بخصوص موضوع تصويت الجيش و الشرطة في الإنتخابات اللي إتهرى
اليومين اللي فاتوا ،
و عملاً مني بأهم أسس النشاط الفيسبوكي و العمل الثوري
بأن أكون دوماً (رد فعل) اعلق على تفاهات يشغلني بها من يستفيد من خداعي بشيء تافه ليمرر شيئاً أخطر
، أحب أن أعلق على هذا الأمر !!
*
الشرطة طبعاً لن نناقشها ،، من يعتقد أنه مازال
أمل في إعتبار الشرطة كيان آدمي العقل أو الضمير أو الفطرة فهو يعاني من مشكلة
إدراكية بلا شك !!
*
الجيش - لمن لا يعرفه من الداخل - وحداته ثلاث
أنواع (و كل كلامي هنا ينطبق على العسكريين بجميع أنواعهم ماعدا القيادات
الكبيرة و الطامحين الصغار) :
-
وحدات إدارية (مدنية تقريباً) :
كل عملها اليومي مرهق و متواصل كما في كل الأمور
التي تخص السجلات و التغذية و المرتبات و العلاج و منافذ البيع و الترفيه :
و في هذه الوحدات أصلاً محدش فاضي يهرش ، و لا يهمه سياسة و لا عايز ينتخب ، و هيبقى كل همه يضرب يوم عارضة قبل أو بعد يوم أجازة الإنتخابات !
و في هذه الوحدات أصلاً محدش فاضي يهرش ، و لا يهمه سياسة و لا عايز ينتخب ، و هيبقى كل همه يضرب يوم عارضة قبل أو بعد يوم أجازة الإنتخابات !
- وحدات
قمع (شرطة عسكرية و تحريات و أمن حربي و حرس جمهوري) :
الفئة دي بالمناسبة الشرطة المدنية جنبها تبقى
ملايكة ،
و أترك لخيالكك تصور شكل تفكيرها في السياسة أو
طموحاتها في شخص من تنتخب ، و إنعكاس ده على المجتمع بعد أن أخبرك أن التعيين و
الترقي في هذه الوحدات يتناسب عكسياً مع جودة الأخلاق و الكفائة العسكرية التخصصية
و الإلتزام الديني !
-
وحدات تدريبية و قتالية (أصل وظيفة الجيش و
أكثر كثافة عددية فيه) :
دي بقى بالمختصر أماكن للأنتخة إلا إذا كان هناك
تكدير متعمد كعقاب و ليس كرفع كفاءة أو إستعداد !
الوحدات دي اللي ممكن تعيش فيها الحياة الإجتماعية
للجيش القائمة على "التنبلة" و "الهيافة" الكاملة ،
لا هم سوى الأكل و الحصول على أي شيء مجاني من
الجيش ! (ملابس ، ترفيه ، خدمات من عساكر) ،
لا مسؤولية حقيقية سوى تأمين سلاح الوحدة ،
أوقات طويلة يمكن إستخدامها في الدردشة و الحكاوي ، أو
التريقة و تقطيع فروة معرفة قديمة أو حديثة ، أو الفتي في أي أمر في الحياة بلا أي فهم
أو معلومة ، أو إفتعال خلافات أو إبداع خوازيق متبادلة عند قائد الوحدة لا لشيء سوى شغل الفراغ !
طيب إيه اللي بيمنع الخلطة المدمرة اللي فاتت دي من
الإنفجار ؟ حاجتين :
1. غياب التنافس الفكري - لأنه لا فكر فيها أصلاً و الفكر هناك مادة للتندر و السخرية منه
و من حامليه من العيال السيس خريجين الجامعات اللي فاكرين نفسهم بيفهموا - فبالتالي
حتى المختلفين في الرأي لن يتحزب أي منهما لرأيه لأنه غير معتنق له أساساً و كل
الموضوع تضييع وقت !
و لأنه لا مصلحة متحققة من تبني رأي ما ، فرأيه
مثل عدمه ، لأن ما سينفذ في الواقع هو الإملاءات القادمة من القيادة !!
2. السبب الثاني هو السيطرة الكاملة على أفراد هذه
الوحدات سواءاً :
. بكونهم يطيعون الأوامر فقط دون أن يستشاروا عن
آرائهم فيها و بالتالي يفقدون أي شعور بالأهمية أو بإمكانية التغيير ،
. و بفكرة الرشوة الإخلاقية في زيادة الإمتيازات ،
. و بالرقابة و التدخل الدائمين من الأمن الحربي و
التحريات و الشؤون المعنوية للتأثير على رأي الأفراد و طريقة تعبيرهم عنه .
-
الآن تخيلوا معي الآن أن الفرد في ذلك النوع الأخير من الوحدات أصبح مشتغلاً
بالسياسة و لو حتى بمجرد التصويت و ليس التحزب و الترشح :
. تخيلوا قعدة الضباط في الإستراحة بدل ما كانت أي هري بقت زيها زي كل حواراتنا في الشارع و الواد
النقيب ده مسك رأي سيادة المقدم و فنده و وضح إنه أي كلام و إن المقدم ده دماغه
تعبانة ، تفتكروا إيه النتيجة المتوقعة ؟!
. تخيلوا لما القائد يمسك المايك في طابور التمام
الصباحي و يرجع أفكاره السطحية في وش الطابور
،، كان الأول بيحكي في أي هري أو في شئون الوحدة ، دلوقتي إيه اللي يمنعه إنه يضيف
التاتش بتاعه في الشأن السياسي ؟ طيب لما يأفور و الطابور يقرف من هبله و يبتدي
يزمجر و يعمل صوت و حركة تبقى عسكرية إيه دي و لا مؤاخذة ؟!
. تخيلوا معايا برنس الليلالي عمنا الملازم اللي
قاعد مع سرية عساكر لأي سبب بعد ما ركن النضارة
الشمس و علبة السجاير النيكيست و ماديلية المفاتيح - اللي مش عارف يحطهم في
الأوفرول لأنه محزقه عالآخر - قعد يهذي بأي فكس متصنعاً الأهمية و الإطلاع على
أسرار الدولة ، و بالتالي هوا كمان يحط التاتش بتاعه ، فيتلقف هذا الإدراك المضروب
العساكر الغلابة و يروحوا ينقلوه لأهلهم في القرى و النجوع و العزب على إن ده رأي
داهية الحرب و السلام ؟! تفتكر ده عمل أخلاقي ؟!
* أحبائي
التائهين في دروب الخلطة المصرية و العالمية السياسية و الفكرية و الأخلاقية :
-
الضباط مواطنون مكتملي الحقوق ،،
حتى و لو إختلفنا في إشتراكهم في التصويت لإختيار "أشخاص" لإحتمالية التحيز لهم
فيما بعد ، فلا يمكن أن ننكر حقهم في التصويت على تعديلات "لدستور" بلادهم ،،
هذا الدستور ليس فقط سيؤثر في حياتهم لفترات طويلة ، لكنه
كذلك سيحدد حتى طبائع وظائفهم العسكرية تلك و إلتزاماتها و ولاءاتها !
* لكن
:
-
الديموقراطية نظام أثبت قصوراً شديداً حتى في الدول
التي تحارب من أجل نشره ،،
نظام بلي من كثرة الإستخدام و ظهرت أمراض فيه و ثغرات
يمكن التحايل من خلالها على إرادة الناس ،،
الديموقراطية - منذ عشر سنوات - تحولت من "نظام أحمق" إلى "حُـمق منظم" !!
-
و حتى لو إختلفت معي في ذلك فأعتقد أنه من المفهوم و أصبح اليوم أوضح أنه "لا ديموقراطية في مرحل إنتقالية بعد ثورة" ،،
فأنت تثور ضد "حاكم" و "رجاله" و "أدوات قمعه" و "قوانينه" و تثور أيضاً ضد "تأثيره في المجتمع" ،
. فكيف تطلب رأي المجتمع الذي تفترض أنه أصبح
مشوه الإرادة ؟
.
و كيف تحتكم إلى قضاء و قوانين لو كانوا نافعين لما إضررت أصلاً للثورة لأنهما كانا من المفترض أن
يأتياك بحقك من الحاكم ؟!
.
و كيف تأتمن رجال النظام القديم على الرقابة على الديموقراطية ؟
.
و كيف تقبل حماية تلك الإنتخابات و الشرعية المترتبة عليها ممن كانوا أدوات قمعه ؟!
- هل تعتقد أننا في وضع الأمية السياسية و حالة السيولة المجتمعية و التشرذم المؤسسي اللاتي نعيشهم يمكن
أن تؤتمن مؤسسات يتجاوز عدد أفرادها المليون و نصف من أن تتحزب لنفسها للتأثير على
القرار السياسي الوطني ؟!
-
و لو إختلفت معي في هذه أيضاً فهل ترى مما شرحته لك عن طبيعة أفراد الجيش و الشرطة
أملاً في أن تأتي ممارستهم لحقهم في التصويت بأي نفع ؟
أم ستحول الحالة المصرية من مجرد "خرابة السياسية" إلى "حريق" في محتويات هذه الخرابة ؟!
* أعتقد أننا كمصريين لسنا فقط مبدعين في "الألش" ،،
لكننا كذلك المصنف رقم واحد في العالم في لعبتي "الزن على خراب عشنا" و "البحث عن النكد بمنكاش" !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق