الثلاثاء، 29 يناير 2013

"كيفما تكونوا يول عليكم" و "إذا كان رب البيت بالدف ضارباً"،حكمتان تلخصان المشهد السياسي الشرق أوسطي !



* حكمتان - رغم أنهما لا يعدان قوانين ثابتة - إلا أنهما أثبتتا إلى اليوم كثير من الصحة :

- "كيفما تكونوا يول عليكم" ،،
- " إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل الدار كلهم الرقص" !!


- ما رأيته في مصر قبل الثورة من معاملات في الشارع و المصالح و حتى في جلسات الإتفاق على الزيجات كان هو إنطباع مبارك في نفوس الناس ، الكل يجتهد في القهر و القمع لمن حوله حتى و لو بدون سبب ، و حتى و لو بدون فائدة للطرف المعتدي !!

- في سوريا : إذا إختلف الناس بينهم سبوا بعضهم "بألفاظ كفرية" إصطنعها جيش بشار ، و إذا تعاركوا نكلوا ببعضهم كما تنكل بهم أجهزته الأمنية !!

- في السعودية الكل يتبنى طريقة خطاب العائلة المالكة بكل جاهليته و غروره و تسطيحه حتى في معاملاتهم الإنسانية !!

- في تركيا الكل يتحدث كأردوجان ، نفس الهامة المرفوعة و البراجماتية و التفاؤل بمستقبل أفضل ، حتى المسنون يفعلون ذلك رغم أن أردوجان يحكمهم من 10 سنوات فقط  !!

- و اليوم بلينا بأحمق يحكمنا فصار خطاب عوام الشارع و معظم خواص الإعلام و المنابر هو الآخر بدوره خطاب حماقة متكاملة الأركان !!


* لم نر يوماً حاكماً إستقر له الأمر دونما أن يكون إنعكاساً لفئة ممن يحكمهم ،،
لا تكابروا بقول أن "مرسي و جماعته" ليسوا منا ، إنهم منا ، و هم و حتى لو كانوا من أسوأ من فينا إلا أنهم يمثلون شريحة لا تقل عن 20% من الشعب من الأتباع ، و المحبين ، و المجاذيب ، و المنصوب عليهم !!


* و أثر الحاكم في نفوس شعبه ثابت و لكنه متفاوت في درجته بين الناس ،
ربما كان صوت "أشباه الحاكم" أعلى من الآخرين لأنهم يحسون أمناً أكثر مما يحسه معارضيه ،
أو لتاكدهم أن الآخرين سيتقبلون منطق الحاكم الذي "تكيفوا" بالفعل معه .


* لكن من المهم أن نعرف أن شعباً ما لن يقاتل من أجل الأثر الذي تركه فيه الحاكم ،
لن يحارب المصريين حاكماً جديداً فقط لأنه سيحرمهم من قهر زمن مبارك ،
و لن يثور العربان في الجزيرة لمجرد أن حاكماً سيغير لهم أسلوب الخطاب الذي تعودوا أن يسمعوه من لصوص آل سعود !! ،

- الشعوب  سيتطبعون دوماً مع طبع أي حاكم جديد بعد فترة ، تذكر أن الحاكم الذي عاصرته لم يكن هو بداية التاريخ إنما سبقه آخرون و في كل مرة "تتكيف" الشعوب !!

- فلا يثنيك أثر سيء قائم صنعه حاكم فاجر عن محاولاتك أن  تسوس مجتمعاً بسياسات صالحة ،
و تأكد أنك لو كنت صالحاً فستترك نفس الأثر "الصالح" في قلوب شعبك ،،
فلو وفرت لهم أماناً و أعمالاً و كرامةً و حريةً و كذلك عصاً غليظة لمن يتجاوز حقوقه ،
فأعتقد أن ذلك الشعب  سيعيش بشكل أسعد من حياته تحت ظل النموذجين الحمقاوين : القمع المطلق أو الحرية المطلقة !


* إنطباع نفسيات الحكام على النفسية الجمعية للشعوب هي مجرد "رد فعل وقتي" ، و ليست لا  "طبيعة أصيلة" و لا "أثـراً ثابـتاً" ،،
و الحكمة في معظم الأحوال تدلنا أن نحاسب و نقوِّم "الـفاعل" و ليس "المـفعول به" !!


* فلا تحاسب الشعوب كيف "ظُلمت" و سكتت ،،
لقد خلق الله الشعوب "لتُحكم" لا "لتحكُم" ،،
كل ما هنالك أن الشعوب "ترضى و تصبر" أو "ترفض و تعصى أو تثور" ،،
فلم تعرف البشرية نموذجاً صادقاً حتى اليوم يمكن آحاد الناس من صياغة القرار السياسي و الإجتماعي إلا نموذج حكم "دولة المدينة" !!


* لا تحملوا العوام فوق طاقاتهم فتحاسبوهم على سكوتهم في الماضي ، أو حتى على عجزهم عن إجابة سؤال سياسي في صندوق الإنتخابات !!

خلق الله البشر كل ميسر لمهمته ، هناك من يعتنى بالأُطـر ،، و هناك من يملؤها ،، و هناك أيضاً من يحاول هدمها ،
و الكل يدافع بعضه في هذه الدنيا فلا تفرضوا على الناس جميعاً أن يكونوا "نسخاً" متطابقة !!

- لو تأذيت لوجود "ظالم" فاخلعه ،
ثم إحكم أنت بالعدل إن إرتأيت في نفسك الأهلية و وجدت فيها الإمكانية القيادية التي - لحكمة الله في أرضه - لم يمنحها لعوام الشعوب !!



*******************

"كيفما تكونوا يول عليكم" و "إذا كان رب البيت بالدف ضارباً"،حكمتان تلخصان المشهد السياسي الشرق أوسطي !

عن حوائط دفاع مبارك، وسبب فشل الثوار، والطاغية الصغير في داخل كل عربي، ومستقبل الألتراس المتوقع ، وأشياء أخرى!


هل سيغير الله حالنا إن غيرنا أنفسنا؟ أم أن الناس على دين ملوكهم و كيفما نكون يول علينا ؟



سلسلة مقالات حول خطايا #مبارك




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق