* من معجزات الدين الإسلامي و دلائل صحة تنزيله من خالق
قدير عليم أنه يكفي كل عقل مهما كان قدره ،،
-
فالجاهل فيه مأمور بالمعرفة ما إستطاع ،
فإن لم "يعلم" فسيعش حياته بإملاء علمي من
حكماء { فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا
تعلمون } ،،
- و الأحمق لو إلتزم به فسيقي الناس شره لإلتزامه بمكارم الأخلاق،
و إلتزامه بألا يفتي بما لا يعلم ، و ألا يؤخذ منه
رأي يؤثر في حياة الآخرين فلا شورى ستؤخذ منه و مناصحته الحمقاء غير ملزمة.
- و العاقل الفاهم ( و هو ما يفترض أن يكون عليه أغلب الناس في كل زمان و مكان) سيصبح أثره أجود في مجتمعه ،
و سبب ذلك بسيط : فهو "سيستخدم" العالم
بناءاً على توجيهات "دليل المستخدم" الذي صاغه "الصانع"
عز وجل ،
فيكون منتجه - منطقياً - أفضل ممن سيستعمله
بإرتجالات بشرية متنوعة تشبه تعامل فرد من قبيلة أمازونية مع جهاز حاسوب !!
- و المتدبر المتفكر سيستخرج منه دوماً فهماً جديداً و فلسفة تحدو الناس في دنياهم
لصلاحها و صلاح أخراهم ،
فمعين الدين لم ينضب إلى اليوم مما يأخذه المفكرون على مر العصور ليقدموه للناس من تفسيرات و إستنباطات و تأملات جديدة رغم مرور
أربعة عشر قرناً على الرسالة !!
و من أجل ذلك الإعجاز فالإسلام صالح لكل الناس في كل زمان
و مكان ،، فهو ليس وحدة جامدة ، بل مركب ثابت لكنه قابل للتحليل و التشكيل.
*
و الإسلام سهل و صعب معاً !!
-
فيمكنك أن تقيمه فقط بأركان الإسلام الخمس مضيفاً إليها مكارم الأخلاق الفطرية ،
فمبلغ الرسالة صلى الله عليه و سلم حصر سبب بعثته
كلها في جملة واحدة : (إنما بعثت لأتمم مكارم
الأخلاق) ،،
-
كما يمكنك أخذه إلى أقصى درجات التعقيد سواءاً من ناحية الإلتزام بحذافيره أو من ناحية فلسفة و تفصيل محتواه ،،
و تتجلى رحمة الله رغم صعوبة تعقيد الإسلام
كمنظومة شديدة التكامل و التفصيل فيما علمنا رسولنا (إن الدين يسر ولن يشادِّ الدين أحدٌ إلا غلبه) ،،
* لذا فلا تحزن على ما لم تعِ منه ، لكن إجتهد "ما إستطعت" في تحصيله ،
و ما وعيت - إن شاء الله - يكفيك ، و ما بقي إما ستدرك
منه مع الوقت ما قدر الله لك معرفته لتؤثر به في
الناس ، أو لن تدركه و لا يضيرك ذلك لا في دنياك و لا أخراك ،،
-
فخذ من دين الله الحق بمتعة لا بخوف ، فما أنزل ليروعك ، و لكن أنزل ليقيم سعادتك في الدنيا و الآخرة {وما أرسلناك إِلا رحمة للعالمين} ،،
- و ما وعيت منه فإجعله فيما يفيد في حينه غير منتظر لكمال العلم
فهذا لن يكون لك أبداً ، بل كمال العلم حكر على
صانعه العليم الخبير ،
-
و إرفق بنفسك ، فلا يحاسب الله أحداً إلا على قدر إستطاعته {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها}
و "وسعك" أو قدرتك ليس هو فقط وسع جسدك ، لكنه أيضاً سعة عقلك وسعة عزيمتك ،
و كلها خلقها الله ثم وهبها لك ،
و ما كان الرحيم العدل ليحاسبك على ما لم يهبك .
* قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
- (إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ) رواه الإمام أحمد في مسنده، وحسنه الألباني ،،
- ( هلك المتنطعون )، قالها ثلاثاً . و التنطع هو الغلو و التكلف ،،
- ( يا أيها الناس : إياكم والغلو في الدين ، فإنه
أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ) رواه ابن ماجة
و صححه الألباني ،،
- ( عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا
) رواه البخاري و مسلم ،،
- (ليصلِّ أحدكم نشاطه ، فإذا فَتِر فليقعد ) رواه البخاري ،،
- ( ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه ؟ فوالله
إني أعلمهم بالله ، وأشدهم له خشية ) رواه البخاري ،،
- ( قاربوا و سددوا، و اعلموا أنه لن ينجو أحد منكم
بعمله) قالوا: و لا أنت يا رسول الله ؟ قال :
(و لا انا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه و فضل ) رواه مسلم ،،
- (يسروا و لا تعسروا ، و بشروا و لا تنفروا ) رواه البخاري ،،
-
( إن الدين يسر ، ولن يشادِّ الدين أحدٌ إلا غلبه ، فسددوا و قاربوا ، وأبشروا ، و
استعينوا بالغدوة والروحة و شيء من الدجلة ) رواه البخاري .
صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم فيما بلغ من ما
علمه ربه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق