* ما ستقرأه هو خاطرة أدعو من يقرأها إلى مناقشتي
فيها و تعديل ما علموا منها من خطأ عن أكادة ، هي إجتهاد منطقي و ليست مقتبسة من
علم شرعي شخصي و لا من رأي لآخرين.
________________________________________
{لقد كان
لكم في رسول الله أسوة حسنة}
ما هي
محددات القدوة بالرسول عليه الصلاة و السلام ؟
1- لماذا لا يعتزل المسلمون في غار حراء كتعبد لأن
الرسول صلى الله عليه و سلم فعل ذلك ؟ و لماذا لا يتزوج رجال المسلمين من النساء
أكثر من أربعة في نفس الوقت كما فعل ؟
2- لماذا لا نسمي كلنا أبنائنا إبراهيم و بناتنا
رقية (كسنة واجبة نأثم لتركها) ؟
3- لماذا لا نركب الدواب بدلاً من السيارات ؟
و لا نذهب من مكة إلى المدينة من نفس الطريق التي
سلكها عليه الصلاة و السلام ، و نرتاح في نفس المحطات التي إرتاح فيها ؟
و لماذا لا نقيم مساجدنا في موقع جغرافي من مدننا مماثل
لموقع الحرم النبوي بالنسبة إلى المدينة المنورة ؟
* المثال
الأول : هو خصوصية فردية له صلى الله عليه و سلم ، هو بشر لكن له وضعاً خاصاً ، هو
يوحى إليه و يعصمه من يوحي إليه من الخطأ ، و ضعه الخاص يستدعي بعض التكليفات و
الضوابط الخاصة .
* المثال
الثاني : هو أمر شخصي ، أمر من أمور حرية الإختيار الفردي ،
- فعل
بشري غير ملزم لأتباع الديانة لأنه ليس مذكور معه أمر بإستحبابه أو بوجوبه أو بتكرار
فعله لا بقول و لا بإشارة و لا بإقرار .
- أمر
(مثل كل أمر المسلمين) الأصل فيه الإباحة ما لم يرد نص بتحريم فيترك ، أو وجوب فلا
يفرط فيه ،
- أمر فيه
سعة لمساحة الحرية لكنه من متوافق مع الشريعة من كونه لا يتجاوز حدودها الدنيا حتى
و لو لم يدرك أفقها الأعلى (في مثالنا هذا فالحد الشرعي الأدنى هو أن الإسم يجب
ألا يكون إسماً يؤذي حامله بأن يكون سيء المعنى أو دال على صفة قد تغيب عمن سمي به
، و أفقه الأعلى أنه يستحب فيه "ما عُبِّد و ما حُمِّد" ).
* المثال
الثالث : هي أمور "تراكبية" تتراكب فيها عوامل كثيرة من بيئة و زمان و
شخوص و ظروف إنسانية و إحتياجات وقتية ،،
- و لأن
هذا التراكب يستحيل تكراره فبالتالي يستحيل إتباعه ، و عليه فهو أصلاً لم يُفعل ليُتبع
، يستحيل أن تتكرر نفس ظروف رحلة الرسول عليه الصلاة و السلام من مكة إلى المدينة
مع أشخاص آخرين ،
- فهم لن
يوحى إليهم مثله ،
- و هم لن
تتوق نفوسهم (في نطاق المباح) لمثل ما تاقت إليه نفسه و فضلت فلكل بشري شأن في ذلك
،
- و هم لا
يمكن أن تحيطهم نفس الظروف مثلاً كأن تكون النوق هي وسيلة السفر ، و أن يكون مصدر
الإضاءة هو النار ،
- و أن
تتماثل مخاطر الرحلة ،
- و أن
تتماثل الإحتياجات الجسدية للراحة و قضاء الحاجة ،
- و أن
يتساوى عدد المصاحبين و قدراتهم ،
- و أن
يتماثل قدر الدافع النفسي للرحلة ذاتها ،
- و أن
تتماثل الفسحة من الوقت التي يحددها المرتحلون لرحلتهم حسبما إستهدفوه منها .
* و عليه أرى أن الإقتداء برسول الله صلى الله
عليه و سلم لا يمكن منطقياً في مثل هذه الأمور متراكبة العناصر ،
خصوصاً أن بعض هذه العناصر تغير ، إما لأن الرسول
- الموحى إليه و يستطيع أن يفصل في الأمر إن إختلط على الناس – لم يعد بين
ظهرانينا ، و إما لأن أمور الزمان و المكان و الظروف قد إختلفت.
* أقول
هذا لأبرر ما أعتقده من سفه القياس على مواقف مثل صلح الحديبية أو غزوة بدر أو فتح
مكة ،،
- فليس
بيننا رسول يمكنه أن يقر - لمعرفة غيبية – بأمر يراه الناس لا منطقي
كما حدث في صلح الحديبية ،
- ليس
بيننا رسول يؤسس لرسالة جديدة و يوحى إليه معصوم من الخطأ يقدر أن يعفو عن عتاة
كفار مكة يوم فتحها ،
- و لكن تذكر
أيضاً أن نفس الرسول صلى الله عليه و سلم كان في موطن ضعف يوم بدر لكنه قرر
المبادءة بالقتال ،
- و أنه
خرج بجيش كامل لأن إمرأة من المسلمين أهانها يهودي بكشف ثوبها عن ساقها ،
- و أنه خرج
لفتح مكة لمجرد أن مشركين من عدوه إعتدوا على مشركين من حلفاءه ،
فعلى أي
هذه المواقف المتراكبة بشدة يمكن قياس واقع معاصر ؟!
* السنة هي صحيح ما نقل عن رسول الله من قول و فعل
ذكر إستحبابه أو كرر صلى الله عليه و سلم فعله ، و لا أعتقد بإمكانية القياس على مواقف
حياتية متراكبة يستحيل تطابقها و تماثلها مرتين حتى و لو لنفس الشخص في وقتين
مختلفين.
* إستقيموا لله و لا يعرضن أحدكم بدين الله فيدعي
لأفعاله حجية شرعية بغير وجه حق ، فيضفى عليها قداسة تفتن العوام في دينهم ، و تتيح
فرصة لشماتة كارهي دين الله بجهل حامليه لا بنقيصة مفترية عليه .
______________________
هل القرآن كتاب ثابت الفهم أم مفتوح لكل
زمان و مكان؟ هو هو كتاب علوم طبيعية أم تشريع ديني؟ هل الأحاديث التنبؤية ملزمة أو
حتى إخبارية؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق