نظرية إقتصادية تجب سفه الرأسمالية و ضيق
الشيوعية:
* (نظرية الإنفاق الرشيد : منحنى الفائدة الخاصة و
العامة في مقابل الإنفاق)
- ما يلي هو تعريف لعناصر الفكرة ،،
- يليه أمثلة توضيحية ،،
- يليهما تشخيص للخل الحالي في النظريتين
الإقتصاديتين الأشهر في العالم المعاصر ،،
- و في النهاية النظرية المقترحة ذاتها (و إن كانت
بسيطة بشكل يجعل الفائدة الأكبر في التعريفات في الحقيقة) :
_____________________
* التعريفات :
- حد الكفاف (ككل شيء في الحياة هو نسبي لكن مقدار التفاوت فيه ضئيل بما يسمح
تقريبياً بوضع قيمة ثابتة له) ،
و الوصول لحد الكفاف يكون بتوفير "شكل أولي من الإحتياجات الأساسية" لحفظ حياة الإنسان و منع هلاكه (مأكل ، مأوى ، ملبس ، رعاية صحية)
،
و هو ما "يجب" على الحاكم توفيره للجميع
كافة - في مقابل العمل ، أو بلا مقابل في حالات العجز - قبل الإهتمام بتوفير حد
الكفاية للمجتمع ، و قبل السماح للأفراد الأثرياء بالوصول إلى حد البذخ .
- حد الكفاية (نسبي بشكل شديد التباين و المرونة يتفاوت بين شخص و شخص و موقف و
آخر)
و أرى أن الوصول إلى حد الكفاية يكون بتوفير
الحاجات الأساسية للحياة "بشكل أكثر
جودة" من نظيره عند حد الكفاف ، إضافة إلى "إشباع الحاجات الزائدة" المؤدية إلى فائدة خاصة و عامة .
و التعقيد كله حقيقة في تحديد حد الكفاية هذا بسبب
تفاوت الإحتياجات الإنسانية و القدرات البشرية التي ستحتاج بدورها للإستفادة منها
إلى مزيد المدخلات الإستهلاكية ،،
فعلى منحنى الإنفاق - عند الشخص الطبيعي المعرفة و القدرات و الأخلاق - تتعاظم الفائدة طردياً مع الإنفاق حتى الوصول لحد معين من التشبع ،
فكلما أنفقت أكثر أصبحت إمكانياتك في الإبداع (الإنتاج المادي و الفكري) أكبر ،
يحدث بعد ذلك
ثبوت لمقدار الفائدة المتحققة مهما زادت
الأدوات أو زادت الرفاهية ،
يليه تناقص في الفائدة بسبب تولد عناصر معيقة عن إنتاج فائدة إضافية ، و تنتج تلك
المعوقات كنتيجة لعوامل نفسية و إخلاقية تطرأ على الأفراد عندما يصلون إلى حد
البذخ .
- حد البذخ (كل ما تجاوز حد الكفاية بعد تشبع إمكانيات الفائدة في مقابل
الإنفاق)
و هو البدء في إشباع ما بعد حد الكفاية من محاولة
للإسراف في إشباع الحاجات الأساسية و الزائدة (طعام بعشرات أضعاف قيمته الحقيقية ، أو سيارة بعشرة أضعاف قيمة
السيارة كاملة الإمكانيات) ،
- حد السفه (التطرف في الإنفاق بلا منفعة و لو حتى فردية ترفيهية)
مثل محاولة إشباع رغبات غير سوية أو إفتراضية غير
حقيقة لدى البشر (الذهب كبهارات للطعام و الألماس
كتطريز للأثواب و حفلات المجون السافر و متعة السياحة الفضائية ، أو إستضافة ميسي
في المنزل مقابل عشرة ملايين دولار !!).
_____________________
* الأمثلة :
- الإنسان بلا مأكل أو مأوى أو ملبس أو رعاية صحية
أولية سيهلك في فترة أقل كثيراً من متوسط عمر البشر ،
لذا فإشباع هذه الإحتياجات له يعتبر جزءاً من رعاية
حق الإنسان في الحياة ذاتها ، و الحق في الحياة لم تختلف عليه أي أيديولوجية منزلة
أو بشرية مقبولة .
و عليه فهذه حقوق أصيلة للإنسان و واجبة على أي
حاكم يحترم منصبه و يفهم واجباته .
- بعد حفظ حياة الإنسان يجب الإلتفات إلى توظيفه
في خدمة نفسه و في خدمة من حوله ،
هنا يكون بتوفير سبل إشباع الحاجات الأساسية بشكل
أجود (مسكن أكثر راحة و أماناً ، مأكل
متوازن غذائياً ، رعاية صحية أكثر تعقيداً) ، و بتوفير إمكانية الحصول على أدوات تساعد في مزيد من الإبداع
(وسائل إتصال فعالة ، وسائل نقل سريعة ، وسائل مساعدة فكرية و علمية من حواسب و
معدات ، وسائل رفاهية مبررة تجعل البيئة مناسبة لإبداع عقلي أجود : تكييف الهواء
كمثال) ،
و كل ما سبق - وجوباً - لا يكون مستحقاً إلا في
مقابل منتج ، منتج مادي أو فكري ، حاصل أو متوقع .
- بعد إشباع الحاجات اللازمة للإبداع - و ذلك
بقياس علمي و إجتماعي - يكون كل ما زاد عن ذلك من إنفاق بذخ غير ذي جدوى حيث أنه
لا يؤدي لمزيد من الإبداع (السيارة السريعة
المكيفة بثمن ما تكون ضرورة لبعض الأشخاص ، لكن لو كانت سيارة ذات كراسي من جلد
الغزال و تابلوه من الأبنوس فلن تؤدي لأي زيادة إضافية في ذلك الإبداع)
- بعد تطور البذخ إلى بذخ أكثر يتسبب السفه الإنفاقي
(الإستهلاكي و الإمتلاكي) في أمراض إجتماعية (عزلة أرستقراطية و غياب الوعي بقيمة العمل) و أمراض نفسية (نرجسية و سادية ضد
المجتمع مترتبة عليها) ، و كل ماسبق يحول
الإنفاق إلى قيمة مضرة للمجتمع بدلاً من إنتاجه لقيمة مضافة إليه .
_____________________
* الخلل الحالي :
- الرأسمالية تترك أمر "نوع و كم"
الإنتاج و الإستهلاك مفتوحاً بلا حد أقصى ، بل على العكس تصور - من خلال آلتها الإعلامية و الدرامية -
البذخ و السفه على أنه حلم يجب السعي إليه !
و القيمة فيها تتعلق فقط "بكمية الربح" الناتج مما
يدفع الأفراد إلى التوسع في أنشطة تجارية و
خدمية سفيهة ، و النفور من الإستثمار في الصناعات و الزراعات الهامة للمجتمع لأنها طويلة الأجل قليلة الربحية ،
مع تشجيع على التمادي دوماً في الإنفاق بما يهلك موارد الأرض و يصنع فوارق طبقية عنيفة تؤدي لتباغض المجتمع ،،
- و الشيوعية تلتزم - مع تعثر دائم و كفاءة تنفيذ ضئيلة
- بتوفير حد الكفاف للمجتمع كله و حد الكفاية للموظف العام ،
و هو أمر يقتل الإبداع ،
لأن من هو عند حد الكفاف عقله مشلول بالحرمان ، و قدراته معطلة لإنعدام الأدوات ،
و الموظف العام دوماً بحاجة "لتفضل" موظفين عموم آخرين
أكبر منه بالموافقة على توفير إحتياجاته التي يستخدمها في الإبداع !
فما هو الحل ؟
- هل
يفترض أن تكون الدولة هي (أب المجتمع) تعطي كل مواطن مصروفه
على قدر إحتياجه ليشتري ما يريد و تعاقبه إن تسافه في الإنفاق ؟!
- أم هل
يفترض أن تكون الدولة هي (أم المجتمع) تعطي كل مواطن طعامه و
دوائه في فمه مع قبلة حانية ؟!
_____________________
* النظرية المقترحة :
الحل
يجب أن يكون مركباً بنفس قدر تركيب إمكانيات الدولة (دعم ، تشريع ، تنظيم للتصنيع و الإستيراد و التجارة ، توعية و
تربية) ،
مع إحترام و صيانة للحق الإنساني في حرية العمل ، و
التملك ، و إختيار شكل و أدوات الحياة التي يظنها مناسبة له :
- فتدعم الدولة (كواجب دستوري) كل الإحتياجات
الإنسانية للمواطنين حتى يصلوا لحد الكفاف ،
و تدعم الفئات الأضعف حيلة أو الأغزر إحتياجاً
بسبب وفرة إمكانياتها البشرية (كبار السن و المبدعين
كمثالين على الترتيب)،
و ترفع الدعم - بأنواعه كيفما إستحق - عن متعمد
البطالة ، و من يؤذي صحته ، و من يصر على الإنفاق السفيه من ماله (المتسول و المدخن و مشتري السلع الإستفزازية كأمثلة) ،،
- و الدولة تشرع قوانين تحمي الحق الأصيل للبشر
في حد الكفاف ،
و قوانين تنظم إستحقاق الفئات الواجب إستيفاء حد الكفاية لها لإنتاج فائدة
للمجتمع ،
و قوانين تفرض ضرائب متدرجة تصل إلى نسب متطرفة
على أنشطة الرفاهية الزائدة ،
و تجرم الممارسات الواضحة السفه بعد أن تنمي لدى المواطنين الوعي بخطورة هذا النمط من الحياة ،،
- و الدولة تضع لوائح تنظيمية للأنشطة الإقتصادية
الإنتاجية و الخدمية بما يسمح بتيسير كل ما يستوفي
حدي الكفاف و الكفاية ،
و لوائح تعسر و تعقد كل ما يستخدم في الإسراف الإستهلاكي بطريقة علمية لا تهدر حرية الإختيار إنما تجعل للإختيار ثمناً
متناسباً مع الرغبات ، دون حماقة سلطوية في التنفيذ أو قمع إرهابي بقوة الردع
الحكومي أو الإستقطاب المجتمعي ،،
- و الدولة من خلال التعليم و الإعلام و التثقيف
تجعل نموذج الزاهد هو النموذج الأعلى و المحبب لدى المواطنين ،
بدلاً من الإغراء الإستهلاكي و الدفع لإصابة
المواطن بالسعار الإقتصادي كما يحدث في مناهج مدارس
و دراما و إعلانات اليوم !!
_____________________
#حلم_كبير
_____________________
سلسلة مقالات حول خيارات التجديد ما بعد
الثورة و مرحلة ما بعد الإخوان :البديل:طريقة تشكيله،شكله المقترح و تحدياته :
سلسلة مقالات حول الرأسمالديموقراطية و
البديل المقترح و الأطروحات الدستورية الموافقة للشريعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق