1- لا
قيمة لرأيك بالمرة لمجرد أنه جاء من شخصك الذي يتمتع بقدر ما من "شرعية"
أو "قبول"
أو "قوة"
أو "محبة"
من الآخرين ،،
قيمة رأيك تقاس فقط بقوة تبريره "العلمي"
أو "المنطقي"
أو كليهما معاً .
2- مبادرتك و تلهفك و دفاعك المستميت عن حقك في إبداء
الرأي يجب أن يكون لها ما يشرعنها من عقل يفوق الآخرين (علماً
أو فهماً أو كليهما) ، أو جهد معروض أو سابق
يتصف بتميز ما : (غزير
، ناجح ، خطير ، مستمر) ،
بغير العقل أو الجهد المتميزين فضوضاؤك تلك لا تزيد عن
ضوضاء طفل يتقافز في فناء المدرسة أثناء الفسحة !
3- الحوار الناجح هو الحوار "التناظري"
و ليس الحوار "المونولوجي"
،،
لكن هذه القاعدة وحدها غير كافية لكي ينتج الحوار أفضل
توضيح لفكر المتناظرين ،
الأهم أن يدير الحوار طرف له
سلطة على طرفي الحوار تمكنه من حق "الإستيقاف"
و حق "إعادة صياغة"
السؤال ،
و كذلك له سلطة "تشريع"
تفاصيل تنظيمية إضافية على القانون الأصلي للتناظر المتوافق عليه مسبقاً للتغلب
على الخدع التناظرية التي يبدعها شياطين
الكلام و سفهاؤه !!
4- عندما تستمع إلى معلومة أو نظرية من آخرين فلك أن "ترفض
الحوار" ، لكن لا خيار لك إن أردت "التفاعل"
سوى واحدة من ثلاث :
- أن تصدقها
و من ثم تلتزم بتطبيقها ،
- أن ترفضها بتقديم
ما يدحضها بشكل مؤثر ،
- أن
تطلب فرصة للمراجعة و البحث ثم إعادة النقاش .
أما "الترفيص
الحواري" العربي المنعدم المعلومة و المنطق و الأخلاق ، و السؤال "الإستنكاري" و "التقريري" بينما أنت لا تملك معلومة
،
فهما
بالتاكيد ممنوعان ، و يمكنك ممارستهما في أبعد نقطة عنا ، عند أول "مستنقع" تخلف حضاري يقابلك ،
و لا
تقلق فتلك المستنقعات متوافرة بشدة في هذا الزمن و في هذه البلاد !
5- لو أردت
"نقد" ما يطرحه الآخرون فلديك أحد إختيارين :
-
إما أن تقدم ما تراه صحيحاً على أنه "وجهة نظر" و بالتالي تطرحها للنقاش ،،
-
أو تقدم ما تراه صحيحاً على أنه "حقيقة" و بالتالي تلتزم بإقرانها بالدليل العلمي أو المنطقي عليها ،،
أما أن تأت بسطر من كتاب
الوعي الجمعي - المصنوع إعلامياً و تعليمياً - و تقدمه على أنه الحق المطلق فهذا غير مقبول بالنسبة لي ،،
فأنا أتهيج من القناعات الثابتة الغير مبررة ،،
أتحدث عن تلك الضلالات المنقوشة في الصدور في (كتاب
الأناشيد القومية) الذي يحوي رداً
ثابتاً و غبياً لكل سؤال شائع !!
كتاب مع أنه لم يُطبع قط ،، لكن كل متوسطي و ضعاف
العقول يحفظونه عن ظهر قلب أباً عن جد !!
* إشكالية مهمة لدى المصري أنه يتصور أن سبب وجوده
في الحياة فقط هو أن "يبدي رأيه"!
-
ينسي مهارات هامة قبل هذه الهواية المحببة:
أن "يتعلم" النظريات ، و "يفكر" في الفلسفات ، و "يقدر" الواقع ، ثم "يعمل" ليصل لخبرة حقيقية !
-
و ينسى أن الحرية مسؤولية ،،
و أن حقه في إبداء الرأي يترتب عليه
"واجب" تالٍ من المشاركة في المسؤولية
!
-
و ينسى أن لإبداء الرأي نفسه آداب و منهجية تختلف إن كنت :
ستبدي رأياً "إرشادياً" لمن هم دون علمك ،،
أم رأي "جدلي" لمن هم في نفس قدرك ،،
أم رأي "إستفهامي" لمن هم أعلى علماً !
(رحم الله
إمرء عرف قدر نفسه)
أمة لا تفكر ،، هي أمة من الدواب ،، و مكان الدواب الحظائر
لا المنابر،
إختاروا أن تتغيروا فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما
بأنفسهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق