إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

موضوعات الكتابة على هذه المدونة

30 يونيو (17) أخطاء لغوية (2) أخلاقيات (24) إخوان (24) البرادعي (1) التجديد و المذهب الصيامي (12) السيسي (4) الشرق الأوسط (3) الطب في بلاد الجهالة (2) المذهب الصيامي (20) المفضلة (13) الهيمنة الأمريكية (5) تجديد إسلامي (6) تجديد صيامي (20) تحليل سياسي (67) تدوين و توثيق (16) تربية (5) تصحيح إجتماعي (49) ثقافة إشتباك (45) ثقافة ثورية (45) ثقافة ثورية رد أكاذيب السياسة (2) ثقافة حوار (7) ثورة فكرية (32) جماعات إسلامجية (25) حراك 25 يناير (9) خطايا مبارك (14) خواطر (10) دفع فساد زمن الفتن (42) رابعة (1) رد أكاذيب السياسة (44) رد أكاذيب بإسم الدين (25) رد فتن التاريخ (8) سفاهات العرب (6) سفاهة الديموقراطية (14) سوريا (5) شرح الديكتاتورية (6) ضلالات الخلافة (2) ضلالة وجوب الإحترام اللفظي الزائد (1) طرق تفكير (2) عن الإخوان خطايا و طبيعة (18) عن كرهي للقراءة الطائشة (2) فكر جديد (24) فلسفة (14) فلسفة طبية (1) فهارس المدونة (9) قانون و دستور (2) قصص قصيرة (3) لقاءاتي المتلفزة (4) مصائب العولمة (4) معلومات طبية (1) مقتطفات (4) نظم حكم (5) نقد السلفية (1) نقد العلمانية (1) وجوب الديكتاتورية (2) My articles in english (6)

الخميس، 22 نوفمبر 2012

الإرث الإسلامي شديد الثراء ، كيف تحول من ميزة إلى عبىء






* كيف يمتلك المسلمون كل هذا الكنز الفلسفي الأخلاقي الرباني و يكونوا أجهل أهل الأرض و أرذلهم أخلاقاً ؟!

السبب الذي يصرف العجب هو أن المسلمين مقارنة إلى غيرهم - هم في رأيي - كورثة عالِم فذ و مناضل مغوار مقارنة إلى ورثة رجل عادي أو هامشي أو حتى فاشل ،، و لهذا يحدث ما نستغربه ،،

- فأبناء العاديون و الهامشيون و الفشلة عادة في حاجة إلى حياة أفضل من التي أمنتها لهم تلك الأنواع من الآباء ،
و الحاجة أم الإختراع ،
لذا فهم إن طلبوا النجاح كان لزاماً عليهم أولاً أن يعتمدوا على أنفسهم عقلاً و جسداً ، ثم أن يجتهدوا بأقصى ما يستطيعون لتحقيق طموح عالٍ رسموه لأنفسهم ،،

 - أما أبناء العالِم المغوار فهم يأمنون لرعاية والد حكيم ، و يحتمون بشهرته و مريديه ، و يصلوا إلى حاجاتهم إما ببعض مال كسبه الأب من علمه أو ببعض عون من تقدير أشخاص لقيمة والدهم ،،

فإذا كان هذا الأب رجل حق فسيموت عادة ميتة الغرباء ، و لن يجد له من بعده من يرعى عياله فهو بالتاكيد قد عادى كثيرين بمقولة حق في زمن شاع فيه الفساد ،،
عندها سيعلم إبناؤه أنهم أصبحوا في الدنيا بلا بشر حارس و لا مال مكنوز ،، لكنهم  سيرثون علماً مكتوباً و خُلقاً كريماً لا يقدر بمال ،،

- في الأحيان الأغلب سيكون الإبن - لطول فترة إعتماده الكامل على والده - من نوع الكائنات "التابعة أو الطفيلية" ، و سيكتشف أنه لم يُعد نفسه كإنسان مستقل ، فيعيش حياة بين الضياع و الإنحدار  ماراً - كمعظم من يمر بمحنة فارقة -  (بالإنكار ، الغضب ، الإكتئاب ، التعايش )

- و في أحيان كثيرة سيحاول أبناء الفذ المغوار أن يتعيّشوا من نشر علم والدهم و سيرته ،، أحياناً سيتجاوزون للمتاجرة بهما لو لم يكن للقراءة زبائن كثيرون كحالنا اليوم ،

- و على أحسن الأحوال سيعيش هؤلاء الأبناء في الظل مقارنة بلمعة شهرة والدهم ، مع ذلك سيشقون طريقهم بعملهم سواءاً في طريق جديد أو على نفس خطى ذلك الوالد ،


* و هذا هو حال "ورثة" التركة الإسلامية :

-  فأغلبية عوام المسلمين و أنصاف علمائهم يستقرون أو يتدرجون بين المراتب الأربعة لرد الفعل على المصائب :
. فيعيش أكثرهم - دون مبرر منطقي - في مرحلة (الإنكار) لكل تشكيك أو تجديد في الدين بحق أو بباطل على حد سواء ،، إنه نفس جمود الإنكار في : {هذا ما وجدنا عليه آباءنا} ،،
. و يزيد بعضهم - دون مبرر منطقي - ليصل إلى مرحلة (الغضب) ليدمر ما حوله مخالفاً حتى أوامر و نواهي دينه ذاته : ( مدمري حملات "إلا رسول الله" ، و الموجة الجديدة من عشاق فكر القاعدة دون إطلاع لكن فقط كرد فعل على عنف الطرف الآخر ) ،،
. و أحياناً ما يتطور الأمر مع البعض - لغياب التفسير المنطقي للإشكاليات إلى (الإكتئاب الديني ) في صورة جحود بالدين ذاته : (موجات الإلحاد التي زادت حالياً ) ،،
. و آخرين قد ينتقلون من إحدى تلك المراحل إلى مرحلة (التعايش) أو يبدأون بها أولياً ، فيجعلون الدين الذي جبلوا و تربوا على الإلتزام به في ذيل أولوياتهم ، و يتحول لديهم فقط لمجموعة طقوس تنحصر في صلاة العيدين و صوم نهار رمضان مع قضاء لياليه مع راقصات الخيم الرمضانية !!

- و كثيراً ما نرى من يتعيّشون من نشر و تشكيل و إعادة تدوير نفس الإرث (مئات آلاف الشروح و التنقيحات و الترجمات لشروح و تنقيحات و ترجمات  سابقة للحديث و التفاسير و مذاهب الفقه و رجالهم ، في أبحاث عشرات الجامعات الأزهرية و الخليجية و الماليزية ، و كتابات آلاف خريجي معاهد الدعوة السلفية ، كل ذلك بدون منتج حقيقي يقدم جديداً يخدم الواقع أو يزيل إشكالاً سابقاً لم يفصل فيه السابقون) ،،
. و كثيراً أيضاً ما نرى من يتاجرون بهذا الإرث عن حق و عن باطل إما لأنهم عدموا المستمع أو عدموا العلم ذاته ، فحولوا الإرث الإسلامي لمجرد شعار يتحزب الناس له أو ضده بلا وعي أو معرفة (الإسلامجية بكل أشكالهم ، و أولهم و أفسدهم حركة الإخوان و ما إنبثق عنها بشمال أفريقيا و بنجلاديش ) ،،

- و نادراً ما تجد منهم الناجح ،،
. الناجح الذي سار في طريق جديد بعيداً عن إرثه متبنياً منظومة أسرة جديدة (علماء العرب في دول الغرب الذين أصبح الإسلام بالنسبة لكثيرهم إنتماء روحاني فقط) ،،
. أو الناجح على نفس درب أسلافه لكن بخطىً ناجحة ( فلاسفة الإسلام المعاصر مثل مصطفى محمود و عبد الوهاب المسيري ) ،،

و حتى تصبح الندرة الأخيرة كثرة ، أو حتى تُمكن تلك الندرة من تحريك المجتمعات المسلمة فلن يكون للإسلام صوت مسموع في هذا العالم .


* من المؤلمات في إنتمائنا لأمة العرب و أمة الإسلام أن الأمتين تشتركان في تلك الصفة الصانعة للتخلف ( العيش على الإرث دون إنتاج ) ،،

- فالعرب يعيشون على ريع إرث أسلافهم من آثار صنعها عرق الإجداد أو آبار بترول صنعتها جثثهم !
فإذا ما لم يكفهم ذلك باعوا أملاكهم - و ليس إنتاجهم - من أرض ، و عرض سياسي ، و مواد خام ، بل وحتى لحومهم لتصبح بعض بلادنا مركزاً للسخرة (الأيدي العاملة الرخيصة معدومة الحقوق ) ، و للرقيق الأبيض ( زواج القاصرات لعواجيز الخليج ) ، بل و حتى لتجارة الأعضاء البشرية (عصابات كان يديرها وزير داخليتنا السابق المجرم العادلي ذاته ) !!

- و المسلمون على الجانب الآخر يعيشون على مباهاة جميع الحضارات الحالية بإرثهم الإسلامي النفيس الذي لا يفهمونه !
أو يعيشون على التحذلق و التفلسف بتعقيد ذلك الإرث إلى كتل فقهية صورية غالباً مبنية على أهواء أو أفهام معيبة فلا يمكن الإستفادة بها ،،
أو يعيشون بعيداً عن هذا و ذاك في راحة و دعة عن مجاراة الخلق في الحياة إطمئناناً إلى قوة المنهج و العقيدة ، و وهماً من عند أنفسهم أن الله لابد ناصرهم في النهاية مهما قعدوا عن (و أعدوا ) ، أو أهملوا ( حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، أو بعدوا عن ( مكارم الأخلاق ) التي نزلت رسالة الإسلام أصلاً لإتمامها !!


* قاتل الله الجهالة ، و قبح الله خسَّة النفس و الطموح ،،

و صدق رسولنا الكريم عليه الصلاة و التسليم الذي دعى ربه قائلاً : 

(اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، وأعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال ) .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق