* لكي تنقل الناس من منظومة إنسانية متكاملة لأخرى
تعتقد أنها أفضل ، سيكون عليك العمل على "عقول" الناس و "مشاعرهم" الإنسانية الغريزية ،
مثل "الخوف من المجهول" أو "حب البقاء" ، و ما إلى ذلك من هوى بشري كثيراً لا تحكمه أي موضوعية ،،
-
و يفترض بك - أخلاقياً و منطقياً - عندما تستبيح لنفسك أن تعمل داخل "عقول و نفوس" مجتمع كامل أن يتوفر فيك - على الأقل من وجة نظر نفسك - أمرين :
1- إفتراض ثم برهان أن ما تملكه هو الأفضل
،،
2- فكرة متكاملة و مفصلة لذلك "الأفضل" .
*
أما الصدع في الناس بأنك أنت أهل الحق و الأولى بالإتباع دون أن تخبرهم منهج الإتباع
تفصيلاً ، و تقنعهم بصحته أصلاً و نتيجةً منتظرةً ،
فقط لأنك تدعي أنك الممثل الحصري للحق ،
سواءاً بإحتكارك لفهم الدين المنزل من عند الله
أو بإدعائك أنك ممثل العلم أو الحرية أو التسامح ،
دون دليل يدعم ذلك الإحتكار او الإدعاء ،،
فهذا أمر شديد التسطيح و العبثية ،
و نتائجه بالتأكيد لن تكون أبداً على مستوى الطموح
الذي يصدره كل هؤلاء المدعون .
*
أبرهن على حكمي ذلك بالمفاسد المهولة الناتجة في الحياة و في الدين ذاته من ممارسات
تفتقر لتوافر الشرطين الذين ذكرتهما : (برهان الأفضلية ، و التصور التفصيلي) ،،
و كأمثلة لهذه الممارسات الدعاية المصاحبة للترويج
لأفكار :
"تطبيق
الشريعة" ، و "المشروع الإسلامي" !!
الكل يصدرهما للناس - بسوء نية أو بحسنها - على أنهما الحل الأفضل فقط لأنهما يحملان "إسمياً" إتباع دين الله ،،
دون أي نوع لا من براهين تقنع الناس لماذا دين الله
أفضل مما نتبعه اليوم ،
و لا تصور متكامل لكي نعرف كيف سنطبق ذلك الدين في
كل أمور الحياة !!
*
كثيرون يعتقدون أن هذا القصور يقع فيه اليوم فقط النصابين من الإسلامجية ،،
المفارقة الحقيقية أن الكل يقوم بتلك الممارسة العبثية
للدعاية لما يعتقد بنفس الأسلوب اللاعلمي في "سطحية البرهنة" و "إجتزاء التفصيل" ،،
-
الأمر ينطبق على الجميع : الناصرية ، الشيوعية ، الليبرالية ، العلمانية ،،
لكن الإسلامجية إنفضح أمرهم سريعاً لأنهم اليوم تحت
مجهر الإختبار بوصولهم إلى الحكم ،،
- و أؤكد أن الجميع كان سينفضح نفس فضيحتهم ،،
- و إن كنت أعتقد أنه لم يكن أحد ليكون بنفس حماقة و عنف ردود أفعالهم على ذلك
الإنفضاح !!
أرى الحل في محو تخلفنا عن الأمم أن يكون هدفنا "كمتعلمين" أن نحاول إيصال مجتمعنا إلى أول طريق الحضارة بأن "نعلمن" الحياة ،،
بمعنى أن تخضع كل "تعريفات" الحياة ، و "قوانينها" ، و "علاقاتها" ، و "منتجاتها" لقواعد البحث العلمي ،
حتى نصل لمنتج "أجود" و "أثبت" و ممكن "القياس" و "التقويم".
و العلم المقصود هنا يشمل الأنواع الثلاثة للعلوم : "الطبيعية" ، و "الإنسانية" ، و "الدينية"
،
و التي لا يوجد حتى اليوم تضاد بين صحيح معارفهم و
مناهج بحثهم !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق