هناك فرق بين العلوم الطبيعية و العلوم الانسانية،،
الأولى حكر على اهلها لأن فهمها يستدعي علما بأمور ليست مدرجة فى فطرة الانسان او خبرات حياته الطبيعية مثل ان يعلم الطبيب تركيب الخلية و يعلم الجيولوجي انواع طبقات الأرض تحت البحر الأحمر،،
و الثانية هى اصلا تبويب و تفسير و استناج و تطبيق لفكر و سلوك انساني وهي لذلك مشاع لجميع البشر ،،
فللكل الحق فى ابداء آرائهم فى علم ادارة الأزمات ،، و امراض المجتمع ،، و قانون العقوبات ،، و حكم بناء الكنائس ،،
ان استخدموا فى ذلك استدلالات منطقية و تحليلا سليماً لا يخالف ثوابت استقر عليها اهل تلك العلوم اجماعاً..
اقول ذلك لكي يعلم الجميع لماذا نتحدث كأطباء و مهندسين فى امر السياسة و الدين و نكره على غيرنا ان يفتي فى علومنا..
وعلى من يصادر الآخر فى رأي فى علم انساني تفنيد حجته بدلا من السخرية من ماضيه او مهنته او عدم تخصصه
**************
*** الدين بتقسيم بسيط هو ثلاثة اجزاء،،،
معاملاتك مع الله ،، و مع نفسك ،، و مع الناس.
فى الأولى يكون من اساءة الأدب ان تعمل عقلك فيما طلبه منك خالقك ان تأكدت من صحة النص..
كمثال :(و لله المثل الأعلى و لا قرين له سبحانه) :
فأنت اذا طلب منك رئيسك فى العمل بصورة شخصية ان تشترى له كيلو لحم من محل الجزارة الذى يملكه اخوك على ان تكون من الفخذ و نقدك ثمنها،،
فمن اساءة الأدب ان ترفض و هو رجل دائم المساعدة لك{المعصية}..
و من الحمق ان تشترى له كيلو من لحم الريش لأن طعمها ألذ ،، لأنك بذلك تعمل عقلك فيما ليس لك {اعمال العقل في أمر العبادات و الثوابت النصية التى لا خلاف عليها}..
و من النفاق و المزايدة ان تشترى له كيلو ونصف ، مع انه طلب كيلو واحد و نقدك ثمنه بالفعل{الغلو و مشادة الدين و المزايدة على الله الذى يحب ان تؤتى رخصه و علمنا نبيه انه لا يشادد الدين احد الا غلبه}..
و العقل السليم يقول انك تشترى اجود كيلو لحم ،، وتحفظه بعناية ،، و تغلفه فى شكل محبب ،، و تقدمه اليه مع ابتسامة تظهر حسن نيتك و سعادة بخدمته{إحسان العبادة و التقوى}
و لذلك فعدم اعمال العقل يجب فى امور مثل شكل العبادات و كيفية اداءها و المسح على ظاهر الخف و ليس باطنه ، كونها اعمال هى فيما يتعلق بعلاقة العبد بربه،،
و هى لذلك واحدة فى كل زمان و مكان ،،
فحج امرأة عام 1850 من تونس هو نفس حج رجل عام 2012 من سنغافورة ،،
كما أنه من الكبر و السفه إتخاذ العقل كمرجعية فى امور لم يقطع العلم و العقل بمنطق اتيانها او تركها مما لم يدركه بعد علم البشر ،، و قد يتوصلون اليه فى زمن لاحق أو لا حسبما يقدر العليم القدير .
و لكن هذا لا يسرى على ما هو خلاف ذلك من علاقة العبد او واجباته تجاه نفسه و تجاه الغير ،،
فهى دائمة الاختلاف و التطور بتطور علوم الانسان و ظروف بيئته و احتياجاته ،،
كما انها تتغير لاختلاف المكان و الجنس و الظروف.
من وجهة نظرى ان معجزة الاسلام الأولى هى قابليته للتطبيق و النجاح فى كل زمان و مكان.،،
و عليه يستحيل وجود قالب واحد لهذا الاسلام،،
و يستحيل استيراد نموذج ابن تيمية من الشام من عشرات القرون لتطبيقه اليوم فى مصر ،،
انما كان ذلك قالب الاسلام لذلك المكان و الزمان.
ارى ان مبادىء الاسلام لا تتغير و لا تتناقض ابدا مع العقل و الفطرة السليمتين ،،
و انه على كل امة فى كل بضعة اجيال ان تكون من تلك المبادىء الثابتة قالبا يناسب طبيعة بيئتها و بشرها،،
فقد استعملنا الله لاعمار ارضه و امرنا بالمشي فيها و التفكر فى خلقه و لتتعارف شعوب الأرض،،
و لم يخلقنا لنعيش نسخا لا منطقية"لأنها لن تناسب كل بيئة و زمن" من رؤية اى جيل ايا كان صلاحه و فهمه.
و لكل من يرى ان هناك قدسية لبشر سواءا ابن تيمية او حتى عمر و ابى بكر اقول له "لا رهبنة فى الاسلام" ،، و لا احتكار للفهم
و عقيدتى الشخصية هي "اتباع القرآن و صحيح السنة و الإسترشاد بما فعل الصحابة و الفقهاء من التابعين ممن تلوهم"
و لا احترم نظرة من يرى بان اولئك العلماء من التابعين كالأئمة الأربعة يستحيل لنا الوصول الى فهمهم للعقيدة ،،
حتى انه كان متداولا حتى وقت قريب ان باب الاجتهاد اقفل بعدهم!!!
و لا ادرى حقيقة من بيده فتح ذلك الباب أو قفله ؟؟!!
فتلك نظرة ليس فقط لا منطقية و لكنى ارى فيها وضاعة لا استمرؤها على نفسى على الأقل .
صياميات: "الجزء الأول" من تأملات فى اعمال العقل و اختلافات الرؤى الإسلامية
صــيامــيات: "الجزء الثاني" تأملات فى اعمال العقل و اختلافات الرؤى الإسلامية
صــيامــيات: "الجزء الثالث" تأملات فى اعمال العقل و اختلافات الرؤى الإسلامية
صياميات: "الجزء الرابع" تأملات فى اعمال العقل و اختلافات الرؤى الإسلامية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق