نداء إلى كل داعم للثورة يعتقد أن الوقت الحرح لم يحن بعد ،
و إلى كل طيب مغيب يقول : "نديهم فرصة الأربع سنين" :
*رغم أن وجود مرسي وعصابته على مفاتيح البلد دون رقيب - سوى مجلس الشورى المعين من مرسي نفسه - هو خطر قد يؤدي لثورة جياع أو حتى حرب أهلية قريباً ،
إلا أنه فوق تلك الخطورة قريبة الأمد هناك تغييرات تخريبية تتم "يومياً" و آثار ضررها الكارثي لن نشعر به سوى في "المستقبل" ،
و المصيبة أن إصلاح مفاسد ذلك التخريب سيكون أقرب إلى الإستحالة مع كل يوم يمر ،
تماماً على غرار الألغام التي تركها مبارك خلفه مثل الشرطة الفاسدة و العشوائيات و تعاقدات الغاز و مافيات رجال الأعمال .
__________________________________
* فعصابة مرسي تزرع اليوم ألغامها الخاصة :
- في الجهاز الإداري و الرقابي للدولة :
. في المناصب التنفيذية العليا و المتوسطة و الأجهزة الرقابية بالأخونة ،
تخلق الأخونة أمراً واقعاً على أي حاكم مستقبلي ، فهو إما سيستسلم لوجودهم السرطاني ، أو سيخرق القوانين للتخلص من قبضتهم ،
و في الحالتين منظومة "الوطن" ستدفع فاتورة الأخونة إما بتعطيل تنمية ممكنة أو بإهدار قيمة القانون ،،
- في الإقتصاد :
. بالإستدانة الغير محدودة من الداخل و الخارج كمن يسحب من بنك و هو ينوي الهروب !
. و برهن أصول البلاد بقانون الصكوك ،
. و "بالبلطجة" على لصوص رجال أعمال مبارك ، ثم تحويل "الفردة" المفروضة عليهم لتصب في بحر إمبراطورية (مالك و الشاطر) الإقتصادية ،
. و بذلك حتى و لو رحلوا عن الحكم سيظلون:
يمتلكون القرار السيادي بحجم ما رهنوا من المال العام في الصكوك ، و بمدى إعتماد الإقتصاد الوطني على إستثماراتهم ،
و يمتلكون القرار الشعبي بتأييد العاملين في إمبراطوريتهم و المتعاملين معها ،،
نسخة طبق الأصل من الحزن الوطني !!
- في السياسة :
.بإقحام الدولة المصرية في حماقات تحالفات مع دول و أنظمة مشبوهة في طهران و غزة و الدوحة ،
. و التخريب الكامل للعلاقات الأوروبية الجيدة سابقاً ،
و كلا السقتطتين قد تحتاج لعقد من الزمان لعلاجهما بعد رحيل الحمقى عن حكم مصر !
. و بخلق حالة سياسية شاذة تعتمد على عنصرين:
فردية الأداء السياسي لفصيل ما ، و شيطنة كل المعارضين حتى الحلفاء كما حدث مع حزب النور ،
و الإستقطاب المقيت بإسم الدين ، فلا هم حافظوا على نسيج الوطن ، و لا هم حتى إستغلوا تلك المشاعر في تطبيق شيء من الدين !!
- في القضاء :
. بتشريعات عجيبة أولها الدستور المشبوه الأخرق ، يليه قانون الإنتخابات ، مروراً بقانون التظاهر ،،
. و بتعيين نائب خاص يجرم كل ما يضاد مصالح الجماعة بينما لا يحقق في أي بلاغ ضد أفرادها ،،
. و بإستحداث نيابة جديدة شكلها النائب الملاكي على هوى مُلاكه و سماها (نيابة حماية الثورة) لكنه لم يذكر حمايتها ممن !
بل لم يذكر عن أي ثورة يتحدت !
هل عن الثورة التي تبرأ منها أسياده قبل إندلاعها ؟
أم عن الثورة "عليهم" التي يحبسون و يغتالون شبابها كل يوم ، ثم يزورون محاضر القبض عليهم و تقارير تشريح جثامينهم !
- في الشرطة :
. لقد قرروا أن يستخدموا نفس تركة النظام القديم بنفس الوسائل ،
قرروا أن تستمر الشرطة هي حائط الصد بين الحاكم و الشعب ،
. لذا فهم لم يقوموا الشرطة بإعادة التأهيل أو الهيكلة لأنهم لا يهتمون بتغيير الوضع ،
و لم يعاقبوا المخطىء لأنهم لا يحتاجون لا لغضب الشرطة و لا حتى إلى رضا الشعب !!
. دون كل قطاعات الشرطة أغدقت الإدارة الإخوانية في الإنفاق على تسليح الأمن المركزي ،
. و رغم زيادة ظروف الإحتقان السياسي إلا أن الإدارة الإخوانية قررت أن تشعل المواجهات الثورية أكثر بإنزال ميليشياتها ،
فأصبحت الشرطة (الجهاز المسلح) بين شقي رحا :
. فإما الإنقلاب أو على الأقل الإضراب و بالتالي الفوضى ،،
. و إما الطاعة و بالتالي تحويل جهاز شرطة العادلي (المجرم) إلى جهاز شرطة (مستحق للقتل) في نظر الشعب !!
. ثم أمعنت الإدارة الإخوانية في تدمير الشرطة بمشروعين أحمقين :
أحدهما يخلق إدارة جديدة تسمى (الشرطة القضائية) ، و لن تحتاج سوى لعقل طفل لتعرف أنها ستشكل على هوى خاطفي الوطن تماماً (كنيابة تمييع قضايا الثورة) !
و الآخر هو شرعنة عمل الميليشيات من خلال التوظيف الأخرق لقانون (الضبطية القضائية) ،
ربما في أغلب الظن توطئة لإنشاء ميليشيا كبيرة لا يمتلك المجتمع الإعتراض عليها ، على غرار الحرس الثوري الإيراني الذي يسيطر به النظام الحليف للإخوان و حماس على شعبه و معارضيه !
__________________________________
* هل ما زلت تعتقد أننا لم نصل لمرحلة الخطر بعد ، و أن الشباب الذي دفع حياته على أبواب الإتحادية كان متسرعاً مستبقا للأحداث ؟!
__________________________________
* أقولك :
روح شغلك ، و صلح عربيتك ، و جوز إبنك ، و إتفسح في وسط البلد ، و إشتم شباب الثورة و النخبة ، و شد اللحاف عشان تدفي رجليك ،
و لو قلقت شوية من حال البلد و ما جالكش نوم عندي ليك منوم رائع هيخدرك تماماً :
قول الجملة دي خمس مرات بصوت خزيان و بطء إنعدام الثقة :
(ما تديهم فرصة يا أخي) !!
__________________________________
مقال آخر لنفس الكاتب حول تفاصيل الأخونة :
(هل تنكر الأخونة أم تؤيدها أم لا ترى فيها مشكلة ؟ تأمل معي ما يلي قبل أن تجيب)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق