* الفقه هو "المنتج" الإسلامي الفكري الذي يفترض فيه دوام إستمرارية الإنتاج ،،
فيمكن أن ينهي جيل ما تفسير القرآن أو جمع الحديث و لا يبقى إلا إضافات
بسيطة على فترات ،،
أما الفقه فهو إحتياج يومي بل "لحظي" إن شأت الدقة
،
الفقه هو إنزال "النصوص" على "الواقع" لإستنباط "الأحكام" ،،
الأحكام التي تسير "كـل" جوانب معيشة المسلم
الممسك على دينه سواءاً بالتكليف الصريح أو بوضع المحددات التي لا ينبغي تجاوزها .
*
إذا فالفقه يحتاج إلى :
-
ذاكرة "تحفظ" النصوص ، و الآثار ، و السيَر ، و إسهامات السابقين ،
-
و عقل "يفهم" كل ذلك ، ثم "يحلله" فيفهم مقاصده ، ثم "يقيمه" و يأخذ منه و يترك ،
-
و حكمة "يستوعب" بها الواقع ، "ليستنبط"
الحكم الفقهي و يقدمه لغيره ممن لا يمكنه
فعل ذلك لعجز في علمه أو وقته .
*
و المرض الفكري المتفشي اليوم كنتيجة لإنتشار الفكر السلفي هو:
- تخصيص القدر الأعظم - إن لم يكن القدر كله - من
الجهد للبند الأول ،
-
ثم الإكتفاء و الإنكفاء على "فــهــم
الــســلف" !!
-
ثم يشرعنون هذا الإكتفاء الحصري بل و يشرعنون المذهب كله بلي عنق حديثين متعددي الرواية
،
-
ثم يغالطون في تفسيرهما بما يرفضه و لو عقل طفل !!
-
ثم لا يلفت إنتباههم أنهم لم يجدوا لمذهبهم سنداً و لو بآية واحدة في القرآن الكريم
!!
(حديث
خير القرون قرني ثم الذي يليه ثم الذي يليه ، و حديث إتباع سنن التابعين المهديين بعدي)
*
الحقيقة أن ضعف العقول لدى هذا التيار هو دافع ، و نتيجة ، و منبع إشكال لذلك المبدأ و أصحابه
و المجتمع عموماً "الإلتزام الحصري القطعي بفهم السلف" ،
-
فهو دافع لمن لم يكن له حظ وافر من العقل لأن يختلق أو يحي مذهباً يستورد فيه عقل غيره
لأن عقله هو غير كفؤ ،،
-
و النتيجة الطبيعية من سنين أو عقود من "الإلتزام" على هذا المبدأ تأخذ بلا شك من قدرات العقول التي تمارسه ،،
-
و عندما يجتمع العاملان السابقان ستجد أن التمايز و التفاضل بين هذه المجموعة البشرية بالتأكيد لن يكون على أساس العقل و العلم ،،
فالعقل "مسفه" قدره بحكم إستحباب إيقافه عن العمل كمبدأ أصيل ، فلا حاجة إليه فقد
تم إستيراد منتج "عقول السلف"
!
و العلم لن يكون مقياساً لأن أداة قياسه - مثل أداة قياس أي علم "جودة و كمية المنتج العلمي"
- ستكون معطلة تقريباً ، فالمنتج موروث أو مستورد و ليس محلي و زماني الصنع !
فيصبح التمايز الذي ينتج تفاوتاً بين الأفراد في هذا
التيار شيء آخر بالضرورة غير قوة "العقل" أو "جودة و كثافة العلم" ،،
سيكون بالتأكيد أمراً آخر ،، و لأن "اللوحة" نفسها رديئة أو معدومة المحتوى ، فبالتالي سيحصل التمايز بشيء من "الإطاريات" المحببة ،،
فيكون الفرق بين الفرد العادي و بين من ينتمي لفئة
"العـــلـــمـــاء" هو حلاوة اللسان ، أو خفة الظل ، أو طول اللحية !!
*
كل هذه المفاسد بالمناسبة ليست هي المشكلة الكبرى ،،
الأهم من كل ذلك بالنسبة للإسلام و لعموم المسلمين
هو توقف "مـصـنع الـدين" عن الإنتاج و بالتالي التسويق و التوزيع !!
نعم ،، فالفقه كما قلنا هو "المنتج" الأكثر طلباً و إحتياجاً بين المسلمين ، و هو كما شرحت يحتاج إلى "عـقل" و "حـكمة" عدمها أكثر من صدر نفسه اليوم للفتوى و الدعوة ،
فأصبح الناس اليوم نتيجة لهذه "المصيبة في الدين" التي إستعاذ منها رسولنا الكريم ، و نستعيذ منها كثيراً في دعائنا
:
- إما محب للدين خائف عليه لكنه يرى الحل في الدفاع عنه بأي وسيلة حتى و لو كانت الباطل ذاته !
-
و إما كاره للممارسات السفيهة من "العلماء" مجاهراً بكرههم ، و أحياناً
يختلط عليه الأمر لجهل فيذهب بعض كرهه للدين ذاته
،
-
و إما أحد ندرة محبة للدين تحاول تقديم إرتجالات و إجتهادات شخصية من باب حماية
الفئة الثانية من الوقوع في الإلحاد من هول ما يروه من حمق ممارسات الفئة الأولى !!
*
أحبائي و أصدقائي و أعدائي :
إذا كان هناك مصاب على طريق ، و أدركه شخص ما ، فالتصرف
الأمثل المبني على نية طيبة سيكون على حسب قدرات هذا الشخص :
-
فهو إما سيصرخ طالباً النجدة ،
-
أو سيحاول إرتجال الإسعافات الأولية من تراكمات ذاكرته و فهمه ،،
-
لذا فاليوم أستعجب على من يلوم على "الصارخين" في وجه دعاة الفتنة و الضلال !
و أستعجب على التندر و المعايرة لمن يحاول أن "يرتجل" من تراكمات ذاكرته و فهمه ما يدفع به أذاهم !
-
و أستعجب كيف لا يدرك " اللائمون" و "المتندرون" أن العقوبة و التقريع يجب أن ينصبا على رأس "المسؤول" الذي لم يوفر "الخدمة"
من الأساس لإسعاف المصاب ،
أما من حاول مساعدته بشكل غير مدروس فلا ملامة عليه
بل إنه قد يستحق التكريم !!
*
إلى الإخوة "ألتراس مشايخ" :
-
لا تحزبوا عباد الله و لا تنادوا بعصبيات كعصبيات الجاهلية ،،
-
لقد ضيع جيلنا تحصيل العلم الشرعي ، و ضيع الجيلين قبلنا فهمه و تطويره
،
أنفني جهدنا للدفاع عمن يحملون "أمـانة" فرطوا فيها على درجات ،، أم نبذله في صيانة الأمانة نفسها ؟؟!!
-
الأصل نشر دعوة الله و ليس حراسة الدعاة ،
-
و الأولى صيانة الدعوة بدلاً من "تلصيمها" ،
-
و التكليف الأوضح : أن ننصر إخواننا و هم ظالمين بأن نمنعهم بأيدينا و ألسنتنا عن أن يتموا ظلمهم للآخرين
، لا أن نحميهم - بالباطل - ممن حاولوا أن يدفعوا ذلك الظلم !!
* إمنعوهم
عن ظلمهم ،
و لا تمنعوهم ممن يمنعوهم عن ظلمهم ،
و لا تمانعوا جهد من يدافع ذلك الظلم !!
*
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
(إن
الله لا يقبض العلم إنتزاعاً ينتزعه من العباد ، و لكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى
إذا لم يبق عالماً إتخذ الناس رؤوساً جهالاً ، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا) .
اللهم إني أعوذ بك أن أضِل أو أُضل ،
أو أن أجهَل أو يجهل علي .
يعنى كدة انا ماشى صح ... بارتجل اسعافات اولية من تراكمات دراسات اولية بعيدا عن هؤلاء الماكينات العطلانة
ردحذفأكيد صح ،، و أكيد تستحق الإحترام و ليس التقريع ،، و بارك الله فيك و في من أعان الناس على إعمار أرض الله بدين الله ، و وقانا شر الفتنة في الدين.
ردحذفبالمناسبة تقدر تعلق بإستخدام فيسبوك كمان لو تحب :)