كتبت في 26 أبريل 2013
لي نظرية - لا أعلم هل سبقني إليها زميل أم لا :)
- ؟! ،
و النظرية هي أن :
(ما تقره فلسفة البيولوجيا ينطبق قطعاً على علم
الإجتماع)
و سأستخدم هذه النظرية في توجيه نصيحة لراغبي (تغيير المجتمعات) مستمدة من فلسفات
بيولوجية ثابتة تقول :
- بوجوب "التدرج في التغيير" ،
- و وجوب
التعامل مع الجسد "كوحدة واحدة و ليس قطع
غيار مترابطة" ،
- و وجوب
"الإبدال بالإحلال و ليس بالنزع" ،
- و وجوب
مراعاة "الفروق الفردية" بين المرضى من ناحية
الإستجابة للتغيرات المرضية و كذلك لآثار الأساليب العلاجية .
* فمثلاً عند علاج نوبات إرتفاع ضغط الدم الشديدة :
- يجب التدرج
البطىء في خفض الضغط دوائياً على مدار ساعات
رغم إمكانية خفضه إلى المستوى الطبيعي خلال دقائق ،
- و ذلك لأن المخ قد "تأقلم" مع إرتفاع الضغط
الشديد بتطوير وسائل دفاعية ضد ذلك ،
و لو غيرت الحالة فجائياً فسيتعامل المخ مع الضغط
الطبيعي على أنه "ضغط منخفض جداً" و سيعاني دماغ المريض من قصور في الدورة الدموية رغم أن ضغط الدم
سيكون بالفعل في حالة طبيعية لن تعاني منها باقي أعضاء الجسد !
- و يجب - لو قرر الطبيب خفض ضغط الدم بمدرات
البول - فلا يجب أن "ينزع" كمية سوائل من الجسم دون "إحلال" ،
بل يجب أن "يستبدل" السوائل و الأملاح
التي ستفقد في البول بمقدار ما "تدريجياً" من خلال محلول وريدي ، رغم أن ذلك نظرياً يفترض به أن يؤدي إلى
مزيد من إرتفاع ضغط الدم لأنه يعتبر إضافة لمحتويات الدورة الدموية المحتقنة أصلاً
!
- و في كل الأحوال يجب أن تضع في الحسبان إستجابة
الأوعية الدموية و قدرة الجسم على التكيف و التي
تختلف بالسن و الجنس ،
- و يجب أن تضع في الحسبان أن أي وسيلة علاجية
بالضرورة لن تسبب في جسم المريض أي نوع من الحساسية .
* و هنا يأتي دور المعنى المستفاد :
إلى كل
الشرفاء الذين يرون تغيير المجتمع ليصبح "إشتراكياً" أو "سلفياً" أو "ليبرالياً" أو "أناركياً" :
- لا حرج عليك أن تحلم ما دام حلمك مشروعاً ،،
و لا مانع لك أن تخطط لتغيير مجتمعك طالما إستخدمت
الطرق المشروعة ،،
- لكن رجاءاً إجتهد في أن توجد منظومة متكاملة
"تحلها" محل المنظومة الحالية قبل أن
تطالب الناس بتركها ،،
- و أبدع بعد ذلك "منظومة إنتقالية تدرجية" بين واقع المجتمع و بين حلمك ،
- و حاول أن تعرف أن المجتمع يحيا بمحاور متعددة و
متشابكة ،
فقد تفسد منظومته السياسية لو وضعت كل همك في تغيير
إقتصاده فقط حسب أيديولوجيتك ،
و قد تفسد منظومته الأمنية لو إجتهدت فقط في تغيير
منظومته العقائدية ،
و قد تفسد منظومته الأخلاقية لو صببت كل إهتمامك
على مجرد تغيير منظومة الحريات فيه .
- و لا تهمل و أنت تفعل كل ما سبق - مهما كانت روعة ما تطرح - أن تنظر في عرف و هوية المجتمع لتعرف هل "سيتعايش" المجتمع
بشكل جيد من طرحك أم "سيلفظه" لإشكاليات ثقافية أو تاريخية
أو إجتماعية قائمة .
* لو كان الطبيب لم يراع كل تلك العوامل فربما حصل
على "ضغط دم طبيعي" لكن في جسد به عطب في المخ !
و لو لم تراع أنت نفس العوامل فربما تحصل على وطن يتحقق فيه شكل حلمك لكنه سيكون
وطناً يسكنه شعب مفتت !
______________________________
______________________________
سلسلة مقالات حول خيارات التجديد ما بعد الثورة و مرحلة ما بعد الإخوان
:البديل:طريقة تشكيله،شكله المقترح و تحدياته
Post by Ahmad Syiam.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق