* الإخوان ليسوا مجرد فريق سياسي،
إنهم جماعة مغلقة ذات رؤية ثابتة -حتى و لو كانت ضحلة-،
صنعها مؤسس و يحرسها سدنة معبد مكتب الإفساد.
-
مع مثل هذا الكيان فالحلول السياسية بالنسبة لهم يجب
أن تكون خطوات تكتيكية في سبيل الغاية التي
وضعها المؤسس،
أي حلول تخرج الدفة عن المسار " بشكل لا يمَّكن من الرجوع إليه" هو هدم لأساس مسبب وجود الجماعة و تحلق الأعضاء و المحبين حولها و
بالتالي زوال وجودها كلياً،
-
مع مثل هذا الكيان يكون تحقيقهم للهدف الأساسي للجماعة تحكمه قاعدة (كل شيء أو لا شيء)،
صحيح أنهم أباطرة الإلتفاف ، لكنهم لا يلتفون إلا
في نطاق محددين :
الخضوع للأقوى و ليس الخضوع للحق ،
المناورة في سبيل الهدف الأصلي و ليس في طريق لن يوصل إليه ، مهما بدا ذلك الطريق جيداً .
-
مع مثل هذا الكيان الذي يسيطر عليه "صقور التيار" لن يمكنهم أبداً التراجع عن الحلول السريعة للسيطرة ،
ليس فقط بسبب طبيعة تفكير هؤلاء الصقور ،
و لكن لمعرفتهم الأكيدة أن التوقف الآن إنهيار للجماعة أو نهاية لسيطرتهم هم على الجماعة ، و بداية للسيطرة المتوقعة "للحمائم" إن إنهارت إستيراتيجية
و تكتيكات الصقور هي السبب الحقيقي لعناد الصقور حتى لا يخسروا كل شيء على المستوى
الشخصي !
-
مع مثل هذا الكيان يرى معظم العقلاء اليوم أن هناك تصورين لا ثالث لهما ، بينما أنا
لا أرى إمكانية سوى للسينايو الأول فقط :
(
العناد ضد الجميع و من ثَم نهايتهم سياسياً )،
(المشاركة
مع الشعب و التوقف عن تجاهل مطالب الآخرين).
*
لكن يبقى أن نعرف أن ثمن (العناد) لن يكون (نهايتهم سياسياً) لمجرد الإصطدام بمطالب ثورية أو حتى جماهيرية ، نهايتهم لن تكون لمجرد
الأمنيات الطيبة أو لأنهم أشرار !
نهايتهم لن تكون إلا إذا مالت كفة القوة ناحية المعارضة
بأي أداة قوة :
(حشد
شعبي ، إمكانية توجيه ضربات عنف مؤثرة ، دعم من صاحب البندقية ، إعتراف دولي ، فشل
إداري مهول تسقط على إثره دولة الحكم الحالية).
*
و تجهيز البديل المتكامل القادر على إدارة دولة هو الضمان الوحيد لإمتلاك أحد أدوات القوة السابقة ،
-
فلا الشعب سيثور من جديد دون بديل واضح مهما كان طغيان الحاكم إلا إذا جاعوا !
-
و لا المجلس العسكري أو المجتمع الدولي سيدعم أيهما ثورة شعبية جديدة لا قائد لها و لا رؤية يمكنهما من خلالهما ضمان
تأمين مصالحهما ،
-
و لا حقيقة أجده أمراً أخلاقياً أن ندعو لثورة جديدة دون تجهيز بديل بينما يفترض بالداعين القدرة على تقديم ذلك البديل للمجتمع !
* و عن كل تفاصيل صناعة ذلك البديل من خطط متاحة و
عوامل نجاح و فشل متوقعين أتحدث إن شاء الله في المقال القادم .
____________________________
مقالات أخرى حول مرحلة ما بعد الإخوان : البديل :
طريقة تشكيله ، شكله و تحدياته :
سلسلة مقالات حول خيارات التجديد ما بعد الثورة و مرحلة
ما بعد الإخوان :البديل:طريقة تشكيله،شكله المقترح و تحدياته
- حقيقة الربيع العربي، و سبب إتحاد الولايات الأمريكية
و حلفاء الإخوان، و كيف نقلب الطاولة في وجه الشيطان الأمريكي بنفس خطته ؟
البديل اللازم لمرحلة ما بعد الإخوان بين الوعي ،
و خيارات التكوين ، و عوامل الفشل و النجاح المتوقعة
كيفية توجيه ممارسة الهيمنة الأمريكية للصالح الوطني
المصري الحالي رغم أطماعها و رغم الوضع الوطني المتردي (صنع الشربات من الفسيخ)!
طبيعة جماعة الإخوان و نفسية قياداتها من
الصقور،مستقبلها القريب المتوقع،واجب تجهيز البديل،وشكل البديل المقترح
سلسلة مقالات التحليل السياسي للتدخلات الأمريكية
في الشرق الأوسط منذ 2005 و حتى اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق