قد تعتقد أنني سأتحدث عن الإخوان ،
الحقيقة أن "الطريقة الخرفانية" سابقة للإخوان بآلاف السنين ،
الطريقة الخرفانية هي صنيعة "الجيوش المحترفة" منذ أول عصور الحضارات ،
* في العموم :
- الجيوش "الناجحة" على مر تاريخ البشر هي الجيوش الأكثر "خرفانية" ،
أي الأكثر "طاعة" للفرد
القائد ، و الأكثر "ولاء" له ،
الجيوش المحترفة الناجحة تأمر الجندي أن "يطيع" بلا حدود ، و طريقتها في ذلك "تجريم التفكير" في الأوامر ،
و الجيوش المحترفة الناجحة تجرم على الجندي مجرد التفكير في من يستحق الولاء ، فالولاء بلا تفكير للقائد ،،
حتى و لو كان "إسمياً" الولاء للوطن فمجرد التفكير في سحب الولاء من القائد لتأكد الجندي من عدم
وطنيته مثلاً فهو أمر في الجندية عقوبته القتل الفوري بلا مساءلة للقائد القاتل
الغير وطني !!
للأمانة الإستثناء الوحيد الذي أعرفه
- من الأفلام - هو القانون الذي يبيح للضابط في الجيش الأمريكي عزل الرتبة الأعلى
و التحفظ عليه في حال تأكده من أن في ذلك المصلحة الأعلى للوطن أو الوحدة
العسكرية.
وقع و يقع في هذه الإشكالية كل مسلحي العالم في
وقت الفتن المجتمعية ،
فاليوم شرطتنا و جيشنا معطلة العناصر الصالحة فيهما بسبب هذا القيد (الولاء لرئيس المجلس الأعلى
للشرطة و المجلس العسكري على
الترتيب) و ليس للمهمة الرئيسية : إقامة العدالة و حفظ الأمان للمواطن !!
* الإستثناء الوحيد الذي أعرفه لهذه القاعدة في "نجاح" الجيوش هو نجاح جيش محمد عليه الصلاة و السلام :
- جيش علمه الرسول أن "الطاعة" "للحق" و ليست مطلقة "للقائد" ،،
فعلمهم أنه (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) ، و (أنتم أعلم بشئون
دنياكم) ،،
لذا فكان للجندي منهم الحق في أن "يفكر" ، "فيلوم" على القائد قراره في صلح الحديبية ، و "يسأل" في غزوة بدر
هل المكان الذي إختاره "القائد" للمعركة هو إجتهاد بشري أم وحي إلهي ؟
ثم كان من حق هذا الجندي أن "يجاب" عن تساؤلاته ، فيجاب في الأولى أنها "موحاة من الله" و
في الثانية أنها "إجتهاد بشري" ،
فيكون من حق ذلك الجندي أن "يفكر" من جديد "فيقرر أن
يطيع" في الأولى لإيمانه بعلم الله ،
و في الثانية "يفكر" و "يضيف" إلى قرار القائد قرار أكثر حنكة بإقتراح مكان أفضل للمعركة أمام
ماء بدر و ليس خلفه !!
- جيش علمه الرسول أن "الولاء" ليس "لشخص القائد" و إنما "لفكر الإسلام" ،،
فعلمهم أنه (لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطعت يدها) ، و أن (من قاتل لتكون كلمة
الله هي العليا فهو في سبيل الله) ،،
لذا فكان من حق الجندي منهم أن "يقرر" أن يستوقف
القائد "ليقتص" منه لأنه أوجعه و هو يلكزه بعصا و هو ينظم الصفوف ،
و كان من حق الجندي أن "يقتنع" بالحجة و البرهان قبل المعركة أن خروجه هذا في سبيل الله و بما أمر
الله و ليس في سبيل مغنم أو هوى رجل .
* لكن أصلاً ما هو مقياس "النجاح" ؟
النجاح ببساطة هو : الوصول للهدف ،
- و الطريقة الخرفانية تجعل الوصول "لهدف القيادة" أسرع و أضعف ،
- أما طريقة ترقية العقول و النفوس فتجعل الوصول "للهدف الأسمى" (الحق) أبطأ و أرسخ ،،
* إلى الباحثين عن "نصرةالحق" و "الإصلاح في
الأرض" ،،
حتى و لو قررتم أن تصنعوا جيوشاً أو تنظيمات من أجل ذلك ،،
فليكن هدفكم ترقية عقول و نفوس جندكم و مريديكم ، لا إكثار أو
تقوية خرفانكم !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق