* العقول المرتعشة لا تصنع حضارات
و لا تبدع ثقافات ،
- فهي تكتفي بأن "تجتر"
الآمن من الأفكار القديمة ،
- ثم "تقتات"
على ذلك الموروث الآسن أغلبه ،
- ثم تقدم لنفسها و للناس منتجاً هو بطبيعة الحال أفسد
لأنه مجرد "إخراج" من
أسن تغذت عليه !
* هذه العقول التي لا يحدوها إلا
الخوف فهي :
- تخاف أن "تحاور"
الآخر حتى لا تضطر لتصديقه لو بان صدق حجته ،
- و تخاف أن "تعرف"
حتى لا تؤذيها مرارة الحقيقة أو هم الواقع ،
- و تخاف أن "تفهم"
حتى لا تلزم بواجب في تغيير الوضع السيء !
* و العقول التي لا تتقن طريقة سوى الجرأة
على تحطيم كل القديم فمنتجها غالباً يكون عنوانه
الحمق كونه أقرب إلى التطرف
المستمر !
- فمنهم من يحركه "حمق
الحالم" الذي لا يعرف كيف يحقق حلمه ،
فيصبح منتجه في كثير من الأحيان مؤذٍ
رغم صدق النوايا الجيدة !
- و منهم من يحركه "تهرب
الرافض" لأي إلتزام بترك رغبة أو دفع ثمن
منفعة ،
فيجد لهواه مبرراً تارة بإسم
الحريات المطلقة ، و تارة بإسم كسر
التكلسات القديمة الفاسدة !
- و منهم من تحركه "المطامع
الشخصية" مرة من أجل منفعة
يقدمها له من حرضه
على خلخلة المجتمع
لمصلحة
يبتغيها ،
و مرة من أجل إقتناص مجد
شخصي غير مستحق
من مجرد لفت نظر
الناس إلى أفعاله الشاذة !
* و لو عكست المحركات الستة "السيئة"
السابقة لنتج لك دوافع ست أخرى "جيدة"
:
جرأة الباحث عن الحقيقة ، و تفان طالب العلم ، و جلد المصلح
، و إقدام المجدد ، و إلتزام المؤمن ، و تجرد المفكر .
* و الإنسان لا تكون نفسه أبداً مكونة من عنصر
واحد من تلك المحركات و الدوافع ،
بل هي خليط
بين كل ذلك ، خليط من الخير و من الشرور بتنويعاتهما ،
لكن الأمر مرده إلى "الصفة
السائدة" و "القيمة
الحادية" لكل شخص و هي التي تحدد شكل
نفسيته و إتجاه عمله .
* فإذا أحسست بغربة
بين كل هؤلاء - رغم حماستك للإصلاح و
غزارة جهدك في سبيله - و شعرت بإختلاف عنهم جميعاً فلا
تجزع و تستشعر أنك أنت المخطىء،
فسنة الكون
أن تكون تلك هي الأغلبية و أنت الأقلية ،
أنت المجدد
و المناضل
الذي تحتمل السخف
و القمع ،
و هم المستفيدون ناتج معاناتك !
هؤلاء هم
"وقود الحياة" لذا فهم كثير ، تذكر أن العربة
قد تحرق ملايين ليترات الوقود بينما يكفيها "مقود"
واحد طول عمرها !
* و الحياة لا يلزمها الجيد فقط ،
لأنه لولا الشر ما كنا عرفنا أن الخير خير ،
و لا كنا سعينا إليه كقيمة تستحق الكفاح ،
و لو عدمت الدنيا نوايا
الهوى الفردي أو حتى الأذى و الشرور لما
وصنا إلى نصف ما ادركناه من علوم و رفاهة
مترتبة عليها !
و الله يدفع الناس بعضهم ببعض ،
خيرهم بشرهم حتى يحفظ لهذا الحياة "ديناميكيتها"
التي تضمن لها الإعمار و
الإستمرار ،
و تمنع عنها الركود
و بالتالي الفساد
.
* فإسع للخير
ما إستطعت ، و قاوم شرور
نفسك و غيرك ما أمكنك ،
لكن لا تجعل وجود
الشر يحبطك ، فهو موجود
لحكمة قدرها خالقه و خالقك ،
و إعلم أن حسابك ليس بكم
ما حصلت و أنتجت ، و إنما يكون على جودة
النية و إحسان
السعي ،
و إعلم أن الدنيا
دار عمل لا دار
جزاء ، فلا
تطمئنك النعمة و لا تجزع
لزوالها .
* إعلم يا ولدي أن الكنز في الرحلة !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق