كتبت في 23 سبتمبر 2013
* اليوم أضاف أحدهم إلى فكرة قوية في
أمر مهم و مستقر - هذا
حدث شديد الندرة بالنسبة لي - لذا
أحببت أن أشارككم فيه ،
- النقاش كان حول الختان ، ختان الذكور !
*الرجل أخبرني بأدلة ثلاثة تؤيد
وجهة نظره في أن ختان الذكور لا علاقة له بالإسلام ،
ثم قدم
لي تفسيراً لسبب شيوع الختان ،
ثم قدم
لي نظرية فريدة في سبب من أهم أسباب تخلف المسلمين الحاليين من منظور عملية الختان
ذاتها ، أعجبتني النظرية حتى أنني ألحقت بها نظرية إضافية تؤكدها و تفسر سبباً آخر
من أسباب تخلفنا من نفس المنظور !!
- تقييمي لأدلته أن أولها
يحتاج إلى بحث بسيط للتأكد منه ،
و الثاني دليل
منطقي علمي معتبر ،
و الثالث
في رأيي حجة داحضة لما سواها و تكفي وحدها كدليل على حجية فكرته !
و سأذكر هذه الأدلة بنفس هذا
الترتيب لكن مع إضافة بعض تنقيح و تفسير و إستدلال من عندي :
1- القرآن يؤكد في أكثر من موضع كمال
خلقة الله للإنسان فكيف يستقيم أن نقول بأن هناك جزءاً حياً من جسد الإنسان واجب
الإستئصال للجميع لأنه (زائد
و مُـضر) ؟! :
{ و صوركم فأحسن صوركم و رزقكم من الطيبات}
، {خلق السماوات والأرض بالحق و صوركم فأحسن
صوركم و إليه المصير} ،{ الذي أحسن كل شيء خلقه} ، {إنا كل شيء خلقناه بقدر} ، {و لقد
خلقنا الإنسان فى أحسن تقويم} ، {الذي خلقك
فسواك فعدلك ﴿٧﴾ في أي صورة ما شاء ركبك} ،
و الأحاديث التي أوردت في الختان
كلها أحاديث فرادى ،،
و يقول محدثي أنه راجع السيرة و
الصحاح فلم يجد أحاديث تصف ، أو تعالج ، أو تذكر ، تفاصيل و تبعات عملية ختان
الحسن و الحسين (الذكرين
الوحيدين الوليدين في عائلة النبي و نضجوا أثناء حياته) ، فقد أتى ذكر الواقعة سريعاً رغم ما يمكن تصوره من أيام طويلة و ربما
أسابيع من معاناة وتألم مر بها الطفلان و آلاف
الأطفال الآخرين من أبناء الصحابة !
- فكيف
ينفى "حديث" معنى كمال الخلقة الذي أقره
القرآن مكرراً ؟!
و كيف يصح حديث فردي لم يتكرر ذكر
مثله في السنة النبوية مع أي حوادث مشابهة ؟!
- أصلاً
كيف يمكن تصور أن يأمرنا الله وجوبياً بفعل معقد دون أن يعلمنا تفصيله ؟!
فبإستثناء الغرائز الحيوانية التي
نعرفها بالفطرة من كيفية تحصيل طعام و شراب و تناسل و حفظ حياة ، لم يكلفنا الله
بشيء زائد عن ذلك يحتمل "تعقيداً
في تنفيذه"
إلا و أخبرنا بتفاصيل ذلك التعقيد ،
العبادات - و كمثال في الصلاة - نعرف أنها تجب في سن التمييز ، و الجماعة يؤمهم عاقل بالغ يفضل
أن يكون أحفظهم لكتاب الله ، و يجب أن يسبقها من وضوء ، و نعرف شكل الصلاة ، و
إضافاتها من نوافل ، و مبطلاتها ، و أحكام الرخص المترتبة على تغير أحوالها في السفر
و المرض ،
لكن هل سمع أحد عن السن
الذي يجب عند بلوغه (ختان الذكور) ؟ أو كيفيته ؟
أو ما يحرم فيه من إفراط أو تفريط ؟ أو رخص
تركه ؟ أو إشتراطات خاصة في من يؤدي هذه العملية ؟
هل يستقيم تصور عدم ذكر تفصيل لبعض
ذلك في السنة لو كان الختان أمر بهذه الأهمية و الخطورة في حياة كل فرد مسلم ؟!
2- أما دليله المنطقي العلمي على
إستحالة وجوب (ختان الذكور) فهو أنه من غير المفهوم بالمرة كيف يستقيم أن يكون الختان
أمراً شديد الأهمية الصحية رغم أن كل ذكور الثدييات و معظم رجال العالم غير مختنين و الحياة عندهم لا تشوبها مشكلة صحية نجى منها المُـختّـنين بفضل
ختانهم ؟!
- كيف يمكن تصور أن هذا الجزء الحساس من العضو الذكري - و الذي يغلفه ذلك الجزء الذي يُستأصل
في الختان - يجب أن يترك مكشوفاً هكذا للإحتكاك الدائم مع الملابس ، أو حتى مع
الأرض في حالة الأطفال العراة في البيئات الفقيرة ؟!
أليس
الأولى منطقياً أن نفهم أن الجزء الذي خلق حساساً سهل الإنجراح و الإلتهاب أوجد له الله ذلك الغطاء
ليمنع عنه الإصابة أو الإستثارة الدائمة ؟!
- أنا شخصياً عندما سمعت من الرجل
هذه الحجة - و أنا طبيب و دارس متعمق
في علم الطب الجنسي -
تذكرت أن الحجة الوحيدة التي كنا نريح أنفسنا بها في شأن حكمة ختان الذكور أن وجود
هذا الغطاء الجلدي يزيد إحصائياً من نسبة حدوث سرطانات القضيب بسبب تراكم الإفرازات الدهنية و الأتربة و ربما بقايا
الإخراج تحته فتحدث الإلتهابات نتيجة وجودها معاً في ذلك المكان العميق ،
ثم تذكرت أن المعلومة الأولى (زيادة
نسبة التسرطن) لم أقرأ عنها بحثاً واحداً
إنما كانت معلومة شفهية من أستاذي ،
و المعلومة الثانية (الإلتهابات
بسبب تراكم الفضلات) تحدث
عند المرأة ، و بين الأسنان و اللثة ، و بين أصابع القدمين ، و مع ذلك فعلاج كل
هذه الإلتهابات بالتأكيد هو النظافة و الوقاية و ليس خلع الأسنان أو قطع الأصابع !
3- نأتي لآخر الأدلة التي قدمها لي على
رأيه في أن ختان الذكور لا علاقة له بالإسلام ،
الرجل يقول - صدقاً - أن الإسلام ليس فيه تكليف واحد (مؤلم) أو (مشوه) للجسد
،
بل على العكس ، أي ضرر جسدي أكيد أو
تغيير لخلقة الله الأصيلة في البشر منهي عنه قطعياً من أول (العلاج بالكي) مروراً (بالوشم)
و (تفليج الأسنان) و حتى (صيام
من سيضر الصيام جسده) !
- فكيف
يوجب الإسلام - بلا أي حجة مذكورة - أمراً فيه إيلام بدني و نفسي
عظيم ، و تغيير
لخلقة أصيلة موجودة
في كل البشر ،،
و هو
نفس الدين الذي نهى عن العرب عن عادتهم في التجمل "بتفليج الأسنان" ، و حرم التعبد بفريضة - كالصيام - إن كانت ستضر بدن صاحبها بشكل
أكيد ؟!
- طبعاً لا حاجة للتذكير بأن "التخدير" الدوائي أمر لم يتحول إلى ممارسة حقيقية قبل القرن
العشرين ،
و لا يجهل أحد أن الأغلبية الكاسحة من
عمليات الختان سواءاً للذكور أو الإناث كباراً و صغاراً تتم بدون مخدر حتى يومنا هذا ،
بل إن معظمها يتم في طقس (الطهور الجماعي) الذي تنخلع فيه قلوب الأطفال و هم ينتظرون دورهم في أن
يجز موس الحلاق أو مشرط طبيب الوحدة الصحية قطعة من أكثر أعضاء أجسادهم حساسية و
خصوصية !
- بنفس
هذا التفسير يرد الرجل على المفارقة التي ربما ستثير تساؤل البعض في شأن التكليف
بتقليم الأظافر أو بقص الشعر و نتفه ،،
فالشعر و الأظافر أجزاء متجددة النمو ، و بطبيعتها ستتلف إما نتيجة تكسير ، أو إنبراء ، أو
تساقط تماماً كما يحدث في حوافر الحيوانات و أوبارها ، و بالتالي تهذيبها لن يكون (تغييراً) لخلقة الله ،
و الشعر و الأظافر أنسجة ميتة و ليس فيها مستقبلات الإحساس بالألم ، و بالتالي إزالة
الزائد منها لن يتسبب في (أيلام) للبدن ،،
و حتى نتفها - من الأماكن التي فيها
نصح بالنتف - ألمه بسيط لا يتجاوز ألم أي فعل بدني متوسط .
* الرجل بعدها قدم لي ما يظنه سبباً لشيوع الختان :
- فهو يقول أنه كان عادة فرعونية ، توارثها اليهود من الفراعنة في مصر ، ثم دسوها في
اليهودية ، ثم نشروها في مواطن هجرتهم ، ثم دسوها في الأديان السماوبة الأحدث :
المسيحية و الإسلام !
و من أحد إستدلالاته على ذلك أن الختان
في أمريكا أكثر كثيراً من أوروبا بسبب النفوذ اليهودي الثقافي و الإجتماعي الأكبر
في أمريكا عن سواها من الدول التي تضم أغلبيات مسيحية !
- من دراستي للطب الجنسي أعرف أن
ختان الإناث له نفس السبب تقريباً (توارث عادات فرعونية في دول حوض النيل) ،
و دهشت كيف لم ألتفت من قبل أن هذا
يمكن أن يكون سبباً هو الآخر في عادة ختان الذكور !
* بعدها قدم لي الرجل نظرية جديدة علي
بالكلية و مقبولة جداً في رأيي لدرجة أنني طورت فوقها عنصراً آخر لينظرا معاً
لسببين مهمين من أسباب تخلف المسلمين المعاصرين !
- قال
لي أنه يعتقد أن الختان هو أهم أسباب زرع فكرة قبول القهر و ما تسبب عنها من تخلف
حضاري و سياسي !
فالأطفال يساقون إلى "حفلات التعذيب" تلك ، ثم يجبرون فكرياً على الشعور بالعرفان لمن عذبوهم و
شوهوهم سواءاً الآباء أو الجراحين !!
بعدها سيكون الطفل أكثر قبولاً
للإهانة من المدرس في "المدرسة" حتى و لو لم يخطىء ذلك المقهور الصغير !!
لو مر بهذه التجربة دون تمرد سيكتمل
كسر إرادته في مرحلة "التجنيد" سالب الحرية ، أو "العمل" سالب الكرامة ، أو كليهما!
بعد كل ذلك سيتحول إلى "عبد أوتوماتيكي" لن يكتفي فقط بقبول القهر ،
بل سيتطور ليصبح هو حارس ذلك القهر
و طالبه لدرجة أنه ستقلقه أي فكرة لمحاسبة أصحاب السلطة و المسؤولية و يقف على
المنبر ليقسم للناس أن "الخروج
على الحاكم"
حرام و لو جلد ظهرك و سرق مالك و قتل ولدك !
- و أرى
أنا أن ختان الذكور كان له أثر إضافي على تخلف المسلمين المعاصرين بأنه زاد من
الإستثارة الجنسية لديهم و بالتالي هيمنة الجنس كموجه رئيسي للفكر ،
فالعضو الذي خلقه الله مغطىً طول
الوقت و لا ينكشف إلا وقت الإستثارة الحقيقية أصبح بسبب الختان مكشوفاً طول الوقت
معرضاً إلى إستثارة زائفة من الإحتكاك
بالملابس أو التصادم مع المقاعد و
الأجساد !
تذكروا الحركة المخزية الشهيرة التي
فعلها "المخلوع مرسي" أثناء لقاءه مع "جوليا جيلرد" رئيسة وزراء إستراليا !
حركة أكاد أجزم أن سببها أثر حاصل
من الملابس و المقعد و غالباً لم تكن لتحدث لرجل غير مُـختّـن ،
لا يمكن لعاقل أن يظن أن الرجل الستيني ،
قد أغرته سيقان المرأة الخمسينية
، في وجود عشرات فلاشات الكاميرات
و مئات الناس من حولهم ، أثناء ظرف شديد الضغط و الدقة المستوجبان للتركيز !
* معلومات طبية :
- طبيعياً
الأجزاء الحساسة جنسياً في الأعضاء التناسلية في كل من الرجل و المرأة موجودة (داخل)
غطاء جلدي غير حساس يقيهما الإحتكاك و الإصابات ،
و لا (تخرج)
إلا بفعل إرادي لإستخراجها ، أو في أوقات الإستثارة الجنسية النفسية أو الفيزيائية
.
- خلال
عملية ختان الذكور
تحدث نسبة غير قليلة من الإصابات التي تؤدي إلى العجز الجنسي الكامل للطفل في
المستقبل ،
منها إصابات جزئية مشوهة للعضو
الذكري ، و في أحيان ليست قليلة يحدث فقد كامل له كنتيجة لخطأ جراحي (أثناء الختان) أو تمريضي (في فترة تضميد الجرح و تنظيفه) .
- العالم
كله يعرف أن ختان الإناث - في غير المشاكل المرضية الخاصة - هو جريمة تشويه جسدي و
وظيفي،
لكن الجهلاء المتحجرون يسوقون لختان
الإناث بزعم خاطىء تماماً يقول بأن الختان يزيل أجزاءاً حساسة تتعرض للإحتكاك طول
الوقت .
-
العجيب أن نفس الجهلاء و معهم
معظم العقلاء يرون وجوب إزالة الغطاء الجلدي للرجل و ترك الجزء الحساس مكشوفاً :
دون أن يلتفت العقلاء
إلى أن ختان الذكور - رغم قلة خطورة أثره التعجيزي عن خطر ختان الإناث - إلا أنه يبقى هو الآخر تشويه جسدي و وظيفي !
و دون أن يلتفت الجهلاء
إلى أن ختان الذكور يؤدي إلى تعريض الأجزاء الحساسة للإحتكاك الدائم بما "يعكس " تماماً الغرض من نظريتهم السابقة التي طبقوها في شأن ختان
الإناث !
#اللهم_أعنا_على_رفع_غباء_أمة_و_دفع_بلاء_قرون
!
Post by Ahmad Syiam.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق