* أعتقد
أن المعجزات نزلت فقط لتثبت إيمان مؤمنين أو تذهل كافرين كلاهما ضعفاء العقيدة أو
العقول أو إجتمع عليهم الضعفين معاً ،،
- أما الحكماء
فقد أنزل الله إليهم في شرائعه أدلة عقلية على ألوهية منزلها كوصف ما لا
يحيط به سوى خالق عليم ، و بالإخبار بغيب لا يعلمه إلا من كان مقدراً للمقادير ، و بإحكام الصياغة و الحفظ للتنزيل ،
و أورد في ذلك التنزيل ما يؤكد منطقياً إستمرار ربوبيته
و رعايته للخلق و إستحقاق عبادته بإنزاله شرائع محكمة ، و بالتحذير من يوم حساب
منتظر ، و بدلائل رحمة و نقمة يجدها المؤمن في الدنيا فيؤمن بوجودها كذلك في
الآخرة ،
* لذلك إن أردت أن تعرف إن كنت مؤمناً حكيماً أم
ضعيف العقيدة أو العقل فراقب نفسك عند سماعك ما قد يشوبه الخرافة في أي خطاب ديني
:
- فإن تحفز عقلك للإستنكار و سعيت لمزيد من التثبت
العلمي أن تلك حقيقة علمية أو معجزة إلهية خاصة مخبر عنها ، و إذا لم يؤثر إكتشاف
صدقها من تلفيقها على قوة عقيدتك فإعلم أنك أقرب إلى الحكمة و أنك مؤمن ثابت لأنك
عرفت الله بعقلك ،،
- أما إن طربت روحك لكل خرافة ، و إرتسمت على وجهك
لسماعها تلك الإبتسامة الواثقة ، و طلبت من محدثك تكرارها ، و جعلت منها نواة
لحوارات مستقبلية فإعلم أنك من ذلك الصنف الثاني الذي كان الله عز وجل ينزل إليهم
المعجزات ،
ينزلها لأنه فاطر نفوس البشر ، و هو من جعل عقولهم
على طبقات في الفهم ليدفع بعضهم بعضاً في تعمير الأرض فيكون كل منهم عوناً أو فتنة
في الإختبار المسمى "الدنيـا" ،
ينزلها لأنه يعلم بأن الوثنية فكرة أصيلة في النفس
البشرية يعتنقها ضعاف الهمم لنظرتهم الدونية لأنفسهم ، هم لا يتخيلون كيف يمكن ألا
يكون بينهم و بين ربهم العظيم وسيط !
- تلك الدونية البشرية التي تتمثل في كل أمة و
زمان مصنوعة من إضافات البشر ،،
من أول عبادة وثن كقربى لله ،
إلى كهنوت يجعل قساً أو صاحب مقام صوفي أو شيخاً
هو الواسطة بين العبد و ربه في المغفرة أو الدعاء أو فهم النصوص المنزلة ،
و حتى التمسح المتباكي في قبر الرسول عليه الصلاة
و السلام أو حتى في أستار الكعبة !!
- و لا
فائدة من تلك الشركيات للإنسان في دنياه ولا أخراه إلا أن يتسلط على حريته كاهن في
العصور القديمة ثم أسقف في العصور الوسطى ،
أو أن يتسلط
على ماله قائم على صندوق نذور في الماضي القريب ،
أو أن
يتسلط على قراره اليوم بغبائه أفاق ديني أو سياسي فيتعبه في الدنيا و يحرمه في
الآخرة بما ينفقه من جهود و بما يتحمله من آثام !!
* سبحان
ربنا الله الذي قال : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه
ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبرٍ تقربت
إليه ذراعاً ، وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة
) ،،
- و صلى الله و سلم على نبيه الذي قال : (استفت قلبك
واستفت نفسك ، البر ما اطمأنت إِليه النفس
والإثم ما حاك في النفس و تردد في الصدر و إن أفتاك الناس وأفتوك)
- و رحم الله الصديق الذي قال : " من
كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله في السماء حي لا
يموت "
- و رحم الله فاروق الأمة بن الخطاب الذي قال :
" والله لقد علمت أنك حجر
ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقَبِّلُك ما قبَّلْتُك" .
* اللهم أرنا الحق حقاً و إرزقنا إتباعه ، و أرنا
الباطل باطلاً و إرزقنا إجتنابه ، و فقهنا في ديننا و لا تجعل الدنيا أكبر همنا و
لا مبلغ علمنا ، و سدد بهداك خطانا على صراطك المستقيم إنك أنت العليم الرحيم
الهادي السميع يا الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق