كتبت في 30 يوليو 2013
في القرآن آية يفهم الجميع تقريباً اليوم
"ثلث" معناها فقط !!
{فاسألوا أهل الذكر
إن كنتم لا تعلمون} ،،
- فيستورد منها محبو الكهنوت فقط معنى (السؤال) ،،
- و يتغافلون عن (الشرط)
الموجود في كلمة {إن كنتم لا تعلمون} التي يوضح أن الأصل هو أنك أنت من "ستفهم" دينك من نصوصه بنفسك{و لقد يسرناه
للذكر فهل من مدكر} ، و الإستثناء هو أن "تسأل" !
- و ينسون كذلك شرطية وجوب (تعدد) من
ستسألهم لو قررت السؤال ، شرطية تجدها في كلمة {أهل العلم} و ليس "صاحب
علم" !!
____________________________
* و منبع مصيبة المسلمين أن غالبية مسلمي اليوم فرطوا في أمر
"فيصلي" في بنية الدين الإسلامي فأخرجوا منه ذلك المنتج السيء :
المسلمون من بعد عصور الصحابة صنعوا للإسلام
"كهنوت" !!
فأهملوا واجباً أصيلاً على المسلم
بإكتساب العلم الشرعي ،
و قبلوا بإحتكار (رجال دين) لذلك العلم ، و أسبغوا عليهم قدسية معنوية في مقابل أداء
هؤلاء (العلماء) ذلك الواجب عنهم ، لدرجة أن سلفيو اليوم يؤمنون بمبدأ (إربطها في دقن عالم و إطلع سالم) !
* الكهنوت أمر حرمه الإسلام قطعياً و تفصيلياً في أكثر من آية صريحة
لا تتحمل إختلافاً في التأويل تفيد بأن كل
سيحاسب عن نفسه ، و أنه ليس بين العبد و الرب وسطاء !
و رغم ذلك يذهب محبو الوثنية من المسلمين إلى أحاديث ضعيفة نادرة ، ثم يلووا أعناق فهمها ليبرروا بها
هوى أنفسهم من الكهنوت !!
* ديننا لا يؤخذ من "فرد آخر" ،،
ديننا أقوى من
أن تحتمله نفس رجل واحد ،،
ديننا أعقد من
أن يحتمله عقل رجل واحد ،،
ديننا أكثر مرونة من أن يكون له تطبيق مجتمعي واحد ،،
لكل ذلك حذرنا منزل ذلك الدين مراراً
و قطعياً من أن نصنع له كهنوت !!
* عندما صنع المسلمون الكهنوت أخذ السفهاء الدين من"آخر" يثقون فيه فأصبحوا نسخاً منه !!
و الأدهى أنهم أصبحوا مجرد نسخ مشوهة لأنها قررت أن تصبح بلا عقل و تستورد عقل غيرها ،
هذا النمط لو تكرر لأكثر من جيل لرأيت ما تراه اليوم من حال عموم المسلمين : بشر أدنى من دواب السيرك التي تقلد و تنفذ بلا أي إعمال لعقولهم لشرعنة
أو فهم أو
تعديل ما يفعلون!!
____________________________
* و نتج "التدين
القشري"عندما أضاف هؤلاء السفهاء "الإلتزام المظهري" إلى ما ظنوه من إمتلاكهم لمجامع الحقيقة بمجرد الحصول على تلك
الجرعة المستوردة من فكر غيرهم من أنصاف العقول !!
"التدين القشري" سلوك هو اليوم مفسدة للمجتمع و للدين :
- مفسدة لأنها تنزع
مكانة مستحقة لمتدين حقيقي فقط لتعطيها
لسفيه كل مؤهلاته في الحياة بعض الشعر في وجهه مع ثوب قصير !!
- مفسدة يجب إنهاؤها ليس فقط لأنها صنعت بدعة مفسدة بالحكم على علاقة خاصة بين العبد و ربه ،،
- لكن لأنها أيضاً فلقت المجتمع و أخلت
بتوازناته الفكرية و الأخلاقية و السياسية
،
- و لأنها دست في الدين ما ليس منه على يد محتكري "الإلتزام" و كرهت باقي العوام في دينها الذي لم تعرف منه سوى "قشرته" التي يرتديها "الملتزمون" الجدد !!
* "التدين
الظاهري" أو ما يسمى عرفاً "الإلتزام" !!
- هو مفسدة غزيرة في زماننا هذا كرد فعل "للإنحلال الأخلاقي العالمي" - الغزير هو الآخر - و الناتج من العولمة ،
العولمة التي تأتي من كل مجتمع بكل ما فيه لتطرحه على المجتمعات الأخرى
،
فيأخذ الناس الأسهل مما
يطرح عليهم (و الذي غالباً ما يكون الأسوأ من عادات المجتمعات الأخرى) ،
فتخل تلك الزيادة النسبية بالتوازن الأخلاقي
في المجتمعات لمصلحة (الأسوأ)
،
فتضطر الناس للعودة إلى أصولها الفكرية
و العرفية لتستورد منها التطرف المتشدد لكي تواجه به التطرف الجديد المتسيب !!
- و في وقتنا المعاصر لم تكن رحلة
البحث عن ذلك التطرف المتشدد شاقة أو حتى محيرة ،،
فقد أدرك الناس منيتهم مقدمة إليهم
وسط أجولة من ريالات البترودولار ،،
الحل الذهبي كان هو "التشدد الوهابي البدوي" المصنوع خصيصاً في "القصيم" لكي يحكم به آل سعود جزيرة العرب !!
**********************************************
* لكن هل هذه الصورة النفاقية التدليسية الرديئة هي الصورة الطبيعية
للإسلام ؟!
ذلك الدين الخاتم المفترض به الصلاحية لكل
زمان و مكان ؟!
و يحوي في نصوصه فلسفات تعد هي الأقوى بين
كل فلسفات التاريخ قطعياً بالقياس المنطقي و كذلك بالتجربة العملية ؟!
* الحقيقة أن تلك الصورة هي مجرد "منتج ردىء لكنه صالح للإستخدام" ،
ناتج عن إعمال "ماكينة ممتازة" ،
على "خامة بشرية عربية هي أردء من أدنى مستوى مقبول للبشر" !!
* تلك (الماكينة الممتازة) هي تماماً مثل سكين
من تلك السكاكين الأسطورية غالية الثمن :
- يمكنك أن تصنع
بها خمس وجبات في ساعة واحدة تطعم
بها الفقراء !!
- و يمكنك أن تسيء
إستخدامها فتمسكها في وضع غير آمن فتجرح
نفسك و تؤذيها ، لكنك ستكمل العمل بكفاءة منخفضة و تنتج وجبة واحدة رغم إصابتك !!
- و يمكنك أن تقطع
بها شرايينك بأسهل من أي سكين آخر فتضمن
موتاً محققاً قد تفشل في الحصول عليه مع السكاكين العادية التي غالباً لا تتمكن من
قطع أوتار رسغك و الوصول للشريانين معاً !!
- و يمكنك أن تطعن
أو تذبح بها الآخرين بتعمد للجريمة
بسهولة أكبر أيضاً من أي سكين رخيص !!
* و كذلك الإسلام آلة
جبارة :
- إذا وضعت في يد العاقل حي الضمير أنتجت ما لم ينتجه أي فكر أو خُـلق على وجه الأرض ،
- و إذا وضعت في يد رعاع مثل
معظم الشعوب المسلمة الحالية لصنعت مجتمعاً صالحاً لحياة البشر من مفردات مجتمع لو
كان ترك بغير الدين لتحول إلى غابة من الضباع و الجيف ،
- و إذا
تشددت به آذيت نفسك ، و عطلتها ، و صرت
نقمة أو عبئاً على الآخرين ،
- و إذا أردت أن "تجتزأ"
منه أجزاء تؤذي بها الآخرين
فذلك أيضاً يسير سهل لأن منظومة التشريع و الفلسفة الإسلامية شديدة التراكب و الواقعية
،
و ليس كالديانات الأخرى مجرد منظومة
أخلاقية يمكن تلخيصها في صفحة واحدة و تكون لم تغفل منها شيئاً !!
* لذا يمكن (للمغرض) أن يخرج أحد عناصر
منظومة الإسلام و يؤذي بها غيره ،
- تماماً كما يستطيع أن يخرج وقوداً أو قضيباً مسنناً من محرك سيارة
فارهة ليحرق أو يقتل بهما شخصاً ،
بينما السيارة المعقدة التركيب و هي
كاملة تستخدم في راحة و رفاهية البشر !!
**********************************************
* المساوىء التي ذكرتها كلها تؤكد أن السبب في عيب "المنتج النهائي" ليس دوماً هو رداءة "ماكينة إنتاجه" !
"الخـــــــــامة" في حالتنا هذه هي السبب !!
- فالخامة الشرقية للإنسان تنصاع للنظام بفطرتها ،
و للقيادة بطبعها ،
و مفطورة كذلك على الجد في العمل ،
و تقدم حضارتهم ذلك كله كمنظومة أخلاقية
حادية ،،
- و الخامة الغربية بعد 500 عام من النهضة العلمية و الإجتماعية أصبح محركها الأعلى - بعد المصلحة البراجماتية
- هو نظام إجتماعي يقدم التحضر و حقوق الإنسان كمنظومة أخلاقية مثالية متوافق عليها
،
و حتى و لو تم إختراقها في التطبيق الحقيقي
تظل تلك المنظومة الأخلاقية المعلنة بالنسبة لهم هي المرجعية الفكرية و المقياس الأخلاقي
!!
- أما الخامة الإنسانية للشعوب من المغرب العربي و حتى شرق الصين (الشعوب المسلمة حالياً)
فهي معدومة كل ما سبق !!
لا أخلاق تحركها من أي نوع ،
فبواقي الموروثات العربية و الفارسية
و حضارات بلاد ما وراء النهر تحطمت بفعل العولمة ،
و التحضر في تلك الشعوب المسلمة إنتهى
بنهاية عصور الريادة الفكرية للمسلمين ،،
- لكن بقي لهم "الإسلام" نفسه !!
____________________________
* و هنا تظهر الحكمة الإلهية و التي سنخلص بعدها إلى أهمية الدين و
التدين و أن المجتمعات أفضل بوجود الدين - حتى ولو ظاهرياً - مما لو عدمته تماماً (نظرة نسبية) :
- تخيل العرب أو باكستان بلا إسلام !!
ما الروادع التي كانت ستحفظ لهذا المجتمع
أمنه و بالتالي حياته !!
لا أخلاق حضارية ،، لا هدوء نفسي ،،
لا قانون ،، و لا منفذ للقانون لو وجد !!
فقر ،، و جهل ،، و مرض ،،
مع تعقيد فكري يجعل العربي و الهندي
بلا منازع الأكثر قدرة على الإبداع و التكيف و بالتالي قدرة على صنع أخطر ميليشيات
إجرامية ممكنة !!
* لماذا لم يحدث كل ذلك ؟!
إنه (الـــدين) !!
* إنه الدين الذي ينفذه ذلك الخبيث ، أو ذلك الجاهل ، أو ذلك الفقير
"الملتزم مظهرياً" حتى و لو من باب (النفاق) !!
- نفاق قد يكون حقيقة مجبراً عليه لأن المجتمع ينتظره منه ،،
- نفاق قد يكون هو حله الوحيد لإكتساب مكانة في المجتمع و هو من لا
علم و لا مال و لا قبول عنده (و
معظم قشريي التدين كذلك)
!!
* ينافق ربه بأن
يفعل ما أمره به من شعائر و شكليات فيرتاح من تأنيب ضميره عما يفعل من سيئات
إقترفها عمداً بسبب الإحتياج أو إتباعاً لهوى نفسه !!
- و ينافق نفسه ليشعر
بأفضلية غير مبررة منطقياً عن الآخر "غير الملتزم" !!
- و ينافق المجتمع ليحصل على مكانة أفضل من دخل مادي أو إحترام معنوي !!
____________________________
* لكن رغم كل ذلك فهذا النفاق الفردي المقيت حفظ "للمجتمع" فائدة أخرى !!
- تخيل مجتمع بنفس الرداءة - الموصوفة أسبابها أعلاه - يعيش فيه ذلك
الفرد الردىء الخلق لكن بلا رادع من "نفاق ديني مظهري" ؟!
- النتيجة ستكون أنه لن يفعل فقط خطاياه التي يمليها الإضطرار أو هوى
نفسه ،
بل سيغتصب جارته (بينما نفاقه يملي عليه أن يتصنع غض البصر) ،
و سوف لن يدفع صدقة للفقراء في المسجد
(التي يملي عليه نفاقه أن يبذلها
علناً ليقال عنه محسن)
!!
* هل إستأت مما سبق ؟!
من حقك ،،
لكن تذكر أن مقاييس و طرق التقييم للأفراد
تختلف كثيراً عن مثيلاتها في تقييم الأزمنة و المجتمعات !!
الدين مع مجتمع و زمن مثل واقع المسلمين
الحالي لا غنى عنه حتى و لو كان نفاقاً !!
**********************************************
* شخصياً تعاملت بغزارة مع مواطني الدول الإسكندنافية فوجدتهم على الإسلام !!
- نعم أخلاقهم هي أخلاق الإسلام بحذافيرها !! و رسول الإسلام حصر مهمته
تحديداً في الأخلاق عندما قال : "إنما
بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" !!
* كل ما ينقصهم من
الإسلام ثلاثة أمور :
- مناسك و شعائر الإسلام
التعبدية (و هي أصلاً علاقة بين المرء و ربه) ،
- ضوابط الإحتشام و الإختلاط ،
و ما ترتب عليهما من إختلاف في بعض قواعد
العلاقات الإجتماعية ،
- مفردات تشريعية في شأن ردع الجرائم الفردية و الجماعية بما يجعل العقوبة مساوية للجرم و دافعة له ،
و ما ترتب على ذلك من إختلاف في بعض
الأفكار الحقوقية عن مفاهيم التشريع الإسلامي في شأن العقوبات الجنائية .
* نسبة التلاقي بين المسلم الحق و بين الشعوب الإسكندنافية هي قطعاً
أكبر بكثير من مساحة تلاقيه مع ذلك "الملتزم المنافق" أو مع "التنظيمات
الإسلامجية السرية" !!
**********************************************
* قاعدة منطقية بدائية صحيحة و مستقرة تقول :
(فساد التطبيق لا يعني بالضرورة فساد الفكرة
)
- لكن هذه قاعدة لا يدركها إلا "المفكرون" الذين يستطيعون إستيعاب الأفكار المجردة و النظرية ،
أما "العوام" فيقيمون المنظومة (بنتائجها) التي يدركوها (بحواسهم المادية) ،،
____________________________
* فمن كان حريصاً على الإسلام ، و نشره ، و تطبيقه لسعادة البشر في
دنياهم و أخراهم فليعلن أنه من اليوم جندي في سبيل الله على ثلاثة أهداف
:
- "إعمال
العقل" على أصول الإسلام الثابتة القطعية
أو الدلالة لصنع (نموذج
الإسلام التجديدي) الملائم
لهذا الزمان ،،
- "خلع
أنصاف العقول" و
مرضى النفوس من صدارة (المشهد
الإسلامي) : دعوة ،، و إجتهاداً ،، و
تمثيلاً له في محافل عوام المسلمين و بلاد غير المسلمين ،،
- نسف ما وضع في الإسلام بعد تمام رسالته في "حجة الوداع" من ضلالات تنافي أصل فلسفته من (إجتهادات مريضة) : صنعت "كهنوتاً" مبتدعاً رغم نهي قطعي عنه ،، و "تدين مظهري" ،، و عنصريات "الولاء و البراء" الفارغة ،، و طلب مرضاة الله "بإجبار الناس" على الدين ،، و عنصرية السعي إلى "الخلافة" بمفهومها الملتبس الغير مبرر ،،
ضلالات أضافتها (دسائس متعمدة) من "الإسرائيليات" ،،
أو (أفهام معوجة) من "النجفيات" و "النجديات" ،،
أو حماقة إستيراد (قوالب خاصة) بأزمنة و مجتمعات سابقة غير قابلة للتطبيق في عصرنا هذا .
و لتفصيل أنواع تلك الدسائس لنا لقاءات مطولة تالية في مقالات جديدة بإذن
الله في مصنف : نقد
السلفية بأنواعها.
**********************************************
اللهم إستعملنا في نصرة الحق ،،
و ألهمنا الرشاد و لا تجعل فتنتنا في ديننا
،،
و لا تقبضنا إليك ظالمي أنفسنا أو عبيدك.
Post by Ahmad Syiam.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق