علمونا في طب الكوارث أن على الطبيب انقاذ نفسه أولا ثم محاولة اسعاف الآخرين ، ،
فانقاذه لنفسه سيؤدى الى انقاذ العشرات بفضل الله ثم بجهده ،، اما ايثاره آخر على نفسه فلن يؤدي الا الى اسعاف شخص واحد على الأكثر ان أفلح !!
..
و علمونا عندما ركبنا الطائرة أنه لو حدث خطر فعلى البالغين أن يلبسوا اقنعة الأكسجين و السترات أولا ثم يلبسوها بعد ذلك للأطفال ، ،
لو فعلوا العكس لمات البالغون ثم لخلع الأطفال الأقنعة باكين على ذويهم و لمات الجميع !!
..
طبعا هذا الفكر العقلاني هو نقيض الفكر المصري اللذي يضع العواطف و "العيب" فوق كل اعتبار لعقل او حتى شرع .
نتيجة لهذا الفكر ضاع حق اتخاذ القرار للثوار (و الثورية على الظلم روح و ليست فعلا مجردا) بين عواطف الغضب من المعتدي ، و الفرحة بالمنضم اليهم - و لو كان غير ثوري- ،،
و بين الترفع عن "العيب" في الاستئثار بالتحاور و املاء الشروط ..
دعا الثوريون للثورة ،، و نزلوا ليواجهوا الموت لعلمهم بقلة عددهم ،،
فثبتوا ،، فبانت قوتهم ،،
فانضم اليهم من لا ثورة في عقله بحسن نية او بسيئها ،،
فلما ذهب المخلوع طغت "عواطف" الفرحة لتعمي معظم الناس عن حقيقة الخدعة ،،
فـ "إستعيب" الناس طمع من قال بعدم فك الاعتصام لعدم شرعية تكليف مخلوع لمجلس أوتاد حكمه ،،
و اخطأ الناس باستعمال جزء من "عاداتهم" المجتمعية و هي "ان الطمع يقل ما جمع" في غير محلها ،، و كان أولى بهم الاحتكام الى العقل ..
فلما رأى الثوار أن من انضم متأخراً و حتى من قال بحرمة خروجهم قد ركب ثورتهم و هم من تنفسوا الحرية من خلالها ،،
رأوا انه من "العيب" اقصاء فريق شاركهم ثورتهم ،،
و ما كانوا فريقا انما كانوا ضباعا أكلت ما رمي من جثث اتباع تياراتها ممن استشهدوا لترائي به الأمة و تتبوأ مكانة لا استحقاق لها بها ..
أتكلم الآن عن رؤوس تيارات و عن فكر تنظيمي فهم من يحاسب و ليس عن أفراد لا يمثلون الا فكرهم الشخصي .
رأوا المجلس يحتفى بحسان في الفتن الطائفية ،، و مثله أصلاً من خلق الكره في النفوس لتحصل تلك الفتن ،، أو ليسوا الداعين الى "بغض" النصارى ؟؟
رأوا كلاب المجلس يرتكبون جرائم حرب في التحرير ،،
فيذهب المجلس ليفاوض عمرو موسى و "صاحب" حزب الوفد و ممثلا عن الاخوان !!!!
يا مثبت العقل !!!
و ما ولاية هؤلاء على من في قلب الحدث ؟؟
و ما ولايتهم أصلاً على الأمة قبل الانتخابات ؟؟
و مع ذلك ترفع الثوار عن اقصاء هؤلاء أو عن تعطيل انتخابات ثبت للجميع انها "حصان طروادة" الذي به اقتحمت حصون الثوار و سلبت شرعيتهم و جعلت من لا يملك يعطي لمن لا يستحق ..
اين من ثاروا في يناير الآن ؟؟
هم اما منكل به أو تحت التهديد ،، أو مهمل من تعتيم اعلامي عن فكر الثورة ،،
و اتاحته فقط إما لتنفيذ خطط الشئون المعنوية ،، أو "فرقعة" اعلامية!!!
ما أفهمه أن الثائر المضحي اذا انتصر ،، جلس مجلس القائد و إستحق فرصته في نشر فكره ،،
و ان لم نتخلص من القيم البالية التى نعيش بها و نعطي الفرصة للعقل و للحوار المنطقي حتى و لو تحطمت تحته بقايا ركامنا الثقافي ،،
لما وصلنا يوما الى ما نناضل لأجله ،، و لإستمتع غيرنا بثمرة عملنا ،،
ثم اذا شبع اندار لينكل بنا ،، حتى يضمن أن لا يطالبه أحد بثمن الثمرة ،، و لا يذكره بأيام الجوع !!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق