رأيي أن إحدى أقوى احتياجات الوطن الآن هي حلقات الوصل ،،
مـتـرجـمــين فــكـريـيـن ،،
و مـشـتـركـات أيـديولـوجـيـة
أشخاص يتقنون بطلاقة لغة طرفين أو أكثر ،،
شخص يستطيع التحدث بلغة العسكريين و لغة الثوار ،،
شخص يستطيع التحدث بلغة الإخوان و لغة الإشتراكيين ،،
شخص يتحدث لغة السلفيين و لغة الليبراليين ،،
فكما علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم :من علم لغة قوم أمن شرهم ،، و كما علمنا التاريخ الإنساني أن من تعلم لغة إكتسب علوم المتحدثين بها ،، فعرف لهم قدرهم ،، و قربوه هم منهم ،،
لو توافرت حلقات الوصل هذه لتعرف كل فصيل على الآخر و هم من اليوم ليس بينهم سوى تنابز بالألفاظ أو حوار طرشان ،، و ذلك منبعه الأصيل في رأيي إختلاف اللغة الفكرية ،،
لو توافرت تلك الحلقات لأمكن لليبراليين تقدير علوم و طيبة السلفيين ،، و لأمكن لؤلئك تقدير تحضر و ثقافة الليبراليين ،،
لأمكن للإخوان تقدير صدق و زهد و تفاني الاشتراكيين ،، و لأمكن لؤلئك تقدير جلد و منهجية فكر الإخوان ،،
لأمكن للعسكريين تفهم أن إهانات الثوار ليست موجهة للعسكرية في حد ذاتها ،، و لأمكن للثوار تفهم كم القهر و النهب اللذي عاناه أولئك العسكريين من مجلس العار القائم من قبل أن ينهال ذلك القهر و النهب على الوطن كله ....
ليس الجمهور المخاطب بحلقات الوصل هو قادة تلك التيارات ،، فكلهم تقريبا متعارفون شخصياً إن لم يكونوا رفاق دراسة ، أو كفاح ، أو سجون سابقاً ،،
الهدف هو الجيل الجديد منهم المستقطب بشدة ، و يمنعه إلتصاقه بقطبه من مجرد الاستماع للآخر بصورة حيادية ، أو التفكير في إمكانية أن يكون ذلك الآخر أيضاً شخصاً ذو نية طيبة ..
ندائي إلى من يرى في نفسه "مـتـرجـماً فـكـريـاً" ،، أو "مـشـتـركاً أيـديـولـوجـيـاً" :) :
بالله عليك تحرك ،، فهذا وقتك ،،
فالمتحفز قد يفتك بشخص يحسبه يهينه ،،
و هو في الحقيقة يحذره من خطر محدق ،،
فقط لعدم فهمه لغة الأخير !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق