- من أحد أقوى الحركات التكتيكية و اكثرها
إذلالاً هي ما فعله السي آي إيه من إستدراج
ثوار مصر (عدا فصيل ضئيل) إلى خدعة شطرنجية بسيطة و ماكرة و قاصمة ،،
فقد صدرت له
فكرة الثورة الرومانية الفاشلة ،، و قامت كل التحركات خلال العام التالي للثورة من
وحي قصة ذلك الفشل السابق ،،
حتى أتت الإنتخابات
الرئاسية ،، و تاكد الجميع أنه بوجود مرشح عسكري او أكثر و مرشح للنظام القديم (سليمان
- شفيق - موسى) فالسيناريو روماني حتى النهاية ،، و بالتالي فإفشال خطة إفشال الثورة
يقوم بالضرورة على عدم التمكين لمرشح عسكري كما حصل في رومانيا ،،
- خدعة لم يسلم منها حتى عقول راجحة ،،
فبعد أن يحس "زنقة" الديموقراطية التي يراها الحل فيذيل بها كل مقالاته ،،
ينبرى الطيب البارع علاء الأسواني أولاً في تنبيهنا إلى السيناريو الروماني ،، و تالياً
في توعيتنا بان الطريقة المثلى لتجنب ذلك العار هو إسقاط شفيق ،، فتفشل محبوبته
الديموقراطية في توفير طريق جيد لثورة تحتضر !!
- و هنا تكمن براعة السي آي إيه ،، فهو قدم
لك السيناريو الروماني الذي يجعلك تحلم بالكوابيس هذا إن نمت أصلاً ،، إلى جانب السيناريو
الذي يريده هو فعلياً طبقاً لحساباته لموازين القوى و أيسر الطرق لمصالحه ،،
فمن منا
ينسى لقاءات كلينتون و كارتر و كيري و باترسون بالإخوان قبل و بعد كل من
الإنتخابات البرلمانية و الرئاسية ؟
و لم
يقابلوا سواهم غير المجلس العسكري بالطبع ،
و المرة
التي قابلوا فيها البرادعي و بعدها إنسحب الرجل من سباق الرئاسة ،
و الله
اعلم إن كان ذلك لنية جيدة بعد رفضه عرضاً أو معرفته سراً ،، أو تواطأً بتنفيذ
رغبة امريكية بفتح المجال أمام مرشحين آخرين ؟
- طبعاً أنت لست مختلاً لتختار ما يرعبك
(شفيق و رومانيا الجديدة) ،، لذلك ستختار أي حل آخر ،،
و على غرار
(البنطلون لأ ،، البنطلون لأ ثم قفا ميري يصبح بعدها : البنطلون آه) إنبرى الثوار في
الجولة الأولى في حملاتهم ( الشاطر لأ ،، الإستبن لأ ) ،، ثم بعد (قفا) الجولة الأولى
قفزت أسعار الليمون لكثرة الطلب عليه ليعصره الحمقى على انفسهم و يصبح (الإستبن آه)
و يختاروا لقيادة بلادهم من هم متأكدون من عدم إنتمائه لفكرة الثورة التي قاموا بها
من الأساس ، كل ذلك خوفاً من سيناريو رومانيا !!
الإنسان الحر يصنع إختياراته و لا
تملى عليه ،،
الإنسان المبتكر يصنع أدواته و لا
ينتظر أن يهبها له الآخرون كعطايا !!
انا متاكد
أن المستفيد الأعظم مما حدث لنا هو الشعب الروماني ،،
فاليوم لن
يذكره التاريخ كأضحوكة للثورات ،، فقد إنتقلت ثورته خانة إلى أعلى و أصبحت ثاني أغبى
ثورة في العالم !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق