* صديقي يا من خبرت السياسة أو التنظيمات """"الإسلامية"""" بعد الثورة ،،
أدعوك لأن تسأل نفسك :
- لماذا كان هناك قبل الثورة "إخوان" و كانت هناك
"جماعات سلفية" و لم يندمج الإثنان رغم أن كلاهما ينتمي شكلاً لفكرة "النضال من أجل الدين" ؟!
-
و هل الخلاف اليوم حقيقي أم مصطنع لتمثيل دور المعارضة الشرسة ؟!
* الإجابة أن التياران لم يكونا يوماً على وفاق ،،
- الإخوان : يرون السلفيين "متحجرين فقهياً" و "متخلفين
حضارياً" و غير أهل لحمل لواء مناصرة
الشريعة ، فضلاً على أن القسم الأكبر من السلفيين لا يشاركونهم أوهام الخلافة ،،
- و السلفيين : الجهادي منهم يرى الإخوان "متخاذلين" ،
و المستدجن منهم يرى الإخوان "خوارج على حاكم مسلم" ،
و كلهم يرون الإخوان "مقصرين دينياً" في الإلتزام الشكلي و الفقهي ، فيقصرون اللحية أو يحلقونها ، و
يجيزون الإختلاط ، و مصافحة الأجنبية ، و الحلف مع الكفار ،
و يرونهم "مبتدعة" متقاربون مع الشيعة - الذين هم أعداء السنة أكثر من اليهود و
الأمريكان كما تملي الأدبيات السلفية
المصنوعة في "نجد" برعاية
المخابرات البريطانية ثم الأمريكية - !!
* و هذا لم يتغير بعد الثورة بالمناسبة ،،
كل ما تغير هو أن الإخوان أوعزوا للسلفيين فكرة "التحالف من أجل تمكين الشريعة" ،
فخلقوا "تحالفاً" لا يتوقع له النجاح لأنه مبني على "غش" من الإخوان
، و "إكراه" من السلفيين لأنفسهم على تناسي الخلاف الأصيل السابق .
* و الإخوان "عنصريون" عن عقيدة أصيلة ،، عقيدة صنعها حسن البنا و يصوغها في تفصيل محكم
صبحي صالح !!
و السلفيون
"عنصريون" عنصرية طفولية لصالح كل من رفع لواء السلفية أو تشبه بإلتزامها الشكلي ،،
هم يدافعون عن أي "ذقن" و لو كان
خالد عبد الله الذي يعرفون جميعاً أنه عميل أمن دولة و ليس منهم !!
* و مزيج "الخلاف المذهبي" و "دونية
النظرة" المبنية عليه بين الطرفين عندما
يضاف "للعنصرية الأصيلة" في كليهما يحكم على أي "تحالف" بعدم الإستقرار أمام إختبارات الخلاف ،،
و حتى اليوم واجه ذلك التحالف تحديات عميقة تراكمت
في الأيام الأخيرة لتصنع الوضع الحالي ،،
التحديات - قدراً - جائت فقط فيما "يتحسس" له السلفيون كجزء من طبيعة ممارستهم المجتمعية السابقة ،،
* فالسلفيون يصابون "بالحساسية" من :
- "الربـا" أكثر من كل الكبائر ،،
و السبب هو سجالهم الطويل مع المفتي الأسبق "طنطاوي" حول موضوع فوائد البنوك ،،
و موضوع قرض البنك الدولي رغم بلعه مبدأياً بخدعة
تليق بطيبة السلفيين على أنه "مصارف
إدارية" ،، إلا ان الخدعة لم يكتب لها
الحياة طويلاً لأنها حقيقة كانت أقل من مستوى الجودة المطلوب ليصدقه حتى عقل طفل
!!
- التقارب مع "الشيعة" ،، فترى حوالي نصف الخطاب السلفي - خصوصاً في الخليج - هو عبارة عن
(رد شبهات الشيعة و تبيان ضلالهم) ،،
و ما فعله الإخوان قديماً لم يمحى من ذاكرة
السلفيين ،،
و أيقظ النار من تحت رماد "التحالف"
الود العظيم الذي إستقبل به "مرسي"
"نجاد" و تمكينه من دخول الأزهر و الحسين ،،
- و السلفيون "بحكم العنصرية" يتحسسون من التنكر لسلفيين آخرين ،،
و قد تراكم لديهم تحسس ضد الإخوان بعد الحكم بسبب تنكرهم
: لمجاهدي السلفية في سوريا و مالي ، و لطلاب الشريعة و حازمون و إقصاء حزب النور ،
و أخيراً إلى "القاصمة" الإخوانية بتلويث سمعة إحدى "اللحى" من كوادر النور و إتهامه بالفساد .
* الآن نعود إلى نقطة "التحالف" ،،
* فالإخوان أخرجوا - بنفوذهم لدى العسكري ثم
بقرارات مرسي - كوادر (الجماعة الإسلامية) من السجون ، و أعاد الهارب منهم و أمنه ،،
و ضمنوا بذلك تأييد أنصار تلك الجماعة في الصعيد ،
و الدعم السياسي من حزبين كوميديين للجماعة ، و صرف الإنظار عن عنف الإخوان بفزاعة
"الزمر إخوان ليميتيد" !!
* ثم ساعد الإخوان الظهور الإعلامي لقناتي (الناس و الحافظ) ، و حموهما قانونياً بعد وصولهم للسلطة التنفيذية (الرئاسة) ، و القضائية (النائب العام) ،،
- و لا يخفى على المتابع أن (زيت و سكر) الإخوان كانت توزعه
شاحنات لشركة (الناس) للتجارة و المملوكة لنفس مالك القناة ،
و خدمت القناتان هدفان في نفس الوقت :
- إنهما يظهران "بحمقهما و قلة حرفيتهما الفجة" قناة الإخوان "مصر
25" على أنها قناة محترفة في عين
المتابع : الإخواني ، و الغير مسيس ، و حتى السلفي !!
- و هما يخاطبان القواعد الشعبية من
"السلفيين" و يمليان عليهم
التوجه السياسي للإخوان ،،
و المتابع اليوم يرى كيف أن القناتين تنحازان
للرئاسة في قضية إقالة مستشار الرئاسة السلفي رغم انه من المفترض أن يحدث العكس بناءاً على "السلفية المعلنة" للقناتين !!
* و الشاطر هو من صنع حزب النور سياسياً ،،
ثم سخر له التمويل من السعودية بضربة مزدوجة أوهم
السعوديين فيها بتحقيق النفوذ
الفكري و السياسي لهم من خلال النور
، و أوهم النور بتحقيق النفوذ السلفي في
"الدستور" خصيصاً ،،
بينما هو في الحقيقة كان يلعب لعبة "ثلاثية" أخرى لمصلحة الإخوان لخلق كيان يسمح بتكوين "عش نمل" للسلفيين المسيسين يمكنه أولاً من :
"تقدير قوتهم" ،، ثم "إستغلالهم" لدعم الإخوان سياسياً من خلال المنابر التي يملكونها في مساجد
الجمهورية ،، ثم "تدميرهم"
حين تقتضي الحاجة بتدمير "عش
النمل" ذاته سياسياً أو أخلاقياً !!
*
لكن الشاطر الآن يريد تفكيك "حزب
النور" لأن مهمته إنتهت و إستمرار وجوده
خطر على الإخوان ،، لذلك فتته إلى 3 أحزاب
:
-
النور القديم المثقل بالفضائح التي سكت الإخوان
عن نصرة النور فيها : البلكيمي ، و ونيس ، طبعاً بالإضافة إلى الفضائح الفكرية
التي أضحكت كل من تابع جلسات غرفتي البرلمان ،،
-
الوطن : بقيادة رئيس حزب النور المنشق ،،
-
الأمة : بقيادة "أبو إسماعيل" الظاهرة
المفتتة لأي تكتل بشري !!
_________________________________
* الإخوان
فعلوا مع السلفيين ما فعله الإنجليز مع الإخوان ،،
جعلوهم "عملاء" ،، لكن نوع خاص من العملاء ،،
إنهم "العملاء الذين لا يعرفون أنهم عملاء و يحسبون أنهم شركاء" !!
إنه نوع العمالة الذي يسخرك فيه خصمك لتكون عميلاً
ضد هدفك و أنت تحسب أنك تخطو خطوات واثقة نحوه !!
*
فالإنجليز "سمحوا" بوجود الإخوان مظهرين "العداوة" لهم ،،
ثم "تفاوضوا" معهم بعد "تقييمهم"
لقوتهم ، و قررت "الإم آي 6" إستخدام فكرة
"الجودو" في طرح الخصم
الثقيل أرضاً بإستخدام قوته هو شخصياً !!
ثم "تحالفوا" معهم ،،
و حينها فقط تحول الإخوان "لعملاء" و هم لا يدرون ،،
لقد أصبحوا يدمرون الدين ، و يبعدون حلم الخلافة ،
بل و يحطمون كيانهم ذاته بغباوات "مملاة" من الغرب عند كل تحول سياسي في مصر ، فيصبح كيانهم أنقاضاً في كل
مرة فيبنوه من جديد ، فقط ليهدموه عند التحول السياسي التالي !!!
* نفس
اللعبة لعبها الشاطر مع السلفيين ،،
-
إتبع الشاطر سياسة (فرق تسد) فباع للسلفيين فكرة المشاركة السياسية فشطرهم نصفين ، نصف ثبت على
موقفه من عدم خوض السياسة ، و نصف سال لعابهم للفكرة ،،
في أول الأمر ( و حتى شهر سبتمبر ) لم يكن لحزب النور مقرات لدرجة أنني قابلت رئيس فرع للحزب على (كرسي
خيزران أمام باب بيته) ،،
بعدها بشهر واحد (أكتوبر) أصبحت المقرات جاهزة
و الدعاية الإعلانية بالملايين تملأ الشوارع للإنتخابات التي تمت في (نوفمبر) !!
-
و الشاطر (عضو الهيئة الشرعية للحقوق و الإصلاح
رغم عدم كثافة علمه الشرعي) باع (لكلا شطري)
السلفيين الطيبين فكرة تطبيق الشريعة و
"سعودة" الدولة ،،
فجعل مرسي يأكل (الكبسة) على (مفرش بلاستيك على الأرض) مع الحويني و عبد المقصود ،،
و بعدها أعلنوا دعمه بدلاً من أبو الفتوح الذي كان (مجلس شورى العلماء) يؤيده أول الأمر !!
-
باع لهم أيضاً (حلم السيطرة على الأزهر
الضال في ظل قيادة الصوفيين) بوعد تعيين (الأزهري المتسعود د.محمد يسري) وزيراً للأوقاف ،
ثم حنث في وعده ، و أعتقد أن المقابل الذي أسكتهم كان تعيين
عدة مشايخ في اللجنة التأسيسية لسلق الدستور و على رأسهم برهامي المتحمس رغم تأكده من خيانة الأخوان !!
__________________________________
* السلفيون - و خاصة المسيسون منهم - مثلهم مثل كثيرين
صدقوا الجزء الثاني من الأسطورة التي تقول أن من يعادي الإخوان فهو كاره للمشروع الإسلامي ،،
لا إعتراض عندي ، فأمم كثيرة عاشت قروناً على أساطير
و خرافات ،
المشكلة أن هؤلاء المصدقين لم يرد بعقولهم و لو من
باب الفضول أن يسألوا كاتب الأسطورة عن الجزء الأول الذي يفترض أنه كتب
فيه تفاصيل المشروع ذاته !
* لله الأمر من قبل و من بعد ،،
سلط الله على ديننا و وطننا خليطاً من جهلاء سذج و متآمرين
حمقى !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق