* أولاً : الثورة هوى شعبي بمطالب محددة تقابل مظالم
محددة ،، و نعم - مهما كان إستغرابك - هي يجب أن تكون ملكية خاصة للداعين لها ،
ليس من باب منع الآخرين من المشاركة ، و لكن من باب
منع الآخرين من تشويه شكل المطالب و التحرك اللذان تقوم عليهما ثورة بعينها ،
فمن أراد الإشتراك فليلتزم بالدعوة ، فصانع الثورة
ليس كالمشارك فيها ،
-
إنه نفس الفرق بين المخترع و المُصَّنِع ،،
الأول يبتكر شيئاً من العدم و يبذل فيه جهداً و مالاً
و مخاطرة لذا يسجل إختراعه بإسمه ،
من أراد تصنيعه بعد ذلك لأنه يراه "جيد"
، أو لأنه "سيكسب" من وراءه فعليه الإلتزام بتصميم المخترع ، و إلا فليسجل
لنفسه إختراعاً جديداً ،
-
ما يخترعه المخترع في سنين جهد و فقر و مخاطرة بالفشل فالإفلاس يصنعه المُصَّنِع في ساعات معدودة بدون مخاطرة حقيقية
في الخسارة ، فقد ثبتت جودة المنتج بالفعل عندما طرحه المخترع على الناس.
-
إذا كنت صديقي و رأيتني قد أنفقت كل جهدي و مالي في محل ما لأبيع فيه تجارتي ،
ثم رأيتني لا مساعد لي فعرضت من تلقاء نفسك أن تساعدني
لمدة أيام حتى أجد مساعداً أميناً ، فإعلم أن جهدك هذا "تطوع" ،
و لا يمكنك بحال أن تدعي أنك شريكي و تختلف معي على
نوعية البضاعة و تطلب مني تغييرها ،
فما بالك إذا زعمت بأن المحل محلك لأنك عملت فيه أسبوع
و تطالب بكتابة عقد الإيجار بإسمك !!
أعتقد أن "الخِسَّة" نفسها ستنكس رأسها خجلاً
إذا رأت فعلتك الدنيئة تلك !!
*
ثانياً : الثورة - كما حكاها كل من عرفت من صناعها و المشاركين في موجتها الأولى -
بدأها 250 شخصاً على فيسبوك ثم خرجوا من الجزء الفقير بشارع جامعة الدول ،
إلتحق بهم 4000 من شباب الألتراس (حتى هنا ليس هناك
تيارات إسلامية) ،
ثم إلتحق بهؤلاء آلاف الشباب من الطرقات و البيوت بنية
مبيتة أو مرتجلة ، ليصلوا إلى التحرير و هم حوالي 25000 شاب و شابة يغلب عليهم صفتهم
(شباب ثوري) ،
كان بينهم حينها "الأنقى" من أفراد من تلك
الجماعات و منهم من إستشهد ، لكنهم حضروا كأفراد و ليسوا كجماعات ، و لتراجع - إذا
كنت لا تصدقني - تصريحات المرشد و مرسي قبل و أول يومين في الثورة ،، و طبعاً لا داعي
لمراجعة مواقف الجماعات السلفية !
-
من يعلم بأيام و ليالي الثورة الأولى يعلم بأنه لم يوجد أي تحرك للإخوان إلا بدءاً
من مساء يوم الخميس 27 يناير بعد أن جائتهم الأموامر للتحرك السري كأفراد و ليس تحت
مسمى الإخوان ،،
و عليه فعند الحساب يحاسبوا على أنفسهم كأفراد و ليس
كإنتماء ،
لا يصح أن تعلن أنك لن تشتري في الرحاب لأنها صحراء
من يفكر في سكناها فهو مختل ، ثم يشتري أبن من أبنائك هناك ، ثم ينجح مجتمع الرحاب
فتنتقل للعيش مع إبنك ، ثم تأتي لتتباهى في مجالس السمر بأن عائلتك كان من أول من توقعوا
هذا النجاح !!
الأوْلى أن تعتذر عن رؤيتك السابقة الخاطئة ، ثم تنسب
الفضل لأهله.
*
ثالثاً : وقع ثوار مصر الأوائل في خطأ جلل ،
الخطأ هو أنهم لم يطبقوا فكرة "الديكتاتورية الثورية"
،
أعتقد أن السبب هو تأثرهم العميق من خلال الإعلام و
الإحتكاك الغربي بالفكرة الفاسدة للديموقراطية التي هي أسفه ما وجد من أنظمة الحكم
،
أو قد تكون طيبة قلوبهم لحداثة السن ،
أو يكون السبب هو دسائس المتسللين من عملاء سليمان
بينهم ، و الذين تسلل مثلهم في كل دول الربيع العربي لتوجيه الهوى الثوري لما يريده
محركوا العرائس خلف الأستار ،،
هذا هو ما ضيع ثورتهم ،
كان لابد من الإستبداد بالفكرة الجديدة المطروحة (عيش
- حرية - عدالة إجتماعية) و كان لابد من أن يسعوا "بإستبداد" للحكم كي يطبقوها
،
الإستبداد الثوري ضرورة لا تخلو منها أي ثورة ناجحة
، هي ليست سعياً للجاه ، لكنها وقاية للثورات من الفشل أو الركوب أو التطويل المخل
.
*
رابعاً : من يصنع الثورة و من يشارك فيها يفترض به عمل ذلك للصالح العام و ليس لمصلحته
الشخصية الضيقة ،
و هو كذلك لا ينتظر جائزة من الناس في مقابل جهده
- كما يتشدق دوماً المتأسلمون بقمعهم السابق -
،،
من يصنع ثورة بكل مفرداتها لمصلحته الشخصية فقط فهو
مخرب ، لأن الشعب كله سيدفع الفاتورة بينما يستمتع هو وحده بالبضاعة ،
لكن سعي الثائر الحقيقي للحكم بعد ثورته لا يعد سعياً
لغنيمة شخصية ، لكن على العكس يعتبر جهاداً جديداً بسعيٍ لتطبيق منظومة يعتقد أنها
تحقق المصلحة العامة لسائر الوطن .
*
أيها المتأسلمون :
فلتعرفوا أن ( المؤمن أخو المؤمن، فلا يحل للمؤمن أن
يبتاع على بيع أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر - أي يترك- ) ،،
و من كان منكم يستطيع القياس فليعلم أنه و من باب التماثل
( لا يحل أن يثور أحدكم على ثورة أخيه حتى ينتهى ) ،
فإن فشل فإبدأ أنت ثورتك الخاصة ، و إن نجح فكن له
عوناً إن أصاب ، أو ثر عليه أنت بدورك إن أتى بظلم جديد !
لا بارك الله في جهد مسروق ،
لا بارك الله في مغنم مغلول ،
لا بارك الله فيمن ضلل الناس بكل أنواع الباطل بدعوى أنه
ينشد الحق في نهاية المطاف !
تباً للتدليس ،، و سحقاً للحمقى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق