المجتمع بهذه الألقاب إنما هو مخالفة لرصانة العقل قبل الشرع !!

********


** إذا فما بال علاء عبد الفتاح  ؟؟  وهو من يعلن أنه " أناركي" ،  ويكتب بجوار ديانته " لاشئ " ؟؟


من باب السرد فقط قبل الرد على ذلك أذكر أن  هذا الشاب ورفاقه كانوا أيضاً فى السجون و المعتقلات  ( كما يحب دائما أن يرائي أصحاب اللحى التايوانى ،، و ليستعطفوا المجتمع و يبتزوه ) دفاعاً عن حق أشخاص غيرهم فى الحريات كافة  ،،   ودعموا كل من حبس وقهر بناءاً  على رأى أو فكر  ،،  بما فيهم أصحاب اللحى ،، يستوى فى ذلك مع الإشتراكيين الثوريين .

لقد فعل هذا الشاب " أبو شعر مفلفل "  مالم يفعله مصري من قبل ، بأن أسقط ظلم الظلمة تحت أرجله ، ويرفض التعامل مع القضاء العسكرى وهو حبيسه !!


كان يمكنه التجاوب ، وعندها كان الإحتمال الأقرب هو الإفراج عنه  ،،  لكنه فعل مالم يفعله " شنب أو لحية "  فى مصر ، وضحى بحريته ورؤية نطفته تتحول بشرا ، وغاب عن مولد ابنه تمسكا بحقه فى قضاء طبيعى محايد !!
وفعل من حوله مالم يفعله الآخرون ،، صنعوا بهممهم حرباً ضروس  للإفراج عنه  ،،  انتهت بنصرتهم  ،،

فى حين أن غيرهم من " المخضرمين سياسياً "  كانوا يتواصلون مع النظام ويفاوضونه ، وهو بحبس منهم العشرات ، ليعلو بناء خنوعهم  ، المرساة قواعده في فكر الفلاحة مصنوعة من قهر و جهل ،،  خنوع لم يمارسه صاحب "الشعر الطويل" ولا من حوله من شباب فى عمر و شكل الزهور ،  لانتفاء تلك الأصول الثلاثة لديهم !!



ثم مالكم ومال ديانته ؟؟  اسمه علاء وأبوه أحمد سيف الإسلام  و جده عبد الفتاح !!  أتكون تلك الأسماء لمنكرى الدين  ؟؟!!


أنا شخصيا أفاخر بدينى عملاً قبل قول  ،،  ولكن موقفه يقع فى دائرة الحرية ، ولا يخرجه إلى آفاق الإلحاد  ،،  
ولقد نصحنا الفاروق أن نلتمس لأخانا سبعين عذرا  ،،   وأنا إلتمست لأخى علاء عذراً واحدا فكفاه !!
 إفترضت أنه قد يخشى أن يكون اعلانه لدينه -   وهو مقاتل فى سبيل الحرية لكافة أبناء الوطن -  رياءاً ليؤئر فى قطاع الأغلبية المسلمة ،، أو اقصاءاً لأبناء الوطن من أصحاب الديانات الأخرى  ...  أليس هذا ممكنا ؟؟


حتى وأن اختلفت أنا شخصياً مع ذلك المنهج  ،،  هل يكون ذلك ذريعة لى لتحطيم عظيم نضال هذا الرجل ؟؟

ماذا لو كان فعلاً ملحداً  ؟؟ 
ما لك و إلحاده ؟؟!
أدعاك إلى الإلحاد  ؟؟  
أو سفه  دينك  ؟؟  أو أكرهك على تركه  ؟؟  
أو حتى سخر منه كما تسخر أنت من هيئته ؟؟

(تعليق د. أحمد صيام و مالك عدلي على حبس علاء عبد الفتاح
(لا يمكن لثائر ان ينصر مستبداً على رفيق ثورته حتى و لو خالفه التوجه



- فما بال الأناركية ؟ أليست تترجم إلى اللادولة من على موقع جوجل للترجمة ؟


أنا شخصيا لم أقرأ  فى أنظمة الحكم ولا مبادئ علمي التاريخ والسياسة - عن عمد فقد قررت ألا أقرأ حتى أكتب! -   لكنى قرأت صفحة واحدة عن الأناركية  ،،  فهمت منها أنها مدارس متفاوتة و مختلفة بعمق   ،،  وهى فى الأصل فكرة لإنعدام وجود كيان مسيطر فى يد أشخاص بعينهم   ،،  ويستبدل ذلك بكيانات أخرى ،،  وليس معناها " اللانظام " فكما أعتقد ذلك أقرب إلى " البوهيمية" .


إذا يا من تترجم من على "جوجل" وترمى خلق الله بجهلك  ،، قل لي :
لو إفترضنا صحة ما ذكرت انا عاليه ، ألم تكن دولة الاسلام الأولى أقرب إلى الأناركية منها إلى أنظمة الحكم الحالية ؟؟


هل لك أن تذكر لى من وزير دفاع دولة المدينة ؟
هل لك أن تذكر لى أى رواية عن جهاز شرطة من جنود نظاميين ؟؟
من هو خازن بيت مال مسلمى المدينة ؟؟
ألم يكن الصانع والتاجر والعالم يلقون بما فى أيديهم عندما يسمعون حى على الجهاد  ،،  ليتساووا جميعاً تحت إمرة قائد جيش يعينه رأس الدولة -  بصفة إستثنائية -
فيحاربوا ، وينصروا دين الله ، ويغنموا ، ويقووا أبدانهم ،،
وتقع عنهم صفة "الخنوع" لمن كان مدنياً مسالماً على الدوام ،،
كما تقترن صفة الوحشية فيمن كان عسكرياً طوال الوقت ؟؟


ألم تنهر تلك الخلافة الإسلامية فى عهد العثمانيين ، اللذين علموا العالم أساليب الحكم وقوانين " الدولة " الأكثر تعقيدا فى التاريخ ؟؟

********

أوجه ذلك أيضا إلى من ضحكت له من جهلهم الأمم ممن أصابهم الفالج عندما سمعوا الإشتراكيين الثوريين يدعون لإسقاط الدولة ، وحسبوها "الـوطن" ، وهم لا يعلمون أنما تحدث هؤلاء عن إسقاط " مؤسسات دولة الباشا ودولة رئيس الوزراء"  ،، ألم تسمعوا تلك التعبيرات فى أفلام قديمة " دولة الباشا ودولة رئيس الوزراء"؟؟!!


إنها ألة الظلم والبطش التى تفسد من تستمر فى يده فى أغلب الأحوال .


إلى من تنتقد الإشتراكيين الثوريين. دعنى أتقمص دور أصحاب اللحى و أسألك :
أين كنت من مائة عام وهم يسجنون ويتكل بهم وهم أصلا الزاهدون فى ترف الرأسمالية ؟؟


عزيزي  التـائـه ،، هل هناك حل أخر تملكه لتفكيك مؤسسات أمن الدولة والمخابرات العامة والعسكرية والأمن الحربى والتحريات والشرطة العسكرية ورئاسة الجمهورية والحرس الجمهورى والرقابة الإدارية اللذين يدينون بالولاء الكامل -  عن إرادة أو تهديد -   لنظام ثالوت الطاغوت ( مبارك سليمان طنطاوي ) ؟؟

كيف ستعالج قضايا كل المؤسسات الكبرى الاخرى : القضاء- الحكم المحل البترول الزراعة الهيئة العامة للاستعلامات الإعلام مصر للطيران مافيا الخصخصة وبيع أراضى الدولة مافيا الأدوية واللقاحات مافيا التعليم الخاص بدون أن تسقط كل تلك الأجهزة وتبنيها من جديد مهما كان الخطر ومهما كانت التكلفة ؟
هل يستطيع بشر تقويم ذلك دون حل " جراحي " جذري  ،،  أو "نـار" تنقى الخبث عن أصل المعدن ؟؟

******** 

يا أصحاب اللحى هل تريدون المقولة التى قيلت قبل قرن عن مقارنة حضارية أن تنطبق داخل الوطن الواحد فيصبح لدينا ( إسلام بلا مسلمون ومسلمون بلا إسلام ) ؟؟

********

لقد أصبحنا فى زمن لبس فيه اللص (الفلول) رداء الوطنية  ،،   والسفيه (عكاشة) رداء الحكمة   ،،
  والجاهل (حزانى حرق المجمع العلمي) رداء العلم والحضارة   ،،    والمريض نفسياً ( خالد عبدالله ) رداء شرع الله  ،،

وعم ( العبط ) أرجاء البلاد وعاش الجميع فى ( هالـووين ) مستمر !!!!!