*
حكمتان - رغم أنهما لا يعدان قوانين ثابتة - إلا أنهما أثبتتا إلى اليوم كثير من الصحة
:
-
"كيفما تكونوا يول عليكم" ،،
-
" إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل الدار كلهم الرقص" !!
-
ما رأيته في مصر قبل الثورة من معاملات في الشارع
و المصالح و حتى في جلسات الإتفاق على الزيجات كان هو إنطباع مبارك في نفوس الناس
، الكل يجتهد في القهر و القمع لمن حوله حتى و لو بدون سبب ، و حتى و لو بدون فائدة
للطرف المعتدي !!
-
في سوريا : إذا إختلف الناس بينهم سبوا بعضهم
"بألفاظ كفرية" إصطنعها جيش بشار ، و إذا تعاركوا نكلوا
ببعضهم كما تنكل بهم أجهزته الأمنية !!
-
في السعودية الكل يتبنى طريقة خطاب العائلة المالكة بكل جاهليته و
غروره و تسطيحه حتى في معاملاتهم الإنسانية !!
-
في تركيا الكل يتحدث كأردوجان ، نفس الهامة
المرفوعة و البراجماتية و التفاؤل بمستقبل أفضل ، حتى المسنون يفعلون ذلك رغم أن أردوجان يحكمهم من 10 سنوات فقط !!
-
و اليوم بلينا بأحمق يحكمنا فصار خطاب عوام
الشارع و معظم خواص الإعلام و المنابر هو الآخر بدوره خطاب حماقة متكاملة الأركان
!!
* لم
نر يوماً حاكماً إستقر له الأمر دونما أن يكون إنعكاساً لفئة ممن يحكمهم ،،
لا تكابروا بقول أن "مرسي و جماعته" ليسوا منا ، إنهم منا ، و هم و حتى لو كانوا من أسوأ من فينا إلا أنهم
يمثلون شريحة لا تقل عن 20% من الشعب من الأتباع ، و المحبين ، و المجاذيب ، و المنصوب
عليهم !!
*
و أثر الحاكم في نفوس شعبه ثابت و لكنه متفاوت في درجته بين الناس ،
ربما كان صوت "أشباه الحاكم" أعلى من الآخرين لأنهم يحسون أمناً أكثر مما يحسه معارضيه ،
أو لتاكدهم أن الآخرين سيتقبلون منطق الحاكم الذي "تكيفوا" بالفعل معه .
* لكن
من المهم أن نعرف أن شعباً ما لن يقاتل من أجل الأثر الذي تركه فيه الحاكم ،
لن يحارب المصريين حاكماً جديداً فقط لأنه سيحرمهم
من قهر زمن مبارك ،
و لن يثور العربان في الجزيرة لمجرد أن حاكماً سيغير
لهم أسلوب الخطاب الذي تعودوا أن يسمعوه من لصوص آل سعود !! ،
-
الشعوب سيتطبعون دوماً مع طبع أي حاكم جديد
بعد فترة ، تذكر أن الحاكم الذي عاصرته لم
يكن هو بداية التاريخ إنما سبقه آخرون و في
كل مرة "تتكيف" الشعوب !!
- فلا
يثنيك أثر سيء قائم صنعه حاكم فاجر عن محاولاتك أن تسوس مجتمعاً بسياسات صالحة ،
و تأكد أنك لو كنت صالحاً فستترك نفس الأثر "الصالح" في قلوب شعبك ،،
فلو وفرت لهم أماناً و أعمالاً و كرامةً و حريةً و
كذلك عصاً غليظة لمن يتجاوز حقوقه ،
فأعتقد أن ذلك الشعب سيعيش بشكل أسعد من حياته تحت ظل النموذجين الحمقاوين
: القمع المطلق أو الحرية المطلقة !
*
إنطباع نفسيات الحكام على النفسية الجمعية للشعوب هي مجرد "رد فعل وقتي" ، و ليست لا "طبيعة أصيلة" و لا "أثـراً ثابـتاً" ،،
و الحكمة في معظم الأحوال تدلنا أن نحاسب و نقوِّم
"الـفاعل" و ليس "المـفعول به" !!
*
فلا تحاسب الشعوب كيف "ظُلمت" و سكتت ،،
لقد خلق الله الشعوب "لتُحكم" لا "لتحكُم" ،،
كل ما هنالك أن الشعوب "ترضى و تصبر" أو "ترفض و تعصى أو
تثور" ،،
فلم تعرف البشرية نموذجاً صادقاً حتى اليوم يمكن آحاد
الناس من صياغة القرار السياسي و الإجتماعي إلا نموذج حكم "دولة المدينة" !!
* لا
تحملوا العوام فوق طاقاتهم فتحاسبوهم على سكوتهم في الماضي ، أو حتى على عجزهم عن إجابة
سؤال سياسي في صندوق الإنتخابات !!
خلق الله البشر كل ميسر لمهمته ، هناك من يعتنى بالأُطـر ،، و هناك من
يملؤها ،، و هناك أيضاً من يحاول هدمها ،
و الكل يدافع بعضه في هذه الدنيا فلا تفرضوا على الناس
جميعاً أن يكونوا "نسخاً" متطابقة !!
-
لو تأذيت لوجود "ظالم" فاخلعه ،
ثم إحكم أنت بالعدل إن إرتأيت في نفسك الأهلية و وجدت
فيها الإمكانية القيادية التي - لحكمة الله
في أرضه - لم يمنحها لعوام الشعوب !!
*******************
"كيفما تكونوا يول عليكم" و
"إذا كان رب البيت بالدف ضارباً"،حكمتان تلخصان المشهد السياسي الشرق أوسطي
!
عن حوائط دفاع مبارك، وسبب فشل الثوار، والطاغية
الصغير في داخل كل عربي، ومستقبل الألتراس المتوقع ، وأشياء أخرى!
هل سيغير الله حالنا إن غيرنا أنفسنا؟
أم أن الناس على دين ملوكهم و كيفما نكون يول علينا ؟
سلسلة
مقالات حول خطايا #مبارك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق