* الفرق بين دراسة الطب و ممارسته هي كالفرق
بين تفسير الشعراوي و تلاوة النقشبندي !
تستغرب لأنه ليس هناك مقارنة أصلاً بين
التفسير و التلاوة و أنه لا يوجد بيبهما علاقة أساساً سوى أن كلاهما مرتبط بالقرآن
؟
أوافقك التحليل لكن ألومك الإستغراب
،
فعلاقة دراسة الطب بممارسته لا تزيد
عن أن كلتاهما متعلقة بالأمراض ، دون أن يكون هدف الدراسة هو الممارسة أو أن تكون الممارسة
متوقفة على الدراسة !
* ففي الممارسة :
الأمراض 90% منها يمكن أن يعالجه - بكفاءة - ممرض أو وصفات عمتي !
و 5% لا يستطيع أحد علاجها !
و 5% يبدع الأطباء - على إختلاف قدراتهم - في علاجها فينجحون و
يفشلون بنسب متساوية تقريبا !
أي أن "مسرحية الطبيب الفذ" هذه كلها في مجتمعنا اليوم يدفع الطبيب و المريض و المجتمع
تذاكرها من أجل علاج ناجح لمجرد 2.5% من أمراضنا !
و بالمناسبة فحتى في أكثر الدول تقدما
لا تزيد النسبة التي يفيدها الطب
العلاجي عن هذه النسبة كثيراً !
* أما دراسة الطب :
فهي تصل بك إلى طبيعة المرض بعد أن تمر
بك على وصف الحالات "الغير
مريضة" للإنسان ،
ثم تأخذك إلى مسببات المرض
،
ثم إلى طبيعته و
وصفه و طرق
إكتشافه ،
ثم أخيرا طرق علاجه ،،
لذلك فدراسة الطب تعنى بالعلوم و كذلك فلسفاتها
،
كل العلوم ، الطبيب يدرس بإستفاضة كل العلوم الطبيعية ، و أقسام كبيرة من كل العلوم الإنسانية ، حتى علوم الفضاء و الموسيقى يتعرض لها الطبيب !
و السبب أن الطبيب يدرس الإنسان و كل ما يحيط به ، لذلك فهو يدرس تقريباً كل شيئ !
- أما "فلسفات" العلوم الطبيعية - التي هي أصدق الفلسفات لأنها فلسفة الخالق في كونه و ليست
أفكار بشر يمرض و يجوع و ينفعل - فهي
لا تدرس في كليات الطب ، إنما "يستنبطها
النابهون" من
دارسي الطب ،،
* و دارسو الطب بشر ،،
و ككل البشر منهم أغلبية "مجتهدة" ، و "أقلية"
بلهاء ، و "ندرة" من "الحكماء" ،،
- "فالأغلبية
المجتهدة" تفني
أعمارها و أبصارها و حياتها الإجتماعية في التفاني في علاج ال 90% من الأمراض التي
لا تحتاج إلى طبيب أصلاً ،
إضافة إلى مساعدة مرضى ال 2.5% من الأمراض
التي تحتاج إلى مهارة طبية !
- و "الأقلية
البلهاء" يقتلون ال 2.5% الباقية من
ال 5% المحتاجين لطبيب جيد ،
إضافة إلى تحويل جزء كبير من ال 90%
من الأمراض البسيطة إلى كوارث صحية و مالية و إجتماعية !
- بينما تقرر "الندرة
الحكماء" سريعا ترك "أوحال الممارسة"
و الإكتفاء "بحكمة الدراسة" ،
ثم التوجه بهذه الحكمة إلى مجال أكثر
إفادة للمجتمع في الفلسفة أو الأدبيات أو السياسة !!
* قديما كانوا يسمون الطبيب "حكيم" ، و نقابة الأطباء "دار الحكمة" و لم يكن ذلك مزايدة ،
فدراسة الطب علم و
حكمة و أسلوب
تفكير ،
- تعلم دارسها إحترام
العلم ، و الإيمان برب العلم ،
- تعلمه قدر ضعف "أجساد" البشر ، و "حيوانية" نفسياتهم ، و بالتالي "لا منطقية" كبريائهم ، و "طفولية" كذباتهم عن و على أنفسهم !!
- تعلمه التفكير
المحيطي الموسوعي الذي
يمكنك أن "تفهم" "كل" جوانب المسألة "في نفس الوقت" ،،
"فتفكر" بشكل علمي و موضوعي في "طبيعة" المشكلة
و "درجة خطورتها"
و "طريقة بحثها" ،
ثم "كيفية علاجها" ،
ثم "طريقة الوقاية" منها في المستقبل ،،
كل ذلك في نطاق "الإمكانيات المتاحة" ،
آخذا في الحسبان كل من "طبائع و قدرات" البشر ،
و "البيئة" المحيطة ،
و "المشاكل المتزامنة" مع المشكلة الأصلية !!
* أحمد الله أني
"درست" الطب ،،
و أحمد الله أنني قررت التوقف عن "ممارسته" !!
_____________________
مقالات
أخرى حول الطب المصري الأسطوري و الطبيب المصري الخرافي :
أسطورة الطب في بلاد الجهل و مسرحية الطبيب الفذ في
بلاد الموت الرخيص !!
تكليف الأطباء حديثي التخرج بالمنطق النائية
دحض حجج رافضي الإضراب الكلي للأطباء كلمة السر إعرف
حجمك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق