* هناك من
يستاء بشدة من لفظة "متأسلم" و يعدها أحياناً على إنها
نفي لإسلام من يوصف بها ،، رغم أنها
لغوياً على وزن و معنى"متصنِّع" ،، ليس متصنع الإسلام
ذاته و إنما متصنع الإستماتة في الدفاع عنه و هو "حقيقةً" غير ذلك ، إما
عن جهل أو عن سوء نية للتربح من وراء ذلك التصنع ،،
- وحتى لا
أرمَى بالتهمة الشهيرة المضحكة "التعميم" أخص هنا بالذكر فئتين : الإخوان و حزب النور ،، و إليهما أقدم حديثاً
صحيحاً و من أصح كتب الحديث (مسلم) :
- أن قريشاً أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت في عهد
النبي صلى الله عليه وسلم . في غزوة الفتح . فقالوا : من يكلم فيها رسول الله صلى الله
عليه وسلم ؟ فقالوا : ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد ، حب رسول الله صلى الله عليه
وسلم ؟ فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم . فكلمه فيها أسامة بن زيد . فتلون وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقال ( أتشفع في حد من حدود الله ؟ ) فقال له أسامة
: استغفر لي . يا رسول الله ! فلما كان العشي قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختطب
. فأثنى على الله بما هو أهله . ثم قال ( أما بعد . فإنما أهلك الذين من قبلكم ، أنهم
كانوا إذا سرق فيهم الشريف ، تركوه . وإذا سرق فيهم الضعيف ، أقاموا عليه الحد . وإني
، والذي نفسي بيده ! لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) ثم أمر بتلك المرأة التي
سرقت فقطعت يدها .
- الراوي:
عائشة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 1688 خلاصة حكم المحدث:
صحيح
- كيف قفزتم على هذا الحديث إذا كنتم فعلاً من أهل
السنة و الجماعة كما صدعتم رؤوس العوام و الخواص ؟ أهل السنة و الجماعة الذين تقوم
عقيدتهم على إستمداد الشريعة من مصادر ثانيها صحيح السنة !
- ألم
تسمعوا بالحديث السابق ؟ ألا تعلمون انه لا يملك تعطيل حدود الله إلا هو سبحانه أو "ولي الدم" و ليس "ولي الأمر" ؟ ألستم انتم من جعل من
شرع الله فزاعة للعوام بترككم عرض درره و الإكتفاء بالنواح بأن تطبيق الحدود لا
تنازل عنه ؟
- أم أنه التدرج ؟ أخبرونا بالله
عليكم كيف يكون التدرج هو "الترك" ؟ بل قل هو "النقيض" بأن نقيم العقوبة على الضعيف المضطر للخطأ و نكرم عتيد الإفساد و
متعمده فقط لأنه قوي ذي شوكة ؟!
- أم أنكم
أفتيتم بضلالات "فقه الإستضعاف
و الضرورة" التي إبتدعموها و التي حتى إنتفت ظروف تطبيقها بأن من حق ولي
الأمر تعطيل حدود الله ؟ إن كان الأمر كذلك فهل تعطيل الحد "إنتقائي" يفرق بين مرتكبي نفس
الجرم ؟! و هل هذا التعطيل "سري" لا يطرح قراره و مبرراته على
الناس ؟!
- كيف عاقبتم الثوار و آحاد الناس أو وافقتم على
عقابهم "بقانون عام" أثناء "ظرف إستثنائي" و هو الثورة ؟ بينما غللتم يد هذا القانون العام عن عقوبة أصحاب
السلطة و الجاه وهم أصلاً أهل لقانون حساب إستثنائي على ما إقترفوه ؟
- كيف
يحاسب من سرق عصا جندي أمن مركزي و هو في حالة
دفاع عن النفس بالقانون العام على أنه إعتداء على شرطي أثناء تأدية عمله ، و يحاسب
مسالم ضبط بمطواة يدافع بها عن نفسه في
الطرقات في ظل غياب الشرطة على أنه بلطجي يحمل سلاحاً أبيض ؟ كل ذلك بدعوى سيادة
القانون و حفظ كيان الدولة بينما يترك سحرة مبارك و لصوصه الذين نهبوا المال و
الصحة و الأرض و حتى المستقبل فقط بدعاوى "المصالحة المجتمعية" أو "الترفع عن تشفي المنتصر " ؟!
- كيف عاقبتم زميلكم الشاب في البرلمان "زياد العليمي" بتهمة سب ، و لم تعاقبوا من كان يسبه على قتلاه و سرقاته ؟! قبلتم
و إحتضنتم يومها المنافق معلوم النفاق "بكري" ،،
أتقبلون المنافق و تكرمون القاتل و اللص و تجلدون
المسيء ؟!
ألا تنطبق على زياد حينها أيها الجهلاء رخصة المظلوم في الآية
الكريمة : { لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من
ظُلِم وكان الله سميعاً عليماً } ؟!
- كيف
إمتدت أحضانكم و قبلاتكم لتفيض حباً للمجرم وزير الداخلية و كدتم تفتكون بأبو حامد عندما قدم دليلاً "قد يكون مزوراً" عن جرائم الوزير ؟
أحتضنتم
القاتل و عنفتم المزور ؟!
فلتذهب كل
أفعال و أقوال أبو حامد إلى حيث تستحق فهذا ليس مجال الحديث عنه ، لكن تخيلوا معي
أيها "المتأسلمون" أن قبة المجلس المهيبة قد
وقعت عليكم جميعاً متأسلمين و زياد و أبو حامد و بكري فهلكتم كلكم معاً ، ثم بعثتم
يوم القيامة على ما مِتُّم عليه ،، فكيف سيراكم ربكم لأول وهلة ؟ سيراكم تقبلون
المنافق و القاتل ، و تعزرون المظلوم ، و سيرى أبو حامد مقدس الأهرامات و هو يحاول
إظهار حق ! فأيكم أفضل حالاً حينها أيها الجهلاء ؟!
- كيف يخرج رئيسكم الذي ضلل كثيراً ممن إنتخبوه لأنه
قادم لتطبيق شرع الله ليقر قرضاً ربوياً إستنكره هو نفسه على نظام مبارك أيام كان هو في موقع المعارضة ؟!
- و كيف
يخرج الجهول رئيس حزب النور ليحل الربا بإسم "المصاريف الإدارية" و كل متعامل مع البنوك
يعرف أن المصاريف الإدارية هي مبالغ ثابتة و لا تحتسب كنسبة من المعاملة النقدية ؟
ذلك الجهول الذي طالما تنطع "مشايخ" حزبه بحرمة الربا و جعلوا منها
الذرائع لتسفيه شيخ الأزهر الراحل و لتقرير فجور الحاكم لأنه مُحِلٌ لحرام ؟!
- تباً لكم و لما تحكمون به من هوى ،، و ياليته
هوىً نابه ، بل هو هوى السفهاء ضيقي الأفهام
لعشق تعطيل العقل ، خسيسي النفوس لطولِ فإستعذاب قهر !!
- و الله إن شباباً و لو كانوا مفَّرطين لكن تقودهم فطرتهم فينفقون في سبيل الحق جهدهم و مالهم و أوقاتهم فيقفون للظلمة أن (حاكموهم) و للأبرياء بأن تفرجوا عنهم و تكرموهم ، لهم
أقرب إلى شرع الله من متنطعين يحفظون الكتاب و العلم ليجعلوا منه أداة لتحقيق أهوائهم ،
أو ليكونوا كالحمار يحمل على ظهره أسفاراً مقدسة لا يعلم عن ما فيها شيئاً !
و إن إمتلاككم لفنون الشريعة التي تمتازون بها عنهم
لهي كإمتلاك الأبله لنفاثة في مقابل إمتلاك عاقل لدراجة ،، الأبله الخسيس سيؤذي نفسه و غيره
بالآلة الجبارة ، أما العاقل النبيل فسينفع بدراجته كل من حوله !
- أبعد ذلك
تلومون من يصفكم بأنكم "متأسلمون" ؟؟!!
- و الله
إنكم لأنتم "مأمن الحذر" الذي سيؤتى منه الإسلام لو
لم ندفع سفاهاتكم ،،
أنتم خير
جند لأعداء شرع الله ، إن لم يكن بعمالة مباشرة لم تقم عليها حجة بعد ، فبسفاهة
تقود إلى إهلاك أصحابها و من حولهم بغير عناء يتجشمه العدو في ذلك !
فستكونون
فتنة للمسلمين في دينهم ،،
و ستكونون
سبباً لموجة إلحادية تبررها سفاهاتكم مع إدعائكم الإحتكام لشرع الله و أنتم تحسبون
انكم تحسنون صنعاً ،،
و ستكون
ضلالاتكم رأس حربة في صدر الإسلام فقد قال عز و جل : { و ما كنت متخذ المضلين عضداً } .
* إتقوا الله و إتركوا الهوى ،،
إنفضوا عنكم كبر النزول على الحق و شبق حب الدنيا ،،
لا تفتوا بغير علم ،، و إتقوا غيظ القلوب ،، و لينوا
في أيدي إخوانكم .