المشاعر في الإسلام ،، بين دعاة "بغض" الكفار ،، و "تقديس" الرومانسية ،، و الحب الأسري
الأصل أن فطرة الانسان "جبلت" على حب قيم و أشياء وأشخاص و كره أخرى ،،
ففي كل الحضارات – الا ما فسد منها – أحب الناس الصدق و الجمال ،، المال و البناء ،، الولد و الأهل
و كرهوا الظلم و المرض ،، المجاعة و الوحدة ،، السفيه و الخائن ،،
و بين طرفي الحب الجارف و الكراهية التامة تتأرحج مشاعر الناس حسب الأهواء و المصالح ،،
و الاسلام ككل نظام مجتمعي متكامل لا يأمر أمراً ( إستاتيكياً) بخصوص المشاعر ،، بل يحدد مساحة للتحرك (الديناميكي) لطريقة التعبير عن المشاعر ، و ليس للأحاسيس الانسانية نفسها.
فبينما يستخدم الشرع الحد الأدني لتعبيرك عن حب الأهل و العشيرة – و هي المودة – كحد أعظم للتعبير عن لمشاعر لا يجوز وجوده ناحيتهم إن كانوا أعداءاً لله : (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) ،
يحدد درجة - البر و القسط – كحد أدنى واجب وجوده لتعبيرك عن حبك الفطري لبني البشر حتى ممن خالفوك العقيدة (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) .
في المثالين تضع الشريعة الاسلامية السمحة حدوداً "يجب" عليك ألا تتجاوزها لتعبيرك عن المشاعر ،،
- في الأولى حداً أقصى لمن "جبلت" على حبهم من أهل و عشيرة ،، لكن حرمت التعبير عن مشاعرك نحوهم لإيذائهم شريعتك و معتنقيها ،،
- و في الثانية حداً أدنى لمن "جبلت" بنقص إنساني على التحزز منهم كونهم مخالفين لك فيما تراه صواباً ،، فمنعت بأمر من خالق الجميع من إضطهادهم إرضاءاً لهوى نفسك .
ما ذكرت - رغم حلاوة القيمة التى يمثلها و هي المحبة - ليس هو النقطة التى أريد إظهارها ،،
اللذي أريد توضيحه في الحقيقة هو أنه في كلا المثالين و فيما سواهما لم يرد أمر في المشاعر ذاتها ،، لم تؤمر بحب شخص أو شيء أو قيمة و لا بكرهها ،، إنما أمرت بألا يتجاوز تعبيرك عن مشاعرك حداً معيناً ،،
و هذا الحد – لو تدبرناه - هو حد أثر مشاعرك تلك على المجتمع ، و ليس أثرها في وجدانك . !!!
علمنا ديننا أنه (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) ،، فمن من بني البشر يسعه تغيير مشاعره بالأمر ؟؟
***********
إذا ففيم تقديس المشاعر ؟؟
و هي علامة ضعف الإنسان ؟؟ و رد فعل لغرائز يتساوى فيها مع الحيوان اللذي لا مزية له عليه إلا العقل ؟؟ أليست الهوى مضاد العقل ؟؟
لماذا نتباهى بها و هي نقيصة ؟؟ لماذا نتفاخر بما هو نتيجة كمية لا تساوي حجم ذرة رمل من هرمون ؟؟
إذا كان ذلك إنتصاراً لكافة مكونات الكيان البشري من قوة و ضعف ،،
فلماذا لا نطبق نفس المبدأ على البول و البراز ؟؟
لماذا لا نتفاخر بهما ؟؟
أرى أن تقديس المشاعر ما هو الا نوع من ضعف الهمة في مواجهة الرغبات البشرية ..
و تكريس ذلك التقديس إنما يقوم عليه من كان من مصلحته الشخصية نزع عقول البشر ،،
فهو " تـاجر مـمنوعات قلـبية " ،، يعرض بضاعته لطالبها ،،
الذي يشتريها ليملأ إطاره البشري المنقوص بسبب نقص عقله ب" ديكور بشري " متوافق على استحبابه ،،
فيمتلكه التاجر بقوة شغفه و إحتياجه للبضاعة السيئة !!
و لهؤلاء التجار أنواع :
* منهم تاجر المشاعر الدينية ،، و هو أقواهم ، و ثمن بضاعته يقبضه منك اتباعاً و توجيهاً ،،
* و أكثرهم ضرراً ،، تاجر مشاعر الأبوة و قوامة الرجولة من ولدك و زوجك ،، فبتلك المشاعر قد تبيعه ضميرك و كرامتك فتختلس و تفسد في الأرض .
* و أوضحهم تاجر مشاعر العشق ،، و ثمن بضاعته مال تدفعه في شراء مواد تكريس العاطفة بين الرجل و المرأة من أغانٍ و قصصٍ و هدايا !!
** فأما بيان كذب التاجر الأول فلن أورد له في هذا المقام أمر إستغلاله لمشاعرك ليجبرك على ان تأتي – عن رضا – ما يراه هو أو يبتغيه ،، فقط سأفند نوعاً من "زيف" المشاعر السلبي في أوامر دعاة "بغض" من خالفنا ديننا :
- صحيح أن الأصل فى العقيدة الأحادية ،، فلا يعقل أن يعتقد شخص واحد صحة عقيدتين دينيتين فى نفس الوقت ،، وبالتالى فالمسلم والمسيحى - بضرورة المنطق - يرى كلاهما فساد معتقد الآخر حكماً ،،
فشخصيا لا أرى بغضاء أو حتى غضاضة فى أن يرمينى مسيحى بالكفر ..
ولكن الاسلام الذى أمرنا - منطقياً - برفض العقائد الأخرى عقلاً وقلباً ،، ألزمنا – إلزاماً و ليس إختياراً - مع ذلك بأمرين مهمين :
هما حفظ حق الآخر في الإعتقاد ،،
وكذلك البر والإحسان إلى ذلك الآخر ،، طالما لم يعادينى إنسانياً ولم يحاربنى عقائدياً .
- تأملوا معى الآيات والثوابت التالية :
( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم ).
هل تحتمل تلك الآية أكثر من تفسير ؟؟
تأمل ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) - فبعيدا عن زلتنا الحالية بتقصيرنا فى إعداد القوة الفردية ورباط الخيل العتاد لتلقى الرعب فى قلوب عدونا فلا يفكر فى استباحة أرضنا - تأملوا معى إلى من توجه هذه القوة ؟؟
من الذى علينا إرهابه ؟؟ إنه عدو الله وعدوكم ،، من هو العدو ؟؟
هل العدو هو من لا يعاملك ؟؟ هل هو من لا يعترف بمكانتك ؟؟ هل العدو هو من يكرهك ؟؟
أرى أن من كان للحق ناشداً لا يعادي إلا من يؤذيه ،، او من يقطع بإمكانية و نية أذاه له ،،
ولا أفهم كيف يصدق دعاة " البغضاء " أنفسهم وديننا المنطقى لم يأمر أو ينهى أبدا فى المشاعر الإنسانية المتفاوتة !!
فرغم تعدد آيات الإلزام بالاحسان ،، لم يرد نص واحد بضرورة حب الوالدين ، أو الزوج ،،
و لكن نص على البر و القسط ،، أوالمعاشرة بالمعروف .
وحتى عندما يقول صلى الله عليه وسلم فيما معناه " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده " كان التفاضل المذكور فى الواقعة بين أبى بكر وعمر فى كم الإنفاق فى سبيل الله ،، فأحدهما أنفق نصف ماله والآخر أنفق ماله كله ،، وتفاضل فى التضحية فأحدهما تلكأ فى فكرة فداء حياة الرسول علية الصلاة والسلام بنفسه ، والآخر عرض تلك التضحية دون تفكير .
أفليس أولى بالبغض من أصحاب الملل الأخرى بغض الشيطان نفسه ؟؟
هل هناك نص يفهم منه "كره" الشيطان ؟ أم أن كل النصوص تدعو الى "الحذر" منه ، أو تأكيد عداوته لبني البشر و كرهه الخير لهم ؟
أين هو أصلا التكليف بالبغض أو إبدائه لأى شخص أو في أي موقف سوى فى أمر أن " يتمعر وجهك غضبا لإنتهاك حرمات الله " وهى كبائر الأمور لا يرد فيها تفاوت الشعور الإنسانى قبل العقائدى لكل ذى قطرة سليمة ،، كمثل حرمة النفس ، والعرض ، و حرمة بيوت الله و كتبه المنزلة ؟؟
أين تمعر وجوهكم بالغضب يا دعاة "بغض الكفار" ؟؟ ألم تنتهك تلك الحرمات كلها تحت سمعكم و بصركم ،، و أحياناً مباركتكم ؟؟
** ديننا الكامل المنطقى لم يأمر الإنسان بما ليس له في أمره شيء ،،
فالقلب ومشاعره ملك مقلبهما سبحانه و تعالى ،، والهوى فى النفس من شرها ومن الشيطان ،،
و هذا بالضرورة يسقط دعاوى بغض أصحاب الملل الأخرى ،،
بل يصل بها إلى "الكراهة" و يصل بالداعي لها للوقوع في "الحرمة" أن هم لم يؤذوننا فى أنفسنا ، أو فى دين الله ،،
و ان كنت أعتقد مرد تلك الكراهية كلها إلى العنصرية البغيضة التى تسيطر على النفسية العربية عموماً كرواسب للقبلية ،،
أو كرد فعل لقرون من القهر والإستبداد ،،
فانطبع ذلك في دعاوى "بغض" الآخر اليوم ممن لبسوا بالباطل عباءة شرع الله .
- يا من تدعو إلى "بغض" أهل الكتاب : هل ديننا دين نفاق ؟؟ هل ديننا دين كذب ؟؟
حاشا لله ،، بل هوى هوى نفسك الفاسد ،،
لقد أنزل الله سورة كاملة إلى جانب عشرات الآيات المتفرقة لذم النفاق و الكذب و كل قول زور ( فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (الحج: من الآية30).
و عن أبي بكر – رضي الله عنه – قال : قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ( و كررها ثلاثاً ) ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : الإشراك بالله و عقوق الوالدين و جلس وكان متكئاً فقال : ألا و قول الزور " قال : فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت ). رواه البخاري و مسلم.
و لمالك في الموطأ: قيل: (يا رسول الله، المؤمن يكون جبانا؟ قال: نعم، قيل: يكون بخيلاً؟ قال: نعم، قيل: يكون كذابا؟ قال: لا. )رواه ابن أبي الدنيا.
هل رأيتم أين موضع الكذب من الإسلام ؟؟ لا يجتمع إيمان وكذب أبداً ،،
ولا يحل إلا فى مواضع ثلاثة يعلمها الجميع من كذب على العدو - فى الحرب وليس كما يعتقد البعض إباحة الكذب فى السياسة عموماً !! - ،، وعند الصلح بين المتخاصمين ،، ولإرضاء الزوجة بذكر محاسن ليست فيها .
- لكن لماذا ذكرت في حديثى الكذب والنفاق ؟؟ ذلك لأن من إستجاب لدعوى البغض هذه وقع فيهما إن فعل ما أباح الله مما يلي :
هل يستقيم أن يبيح لنا ديننا الحنيف الزواج من أهل الكتاب وأكل طعامهم وفى نفس الوقت يوجب بغضهم ؟؟
أى خسة أن تأكل من طعام من تبغضه سراً و تتظاهر بمودته ،، وأى صفاقة أن تأكله معلنا تلك البغضاء ؟؟
كيف يفرض عليك أن تعاشر بالمعروف زوجتك الكتابية ، و يحثك الله على مودتها و رحمتها ؟ في نفس الوقت اللذي ( تدعي ) انت فيه أنه أمرك بكرهها ؟؟
كيف تطأ امرأة وأنت تكرهها ؟؟ أى شهوانية وضيعة تلك ؟؟
كيف لا تهنأها بعيدها إن حل وحلت معه فرحتها ؟ ؟
هل هناك شرعية دينية لحبسها عن أداء مناسك دينها ؟؟
كلا ليس لك منعها عن دينها ،، صحيح أنه من حقك أن تأمرها ألا تمارس ذلك بحضور أولادكما حتى لا يقلدوها ،، ولكن هل لك أن تمنع ذلك عنها فى غرفة مغلقة ؟؟ طبعا لا يمكنك ذلك شرعا ،،
وعليه ألا تكون تلك الغرفة كنيساً يمارس فيه ما تعتقد أنه كفر ؟؟
هل إذا تهدمت تلك الغرفة من بيتك تأثم لإصلاحها لإعانتك أهل الكفر على كفرهم ؟؟
كما يقول الداعون إلى عدم السماح لأهل الكتاب بترميم كنائسهم ؟؟
يامن اتخذت دين الله مبررا لما تهوى نفسك العنصرية : لقد قال الحبيب عليه الصلاة والسلام " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ،، ولم يقل لأبرر الأهواء ،،
(البر حسن الخلق و الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) قالها صلى الله عليه و سلم مخاطباً الفطرة السليمة للبشر .
هداكم الله إن كنتم عن طريقه ضالين ورفع فتنتكم إن كنتم للبغض قاصدين .
**********
إذا فما بال مشاعر الانسان الطبيعية الفطرية ؟؟
أهي خطيئة فتترك ؟؟
أم هي كنز فترعى و تحرس ؟؟
في رأيي الأمر يختلف بين نوعين من البشر :
فللخواص :
أرى تمكن المشاعر منهم أمر معيب منتقص ،، يدفعهم إلى أعمال لا منطقية ، وأراء مبنية على الأهواء ، و إنشغال عن أداء مهمة أسمى من مجرد التناسل والبقاء .
أما للعوام :
فشرعاً الأصل فى الإنسان أنه حر ( الأصل في الأمور الإباحة ، ما لم يرد نص بالتحريم ) ،،
فليفعل الإنسان ماشاء ،، يحب ما يشاء ،، ويكره ما يشاء ،،
و دوماً صنع الشرع الحنيف ، و صنعت الشرائع السابقة برسالاتها ، و الحضارات بقوانينها حدوداً على مر العصور لتحديد حدود حق الأشخاص فى إبداء تلك المشاعر والإنصياع لها .
**********
و قد نظم ديننا تلك المشاعر ،، فترك لك حرية أن تحب وتكره دون إلزام ،، ولكن بضابط وحيد تهذب به مشاعرك قبل أن تبدأها ، و حينما تكتشفها هو :
( أن تحب إن أحببت فى الله ،، وأن تكره إن كرهت فى الله )
أي في سبيل الله و بما لا يتجاوز حدود الله ،،
و أمر المؤمن كله يمكنه أن يجعله في سبيل الله إذا إنتوى ذلك ، حتى شهوة جسده إذا جعلها في حلال و قصد بها عف نفسه عن الحرام ، أو طلب ولد يصلح في أرض الله ،، كانت تلك المتعة في سبيل الله !
و كل ما سبق بالضرورة يسقط أساطير العشق الرومانسي والهوى الأفلاطوني بين الرجل والمرأة ،، و حب الأهل و العشيرة و الولد ،،
ليوضع ذلك الإحساس فى وضع الاباحة ، بدلا من تقديسها اللذي تصدره لنا آلات إعلام عصرنا ،،
يسقط الشرع صنم هاتين المتعتين الفتنتين من نفوس البشر كتتميم لمكارم أخلاق البشر ، بعد أن أراد الله أن ينحته الشيطان داخل تلك النفس التى جزء منها شهواني أمار بالسوء بالفطرة ،، حتى لا تتحقق فتنة حب الدنيا والشهوات : (زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب ) ،،
شرعنا يجعل قيمة حب الولد و الأهل أدنى من حرمة مال الناس و بالتأكيد أدنى مخالفة شرع الله ،، فرسولنا الكريم رغم حبه الفطري لإبنته قال (وايم الله ! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) !
و رغم ما يأمرنا به ديننا "بإظهار" الود و الاحسان للوالدين حتى و لو كانا كافرين ، حفاظاً على غريزة حب الولد اللامشروطة – و التى ترتكن بالأساس على إفتراض مودة ذلك الولد لوالده حين يكبر - ،، و رفقاً بغريزة حب الوالد ،،
رغم ذلك ينهانا عن مودتهم إن هم إعتدوا على دين الله و متبعيه كما أنزل الله سبحانه و تعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) كما قال مفسرون لوماً لأبي عبيدة عن تجنبه قتل أبيه الجراح في معركة كان أحدهما "الولد" يحارب في سبيل الله ،، و الأب "الجراح" يقاتل المسلمين ليكرههم عن دينهم !!
إذا وجب أن يكون الحب حباً في الله ،، و الكره كرهٌ في الله .
**********
و سوق التاجر الثاني هي في هذا النوع من المشاعر ،، حب الأهل و الولد ،،
و هذا التاجر ليس شخصاً غريباً عنك ،،
قد يكون زوجةً ، أو أباً ، أو أخاً ، أو صديقاً ينصحك ب " ترك شيء لأولادك " ،، أو يكون هوالولد نفسه ،، أو حتى نفسك الأمارة بالسوء تجرك الى الضلال ، و تجر مجتمعك إلى الانحلال ،،
فما أكثر الأمم – و نحن منهم – من أهلكها طلب حاكم الملك لإبنه من بعده ،، أو عشقه إمرأة فلا يرد لها طلباً ، حتى و لو تجاوز في ذلك حدود الله .
لكن تزيين حب شهوة النساء المذكور في الآية الكريمة يحارب له بشق الأنفس تاجر المشاعر الثالث : تاجر مشاعر الغرام و اللوعة ،،
و هذا النوع من تجار المشاعر أقلهم خطراً ،، فرغم حلاوة بضاعته المزيفة و اتساع انتشارها ،،
إلا أن كل هدفه هو مال يجنيه من وراء شهوة جسدك !! من شرائك كل مستلزمات بضاعته " المشاعرية " من فنون إنسانية مصبوغة بلون حب الجنس الآخر ، من حلي و ملبس و حتى أدوية و ألعاب !!!
و هو أقل ضرراً كثيراً من التاجرين الآخرين ،،
فبينما يمكن حتى للعقلاء أن يموتوا - عن رضا - في سبيل بضاعة التاجر الأول ،،
و بينما قد يخسر الغافل الكرامة في دنياه أو النعيم في آخرته من أجل بضاعة التاجر الثاني ،،
إلا انه لا يلقي بنفسه الى التهلكة من أجل بضاعة التاجر الثالث إلا من غاص في بحور السفه !!
_______________________________
________________
مقالات
أخرى حول الموضوع لنفس الكاتب :
(
المشاعر في الإسلام ،، بين دعاة "بغض" الكفار ،، و "تقديس" الرومانسية
،، و الحب الأسري )
نظرتي
لملمح من العقيدة المسيحية بين المحبة و البراجماتية
(لا
يوجد في الإسلام أمر "واجب فقهياً" بخصوص أي مشاعر،إنما نحاسب على
"طريقة تعبيرنا" عن تلك المشاعر بالقول و الفعل)
النصارى
الكلمة المختلف على معناها مع أن المعنيين جيدان،و التشاحن حولها ليس إلا "واجب
عرب" يقدمه كل لدينه بدون تفكير أو إحسان ظن بالآخر
كل
عام و أنت بخير يا صديقي و جاري و شريكي المسيحي بعيدك رغم أنف السفهاء
أكثر من رائع ....
ردحذفأشكرك
حذف