via Ahmad Syiam's Facebook notes by Ahmad Syiam
on 8/25/11
كثيراً ما نقع في فى نفس الزلة الأزلية التى
يأتيها المسلمين منذ عهد اضمحلال الحضارة الاسلامية ،، والتى كانت سبب تخلفنا الي
الآن ،،
وهى أنك بدلاً من أن تبحث عن تعاليم دينك لتنفذها ،،
تبحث فى نصوص دينك لتجد ما تبرر به فعل ما تشتهى نفسك ،،
حتى و لو لم تجد ذلك ،، أتيت ببعض كلام الحكماء
المسجوع ،
و أخفيت ما هو ضد رغباتك ،،
و أضفت اليه أشعار و مشاعر لك و لغيرك من السابقين ،،
ثم نبشت حتى وجدت رأياً لفرد أو إثنين من عهد سحيق
يوافق رأيك ،،
ثم تستخدم وسيلة من لا حجة لديه بأن تقسم على صحة كل ما سبق !!
وهكذا يصورلأصحاب العقول و المعارف الضيقة انك على
حق فيرددوا كلماتك الباطلة المعنى الجميلة اللفظ ،،
و هذا هو سبب ضياع حضارة الإسلام بعد ما إتبع اهله
زيف القول ،، فقط لأنه براق و رنان !! بدون تحكيم العقل او العلم الدينى الصحيح ، واللذان
على حد علمى لم يتغيرا حتى اليوم.
نقع في تلك الزلة السابقة خصوصاً إذا تعرضنا إلى
مواضيع يرسخها عرف سائد مثل حــب الوطــن ،،
نحن أصلاً كشعوب متخلفة حضارياً تجد أن المكانة
العليا تكون للعرف أولاً ،،
يليه الهوى ،،
يليه الدين ،،
ثم في آخر أدوات التشريع يأتي العقل ،، اللذي لا
يستخدم إلا فيما زهدت في التدخل فيه الوسائل الثلاث السابقة !!
عندما يعرض أمام العربي أمر حب الوطن ،، سيستخدم
الوسائل الأربعة السابقة بنفس الترتيب ،، فتكفيه الوسيلتين الأولتين للوصول إلى
وجهة نظر يسعد بها !!
- سيغفل كل آيات الهجرة والحث عليها ،، و التكليف بالخروج من الأرض الظالم أهلها والتى
لا تستطيع ان تقيم فيها دينك ،،
- سيتناسى أن أوائل المسلمين فتحوا أبعد بلاد
الدنيا ، و دعوا فيها الى الله ، و إستقروا بها ، و تناسلوا فصارت بلادهم ، و لم
يكرهوها ، ولم يذكروا رغبتهم فى تركها و العودة الى (الــوطـن) ،،
سينسى كذلك دعوة ابراهيم عليه السلام لمكة لم تكن
دعاء لمسقط رأسه (الذى نسميه الوطن) بل كانت للوطن الذى هاجر إليه
و نوى الاقامة به مع أهله .
سيهمل العربي ما سبق ،، ويسوق إليك كدليل غير قابل
للنقاش قول الجاحظ : "كانت العرب إذا غزَتْ، أو
سافرتْ، حملتْ معها من تربة بلدها رملاً وعفرًا تستنشقه"
و يتناسى أن ذلك كان من خلق الجاهلية ،، و إستخدم
من باب إيجاد عامل دفع نفسي للمحاربين ،،
مثله مثل الأناشيد اللا منطقية التي تستخدمها جيوش
اليوم لتحفيز و توجيه ضعاف العقول من الجنود لاستخراج كامل طاقاتهم !!
- سيستشهد بكلمات قالها الحبيب - صلى الله عليه
وسلم - وهو يودِّع وطنه مكة : "ما أطيبَك من
بلدٍ ، وما أحبَّك إليَّ ، ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنتُ غيرَك" ،،
و سيتناسى أن "المدينة" كانت محل إقامة
رسول الله و الخلفاء من بعده حتى بعد فتح مكة و سيطرتهم الكاملة عليها كنوع من
العرفان بجميل رعاية أهلها له وقت الشدة ،،
و سيتناسي أنه لا دليل فقهي يمكن إستنباطه من
الحديث السابق !!
- سيذكر حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال:
"كان رسول الله – صلى الله عليه و سلم - إذا قدم من سفر فأبصر درجات المدينة أوضع
ناقته، وإن كانت دابة حركها" - و وضع البعير، أي: أسرع في مشيه، و أوضعه
راكبه، أي: حمله على السير السريع -.،،
- و سيستدل بما قال ابن حجر في "الفتح"،
والعيني في"عمد القارئ: "وفي الحديث دلالة على فضل المدينة، وعلى
مشروعية حب الوطن والحنين إليه"،،
دون أن يرجع الى كتاب فقه ليعرف ان الأمر "المشروع" هو ادنى
درجات الحلال، و لا يعنى بحال من الأحوال أنه أمر مفروض أو واجب أو حتى مستحب!!
و لكن يعنى انه لا يؤثم من فعله مثله مثل التغوط و
التبول و ما شابههما من الأمور التى لا يؤثم فاعلها !!
_____________________
* لا
افهم معنى كلمة "المـصـريـيـن".... من هم ؟؟ اللذين
يعيشون فى مصر ؟؟
- ما هو
عامل الترابط الذى تجمع تحته عندما تقول المصريين ( بدو سيناء ،، و أبناء النوبة ،، و فلاحي الشرقية ،، و صعايدة قنا ،، و قبائل بن
على فى الغرب ) ؟؟!!
- ماذا
لو ولد فلسطيني فى مصر و لم يخرج منها
،، و تعلم و تعايش بها ،، و تزوج منها ،، هل يصبح مصرياً ؟؟
- ماذا
لو احتللنا عسكرياً حلايب و شلاتين ؟؟ أيكون من فيها
مصريين لأنها أصبحت داخل الحدود المصرية ؟؟ أم سودانيين عشان بحكم إنتمائهم
العشائري و اللغوي و العرقي و الثقافي ؟؟
- هل
المصري هو من ولد لأبوين مصريين ؟؟
- ماذا
لو ولد هذا المصري "الـبـيـور" فى الخارج لأبوين
مصريين و يحمل جواز السفر المصري هو و أهله و لا يحملون جنسية أخرى ،، لكنه في
الواقع لم يخطو على أرض مصر مرة واحدة ، و حتى أحياناً لا يتكلم العربية ؟؟!!
- ماذا
عن من يعمل بالخارج لمدة 30 سنة و مجموع ما قضاه في مصر
خلالها لا يتعدي شهرين أو ثلاثة أو حتى سنة ؟؟!!
- أعتقد
أن الصورة الذهنية الأقرب إلى نفوسنا عند إستحضار "تعريف" كلمة "مـصـري" هو الشخص "الـجـدع" ،، بمعنى أوضح "الـعـبـيـط" اللذي يتصرف بمشاعره الشهمة و بدون حسابات عقلية !!
- هل
الخط اللى رسمه الاحتلال السابق على الورق "الـحـدود" هو الذى يصنف الناس و يحدد اقواتهم و مصائرهم ؟؟
_____________________
* آسف على الإطناب ،، و دعوني أسأل :
أيصح الإنتماء لزمان ،، أو مكان ،، أو آباء ،، أو مهنة ،، أو
جنس ؟؟
أيصح أن يكون محور حياتك أو معظمها هو الإنتماء
لنادي رياضي ؟؟ قد لا تكون أصلاً عضواً فيه ؟؟
منذ طفولتي لا أفهم كيف يكون الأنسان "أهلاوي" مع أن كل اللاعبين
يتم تغييرهم ،، و كذلك المدربين ،، و مجالس الإدارة ،، بل و أحياناً يتنقلون بين
الأندية المتنافسة ،،
و مع ذلك يتعصب المتعصبون لناديهم مهما تغيرت
الأحوال !!
شخصياً أرى أن الإنتماء يجب أن
يكون لأكثر الأشياء ثباتاً و قناعةً و هى العقيدة ،،
أما واجبك نحو وطنك يأتى من باب تعمير الأرض و
السعى على الرزق ،، فإن إرتأيت أنك لا تستطيع ذلك لسبب فحاول تغييره ،، فإن لم
تفلح فلا تفسد حياتك و إهجر الأرض الظالم أهلها ، الى بلد تأمن فيه على دينك و
نفسك و مالك.
هكذا أمرنا ديننا ،، ديننا الذى لم يفرق بين عرق و
آخر ،، و لا يعترف الا بعمل الإنسان و تقواه
،، ديننا الذى ساوى بين أهل البلاد
و القادمين عليهم من بخارى و سمرقند و فارس ،، بل رفعهم عليهم احياناً لرجاحة عقولهم و اختلاف خبراتهم ، مثلما
نزل المسلمون جميعاً على رأى سلمان الفارسي فى غزوة الخندق !
هل يا ترى لو اقترحت أنا الآن أن يحكمنا " أردوجان " او " مهاتير محمد " المسلمين المخلصين لدينهما و وطنيهما هل سيعيننى احد ؟؟!!
_____________________
أنا على قناعة مما سبق ،، لكن تواجهني معضلتان:
- الأولى : أنه فى ظل النظام الدولي الحديث "على عكس العصور
السابقة" أمر الجنسية أصبح لا يستهان به ،، و تنتقص حقوقك في أى بلد لست من أبناءها
،، حتى و لو حملت جنسيتها !!
و الدليل أحداث لندن الحالية و معاملة
المسلمين الأمريكيين فى امريكا بعد 11 سبتمبر.
بمعنى أنه مهما صنعت لن تشترى لك و لأولادك وطناً
بديلاً !!
إذاً فأنت مجبر على إصلاح وطنك الأم إن كان أمر
إكتمال الكرامة الإنسانية يعنى لك شيئاً !!
- المعضلة الثانية: هي "و للمفارقة" التكليف الديني بإعمار الأرض ،، و رفع الظلم عن عباد الله بقدر
الإستطاعة ،، و إيصال أمانة العلم و العقل ،، و أخيراً تكليفنا بالضرب على يد السفهاء اللذين
يملكون النصف الأسفل من السفينة و يريدون ان يخرقوها ليرووا عطشهم من ماء البحر !!!
كما ورد فى الحديث"مثل المدهن في حدود الله
والواقع فيها، مثل قوم استهموا سفينة، فصار بعضهم في أسفلها وصار بعضهم في أعلاها،
فكان الذي في أسفلها يمر بالماء على الذين في أعلاها، فتأذوا به، فأخذ فأساً، فجعل
ينقر أسفل السفينة، فأتوه فقالوا: ما لك، قال: تأذيتم بي ولا بد لي من الماء، فإن
أخذوا على يديه أنجوه ونجوا أنفسهم، وإن تركوه أهلكوه وأهلكوا أنفسهم."الراوي: النعمان بن بشير المحدث: البخاري
_____________________
* تركت هذا الوطن يوماً لمدة 13 شهراً قبل ثورته
بشهور تعد على أصابع اليد الواحدة ، بعد أن وصل بى الحال إلى تعاطي علاج دوائي للإكتئاب من سلبية الشعب ، و فساد كل شيء حولي ،
و أنا- و يعرف ذلك من إحتك بي - أنني دائم الثورة على الباطل ،، و كم عطلني ذلك فى
حياتي ،، و رأيت من الفساد فى هذا الوطن ما لم يتسن لكثير معرفته ،،
و أراد الله أن تكون تلك الثورة و أنا خارج مصر ،،
فقررت العودة و الإستقرار بها ، و فعلت ذلك بعد 7 أشهر من الثورة ،، و كان هدفي هو التمكين للعقل و العقلاء ،، و سوف أبذل فى سبيل ذلك كل ما استطيع ،،
و لكن إذا تأكد لي أن أغلب الناس يريد ذلك ،، فأنا
لست بالحمق الذي يجعلني
أبذل كل ما أملك فى سبيل حرية و تطور من يعشق الخنوع و يهفو الى التخلف !!
و لا بالسذاجة التى تجعلني أعتقد أن الشعب المصري اللذي تغنينا بسلبيته و
عشوائية تفكيره لعشرات السنين قد انقلب حاله بصورة سحرية فى هذا العام الى النقيض
!!
أعد أن أحاول جهدي لتوحيد كلمة عقلاء هذا الوطن و
التمكين لهم ،، لأنني أؤمن :
أنه فى كل زمان و مكان هناك
النخبة و هناك الحثالة ،،
و بينهما دهماء تحملها امواج
الظروف ،،
و الفارق بين تخلف امة و تحضرها
هو اى فئة من اولئك تملك صولجان الحكم .
و نكتفى بهذا القدر،،
- مع تحيات: الباحث عن و طن يقدره ، ولا يقهره ،
ولا يسلبه حقوقه ، و يعينه على طاعة الله.
_____________________
_____________________
سلسلة مقالات عن الإنتماء للوطن بين الوهم و الأفورة و
التفريط و الخلط
(أنا مصري) ، أو (أنا سعودي) ، أو (أنا سوري) !!
يعنى إيه مصري ؟ إلى ماذا يجب أن ننتمي و لماذا ؟
وهم الوطن و طفولية الفخر بالأجداد
جبت الكلام من على لسانى مع أختلافى معك فى جعل كلمة الوطن مرادفا لقيد لا مرادفا لأنتماء
ردحذفوارى انه يمكنك ان تكون شخصيتك كأنسان مبنية على اساس الدين ثم الانتماء لمكانك بما لا يتعارض بينهما
كما أرجو الا تغفل ان الظروف الراهنة والمرحلة الحالية من تطور العلاقات بين الجمناعات قائمة على اعتبار بنية الدولة وليس الدين أو العرق " وهو ما لا يتعارض مع الانتماء للدين"
أرى ان اى انتماء لأى وطن هو عقد بنوده حقوق يوفرها لى الوطن وواجبات اقدمها فى المقابل ولا يتأتى ابدا ان يكون حقوقى هو الأحساس النفسى فحسب بالانتماء لهذا المكان
وللحديث بقية
في إنتظار البقية إن شاء الله :)
حذف