كنا اليوم - أصدقاء كريستي - في وقفة في مكان إغتياله
،
وقفة صامتة باللافتات و كنا حوالي ثلاثين .
ما أريد أن أنقله هو ملاحظاتي عن رد الفعل الشعبي من المواطنين المارين
، و مقارنته بردود الفعل السابقة للوقفات في المراحل الثورية الأسبق ،
و ليستخدم من يشاء نتائج المقارنة فيما يشاء ! :
______________
1-
التفاعل الجماهيري :
دوماً كنت أقسم المارة إلى (صامتين) لا يتفاعلون مع الوقفة
بأي شكل ،
و (متفاعلين) - سأقسمهم لاحقاً إلى أنواع على حسب نوع التفاعل - لكن في هذه النقطة
أود أن أوضح أن نسبة (الصامتين) أصبحت أكثر من ذي قبل ،،
و تحليلي الشخصي لسبب ذلك هو أن الناس أصبحوا أكثر
تسامحاً - بل و ربما تأييداً - لفكرة الإعتراض على الحاكم (السكوت كعلامة للرضا) ،
حيث سابقاً كان معظم (المتفاعلين) يتفاعلون بشكل مهاجم
للواقفين و لفكرة الوقفة في حد ذاتها بغض النظر عن مطلبها !
_____________
2-
الفئات العمرية :
في السابق دوماً كان (المتفاعلين) المؤيدين للمسيرات هم
من فئة "الشباب" اللذين يركبون سيارات "رخيصة و
متوسطة" ،
بينما كنا نسمع "الله يخربيتكوا خربتوا البلد" من كلا النقيضين :
"راكبي النقل العام" و "راكبي السيارات الفارهة" !
أما اليوم فرغم القلة العددية (للمتفاعلين) إلا أن المؤيدين للوقفة
شكلاً و موضوعاً كانوا من كل الفئات :
كبار السن و الأطفال ، الذكور و الإناث ، راكبي الشيروكي
و الألماني و السايس و راكب التريسكل !
و طبعاً السابقون الأولون ما زالوا على العهد "شباب الطبقة المتوسطة" :)
بينما (المتفاعلين) الرافضين كانوا إثنين فقط ، واحد سأذكره لاحقاً ، و واحدة على إستحياء
قالت "حرام عليكوا كفاية بقى".
______________
3-
كل (المتفاعلين) تقريباً ذكروا أنهم موافقون بشدة على "تمرد" ، أو متلهفون بشدة ليوم
30 يونيو .
_____________
4-
سابقاً في الفعاليات الثورية - و رغم أن أعداد الثوار
المشاركين كانت أكبر - إلا أننا كنا نتعرض لإعتداءات
متعددة بعضها مخطط و بعضها إنفعالي إرتجالي ،
و كان الإعتداء يحظى بتأييد المارة ،
و كنا نتسامح رغم الإهانة إما عن إستضعاف ، و إما عن
تهاون في حقنا لكي نحاول كالسذج أن نثبت للمارة أن (الثوار مش بلطجية) !!
اليوم تعرضنا "لتهديد لفظي إرتجالي" واحد ، و فور بداية تحوله إلى إعتداء جسدي تحول المعتدي إلى مفعول
به !
و هنا أشكر شباب "ذراع و درع الثورة" اللذين حولوا الثوار من طرف مستضعف مهيض الجناح إلى طرف مرهوب الجانب
،
و أتمنى أن يتطور ذلك لإدراك كامل لمفهومي :
(لابد
للحق من قوة تحميه) و (الحقوق تنتزع و لا توهب) ،،
الأجمل أن (المباركة الجماهيرية للإعتداء على الثوار) سابقاً قد تحولت بقدرة قادر إلى النقيض ،
فمع محاولة الإعتداء الخسيسة وجدنا معنا شباب ترك سيارته
في وسط الشارع ، و سياس السيارات ، و خمسيني أرستقراطي المظهر - عرفت فيما بعد أنه صاحب معرض سيارات مجاور - كلهم خلفنا يصيحون في نفس واحد "عاوزين منكوا إيه ولاد ال... دول؟" ! و كنا نحن من هربنا المعتدي علينا في سيارته قبل أن يفتك به هذا الكوكتيل الشعبي !!
______________
في رأيي :
كره النظام الحاكم أصبح توافق شعبي لم يسبق أن إتحد
المصريون على شيء مثله بنفس التلاحم منذ أكتوبر 73 !!
لكن يبقى سؤالان في غاية الأهمية :
-
هل سيتمكن المصريون بالإتحاد و الجدية من تحويل "مشاعر" الكره و الضيق
هذه إلى "قوة فعل" تخلع نظام الإخوان ؟
-
و هل ستستمر هذه الألفة و هذا الإتحاد إلى "مرحلة ما بعد الإخوان" فنكون معا نظام حكم أنجح ؟
أم لن نعي الدرس و سنأكل بعضنا من جديد كما حصل في
"مرحلة ما بعد مبارك" ؟!
اللهم انصر الحق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق