1-ترتيب
الأوليات،
2-ميزان
المفاسد و المصالح،
3-الموضوعية
و إستبعاد المشاعر و التحيزات المسبقة،
4-العلم
(طبيعي و إنساني و شرعي) قبل العرف المجتمعي.
أربعة عناصر لا يجب أن تترك إحداها و أنت تفكر في أي قضية
و خصوصاً إذا كانت قضية عامة.
و الترتيب السابق هو "تسلسل تنفيذ" و ليس "ترتيب أهمية" .
___________________________
*
القوى الخارجية - أمريكا تحديداً - يعتقد كثيرون أن همها
الأول هو أن تعيش دول العالم في فوضى ،،
هذا غير صحيح ،،
هؤلاء المحتلون الثقافيون السياسيون يخشون أمرين أن يحدثا
في البلاد التي يحتلونها :
1- أن تنهض تلك البلاد نهضة حقيقة مبنية على
:
أ- وصول للمعارف العلمية و ليس مجرد إستيراد التيكنولوجيا ،
ب- تكوين قوى عسكرية مهيمنة إقليمياً مقارنة بمن حولها ،
ج- إكتفاء إقتصادي مع ميل لإستقلالية القرار السياسي .
أي من هذه العوامل كفيل بتحييد أدوات السيطرة الأمريكية
لصالح القرار السيادي الوطني للدول الناهضة.
2- الفوضى العامة : فأوضاع إنفلات السيطرة
الكامل تؤدي إلى أمرين :
أ- إنعدام إمكانية التأثير الأمريكي الإستيراتيجي (طويل المدى) في سياسات تلك الدول ، و بالتالي ستضطر للتعامل معها
يوماً بيوم و ساعة بساعة ،
و هو أمر مرهق بشدة يستدعي أن يكون في مقر السي آي
إيه و الخارجية الأمريكية حكومة ظل أمريكية لكل دولة على حده !!
ب- ستتحول تلك الدول إلى بؤر تصنيع للحركات المسلحة الخارجة عن السيطرة الأمريكية ،
و بالتالي ستخلق أمريكا لنفسها تحديات جديدة بوجوب
التعامل مع لاعبين جدد ستضطر إما لإستمالتهم أو إختراقهم أو محاربتهم ميدانياً !
* لذلك
فالهيمنة الأمريكية تقوم إستيراتيجيتين تمنحانها السيطرة بأقل جهد ممكن :
1- صنع حالة من الإستقرار النسبي الإستاتيكي المؤدي إلى التعفن : بدعم إستمرار حكم الحكام العملاء التي إما صنعتهم أو إستمالتهم ،
2-
زرع أدوات سيطرة داخل هذا النظام الراكد يمكنها من خلالها
تهديد هؤلاء الحكام في حال قرر أحدهم اللعب منفرداً :
(دعم المعارضة ، منظمات مجتمع مدني ، إعلام ، تقارير
الشفافية و حقوق الإنسان ، معونات إجبارية ، تهديد بدعم الجار العدو).
* نستنتج
مما سبق أن "الفوضى الكاملة" ليست هدفاً لأمريكا في الوضع المصري ،
و هي لن تدعم إلا من سيتمكن من صنع حالة الركود السياسي
التي:
1- ستمنع قيام حركات مسلحة تهدد أمن إسرائيل و أمريكا ذاتها في بلد يشكل بيئة جيدة لذلك (90 مليون
، معظمهم أدى خدمة عسكرية ، مع أثر كبير للقوميتين الإسلامية و العربية) ،،
2-
ستمكن أمريكا من بناء إستيراتيجية ثابتة للتعامل السياسي
مع مصر كدولة تأثير و سيطرة في الشرق الأوسط ، بدلاً من ان تضطر للتعامل معها بطريقة
اليوم بيومه !
* وضعية
الركود هي ما يساعد أمريكا على تحقيق مصالحها الرباعية في مصر :
1- أمن إسرائيل
،
2- أمن القناة
،
3- بقاء السفارة
الأمريكية بالقاهرة كأكبر بعثة سياسية و أمنية و مخابراتية كمركز تأثير إقليمي ،
4- بقاء مصر
تحت مظلة هيمنة التظام العالمي الجديد بتبني الرأسمالديموقراطية و الخضوع لقرارات الأمم
المتحدة الأمريكية التوجيه .
-
و أعتقد أن توفير تلك الوضعية كان أحد شروط صفقة (أمريكا ، السيسي ، الإخوان) للخلطة السياسية الحالية ،
و إذا لم يتمكن مرسي من إظهار مقدرته على حفظ الحالة
المستقرة الراكدة في الوضع السياسي و الأمني في مصر فأعتقد أن ذلك سيضطر أمريكا إلى
نقض الإتفاق مع الإخوان ،
و يبدأ راعي الصفقة و مراقبها "السيسي" بالتصرف حسب الإملاء
الأمريكي الجديد الذي سيمليه الموقف و الذي سيستدعي بالضرورة التواصل مع البدائل المتاحة
للإخوان ،
-
سيلي ذلك التواصل أحد سيناريوهات الرحيل ربما بإجبار الإخوان على إنتخابات رئاسية جديدة يذهبون فيها بلا رجعة
،
أو سيكون هناك تعامل أكثر خشونة لو لعب الإخوان دور
الغبي في مسرحية السياسة الأمريكية و رفضوا الإنصياع لقرارات رئيس مجلس إدارة الشرق
الأوسط الذي يسكن في حصن جاردن سيتي !!
___________________________
* تشكيل بديل للإخوان يمكن أن يتم بطريقة أسهل و أقل وطنية
:
بالتواصل الأمريكي المباشر أو من خلال مندوبهم السامي
في مصر "السيسي" مع القوى التالية للإخوان في الجاهزية : تحالف الوفدوفلولوعواجيز يسار ، أو حتى حزب النور ،،
* و
يمكن أن يتم بطريقة أصعب و لكنها أرسخ و لا بديل عنها لمن يتمنى بداية نهضة وطنية
:
و هي صنع بديل من الأكفاء الوطنيين و تقديمه للشعب ،
ثم إستمداد قوة الموقع التفاوضي لذلك الكيان من تأييد الظهير الشعبي عندما تبدأ المفاوضات
- التي ستتم بالتأكيد - مع الأطراف الفاعلة في اللعبة السياسية المصرية (المجلس العسكري ، أمريكا) .
* صحيح أن هذا البديل صعب التوليف ، لكنه ممكن بإستخدام
أسلوب سريع هو (التنقيب و التركيب) ،،
تنقيب عن القلة الصالحة المبعثرة في المجتمع ،، و تركيبها
معاً لتكوين كيان قادر على التواصل السريع و التحرك المشترك و بالتالي المناورة و المواجهة
،،
نفس الطريقة التي تكون بها المدارس الحكومية المغمورة
فرقها الرياضية بأن يطالب مدير المدرسة في الإذاعة المدرسية كل من يلعب في "نادي شهير" أن يكتب إسمه
مع مدرس التربية الرياضية ، و يستعد لمشاركة زملائه في "بطولة الجمهورية" صباح اليوم التالي !
* إذا
فخيارات تفاوض أي فريق مؤهل للحكم مع تلك القوى - التي شئنا أم أبينا هي جزء من اللعبة
و الأمر الواقع - تنحصر في وضعيتين لا ثالث لهما :
1-
وضعية "العميل" الذي يقدم فروض الطاعة
و الولاء لنيل الموافقة ،
و بالتالي يكون ملتزماً "بإملاءات" من أعطاه السلطة
و من سيحرس وجوده فيها ،،
2-
وضعية "الند" الذي يقدم طلباته و
شروطه و حتى تنازلاته في التفاوض من منطلق "الإستقلالية و الإستغناء" عن خدمات التوصيل و الحراسة التي يملكها الطرف الآخر للمفاوضات !
وضعية تسمح للمفاوض الوطني بتحقيق مكاسب أكبر و إنتزاع
مصالح وطنية يستحيل أن تمنحها طواعية قوى الإستعمار السياسي بلا أداة تخويف ،
أداة لا يملكها
العملاء أبداً ،، ألا وهي قوة القدرة على تحريك شعب كامل مر عليه غزاة العالم جميعاً
ثم ذهبوا يجرون أذيال الخيبة !
___________________________
*
إلى كل الأحرار إليكم بعض الإحباط بحقيقة واقعية لا يمكن التعامي عنها و التعامل معها
كأنها غير موجودة من باب الرومانسية الحالمة :
كماشة الهيمنة الأمريكية ليس لها حل معقول للخلاص الفوري ،،
فثلاثية :
- الرقابة الفضائية المستمرة الكاملة بالصوت و الصورة ،
- و مقدرة الوصول التدميري لأي بقعة بالصواريخ و الطائرات المنعدمة البصمة الرادارية و بدون طيار ،
- و إنعدام الموردين الآخرين لك بتقنيات مضادة مع إنعدام إمكانيتك لتصنيعها ،
كل ذلك يجعل الفكاك اللحظي خياراً مستحيلاً ما لم تقرره أمريكا نفسها ،،
أو تقوم حرب تلهيها ،،
أو يخسف الله بها الأرض بمعجزة كونية !
____________________________
مقالات أخرى حول مرحلة ما بعد الإخوان : البديل : طريقة
تشكيله ، شكله و تحدياته :
سلسلة مقالات حول خيارات التجديد ما بعد الثورة و مرحلة
ما بعد الإخوان :البديل:طريقة تشكيله،شكله المقترح و تحدياته
- حقيقة الربيع العربي، و سبب إتحاد الولايات الأمريكية
و حلفاء الإخوان، و كيف نقلب الطاولة في وجه الشيطان الأمريكي بنفس خطته ؟
البديل اللازم لمرحلة ما بعد الإخوان بين الوعي ، و
خيارات التكوين ، و عوامل الفشل و النجاح المتوقعة
كيفية توجيه ممارسة الهيمنة الأمريكية للصالح الوطني
المصري الحالي رغم أطماعها و رغم الوضع الوطني المتردي (صنع الشربات من الفسيخ)!
طبيعة جماعة الإخوان و نفسية قياداتها من
الصقور،مستقبلها القريب المتوقع،واجب تجهيز البديل،وشكل البديل المقترح
سلسلة مقالات التحليل السياسي للتدخلات الأمريكية
في الشرق الأوسط منذ 2005 و حتى اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق