هو من توقع كيف سيموت طنطاوي و هو جالس على أقذر مكان ممكن في : ( الرعب )
هو من إكتشف أن أصل معضلاتنا الأيديولوجية كانت أصلاً خناقة على ( أنبوبة مرهم )
هو صاحب إكتشاف نظرية أصل البنيآدمين من ولاد للأختين : الوسخة و النضيفة في : ( ولاد الوسخة )
و إستكمل نظرية النشوء تلك إلى تحليل دراسات للهندسة الوراثية أجريت في كلية الشرطة لإستيلاد المواطنين ( ولاد الكلب)
هو من كشف عن سر ( المقعدة الحمراء ) لزعيم دولة الزوطيين المستقبلية
هو صاحب علامات الأدب الثوري المبتكر (البلابيص ،، حمبوله ،، الخروف ،، علي بابا و الاربعين مخنث ،، المزة و الحلوف ،، تاريخ الاستهبال و دروب الاستسهال ،، هيبة الدولة ،، العار )
هو صديقي المقرب إلى قلبي اللذي لم أقابله أو أسمع صوته قط ،، و لم يجمعنا سوى حب الخير لهذه البلد و حيادية و وضوح الرؤية ،، دون التعصب لهوى أو جماعة ،،
إنه مــحــمــد مــتـولــي ،، الشاب السكندري خفيف الدم راجح العقل
************
رغم كل ما سبق فقد قررت أن "أستندل" معه ،، و أسرق أحد قصصه ( الغابة المسحورة )
،، و أحور صياغتها ،، و أجعل منها جزءاً من قصة نسجتها من وحي فكرة صديقي متولي ،،
لتكون أول قصة أكتبها للأسف .... مسروقة !!!
الجزء الأول : الغابة المسحورة :
كتبه :مـحـمـد مـتـولي .
سرقه و عدله (بما لا يخالف شرع الله ) : أحمد صيام
by Mohammad Metwaly on Monday, 14 November 2011 at 13:08
*************************
* تقافزت القرود الصغيرة في سعادة و هي تتبادل الاعجاب بالألوان الزاهية لكل قرد منهم ،،
فذلك القرد البرتقالي يغني ، و هذا القرد الأصفر يرقص ، و البنفسجي يصفق ، و الوردي يصفر ،، و الكل يمرح في جو من البراءة الصافية ،،
- كانت القرود الملونة لا تعرف السباحة و لا يشغلهم البحث عن الطعام ،،
فمن جزيرة غناء مكسوة بالنخيل و الزهور و الرمال البيضاء تتوسط بحيرة مستديرة تقع في وسط الغابة ،، منها كانت العصافير الشفافة تأتيهم ببذور الموز التي لا توجد إلا على الجزيرة ،،
ليضع القرود بدورهم في نفس المكان لأسماك ذهبية حبوبا ً تعيش عليها العصافير الشفافة لا تنمو إلا في الغابة ،، كانت الأسماك تحمل تلك الحبوب إلى العصافير في الجزيرة الغناء ،، ليأكل الجميع و لا يفكرون في أكل السمك !!
* بدأت المشاكل حين قرر قرد أحمر توزيع الأدوار علي القرود و تنصيب نفسه منظماً للحياة في الغابة ،، و قرر السيطرة على الجزيرة الغناء مصدر البذور ،،
- لكنه مثل الجميع لا يعرف السباحة ،، فتعاقد مع بعض الأسماك علي حمله الي الجزيرة ،
- و اصطحب معه بعض القرود الملونة ليصاحبوه في الجزيرة ،، و فوق كل نخلة صنع لأحد القرود مخدعاً مريحاً ،،
- و هناك بني عشاً يتسع لبعض العصافير ،، و حفر حوضاً صغيراً متصلاً بالبحيرة يتسع لبعض الأسماك ،،
كانت خطته أن يقنع الجميع بتخزين كل طعام الغابة في الجزيرة ،، و يقوم هو و من معه بحراسته ، ثم توزيعه علي الجميع ،،
* اتبع الجميع خطته بدون غيرة و لا خوف من سلطته ،، إذ لم يشعروا بتغيير في حياتهم بين اللهو و بين جمع طعام الآخرين مع أصحابهم ،،
- بينما أعطي هو تعليمات لخاصته في الجزيرة بجمع اكبر كمية من الطعام في أقصر وقت ممكن لملأ المخازن ،،
- جاء يوم لم يجد فيه من هم خارج الجزيرة أي طعام ليجمعوه ، و خجلوا من أبنائهم الذين ينتظرون منهم الطعام ، فتوجهوا الي الجزيرة طمعاً في أن يحل الخزين الموقف ،،
- قابلهم صاحب مشروع التخزين بترحاب و أعطاهم من المخزون ،، و وعدهم بمثله كل يوم ،، و أخذ كل يوم ينقص ويزيد من نصيب كل فرد بخطة مدروسة لتمييز قرود على أخرى ،،
- ثم بدأ ينقص دون أن يزيد ،، فتغير مزاج الغابة و سكانها تدريجياً ،، إذ بغضه البعض ، و بجله البعض ،،
- ثم اختفي المرح و الغناء و الرقص تدريجياً ،، و حل التباهي محل الاعجاب المتبادل ،، و بدأت القرود في تقوية أجسادها عضلياً فكبرت و ما عادت صغيرة ولا ملونة ،، و إنطفأ بريق الأسماك الذهبية ،، و أصبح للعصافير لون قاتم مقبض ،،
* صار كل فرد يفكر في نصيبه من المخزون دون تفكير ولا مراعاة للآخرين ،، صار البعض يطمع في مكان علي الجزيرة في العش أو الحوض أو المخادع المريحة فوق النخيل ،،
- و مع اختفاء أنشطة جمع الطعام ،، و معها أنشطة اللهو و الغناء ظهرت أنشطه اخري كالتسول ، و السمسرة ، و قطع الطريق ، و دروس تعليم اللغات الأجنبية للغابات المجاورة ،،
- الغابات التي حاول الكثير من القرود التي تجهل السباحة الهجرة إليها ،، حتي و ان كلفتهم المحاولة الموت في أطراف الغابة قبل الوصول لأي غابة أخري ،،
* توجهت بعض الأسماك للجزيرة للمطالبة بزيادة نصيبها ،، ثم عادت بلا شئ غير نفس النصيب ،، و حلقت بعض العصافير فوق اجواء الجزيرة لنفس السبب ،، و عادت بزيادة غير مؤثرة في نصيبها ،،
أخذته كي لا تشي بما تري من الأعلي في مخادع القرود المختارة الخازنة فوق النخيل ،، و صاحت القرود العادية من علي الضفاف مطالبة بنفس الشيء ،، فانقطع عنها ما كان يصلها من خزين ..
* حتي تصادف في يوم خروج عصافير و اسماك و قرود في نفس الوقت ،، مما شجع الجميع علي الإنضمام ،، فحاصروا الجزيرة جواً و بحراً و براً،،
* أعلن مستوطني الجزيرة الجدد من القرود الخازنة وفاة القرد الزعيم ،،فابتهج الجميع و عادوا من حيث أتوا ،، دون ان يروا جثته ،، و دون الحصول علي الخزين ،، و دون إخلاء الجزيرة من مستوطنيها ،،
- ثم بدأت المراسلات بينهم و بين القرود المستوطنة ،، دارت المراسلات حول محاور عدة منها توزيع الخزين ،، و توزيع مساحات الجزيرة علي المستوطنين الخازنة القدامى إضافة إلى بعض المستوطنين الجدد النازحين من القرود العادية ،،
- لكن غاب عن المراسلات تماماً أي ذكر لمحاور مثل إعادة زراعة و إنتاج الطعام ، أو إخلاء الجزيرة من المستوطنين القدامى خزنة القرد الأحمر الراحل ، أو استعادة الهيئة الجميلة للجزيرة ، أو منع مبدأ الاستيطان نفسه و العودة مرة أخرى إلى الجزيرة ،،
- تلك المحاور الكفيلة بأن تستعيد الجزيرة إسم (الغابة المسحورة ) بعد أن صار الجميع يصفها
( بالـغـابـة الـمـلـعـونـة ) !!!
****************
الغابة المسحورة الجزء الثاني:
كتبه ( من غير سرقة ) :
أحـمـد صـيـام
:
* بعدما ضاقت القرود الثائرة بتلك المذلة ،، و نظر اليها الأسماك الصغيرة و العصافير الملونة نظرة تحمل "انتم الأمل" ،،
- إجتمع نفر منهم و إعتذر أكثرهم بالانشغال بالقرود الرضيعة و بدفع عجلة غرس شجر الموز ،،
- و من بين المجتمعين كان نفر ضئيل منهم فى ركن القاعة ملثمون ،، و من تحت لثامهم تلمع عيونهم بسر يخفونه و ارادة لا تنكسر ،، إنتظروا حتى تأكدوا أنه لا دخيل بينهم و قال أقواهم :
" لدي سر يا إخوتى فى الوطن و المصير ،، لقد قابلت القرد الحكيم ذو الشعر الأبيض ،، و أخبرني ان أهل الجزيرة ليسوا كلهم قرود ،، الم تلاحظوا الفروق فى الأحجام بيننا ؟؟ ،، فقط هو كان يخبرنا بذلك كي لا نتفرق و نتناحر ،،
و حتى القرد الأحمر الراحل لم يعرف ذلك إلا متأخراً و لم يخبر حتى أتباعه بتلك الحقيقة !!!
- سادت الهمهمات فى القاعة ثم نظر كل الحاضرين كلهم الى ذلك القرد المغوار الملثم نظرة تساؤل و استنكار ،،
- أدرك المغوار ما اصابهم من حيرة فرفع صوته لاخماد الهمهمة طالباً منهم الصمت ،، و اقترب من اضخم الحاضرين ،، و مد يده الى وجهه و عنقه و بقوة انتزع ما استطاع من شعر ،، فتأوه القرد الضخم ، و نفض القرد المغوار عنه ، و هم بالفتك به ،،
لكن نظرة متسمرة من الدهشة و المفاجأة على وجوه الحاضرين استوقفته ،، لم يفهمها ،، فأشار أحد الحاضرين إلى رأسه مستغرباً ،،
- فى إرتباك تحسس القرد الضخم رأسه ،، فإصطدمت يده بخرطوم طويل لم يلحظه طيلة عمره لأنه كان ملفوفا حول عنقه مغطاً بالشعر الكثيف !!!
إنه فيـل !! نعم فيل ضخم و ليس قرد !!!!
- ضجت القاعة بصرخات تأوه ،، الكل ينزع شعره بنفسه ،، ظهرت تحت شعر القرود وجوه نمور ، و اسود ،، خيول و حتى صقور و دببة !!!
- إرتسمت ابتسامة العارف على وجه النفر القليل فى جانب القاعة ،، و خلعوا ما لثموابه وجوههم ،، لتظهر شوارب الفهود و انيابها الواثقة !!!
عرف جميع من بالقاعة سر التناقض الفظيع الذى عاشوا فيه ما سبق من حياتهم ،، علموا أن ما أحسب به كثيرون منهم من قبل ، و أسروا به لبعضهم من قوة و نبل لم يكن أوهاماً ،، رغم انهم يشبهون تماما كل أبناء الجزيرة ،، حتى ممن قرروا الانضمام الى القرد الأحمر الراحل اللص...
* قرر جميع المجتمعين كشف الحقيقة لباقي سكان الجزيرة ،،
- حاولت الفهود الملثمة نصحهم بأن لا يفعلوا ،، لكن قوة المفاجأة و الدافع منعتهم من الاستماع ،، خرجوا و كلما قابلهم قرد نزعوا شعره ،،
- فى البداية ظهرت لهم وجوه قرود ،، فقط وجوه قرود منزوعة الشعر !!
- شعر الوحوش الجدد انها مصادفة ،، و أن هؤلاء صدفة هم فقط القرود الحقيقيون ،، قرروا ان يكملوا بحثاً عن وحوش أخرى ،، لكن كانت النتيجة واحدة ،،
** كل من اختار ان لا يدخل للقاعة منذ البداية كان مجرد قرد ،، لو ازلت كل شعره لبقى قرداً !!!
- هنا تدخل الفهد الملثم الذى قابل القرد الحكيم ذو الشعر الأبيض و قال للوحوش الجديدة :
"لقد اخبرنا القرد الحكيم بذلك مسبقاً ،، فقط الوحوش التي لم كانت تحسب نفسها قروداً ستستجيب لنداء الدخول للحوار فى القاعة ،، لكن القرود الحقيقية ستؤثر الإنتظار لتكون في الجانب الآمن مع الرابح في المعركة ،،
و لا يمكنك تحويل القرد الى وحش ،، سيظل الوحش وحشاً و سيظل القرد قرداً ،،
و هذا امر جيد ،، فنحن نحتاج جهد القرود لدفع عجلة غرس شجر الموز ،،
أخبرنا الحكيم أيضاً أنكم كوحوش ستواجهون ثلاثة مشاكل إضافية :
- الأولى :و هي انصار القرد اللص العظيم فى الناحية الأخرى من الجزيرة ،،
- و الثانية : هي اخوانكم القرود الطيبين اللذين فزعوا من هيئتكم الجديدة ،، و أوهمهم عملاء القرود الخازنة محتلي الجزيرة الأخرى أنكم ستكونون سبب جوعهم و إنعدام أمنهم ،،
- و الثالثة : هي احساس الغيرة من بعض اخوانكم القرود لحسدهم لشجاعتكم التى كشفت ضعفهم ،، فى حين أهل الجزيرة يعتبروهم هم الأكثر إمتلاكاً لشجر الموز ،، أو الأمهر فى الغرس ،، أو القاء الخطب ،، و سيعملون على كسركم حتى و لو تحالفوا مع اعدائهم عليكم ،، و حتى لو رأوكم تقدمون الدم لسبيل خلاص سكان الجزيرة بدون انتظار مقابل !!
** بعد تفكير أجمع الوحوش على أنه لا بديل عن الحياة الكريمة إلا الموت في سبيلها ،، لم يستسيغوا فكرة العيش أذلاء بعد ان اكتشفوا حقيقة أنفسهم ،،
- وضعوا خطتهم و قرروا الإعتصام يوماً أمام مقر ممثل محتلي الجزيرة سارقي الخزين ،، وصلوا الى شاطىء الجزيرة ،، ففوجئوا بحجارة مسننة تأتيهم من أيدى عملاء القرود حارسة الجزيرة ،،
- أصيب بعض الوحوش الجديدة ،، ردوا بأننا لا نريد شراً ،، فقط أعطونا الخزين و سارقيه و نحن و أنتم شعب واحد ،، لم يستمع إليهم لا القرود الحارسة و لا الخازنة و لا عموم مواطني الغابة الملعونة ،،
- بعد أيام قل سقوط الحجارة ،، و إستمرت المعارك شهورا طويلة ،، و ظهر فى الأفق قرود ضخمة تمسك قروداً هزيلة مسنة من رقابها لتسلمها للثائرين ،، لكنهم توقفوا قليلاً فى تردد عندما رأو ان هؤلاء الثائرين لا يحملون وجوه قرود مثل الجميع فهم لم يقابلوهم من قبل ،،
- إبتسمت الوحوش المحررة و رفعوا أيديهم ليأمن من امامهم ،، و بعد تأوهات عظيمة ظهرت الوجوه الحقيقية للوحوش الجديدة الضخمة التى إستعبدها بالقهر و الجهل القرد الأحمر الراحل اللص الأعظم ليكونوا حراسه ،،
* بكى البعض و رقص آخرون ،، تعانق الجميع و اتفقوا على توزيع الغذاء على الجميع بالتساوي ،، حتى مع القرود التى تعشق عجلة غرس الموز و كنب البامبو بالغابة ،، و اتفقوا على تطهير الجزر جميعا من فلول اللص الأعظم ممن استحال اصلاحهم ...
* بعدما أتموا ذلك ،، جلسوا ليحتفلوا ،، و دعوا الجميع ،، أكلوا ، و رقصوا ، و تصافحوا فى انسجام و محبة ،،
- طلب أحد النمور الجديدة من دب جديد أن يناوله تفاحة من طبق قريب منه ،، لم يستجب الدب و نظر فى عيني النمر غاضباً ،، تعجب النمر و لكنه بادله نظرة إستغراب حذر ،، انتفض الدب واقفا على خلفيتيه و قال:
" كيف تأمر من كانوا هم الأكثر بأساً و تأثيرا فى أخطر معارك الحرية و التحرير معركة (البغل)" ؟؟
- إنتصب النمر بدوره قائلاً :" لم اقصد بذلك إهانتك انت و فصيلتك ،، و لكن لا تعجبنى نبرة الإستعلاء خصوصاً على النمور التى كانت هي الموجة الأولى فى الهجوم و اكثر الشهداء منا " !!
- هنا تكهرب الجو و قامت الخيول غاضبة و قال كبيرها: " لسنا بصدد الزعامة ،، و لكن انتم من بدأتم ،، و نحن الأجدر بها ،، نحن كنا الأعلى صوتاً و الأكثر تخويفاً للعدو ،، نحن حتى من قبل إنتفاضتكم كنا أتقى و أنقى القرود "!!
- حاول النفر القليل من الفهود الذين قابلوا القرد الحكيم العجوز ان يثنوهم عما يفعلون ،، و يخبروهم ما نصح به الحكيم من أن يسبق التقدير التقييم بين المحررين الجدد ،،
- لكن لم يشأ أحد من جديد ان يستمع الى صوت العقل ،، صوت كرهه إلى نفوسهم القرد اللص الأعظم لعقود طويلة ،،،
هم البعض بالعراك ... و لكن ،،
و لكن لذلك قصة اخرى لليلة اخرى فى الجزيرة المسحورة .