بيان عقدنا له مع ممثلين عن أحزاب سياسية و حركات
ثورية و مجتمعية إجتماعاً يوم (الأحد 7 يونيو 2013) و كان هذا البيان هو تجميع لما
طرحه المجتمعون ،،
عرض على الجميع و لم يمكن التوافق على إخراجه
للنور في يوم الإثنين 8 يونيو 2012 ،، و كانت المذبحة يوم 9 يونيو 2013 فأصبح
البيان غير مناسب للحدث و أنشره فقط من باب التدوين.
بيـــان
(بسم الله ،، ثم بسم مستقبل شعب علم الدنيا
الحضارة و بسم وحدة وطن قامت فيه الثورات دوماً على الفساد و الإستبداد).
- حلمنا جميعاً بيوم نعيش فيه بكرامة مستحقة ، في
وطن آمن ، ناعمين برخاء ممكن في بلاد حباها الله بفيض من موارد الطبيعة و كنوز
بشرية وفيرة من عقول نابهة و سواعد بنَت الأهرام و حفرت القناة،
و ثرنا سوياً من أجل هذا الحلم على نظام أنهك
قدراتنا ، و نهب خيراتنا ، و قمع حرياتنا ، و عمل على تجريف إنسانيتنا و خفض
رايتنا بين الأمم،
و في سبيل التخلص من كل ذلك ضحينا جميعاً ، من ثار
و من لم يثر ، الكل دفع ثمناً لحرية منتظرة إن لم يكن طوعاً من حياته و مستقبله و
وقته فقد دفع كرهاً من أمنه و من ضيق معيشته.
- و اليوم نمر بمفترق طرق ليس فيه حتى رفاهية
العودة إلى الوراء ،، فإما أن نبدأ أول خطوة واثقة على طريق النهضة الحقيقية ، و
إما نتعثر في دروب التفتت الوطني و العداء الأهلي.
و في هذا الظرف الدقيق يتوجه الموقعون على هذا
البيان إلى كل أبناء الوطن الذي يجمعنا بالرسائل التالية :
* رسائل إلى السلطة الحاكمة :
- قامت في بلادنا ثورة من أجل العدل و الكرامة و
المساواة ، و نحن إذ نتفهم دقة الظرف و حجم المسؤولية و الطبيعة الإستثنائية
للمرحلة إلا أننا نؤكد أننا سنكون حراساً على أن لا يتغول فرد أو جماعة أو حتى
تحالف على حق الشعب في تقرير مصيره و رسم مسار سياسات وطنه،
لذا نشدد على ضرورة قصر إستخدام السلطة التشريعية
الإستثنائية في أضيق الحدود و بلا مغامرات أو خروج عن المألوف و المقبول،
مع إشراك في التشاور و الصياغة لممثلين عن كافة
أطياف الوطن،
و خلق آلية عادلة واضحة توافقية كفؤة لصياغة الطرح
الدستوري القادم للبلاد ، و دعوة الشعب لإختيار من يمثله مباشرة في أقرب فرصة
ممكنة بلا وصاية و لا إقصاء لمن لم تثبت عليه جريمة.
- لا يختلف عاقل حي الضمير على أن أمن و حياة كل
من يعيش في هذا الوطن هي مسؤولية مباشرة لمن في يده السلطة ، المعارض و المؤيد ،
و لذا نُصِّـر على أن تقدم السلطة الحالية تأكيدات
واضحة و خطوات عملية لحماية كل المتظاهرين و المعتصمين السلميين من كل التيارات ،
و نطالب السلطة ببذل أقصى جهدها لإحتواء المعارضين
بالتفاوض و محاولة الإرضاء ،
و لتكن اللحظة لحظة تحول في نمط تعامل الدولة مع
المظاهرات المعارضة لها من طريقة التجاهل ثم القمع إلى منهج الحماية و الحوار.
- نعتقد جميعاً أن خلق حالة إستقرار جيد في البلاد
يحتاج أن يقوم على ركيزتين أساسيتين :
ركيزة علاج آلام الوطن الحالية من ضعف الحالة
الأمنية و الإحتياج الغير مستوفى لرغيف الخبز و الوقود و الطاقة الكهربية.
و ركيزة تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة المبنية
على تفعيل آلية حوار جاد ، و تحقيق العدالة الإنتقالية بلا إنتقاء أو إنتقام ، و
إرساء أولى خطوات العدالة الإجتماعية بالعمل على وضع حد أدنى و أقصى للأجور و
زيادة مخصصات المؤسسات الحكومية الخدمية كالصحة و التعليم في الموازنة العامة
للدولة.
- أن يكون تمكين الشباب في هذه المرحلة الإنتقالية
نصب أعينكم كمنهجية حكم و ليس كرفاهية تزيين لوجه السلطة تمكيناً لفكر الثورة و
طاقة الشباب مهما كان سن من يحمل ذلك الفكر و تلك الطاقة ، من منطلق الكفاءة التي
تخدم الوطن و ليس من منطلق المكافئة على ما بذلوه في الثورة.
* رسالة إلى المجتمع :
ثرنا لنتحول من شعب يعيش تحت سلطة مستبدة إلى شعب
يرسم بإرادته حلم حاضره و مستقبله بيده و يصنع السلطة بإرادته لتكون مجرد منفذ
لهذه الإرادة و منسق لذلك الحلم.
فلا تركنوا إلى التبعية و تنتظروا السلطة لتحقق
أمانيكم ، ليجتمع كل من يشتركون في مهنة أو فكر أو مصلحة وطنية في مؤتمر لتأسيس
شكل و إطار ما يحقق لهم و للمجتمع المصلحة القصوى ، قدموا خططكم لتطوير و تنمية
أنشطتكم و بيئاتكم المشتركة ، قدموا أطروحاتكم القانونية لتلك الخطط ، و قدموا
كوادر بشرية من بينكم قادرة على تنفيذ تلك الخطط في إطار هذه القوانين.
* رسالة إلى مؤيدي النظام المعزول :
قل تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ، لينوا في
أيدي إخوانكم ، لا تأخذنكم العزة بالإثم ، و ليكن خُلق العفو و مكرمة الإنصاف نبراسكم.
لم يخرج الناس ضد من تؤيدون بعد هفوات بشرية يمكن
تحملها و إنما خرجوا بعد خطايا كارثية تهدد مستقبل وطن.
اعلموا أن شرعية الحكم ليست شرعية إمتلاك إنما
شرعية تعاقد تسقط عند الإخلال بشروطه،
و ليس هناك إنقلاب على حاكم وقع ثلث الشعب على سحب
الثقة منه و خرجوا إلى الشوارع مطالبين برحيله ! ليس هناك إنقلاب ممكن في بلاد
بتاريخنا و شعب بتعدادنا و جيش عناصره من كل أقاليم و أيديولوجيات و طبقات الوطن !
ليس هناك إنقلاب يؤيده يمين و يسار و وسط و أحزاب و صناع الثورة و المرجعيات
الدينية مجتمعة !
دعوتم الناس إلى الحوار يوم كنتم في السلطة
فأجابوكم فحقرتم مشورة بعضهم و شهرتم بالبعض الآخر فإمتنعوا عن الحوار ، و ها أنتم
اليوم عندما فقدتم السلطة ترفضون الحوار حتى من قبل أن يثبت لكم سوء نية من
يدعوكم!
و حتى لو تحقق لكم ما تطلبون و عاد من تؤيدون
فستطغى البغضاء في المجتمع لأن التمرد سيكون أسلوب حياة معارضيكم و روح الإنتقام
ستكون عنوان أداء العائد إلى السلطة بعد عزل !
أنتم وحدكم من بيدكم التهدئة التي لا بديل لها فأثبتوا
لشعبكم و للعالم و لأنفسكم كذلك أنكم من نسيج هذه الأمة التي لم تنفصل و لم تحترب
فيما بينها منذ بدأت حضارتها من سبعة آلاف عام ،
و لا تكونوا سبباً في إقتتال أهلي لم تعد أمة وقعت
فيه إلى حالة حضارية إلا بعد عقود ،
و لا تثبتوا تهمة ألقيت عليكم بأنكم جماعة ترى
نفسها فوق الشعب و فكر يرى نفسه فوق فكرة الوطن ،
و إتقوا الله في خصومتكم لتحقنوا دماء الناس ، و لتحفظوا
لُحمة شعب سكن هذه الأرض في وحدة و تعايش للآلاف السنين.
(بارك الله في مصر و أهلها أجمعين ، و أدام عليهم نعمة
الأمن و التآخي و الرفعة بين الأمم).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق