* في داخل كل مصري "لا يعي ذلك و لا يقاومه" مبارك صغير ،
مبارك لا يقيم العدل على نفسه ، مبارك يسفه الكفاءات
و يزدري العلم ، مبارك ينفرد برأيه و يسفه الآخر ،،
حتى و لو كنت ممن ثاروا على مبارك الحقيقي أو حتى دفعت
ثمناً باهظاً في تلك الثورة فهذا لا يعد ضمانة أنك قتلت "مبارك" بداخلك !!
-
و كذلك داخل كل سوري "أسد" صغير يعذب خصومه بفجور و دموية حتى و لو كانوا من رفقاء الثورة لكن
حدث بينهما شقاق !!
-
و داخل كل تونسي "زين" صغير يرفض اليوم أي حديث يخص الإسلام كمبدأ و ليس كإنتقاد للمارسات
السفيهة لحركة النهضة و حلافائها الإسلامجية !!
*
مقولة أن (الناس على دين ملوكهم) لا تخلو من وجاهة حقيقية ،
و بالطبع يقصد بها قبل الدين "الإعتقادي" الدين "الفكري" ،،
* و
لا أمل في إصلاح يرتجى في كل بلد حكمه طاغوت إلا أن يصل للحكم أحد نوعان من الناس
:
-
إما نوع أدرك تلك النقيصة في نفسه ، و إعترف
بها ، و إجتهد في علاجها و تقويمها ،
-
أو نوع شاء الله أن يهبه مسبقاً - كما وهب ندرة
من الناس في كل مجتمع - خلطة إنسانية من بصيرة و ضمير كانت له واقياً ضد أن يتمكن الطاغية
من إستنساخ نفسه داخله من الأساس !
* الأصل في المجتمع الذي "هندسه" مبارك هو أن ينتج
مواطن :
"أخرس
سياسياً"
و "تافه الإهتمامات"
و "منعدم أي فهم لفكرة روح الفريق" ،
-
كانت تلك هي حوائط صده المنيعة ضد أي ثورة شعبية ،
فبداهة لن يطالب "أخرس خائف" برفع مظالمه ،
و لا يعي "التافه" حجم المشاكل الوطنية فيفكر في التفاعل معها ،
و إذا حدثت المعجزة و تفاعل فإنعدام فهمه و تدريبه
على "روح الفريق" ستجعل أي حركة إجتجاجية أسهل في إجهاضها من تفريق عركة عيال إبتدائي
في حوش مدرسة ساعة الفسحة !!
* و
هذا العامل الثالث هو ما نعاني منه اليوم ،
فمئات آلاف الثوار ، الذي يزن جهد و عزم و ضمير و تضحية
الواحد منهم كتيبة أمن مركزي أو شعبة إخوان بكاملها ، لم يستطيعوا حتى اليوم الإنتصار
على هذين الكيانين لإنعدام روح الفريق ،،
-
المصيبة التي تستفز مشاعر الغضب عندي هو الممارسة الغبية التي يأتيها عدد غير قليل من الثوار "ليباهي"
بأن روح الثورة هي العشوائية !!
-
و أصل إلى قمة الإستفزاز بأن أرى نفس الممارسة تأتي من عقول يفترض بها الفهم "فتنظر" أغبى نظرية في الكون تدعي بأن نجاح الثورة - على فرض أنها نجحت أصلاً
- كان سببه أنه لم يكن لهذه الثورة قائد !!
* عزيزي
: من حقك الإنساني أن تكون أحمق ،،
-
لكن المباهاة بالحمق في مجتمع ما هي دليل على تخلف المجتمع نفسه لتقبله
لتلك الممارسة ،
-
و "التنظير" للحمق يدل أن هذا المجتمع السيء بالتأكيد ليس فقط على درجة منخفضة
على سلم التحضر ،
لكنه يعني أن هذا المجتمع يحتل تلك الوضعية و هو في إتجاه الهبوط لدرجة أقل و أحقر !!
* مثال
صغير لأحد الفئات التي كسرت حواجز الصد المباركية و خطوطه الدفاعية الحصينة هو (مجموعات الألتـــراس) المختلفة ،،
-
و رغم "تفاهة" هدف الألتراس و ممارساته ،
فمجرد وجوده ككيان "منظم" و له "صوت" فهذا كسر إرادة الهندسة المباركية و إخترق فيها حاجزين ، و هذا في
حد ذاته يستوجب الثناء ،
-
و لا يمكنك أن تلوم من "أنتج" على أنه لم يصل "للكمال" بينما هو يعيش في وطن سمته العامة أصلاً هي "إنعدام المنتج" !
*
معركة بقاء الألتراس هي تحويله من كيان "تافه" الأهداف إلى منظمة شبابية تتيح لأعضائها الترفيه و يا حبذا لو أضيف إليه التنشئة البدنية و التثقيف ،
-
لكن إصرار الألتراس على تبني العقائد الغير مبررة في العنف من أجل العنف ،
و المجموعة من أجل النادي ،
و الفرد بلا ثمن في مقابل حفظ الكيان ذاته رغم تفاهة الأهداف ،
و الإحتفاظ بالولاء لقيادات ليست على قدر المسؤولية الفكرية رغم تفانيها في المسؤولية الأخلاقية ،
-
سيؤدي كل ذلك في أحسن الإفتراضات إلى "جمود" الأولتراس في وضعيته الحالية "كوحش أعمى" يحبه الناس حين يكون ضربته الطائشة تصب في المصلحة العامة و يكرهون
سفهه باقي الوقت ،
-
و الإحتمال الأقرب إلى الواقع هو أن يتحول
الأولتراس في نظر المجتمع و الدولة و القانون إلى مجموعات لا شرعية مكروهة و مستباح
قمعها ،، تماماً كما كانت النظرة لهم قبل الثورة !
- من
كان منكم يحب الأولتراس فليسع إلى تطويرهم ،
لأن معركة تحويلهم إلى كيان نافع ليست إختياراً يخصهم كمجموعة و إنما إختيار مجتمع سيكون من حقه على أي مجموعة تعيش بداخله
أن تعيش في إطار شرعي مقنن ،
أو أن يطالب بحلهم حتى لا يتحولوا في يوم ما إلى :
منظمة "مافيا"
أو إلى جماعة "الإخوان
الكرويين" !!
*******************
"كيفما تكونوا يول عليكم" و "إذا كان رب
البيت بالدف ضارباً"،حكمتان تلخصان المشهد السياسي الشرق أوسطي !
عن حوائط دفاع مبارك، وسبب فشل الثوار، والطاغية الصغير
في داخل كل عربي، ومستقبل الألتراس المتوقع ، وأشياء أخرى!
هل سيغير الله حالنا إن غيرنا أنفسنا؟ أم أن الناس على
دين ملوكهم و كيفما نكون يول علينا ؟
__________________________________
سلسلة مقالات حول خطايا #مبارك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق