الناس فى فهم دينهم كالناظر الى مرج فسيح ،
لو رأيته من بعيد لرأيت مساحة خضراء تعجبك و تحب النظر اليها ،،
فان اقتربت فسترى تفاصيل اشجار و ثمار فتعتقد انها أفضل صورة ممكنة ،،
فان اقتربت فتذوقت من ذلك الثمر و شممت رائحة العشب النضر علمت انك فزت بلذة اكبر ،،
و تستزيد لذة كلما مشيت فى طرقات المرج فأتقنت دروبه لتتمتع مرارا بمختلف ثمره ،،
و انت بالطبع ستحبه و لن ترضى بغيره مقاماً فتغرس فسيلاً ،
فيثمر ،،
فتطعم به غيرك ،،
عندها تكتمل سعادتك .
ذلك هو حال من رأى الدين من خارجه كما علم لنا فى اول معرفتنا به،،
فتسمع عنه اكثر فتحبه اكثر،،
فتقرأ لتفهم،،
فتتفقه لتتقن الفهم،،
فتفكر ،، فتجتهد لتطبق دينك على الحياة ،،
فتصلح حال نفسك و غيرك .
و كل الناظرين لذلك المرج الجميل من كل منظر على حق فيما وصفوا،،
و هى معجزة منزل الاسلام ، الذى نزل لكل الناس على اختلاف عقولهم ،،
فأعطى حتى لأبسط العقول منهجاً لكل امر الحياة ،،
و اعطى لمن علا ذلك على درجات مدداً من علمه لفهم بضع اصول منهجه فى التشريع للبشر ،، فكان منهم المجددون اللذين نقوا العقيدة و هدوا الى سبيل ربهم على مر حقب التاريخ.
و كل من رأى من بستان دين الله جمالاً صعب عليه "لضيق علمه" تخيل جمال اعظم ،،
و القرب هنا ليس اختيار ، و لكنه هبة من الله بمضغة من علمه يضعها فى عقول من اصطفى ،،
و هنا يظهر ضيق فهم اصحاب النظرة البعيدة ممن لا يرون الا سفحاً أخضراً ،،
فيرمون بالكفر من دعاهم الى القرب و اقسم لهم على حلاوة ثمر لا يمكنهم رؤيته و بالتالي لا يتخيلون وجوده !!.
________________________
صياميات: "الجزء الأول" من تأملات فى اعمال العقل و اختلافات الرؤى الإسلامية
صــيامــيات: "الجزء الثاني" تأملات فى اعمال العقل و اختلافات الرؤى الإسلامية
صــيامــيات: "الجزء الثالث" تأملات فى اعمال العقل و اختلافات الرؤى الإسلامية
صياميات: "الجزء الرابع" تأملات فى اعمال العقل و اختلافات الرؤى الإسلامية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق