* ليس هناك كيان ثابت إسمه "مصر" ،،
-
فأرضها "حدودها الجغرافية" تغيرت عشرات المرات ،،
و شعبها خليط لا يمتزج من البشر يستحيل أن يتحد في صفة واحدة جامعة حتى تحبها أو تكرهها ،،
- و قطعاً تؤثر أفعال السابقين في اللاحقين ،،
-
لكن التاريخ إرادة الله ،، و لا أفهم لا في ديني و لا في عقلي سبباً للتفاخر بالأجداد و أنا لم أكن معهم حين بنوا أمجادهم !!
-
و للإنصاف فكما لا نلوم على آبائنا فقرنا ، وجب ألا نحمد لأجدادنا رفعة حالنا !!
بل الله نسأل كرمه في الضراء و نشكر نعمته وقت الترف
، و له تعالى الحمد في الحالتين .
* و من النقاط تثيرني بشدة هي إستحضار غالبية
المصريين لسطر من كتاب الأناشيد القومية عند الحديث عن مصر بأن يقولوا "دي ربنا ذكرها في القرآن" !!
ما كرامة ذكر مصر في القرآن ؟!
ألم يذكر "الكفار" مئات المرات ، و "المنافقون" لهم سورة بإسمهم ، و "اليهود" يكاد لا يخل جزء من القرآن من قصصهم ؟؟!!
أين الكرامة في ذلك ؟؟!! أي عاقل يعرف أن الكرامة ليست
في مجرد الذكر إنما بالوصف الذي وصفت به مصر في القرآن و ليس مجرد ذكرها ،
و ما {ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين} إلا سياق قصصي يختص بواقعة معينة في وقت مححد و شخوص بعينهم !!
* و الوطن هو ما "إستوطنته" أنت ،،
هو الحدود الجغرافية لنشاطك الإنساني من معيشة و إعمار
و علاقات إجتماعية ،،
و هذا الوطن يحدده نفوذ منفعتك ، و إمكانياتك للإعمار ، و لا تحدده خطوط رسمها الإنجليز يوم قسموا تركة حروبهم !!
قد نتفق "واقعياً" و "براجماتياً" بحكم ضعفنا أن نعترف بما أقره المحتل من باب توفير الخلاف و
الإحتراب لو أردنا ترسيم حدود جديدة لفصل أمم لا تنفصل أصلاً ،،
و قد نعتبر الحدود الجغرافية و المعاهدات الدولية بمثابة صك ملكية للأرض و بالتالي من حقنا الحرب دونها ،،
لكن أن نجعل من تلك القضية هي أنشودة أبنائنا و محور حياة أجيالنا و مصرف دم جيوشنا و سبب فقرنا الداخلي و نزاعاتنا مع الجيران فهو أمر غاية في السخف !
فالأصل أن الأرض أرض الله و هو يستخلف فيها من "أحياها" و ليس من رسمها على الخريطة !!
و الإنتماء الحقيقي يكون للعقيدة لا الأرض و لا العرق !
- فالرحم إنتماء أسري راسخ ،،
-
و الوطن إنتماء مكاني إجتماعي ضعيف و متبدل
،،
-
و الأمة إنتماء عقائدي ثابت بقدر عمق و إستمرار
الإعتقاد.
-
و كونك مصري هو إبتلاء نحتسبه عند الله مما يمحق السيئات !!
__________________________________
سلسلة مقالات عن الإنتماء للوطن بين الوهم و الأفورة و
التفريط و الخلط
(أنا مصري) ، أو (أنا سعودي) ، أو (أنا سوري) !!
يعنى إيه مصري ؟ إلى ماذا يجب أن ننتمي و لماذا ؟
وهم الوطن و طفولية الفخر بالأجداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق