مرض "بـَــس"
!!
هو مرض متوطن في الدول العربية و بؤرته في مصر،
أعراضه تتطور على ثلاثة مراحل مرضية متتالية تنتهي بفشل
حواري حاد و إستئصال
للود و قصور
في الأفكار !
* المرحلة المرضية الأولى :
"بـَـس إفرض إن .."
،، "بـَـس إنت مش واخد بالك إن
.." ،،
و تكون تكملة الجملة إما :
الفكاكة بتوجيه سؤال تالٍ مبني
على الإجابة التي يفترض أن يقدمها هو بدلاً أن يسأل !!
أو تكون فكاكة أعلى بالقفز إلى إجابة ذلك السؤال التالي
دون أن يقدم الإجابة الأولى أو حتى يسأل السؤال التالي !!
- مثال :
س : هل تعتقد أن الديموقراطية
نظام حكم جيد ؟
ج1 : "بـَـس إفرض إننا
غيرنا الديموقراطية تفتكر يعني فيه نظام أحسن ؟"
ج2 : "بـَـس إنت مش واخد
بالك إن الناس عمرها ما هتوافق على أي نظام بديل" ،،
- و هنا لا يحضرني سوى التعليق الخالد خلود وجود العرب
: جاوب على أم السؤال
!!!!!
* المرحلة المرضية الثانية :
"بـَـس إنت مين أصلاً عشان تقول كده ،، دا إنت كذا
و كذا و تاريخك فيه كذا و كذا"
!!
- لا يعرف الأحمق أننا ملزمون بكلمة الحق حتى و لو من فم
شيطان !!
- لم يعلمه أحد أن الفكرة تنقد بنقد
عناصرها لا بنقد طارحها ،، فما طارحها إلا
كورقة كتاب أو ملف رقمي يحوي تلك الفكرة !!
لكن المزايدة و التخوين هما أساسا أسلوب عربي أصيل و هو
(التشكيك في طارح الفكرة لهدم
الفكرة) !!
- ربما يكون طارح الفكرة هو ناقل لها و ليس صاحبها ،، و
ربما يكون صاحبها و حجته واضحة ،،
كل ذلك لا يهم ،، العربي يجب
أن يخرج من أي نقاش منتصراً و لو بالباطل ، و لو شكلياً
،،
لا تهم الفكرة
، و لا تهم المبادىء
، و تباً للحقائق
،، كل المهم أن أزهو بنصر كلامي ،، و لم لا ؟ أليس العرب مجرد (ظاهرة
صوتية) ؟!
- فالعربي هو الوحيد في العالم الذي يكتسب طوله من
الوقوف على أنقاض الآخرين ،،
هو لا يبني ليعلو ،،
و لم الجهد و هو يمكنه أن يقف متطاولاً على أي أنقاض
تقابله أو يصنعها ؟
أنقاض منافس
أضعف منه ،
أو أنقاض أجداده
الذين كانوا يوماً عظماء ،
أو حتى على انقاض (هدم
خيالي) للحضارة الغربية بدعوى أنها
كافرة منحلة ،، هدم لا يوجد إلا في عقول كسولة متطاولة تثرثر في مجالس فضفضة
و نميمة لا نبل فيها و لا كرامة !
* المرحلة المرضية الثالثة :
"بـَـس إنت أصلاً مالك ،، يا أخي أنا حر في رأيي
،، و يجب عليك إحترام هذا الرأي و تعلم فكر الخلاف" !!
- ينسى الجاهل أننا بصدد نقاش حول
أمر عام و ليس شأناً خاصاً حتى يستبيح
لنفسه تبني رأي غير مبرر !!
- لا يفهم الجاهل أن موافقته على الإشتراك مع آخرين في
حوار حول فكرة ما هو إعتراف ضمني منه بأحقيتهم
في نقاشها و لا يمكنه سحب ذلك الحق من
تلقاء نفسه !!
- لا يعرف الجاهل أن تصدير رأي علني في شأن عام حتى في
أعتى بيئات التحرر يستلزم التدليل على صحة ذلك الرأي
بحجة علمية أو منطقية !!
- لا يعي الجاهل أن الإحترام غير واجب للرأي المخالف ،
إنما الإحترام واجب فقط لحق كل شخص في تبني وجهة
نظر خاصة ، أما وجهات النظر العامة لا
يكون لها الإحترام إلا عند إقترانها بمبرر يؤكد
صحتها أو على الأقل عدم خطئها !!
* عزيزي العربي ، عزيزي المصري :
أثناء الوجود في بيئة نقاشية لديك إختيارات حضارية عدة
فحاول رجاءاً إستخدام أحدها :
- يمكنك ببساطة أن تطلب
تأجيل الحوار لحين أخذ فرصة كافية للتفكير
،
- يمكنك أن
تبدي عدم إهتمامك بالأمر و تعتذر
بطريقة مهذبة ،
- يمكنك - و أعرف أنه صعب - أن تحاول الإستماع ثم التفكير ثم الرد كما تقتضي فطرة عقول بني آدم !
- و لا أريد أن أفاجئك لكن هناك حل غريب عجيب آخر
:
يمكنك أن توافق !!
تخيل !! أي و الله العظيم يمكنك أن توافق على فكرة
جديدة طرحها أحدهم و أقنعك بها !!
* صديقي العربي الأصيل المحاور الفكيك:
(رحم الله إمرىء عرف قدر نفسه)
(من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو
ليصمت)
______________________
سلسلة مقالات حول العيب الفكري العربي : التحوصل
الأيديولوجي و التمحور حول الذات و العشيرة :
سبب
تخلفنا هو الفكاكاة و التعقيد الفكري المصري المعطل عن أي تحرك لتطبيق فكرة جديدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق