الثلاثاء، 5 فبراير 2013

رثائي لفلذة قلبي (مــحــمد حــســين) #كريستي







أستودعك عند من لا تضيع ودائعه و أتمنى عليه أن يحتسبك عنده شهيداً و أن يمحق الظلم و الظالمين و أن يلحقنا بك في الجنة بكرمه و رحمته

- محمد حسين قرني ، مشهور بكريستي لحبه للاعب كرة القدم (كريستيانو رونالدو) و تقارب الشبه بينهما كما كان يرى أصدقاؤه .

- شاب عمره 23 عاماً كان يدرس في كلية التجارة بجامعة القاهرة و يعيش في المريوطية و يعمل وظيفتين أحدهما مع والده و الأخرى مرة في إستقبال مستشفى و مرة في التسويق العقاري ، رغم أنه من أسرة ميسورة الحال !

- لم يعرفه أحد إلا و أحبه ، و لم تكن البسمة تفارق وجهه أبداً حتى وقت و لو في وقت إطلاق الرصاص علينا !

- حاله كمثل كل شباب الثورة ، يجاهد في محاربة غول في السلطة ، و يجاهد في محايلة أب و أم يكرهون الثورة لأنهم لا يفهمونها ، و يجاهد ليدرس و يعمل أثناء دراسته فوق كل ذلك !
لكنه رغم كل ذلك الجهد لم يكن يتوانى للحظة عن مساعدة صديق بل قد كان هو من يلح في عرض المساعدة ، و لم تكن تفوته مناسبة يستطيع بها رسم بسمة أو طمأنة نفس إلا و كان حاضراً بكل وقته و جهده.

- رحمة الله عليه شارك في كل فعاليات الثورة منذ موجتها الأولى قبل التنحي ، و من حينها لم يتكاسل عن أداء واجبه الثوري على الأرض أو في التوعية حتى في أيام إمتحاناته ، كان يذاكر الليل في خيمته في التحرير ، ثم يذهب للإمتحان في الصباح ، ثم يذهب إلى منزله يسلم على أهله و ينطلق إلى عمله ، ثم يعود إلى خيمة التحرير ليقسم وقته بين المذاكرة و بين إنقاذ المصابين في الصف الأول للمواجهات !

- كمعظم الشباب في سنه لم يكن يعرف عن الإخوان سوى ما رأوه منهم بعد الثورة ، كره أفعالهم لذا قرر أن يقاطع الإنتخابات ، لكنه حينها لم يكن يعلم كل حقيقتهم لذلك هنأ - كما يفعل الفارس النبيل - مرشحهم عندما نجح في الرئاسة و تمنى له التوفيق من أجل الوطن ، و حذره من أن معارضة قوية تنتظره ، و أكد أنها معارضة فقط من أجل الحق.

- بعدما رأى من خطايا الإخوان عندما حكموا تنبه لخطورة الموقف و نذر نفسه لمدافعة تلك الجرائم مرة بتوعية الناس من أفعالهم في صفحة على فيسبوك أسسها و سماها (إخوان كاذبون) و في عروض (كاذبون بإسم الدين) التي كان ينظمها ،، و مرة بإستكمال الثورة في الشارع بالتظاهر ضد ما يقترفه رئيس الإخوان من جرائم في حق الوطن .

- لم تستطع غربان الظلام أن تحتمل وجود مثل هذا الجهد الصادق و هذه النفس الطاهرة في مواجهة فجرهم و دنسهم و حماقاتهم فقرروا إغتياله ، طارده أحد كلابهم في شارع جانبي بعيد عن مركز الأحداث أمام الإتحادية ، و أطلق عليه رصاصات قاتلة و ليست ما يطلق لفض الشغب ، أطلق عليه الرصاص بنية القتل في عنقه النحيل و صدره العاري و لم يطلقها على ساقيه كما يفترض أن تفعل قوات فض الشغب ،،

قتلوه عمداً مع سبق الترصد ، قتلوه و لسنا ننتظر الإنصاف أو القصاص أو العدالة من قاتله ، لن نفعل ذلك فنغضب روحه الزكية ، لسوف نقتص له - إن شاء الله - بنصر قضيته و جعل قاتله عبرة لكل من تسول له نفسه قتل الشرفاء دفاعاً عن الباطل.

____________________________



{هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}
كريستي ليس فقط أحسن لكل من عرف،لكنه لم يسىء يوماً لإنسان!
تخيل:حتى من كان يهضم حقه كان يبتسم له طلباً للسلام!

____________________________

محمد كريستي ما إنتخبش العياط،
لكنه باركله من باب التفاؤل للوطن،

دي صورة بروفايله أيام الإنتخابات


________________________________



محمد حبيبي و ذكريات الناس عنه


___________________________









* ذبحوا حبيبي ، قطعوا وريد عنقه و شريانها برصاصة فسالت دماء بدن كانت تسكنه أنقى نفس عرفتها ،
فاضت الروح النقية من الجسد النحيل ،
مات بطلاً ،، و عاش مغتاله جبان ،
مات يحارب من أجل الحق ،، و عاش قاتله يسجد لحاكم فاجر  ،
مات واقفاً في طريق ،، وعاش الظَلَمَة منكمشين خلف حراسات و أسوار ،
مات يحارب بصدر عار بلا سلاح سوى ساعده الرفيع ،، و عاش المجرم يعيث في الأرض فساداً بدروع و بنادق إشتراها من مال الناس ،،

* ظننت دموعي قد جفت بعد الطفولة لكني وجدتها اليوم غزيرة ،
و حسبت أن حزني على حبيبي سيكسرني لكن الله أفاض علي من كرمه و ربط على قلبي  ،،

* فنظرت إلى حالي فوجدتني أحب أن أحيا لا أصنع شيئاً إلا تأمل صورته طول عمري متقلباً بين إبتسامة لذكرى سعيدة و بين بكاء عند تذكر أنها لن تتكرر من جديد ،
و وجدتني أيضاً أستطيع قمع إنسانية مشاعري فأعيش كأن شيئاً لم يكن و كأن حبيباً لم يذهب ،
فخفت أن تحولني الأولى إلى أحمق بلا منفعة ، أو أن تحيلني الثانية إلى وحش ربما يؤذي بأكثر مما ينفع ،،

* فنظرت في ديني ثم فيما كان دوماً يخبرني به حبيبي بأن نيته فقط للحق و من أجل الحق ، و تذكرت كيف كنت أقوّمه و يقوّمني من أجل أن يطابق العمل النية ،
فإحتسبته عند الله شهيداً ففرحت له و به ،
و علمت أن الله أنعم علينا بشطر رحمته وهبها لنا في نعمة النسيان ،
و عرفت ما أكرمنا به الله من هَدْي في أمر فراق الأحبة ،،

* فقوّمت بديني تطرفاً ممكناً في نفسي البشرية بين إفراط في حزن مستحَق  و بين قسوة لا يعلم أذاها إلا الله ،
فقررت أن أفعل ما أتاحه لي ديني القويم فأعتزل عملي لثلاثة أيام أرثيه فيها و أقبل تعازي الأحبة ،
و بعدها أدعو له بصالح الدعاء في كل لحظة ذكرى ، و أهبه من صالح الأعمال ما يكرمني الله بالتمكن من أدائه .

* إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا ،، وإنا بفراقك يا محمد لمحزونون ،،

_________________________







* اللهم يا لطيف أسبغ عليه من لطفك فأنر قبره بنور رحمتك و ثبته عند السؤال يا مقلب القلوب ،

اللهم يا رحمن يا رحيم أعظم أجره و ضاعف يا كريم حسناته بكرمك ،

اللهم يا عفو يا رؤوف ارأف به ببعض عفوك و اصفح عن زلاته و سيئاته ،

اللهم يا شهيد على كل ما يبدي خلقك و ما يخفون في صدورهم نرجوك أن تقبله شهيداً في سبيلك ،

اللهم يا منعم أنعم عليه بقبر يكون روضة من رياض الجنة ، و بمقام يكون في الدرجات العُلا منها ،

اللهم يا هادي يا رشيد ألهمنا الصواب و الرشاد ، و ثبت قلوبنا على الإيمان ، و ألحقنا به غير مفتونين يا رب العالمين ،

اللهم يا قوي يا جبار يا منتقم إستعملنا و لا تستبدلنا ، و أعنا على الجهاد في سبيلك و العمل على مرضاتك و إصلاح أرضك ،

اللهم أنت الحق و أنت العدل فاجعلنا اللهم جنوداً في سبيليهما ، و أرنا الحق حقاً و إرزقنا إتباعه ، و مكن للعدل أن يمحق الظلم و الظالمين ،

اللهم يا مُعِز أعز جندك ، و ثبتنا في الدنيا بعلامات رضاك حتى لا نُفتن ، فأقسم بك أن الهم و الظلم فاق ما يطيقه عموم البشر ،

اللهم يا وهاب يا كريم يا بَـرُّ يا مقسط يا مالك الملك يا ذو الجلال و الإكرام دعوناك كما أمرتنا ، و ننتظر بعض فضلك و كرمك في أن تجيب مسألتنا . 

اللـــهم آمـــين .



___________________________________________________




كتبت في 11 ديسمبر 2013


* لو كان الحزن على الميت على قدر الحب له لوجب من بعد فقده أن أموت كمداً ،
و لو كان الحزن على الميت على قدر الحنين إليه لوجب من بعد فقده أن أموت شوقاً ،
و لو كان الحزن على الميت على قدر الخسارة التي تقع بغيابه لوجب أن أنزوي بخسارتي حتى الموت فلا أظنها ممكنة التعويض لأني لم أقابل في حياتي من البشر من هو في جودة خصاله كي يعوضني عنه ،،


* و لكني لم أفعل ،،
ربما هو كرم رباني بغير طريقة مما ندركه من أسباب ، ربما حكم الظرف أن أنشغل بالواجب عن الإكتئاب ، ربما هداني عقلي إلى الصواب ، ربما هو كل ذلك لكني لم أفعل ، لم أمت كمداً و لا شوقاً و لا إنزويت مكتئباً ،،

- بل جعلني موته أعي فلسفة الموت ذاتها ،،
الفلسفة التي لا يعيها معظم البشر ليس لضيق عقولهم و لكن لأنهم يرفضون أصلاً إستيعابها رغم بساطتها التي يدركها حتى الحيوان فقط لأنهم يفضلون سهولة و أمان إتباع العرف السائر على وعورة و خطر تحطيم الموروثات ،


* قبل رحيله كانت طبيعتي أنني لا أجزع لموت أحدهم كما يجزع الناس ،
و لم أبك أحداً يوماً رغم رحيل كثير من الأحبة ،
و كنت أتمنى الموت لنفسي لأني بغير طموح و لأني أرى الطموح نفسه حماقة !

- أما بعد رحيله فقد ألِفت الموت !
لم أعد أهاب الموت لنفسي بل أنتظره بشغف ! و لا لغيري لأني أعتبرهم هم الفائزون !
أصبحت أستقبل أخبار الموت في الأغلب بإبتسامة رضا و لمسة من حسد للميت !


* بفقدك يا حبيبي فقدت أقرب الأحبة ،

و بموتك يا حبيبي أنا أحببت الموت !!







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق