* إن دعوة البابا للإسلام هي حق في شكل باطل ،،
فصحيح أنه واجب على كل مسلم دعوة المسلمين إلى التقوى
و كذلك دعوة غير المسلمين للإسلام ،،
-
لكن علمنا ديننا أن النصيحة على الملأ فضيحة ،
و دعوة شخص لتبني دين جديد هي في رأيي أكبر نصيحة ،
فمن يدعو البابا لماذا لا يدعوه سراً ؟!
-
كيف يجرؤ داع على دعوة رأس عقيدة أخرى و هو لا يملك ما يوازيه من علم يرد به عليه إن
حاوره ؟! ماذا لو رد عليه البابا بحجة لا يستطيع الداعي دفعها ؟! أيكون ذلك نصرة للإسلام
؟!
- كيف به إن وضع ذلك الموضع ففقد أعصابه فرد
بسخرية أو إساءة إلى البابا ، فرد إليه محبو البابا الإساءة في شخصه أو دينه أو ربما حتى إلهه ؟! ألا يضعه ذلك في مخالفة
إسلامية صريحة تنهي عن سب آلهة الآخرين حتى لا يسبوا الله ؟!
* كثيرون لا
يفهمون معنى كلمة "الحكمة" في الآية التالية و يحسبون
أنها مرادف لـ "الموعظة الحسنة" :
{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ
وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ
أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } ( الآية
125 سورة النحل )
تعريفي و
فهمي الشخصي للحكمة هو أنها : ( تطبيق الحق على الواقع بأحسن الأخلاق) ،، أما "الموعظة الحسنة" في الآية
فأراها مرادفاً لـ"التي هي أحسن" ، و كلاهما تعني : (ما لا ينفر من قهر أو سلوك
مُغضب) ،،
- إذا ففي
الدعوة - و هي فعل تبدؤه أنت - لك حق الإقران أو الإختيار بين "الحكمة" التي ترتبط بمقتضيات (
الحق و الواقع و الأخلاق) ، و "الموعظة الحسنة" التي هي (رفق) في المطلق بغض
النظر عن الواقع ،، فحرف
"الواو" في الآية يدل لغوياً على الإقران أو التخيير ،،
- أما عند
"الجدال" - الذي تبدؤه قد أنت أو يبدؤه الطرف الآخر و يدعوك إليه - فأنت
ملزم طول الوقت بالرفق "التي هي أحسن" ، فإن إقتضت "الحكمة" نظراً لواقع - مثل ظلم
محاورك لك - أن يتطور الأمر إلى "صراع" ، حينها أنت مأمور بأن
تترك الجدال بصورة مهذبة حكيمة لا شحناء
فيها و إنما سلام كما في الآية :
{ وإذا سمعوا
اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين }
( الآية 55 سورة القصص)
لماذا
تلتزم بذلك مع أن لك حق المعاملة بالمثل ؟! السبب هو أنك حينها لا تكون ممثلاً
لنفسك و إنما سفيراً للإسلام ، و هذه الصفة تضع عليك أعباءاً و تمنع عنك حقوقاً
يعرفها كل دبلوماسيو العالم .
- عندما
قال الرسول عليه الصلاة و السلام موصياً من طلب وصيته بثلاثة أمور آخرها : (خالق الناس
بخلق حسن) ،، قال "الناس" ، أي كل الناس ، و لم يقل
المسلمين ،، و من حسن الخلق تقدير العزيز في قومه ، و هذا الخلق أكدته الأخلاق
النبوية في كل موضع ،
-
فأين "الحكمة" أو "الرفق" أو "حسن الخلق" في أمر
دعوة عوام المسلمين للبابا علناً للإسلام ؟!
* هل تأمل
الداعي الحكمة الإلهية في التباين العقائدي ، و الأمر الواضح بعدم التشاحن في
الآيات التالية ؟! :
- {لكل أمةٍ جعلنا منسكاً هم ناسكوه فلا ينازعنك في
الأمر وادع إلى ربك إنك لعلى هدىً مستقيمٍ ( 67 ) وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون
( 68 ) الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون ( 69) } ( سورة الحج)
- {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ
وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ
لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ
لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ
} ( الآية 15سورة الشورى )
- { قُلْ أَتُحَآجُّونَنَا فِي اللّهِ وَهُوَ رَبُّنَا
وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ
} ( الآية 139 سورة البقرة)
* هل وعي من يدعو البابا للإسلام معنى كلمة "سديداً" في الآية الكريمة :
- {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً}
(الآية 70 من سورة الأحزاب )
السداد هو إصابة الهدف ، أنت ملزم كمسلم بأن تتحرى
أن تصيب كلماتك أهدافها ، أنت منهي حتى عن ما لا يضر من زبد الكلام فما بالك بالسفه
أو الحمق أو السباب أو إغاظة القلوب و لو قلب بعير ،،
- أين "السداد" في دعوتك أيها الداعي ؟!
* أعتقد - و الله أعلم بالنوايا - أن سبب تلك الدعوات
ما هو إلا "الإغاظة" ،،
- الإغاظة هي ما يحكم معظم تعاملات العرب مع بعضهم
البعض حتى و لو لم يعوها أو يقصدوها ،،
- "إغاظة" يكيلها لك موظفو المصالح
الحكومية من باب المتعة حتى و لم يكن فيما زادوه عليك من متاعب منفعة مستحقة أو
غير مستحقة لهم !!
- "إغاظة" تجعل من يقود سيارته خلفك
يزيد سرعته فقط عندما تضىء أنت إشارة بأنك ستتجه إلى جانب الطريق !!
- إغاظة تجعل جنود كتائب المجاهدين يرفعون إصبعاً
واحداً في مواجهة أطفال يحيونهم بعلامة النصر "إصبعين" بدعوى أن الله
واحد !! و ينهرون كل من يقول كلمة "ثورة" و يأمرونه أن يسميها "جهاداً"
، و كأن الجهاد لا يمكن أن يكون في شكل ثورة أو أن الثورة لا يمكن أن تكون جهاداً !!
- فيلم مسىء للرسول عليه الصلاة و السلام لا يحمل
فكراً بالمعنى العلمي و إنما يحمل "إغاظة" للمسلمين !!
- لحية للرجل تغطي صدره ، و لباس أسود للمرأة
يحملان "إغاظة غير مقصودة"
للمجتمع ، مع أن الأول يرتدي بدلة وكرافتة بما يخالف الهيئة النبوية ، و مع أن الثانية
لا تملك دليلاً واحداً من النقل او العقل أن الأسود هو لون الحشمة !!
* الجهالة
(حب الجهل) ، و الخسة (أخلاق العبيد) هي خامات عربية معاصرة من طول التجهيل و
التهميش الإنساني على الترتيب ،،
الفارق أن كل يصبغ تلك الخامات المكونة لشخصيته و فكره
بصبغة تروق له.
*اللهم
أخرجني من هذه القرية الظالم أهلها !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق