كتبت قبل حكم الدستورية بساعة !!
الدســــتور
:
*
هل تكتبه الأغلبية ؟؟
- لكن الأغلبية "الديموقراطية"
متغيرة !!
*
هل تكتبه الأقلية لضمان حقوقها كما سمعنا في الزعم الطفولي الساذج ؟؟
- الإجابة نفس إجابة السؤال الأول : الأقليات
السياسية أيضاً متغيرة !!
*
إنظروا إلى عوار الديموقراطية :
- الديموقراطية توجب على الشرطي (منفذ القانون) دراسته ،، و توجب على القاضي (الحكم بالقانون) إتقانه ،،
لكنها حتى
لا توصي بأن يكون البرلماني (صانع القانون) على أي دراية بمفرداته ،،
بل حتى لا يجب أن يكون من أهل القراءة و الكتابة أساساً !!!
- ما معنى أن يستفتى شعب كامل على دستور في
حجم كتاب صغير يحوي مئات المواد فقط بالرفض أو القبول الكاملين ( نعم أو لا ) ؟!
في هذه الحالة
لن يكون صندوق الإنتخابات سوى (محلل) لعملية السفاح السياسي الديموقراطي
هذه !
- ما معنى أن يستفتى شعب كامل على مئات المواد
منفصلة ؟!
إن أي دارس
للرياضيات يعلم أنه - في ظروف مجردة عن التوجيه المعنوي و في ظل إرادة حرة - فإن إحتمالات تعديل الدستور و إعادته للعرض في استفتاءات جديدة تساوي
تقريباً عدد مواد الدستور نفسه ،،
أي أنه من
الممكن أن يكمل طفل مشوار حياته إلى الشيخوخة و لم يكتمل بعد ذلك الدستور الديموقراطي
المزعوم !!
*
أعتقد عن يقين أن الدستور يكتبه الأقوى ،،
لكن بعد
أن يحكم ،، و بعد أن تتوطد أوتاد حكمه ،،
و يكتبه
بما يوافق هوى الأغلبية العظمى للشعب ،، فيكون قد كسب قاعدة شعبية جيدة ،، و يكون قبلها
إمتلك أداة فرض الإرادة على المخالفين ،،
- و يبقى
امر الله في النفوس بأن يتزن النظام بناءاً على عدالةٍ و نية
إصلاح ،، أو ينقلب إلى إستبداد له نهايته المحتومة.
* لكل ما سبق أرى أن القول بكتابة دستور في ظل تصارع على الحكم ، و
تصارع على بناء القواعد الشعبية لكل أيديولوجية هو امر شديد السفه ،،
فلن يمكن أبداً جمع المتضادين فكرياً
إلا تحت حكم مستقر ،،
و لو إجتمعوا فيستحيل ان يكون المنتج
اللذي سيخرجون به هو إرادة الشعب اللذي لا يعرفهم من الأصل و لم يدخل إلى مقار أحزابهم
من ملايينه سوى المئات !!
*
حقيقة أنا أتساءل : من قال أن الدستور يكتبه أصلاً غير المختصين ؟؟!!
- أليس في مئات المختصين في القانون الدستوري
في مصر ما يكفي من التنوع الأيديولوجي مما يمكنهم من صياغة دستور إحترافي ممثل فيه
"نسبياً" الأيديولوجيات المتناحرة اليوم ؟!
*
ما معنى ان نطلب تمثيلاً للفئات المختلفة بنسب معينة ؟!
- لماذا لا تتحول تلك الطلبات الى لجان إستماع
و مناقشة مكونة من تلك الفئات إلى جانب علماء أكاديميين و خبراء تنفيذيين فيما يخص
كل قضية ؟!
- ما اللذي يمكن أن يعطله أو يجبر الآخرين
عليه عشرة أو حتى عشرين ممثل للشباب إذا قرر باقي الثمانين من الكهول و المسنين فرض
إرادة ما تناسب مصالحهم هم ؟! و نفس الكلام ينطبق على المرأة و الأقباط و غيرهم .
النتيجة
الطبيعية أن تلك "الكوتات" ستصبح مطية لكل أيديولوجية
،، سيتحالف معه صاحب المصلحة لكسب أصواتهم في صف مصلحته ( في الأمور التي لا تخصهم
) في مقابل دعمهم في جزء يسير من مطالبهم !
- هل هذا ما يمكن تصوره لصياغة شكل جمهورية
جديدة ؟! مصالح ضيقة و صفقات سياسية لا أخلاقية ؟!
*************************
*
كثيرون يعتقدون أن البرادعي بتصريحاته الأخيرة هو أول من تنبه لفيصلية قضية الدستور
.
- أود أن أسأل السيد البرادعي : ماذا فعلت
من أجل تلك المعركة الفاصلة ؟!
- هل ساهمت بقبولك المجتمعي ، و ثقلك السياسي
، و علاقاتك الدولية في تشكيل جماعة ضغط من أجل قضية الدستور الوطني
؟!
- هل تعتقد أن تأسيس حزب و تسميته ( الدسـتـور ) هو أمر مؤثر في ذلك الشأن رغم أنك أعلنت رؤيتك للحزب بأنه لن ينافس
على مناصب سوى بعد أربع سنوات ، أي بعد كتابة (الدستور) نفسه !!
- اؤمن تماماً أنه لا ملامة في العمل العام
على ضعف الجهد ،، فالمشارك اياً كانت مشاركته يشكر عليها و لا يلام على التكاسل ،، الملامة
فقط تكون لمن يخطىء عن عمد ، او لمن يدعي انه يفعل و هو كاذب .
- و مع ذلك أنتقد قلة جهد البرادعي مع إستطاعته
،، ليس لتقويم البرادعي ، و لكن لتقويم هوس الحب المصري الأصيل لـ"فـرعـنة" الأشخاص ،،
ذلك الهوس
اللذي يجعل صمت "حسان" عبادة ،،
و تقبيل
يد "بديع" بركة ،،
و تخبط "حمدين" ثورية ،،
و لقاء فارغ
المحتوى "للبرادعي" مع محرضة سفيهه قمة الفكر
!!
سأظل أهدم كل الأوثان في العقول لكي يبقى
الفكر هو الأعلى شأناً حتى من حامليه !!
*************************
*
الحقيقة أن قضية الدستور تنبه لها الجميع عدا "الثورجية" ،،
- الثورجية اللذين غُرر بهم بإسم الديموقراطية فإرتّج عليهم الأمر بالمشاركة
من عدمه في إنتخابات البرلمان ،،
شاركوا و
خسروا و أعطوا شرعية ثورة صنعوها لمجلس الشيوخ اللذين إما سبوهم يوم الثورة أو باعوهم
بعدها !!
- لم يكتفوا بذلك ،، بل طالبوا البرلمان بتولي السلطة كاملة ،،
فردهم خائبين
و كسب نقطة هو عند العسكري بها ،، و إستمر هو ليكتب دستور دولة هم من دفعوا ثمن صناعتها
!!
- و اليوم "يتبرع مشكوراً" للشباب ( حزب البناء و التنمية
الذراع السياسي للجماعة الإسلامية ) بمقعديه في اللجنة التأسيسية للدستور ،،
الجماعة
التي سب متحدثها الرسمي شباب الثورة في كل مناسبة و توقيت ممكنين !!
- كل ذلك كان نتيجة "الفكر الملظلظ" اللذي تخيل ان شجرة الحرية
تروى بالكلام و ليس بالدماء ،،
لمن لا يفهم
معنى "الفكر الملظلظ" ينظر إلى ممثلي الشباب في البرلمان و ستتضح لديه الصورة
!!
*
تنبه لأهمية الدستور الجماعات السلفية ،،
فما أخرجهم من مساجدهم إلى ممارسات شبه ثورية و ديموقراطية
طالما أدانوهما إلا من أجل دستور ( لا يخالف شرع الله
) ،،
-
و ما كان إنشاء حزب النور نفسه ، و لا جُمعات (إسلامية – إسلامية)
، و لا التمترس خلف الإخوان بعد ذلك في البرلمان ثم
الرئاسة – رغم عمق الخلاف – إلا من أجل ذلك الدستور !
*
تنبه له ( سـاويـرس ) ،
فأنشأ حزب المصريين الأحرار ،، اللذي لا أفهم حقيقة "أحــرار" من ماذا ؟! بالتأكيد
ليس من النظام القديم فساويرس أحد أركانه الخفية !
- أنشأ ذلك الحزب لخوض معركة الدستور ليحافظ
على حرياته المطلقة الإقتصادية منها قبل الأيديولوجية أو
حتى الدينية .
*
تنبه لها فلول الحزن الوطني ،،
فأنشأوا أحزاباً فشلت هي الأخرى لإنعدام الأرضية الشعبية
و إعراض المجلس العسكري عنهم بعد ان عشمهم بالنصر ،،
-
تماماً مثلما فعل عند إجتماعه في أول عهده بـ " الـعـلــمـاء" و أكل الجميع رز بلبن ، و تخيل الفلول ان العسكر يحميهم ،، و تخيل
المشايخ ان المصانع الحربية ستتحول من تصنيع "الحلل" لتصنيع "السبح" !!!
*
تنبه لها العسكري ،،
فعرف ان
سيناريو ( البقاء الآمن ) لن يتحقق إلا بحصانة دستورية
،، فأوعز لذلك السلمي تقديم وثيقة تحميهم ،،
- ثم صور للناس جميعاً من الإعلام أنه راغب
في ( خروج آمن ) بأسلوب تسويقي رائع - تفننوا فيه دوماً – بلفت إنتباه الجميع عن نيتهم
الأصلية بتصدير ضجة إعلامية حول عكس الأمر ، ثم محاولة نفي العكس ، فينسى الناس الأصل
و يلتفتوا لتحليل العكس و التشاحن حول آرائهم منه !!
*
سترون أنني لم أذكر الإخوان أولاً ،،
هذا لا يعني انهم آخر من تنبه ،، لكني أدخرهم للنهاية
فهم أصحاب الموقف الأعقد ،،
-
الإخوان تنبهوا لأمر الدستور منذ عقود ،، و إجتهدوا فيه منذ سنوات حتى وضعوا بالفعل دستوراً كاملاً ،،
- و ما كانت و مزاحمتهم للثوار في الميادين ،،
و ما كانت تفاهماتهم مع نظام مبارك أيام ولاية عاكف
، و ما كانت تفاهماتهم مع العسكر اليوم - و التي أوقن
أنهم تجرعاهما كالعلقم على غير رغبة منهم – إلا من أجل تمرير أجزاء من ذلك الدستور أيام مبارك ،، ثم من أجل تمريره
كاملاً هذه الأيام .
-
الإخوان يعلمون – كما يعلم جميع أهل السياسة – أن الدستور هو ( أم المعارك ) ،،
لذا حاربوا حتى يصلوا للبرلمان ،،
ثم حاربوا حتى يحصلوا على أغلبية اللجنة التاسيسية
،،
ثم سيقاتلون بدمائهم دون ذلك الدستور (طبعاً هذا في
حالة إكتمال الأمر كما تخيلوه ،، و هو خيال لأن راسم الطريق الحالي هو العسكر و تعلمنا
صغاراً "أن الحداية ما بتحدفش كتاكيت" !! ) ،،
- و ما إسماتتهم اليوم
في الإلتزام بالإعلان الدستوري إلا تأكيداً لفكرة التعسف
بالإلتزام بالدستور ، بغير طرح فكرة تغييره شرعياً ،، لكي يدفعوا عن نفسهم الحرج مستقبلاً
– كما يتخيلون – عندما يتعسفون مع من يحاول تعديل دستورهم المنتظر !!
-
لو سارت الأمور بالشكل الحاصل اليوم في لجنة تشكيل الدستور الحالية سترون الأعاجيب من جميع القوى السياسية عند صياغة باب نظام الحكم ،، و عندها فقط
ستعلمون لماذا كانت كل تلك المعارك السابقة التي كان يمكن تجنبها و فض الإشتباك فيها
بسهولة !
-
ستعلمون حينها لماذا رفض كل مقترح دستوري مسبق و لو كنموذج إسترشادي – مثل المقدم من بيت الحكمة – رغم وجاهة الطرح و حرفية الإعداد ،،
السبب هو أن في الجعبة دستور جاهز أيضاً ،، و هو دستور
يحمل فكرة جديدة في شكل الدولة و نظام حكمها عما تحمله عقول المفكرين من أبناء الدساتير
السابقة .
-
لا أقصد بما سبق ملامة للإخوان على كتابة دستور مسبق ،،
بل أرى أنه يجب الإشادة بذلك ،، فهذا كان واجب على
كل فصيل مناوىء لحكم فاسد بأن يوجد بديله لذلك النظام ،،
-
ما ألومهم عليه هو الإشتراك في صناعة مسرحية من الكذب و التآمر من أجل تمرير ذلك الدستور
،، مسرحية ضللت الحلفاء قبل المنافسين ،،
-
تمنيت أن كانوا إستبدلوا المتاجرة بالتواضع من أجل التوافق الوطني المزعوم بفروسية
البوح و طلب التأييد ،،
- تمنيت منهم الصدح بالحق بدلاً من الإبداع في سلوكيات النفاق !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق