الثلاثاء، 7 مايو 2013

نظرتي لملمح من العقيدة المسيحية بين المحبة و البراجماتية







* من فضلك قبل أن تقرأ أي كلمة و أثناء قراءتك تذكر ما يلي :

1- هذا ليس (حوار أديان) ،، هنا لا "أقـيِّم" العقيدة المسيحية و لا أفاضل بينها و بين الإسلام ،
لكني أروي واقعة بعينها و أحاول أن أنقل لك أفكاري الشخصية التي راودتني خلالها ،،

2- أنا هنا أنتهج المنهج (البراجماتي) في التفكير ،،
ليس إيماناً مني بصحة البراجماتية ، و لكن لأني وجدتها في هذا المثال لا تتعارض لا مع عقيدتي الإسلامية و لا مع المنطق العلمي و لا مع الفطرة الإنسانية الساعية لترسيخ محاور السلام و صناعة الأمان المشترك بين البشر ،
لذا سأكون أنا هنا (براجماتياً) في حين أن من حقك أنت أن تنتقدني ليس بالبراجماتية وحدها ، لكن لك ان تفند ما أقول من منطلقات العقيدة الإسلامية و المنطق كذلك !!
هذه ميزة نسبية مهولة لك ضدي قارئي العزيز :) .

_______________________________

* دعوة كريمة جائتني من قوم كرماء دمثاء الخلق هم القائمون على الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة لحضور الإحتفال الغير رسمي للكنيسة بمناسبة أعيادهم ،
الحقيقة رغم أن الإستثناء في صداقاتي أثناء فترة من شبابي كان هو أن يكون صديقي مسلماً :) ،
و رغم أني عملت بعد تخرجي في عشرات الوظائف أكثر من نصفها يرأسه و يعمل به أغلبية مسيحيون ،
إلا أنني رغم كل ذلك لم أُدعى لدخول أي كنيسة غير كنيسة قصر الدوبارة !

- و رغم دخولي قصر الدوبارة نفسها عشرات المرات كطبيب بمستشفاها الميداني ،
و رغم صداقتي بالقائمين عليها ،
و رغم صلاتي بها لفروضي الإسلامية أثناء أوقات عملي بذلك المستشفى ،
و رغم دعوتهم الكريمة السابقة لي و التي لبيتها إحتفالاً بالمولد النبوي ،
إلا أن هذه كانت أول مرة لي أحضر شعيرة دينية مسيحية فيها !

_______________________________

* مشاعر كثيرة إنتابتني خصوصاً بعد بداية أنشودات تحكي قصة صلب و قيامة المسيح حسب العقيدة الإنجيلية !!
أنا أحب هؤلاء الناس جداً لأسباب متعددة قد تستدعي كتابة مقال آخر ! و لكني سأوجزها هنا في :

- كونهم يقدمون المساعدة للجميع بدون تمييز و يفعلون الخير بلا شروط !

- كونهم ساعدوا كل جريح في إشتباكات التحرير بغض النظر عن رأيهم فيما يحدث في الخارج ،
و رغم أن عقيدتهم أصلاً لا تتماشى مع فكرة الثورات (خلع الحاكم بالتصادم معه) ،
و طبقتهم الإقتصادية لا تجعلهم محتاجين لمطالب الثورة من العدالة الإجتماعية !

- كونهم عالجوا جنوداً ثم سلموهم سالمين لقادتهم العسكريين على عكس إرادة معظم الثوار ممن حضروا الواقعة ،
رغم أنه في يوم سابق قريب أمطر هؤلاء الجنود الكنيسة ذاتها بقنابل الغاز التي أحرقت روعت الآمنين فيها و أحرقت بعض منشآتها ، ثم إقتحم هؤلاء الجنود أسوار الكنيسة محطمين كل ما وصلت إليه أيديهم في فنائها !

- كونهم وفروا للمصابات المنتقبات غرفة مستقلة بها طبيبة حتى لا تضطر المنتقبة أن تتكشف أمام أي رجل !

- كونهم يتركون حياتهم الخاصة و راحتهم الشخصية عند كل أزمة ليقفوا بالساعات ينظمون مستشفى ميداني بحرفية شديدة محافظين على إبتسامة صادقة مستديمة و معاملة شديدة اللطف ،
رغم ما تمليه الأعراف المصرية على الأقل من طباعة تكشيرة عابسة على وجه من يظن أنه يؤدي عملاً مهماً بينما يجتهد صاحب التكشيرة في التشنج عندما يعامل من يخدمهم بلا حرفية تذكر !

- كونهم أقاموا حفلاً بمناسبة مولد النبي محمد عليه الصلاة و السلام و دعوني إليه و قدموا لي فيها حلوى تعبر عن المناسبة ،
رغم أنني قصرت في تهنئتهم بأعيادهم السابقة بل قصرت حتى في الإطمئنان عليهم بعد حريق محدود شب في الكنيسة !

_______________________________

* لكن رغم حبي ذلك لسلوكهم و شخوصهم إلا أن إيماني بعقيدتي أهم عندي من حياتي ذاتها ، فلذا سألت نفسي :

- هل وجودي أثناء إلقاء ما تقر عقيدتي بعدم صحته يعتبر "خيانة" لمعتقدي ؟!

- هل يعتبر وجودي بلا إعتراض على ما يقال يعد "دياثة حداثية" تقضي بالميوعة في شأن الدين و تحصره في مجرد "شكليات ديكورية" ؟!

- ماذا لو قررت الإنصراف ؟ أنا فعلاً بلا كذب متأخر عن موعد هام جداً و يمكنني أن أتحجج به ،، لكنني في بين نخبة الضيوف في صدر الصفوف و الحشد كبير ،
و إنسحابي وحدي هو جليطة ليس لها معنيين ،
كل الموجودين سيفهمون أن هذا "المسلم" يشعر بالضيق في وسطنا رغم أننا سعداء نغني أنشودات السلام و المحبة و الخشوع ، و رغم أننا كرمناه و دعوناه لإحتفالنا و لم نسىء إليه بأي شكل !


* الآن أنا بين خيارين :

- خيار "الجليطة" و إيذاء مشاعر من أحسنوا إلى مرات عدة حتى قبل أن تكون بيننا معرفة مسبقة أو مصلحة بيدي تحقيقها ،،
- و بين "شبهة" أن أكون الآن ديوثاً على عقيدتي !

- دقيقة و كنت قد حزمت أمري ،، قست المفاسد و المصالح مبتدأً فيها من عند ما سيعود منها على "إيماني" ، ثم على "الآخرين" من حولي ، ثم على "شخصي" ،،
سأبقى ،، و سأرد "شبهة التقصير" بأن أجعل نوايا وجودي هناك أعظم نيتين في عقيدتي :

(الإحــسان إلى الناس) ، و (تحصيل العــلـم) ،،

- و ها أنا قد أحسنت إلى غيري و رأيت الفرحة الصادقة في عينيه لأنه إطمأن أن هناك من يحبونه وسط وابل دعاة كراهيته و مقاطعته بل و دعاة حرق بيوت عبادته ،،
و سعدت أنا شخصياً بترديد أنشودة (بارك بلادي) التي تلمس نياط قلب كل مؤمن محب لخير وطنه ،،

- و ها أنا قد تعلمت جديداً أتمنى أن تشاركني فيه :

_______________________________

* إصطدمت في محاولاتي لفهم ما أسمع بخلط في معرفتي "بشخص الإله" الذي يمجد في الأناشيد ، نفس الصفات و الإستحقاقات تنسب لكيانين دون فاصل واضح !

حسناً ،،
أعتقد أنه من إساءة الأدب أن أفترض أن تساؤلاتي المنطقية البدائية التي جالت في خاطري من مجرد ساعة لم يحاولوا هم الإجابة عليها من قبل ،
و من التطاول أن اعتقد أنني وصلت إلى "زتونة" عقيدة كاملة من سماعي لأنشودتين في ساعة من زمان كانت مخصصة للإحتفال بمناسبة بعينها ،،
و صحيح أن قس الكنيسة قام بحركة شديدة الذكاء بأن أهدى للضيوف من غير الإنجيليين كتاب بعنوان "الله الذي أحبه" يحمل تفصيلاً لمفهوم الإله في العقيدة الإنجيلية ،
حاولت بداية قراءة الكتاب فأصبت بحيرة أكبر من أول ثلاث صفحات :) لذا تركته لأفرغ له وقت أوسع لعل يكون في باقي الكتاب شرح للبسي السابق و اللاحق في فهم ذات الإله في العقيدة المسيحية .

- رغم كل ذلك سأعود الآن "للبرجماتية" و أترك التشريح العقائدي في الربوبية و الألوهية ،،
سأنظر للأمر من زاوية مختلفة ، سأسأل نفسي ثلاثة أسئلة :

1- ما هي إشكاليتي فيما أسمعه ؟ هل الأمر كل مرده إلى تهيج أصابني من مخالفته لعقيدتي ؟!
2- هل هناك واجب علي للتعامل مع ما أسمع بالتغيير سواءاً من باب إحقاق ما أراه حقاً ؟!
3- هل علي مناقشة ما أسمع من باب إرشاد قوم أحبهم لما أرى فيه نفعاً لهم في الحياة الآخرة حسبما أؤمن به ؟!

- فكرت "براجماتياً" في إجابة لسؤالي الأول و وجدت إجابة مختصرة و شافية ألا و هي :
و أنا مالي ؟! :)

أنا وسط بشر يؤمنون بأن إلهاً صنع الكون و يرعاه و له صفات و إستحقاقات تقريباً مطابقة لما أؤمن به ،
بشر سأئتمنهم على أنهم سيلتزمون بإيمانهم ، و بالتالي أثق أنهم سيكونون مدفوعين لعمل الخيرات و إجتناب المعاصي التي لو إقترفوها سيؤثر على حياتي المشتركة معهم من ناحية الأمان على سبيل المثال ،،
المهم أن المعنى موجود لديهم ،،
فما يضيرني (براجماتياً) أن هؤلاء القوم قد قسموا مفهوم الإله على أكثر من طرف ؟!

- أما لسؤالي الثاني بحثت عن إجابة تستقيم معي "عقائدياً" ،،

فوجدت أنني لم أؤمر فقهاً و لم أجد منطقاً لأن أوقف ممارسة الآخرين لشعائرهم المخالفة لعقيدتي ،
خصوصاً أنهم يؤدونها في مكان توافق المجتمع على أنه مخصص لذلك و أنا الدخيل على ذلك المكان !
كل ما علي هو ألا أقرهم عليه بما يُفهم منه تجاوزي لمجرد إقرار حق الآخر في ممارسة شعائره إلى إتفاقي معه في مفاهيم عقيدة تلك الشعائر ،،
و أرتأيت أن ذلك كان مفهوماً بأن لم يردد أي من الضيوف الأناشيد العقائدية ، رغم أنها كانت مكتوبة على شاشة بحيث يمكن لمن لا يحفظها أن يرددها ،
و تأكدت أن ذلك مفهوم عندما طلب راعي الكنيسة من الجميع ترديد أنشودة أخيرة معللاً ذلك بأنها أنشودة للوطن تتوافق مع جميع العقائد و ليس فقط الإنجيلية .  

- و لسؤالي الثالث بحثت عن إجابة "منطقية" ،،
 لماذا لم أدعهم إلى الإسلام مع أني أحبهم و بالتالي بداهة أحب الخير لهم ؟!

صحيح أن "التـعالي" و "التـطاول" هما محركي معظم المدعين اليوم الذين يجاهرون بدعوة البابا نفسه إلى الإسلام ، و من يتشدقون - بحق و بباطل - بما يرون فيه نقصاً في العقيدة المسيحية ،
إلا أنني أؤمن بوجوب أن أدعو غير المسلمين للإسلام ، ليس نصرة للإسلام كهدف وحيد فلسنا في مسابقة نجمع فيها أصوات الجمهور كي نفوز !
لكني أؤمن بوجوب ذلك إصلاحاً للحياتين الأولى و الآخرة لكل من أحبهم ،
أدعو من أحب ،، و كل من لا يستحق الكره مني فله مني حب فطري ، بل و سعي لكل خير يصيبه ،
فكيف بمن أكن لهم كل هذه المشاعر الإيجابية ؟!

حقيقة أعترف بالتقصير و أطمع في مغفرة الله ،،
و أتعذر إليه بقلة علمي الواجب للدعوة ،
و أتعذر بفهمي لمعنى "الحكمة" في قوله تعالى : {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة} ،
فأنا أفهم أن الحكمة هي "تطبيق صحيح الفكر على مقتضى الواقع بمكارم الأخلاق" ،
و قد إرتأيت في "الواقع" اللحظي الذي كنت فيه ما يحقق مفسدة أكبر إن أنا دعوت هؤلاء المؤمنين الخاشعين السعداء بعقيدتهم إلى دين جديد و هم ألوف في عقر دار عبادتهم !
و إرتأيت أن في ذلك إنتهاك "لخـلُـق :هل جزاء الإحسان إلا الإحسان" إن أنا كدرت حفلهم بأن دعوتهم للإسلام يوم فرحتهم بعيدهم الأكبر الذي كرموني بدعوتهم لي لمشاركتهم فيها !

_______________________________

* صدام فكري عقائدي آخر مر ببالي مما سمعت ، الأمر يخص مفهوم "الغــفران" الغير مشروط بمجرد "الإعتراف" بالذنب لإعتقادهم أن المخلص قد حمل عن كل أتباعه كل الآلام التي سيستحقونها عن آثامهم السابقة و اللاحقة ،،

- فعلاً الأمر مقلق نظرياً و "براجماتياً" بالنسبة لي ،،
من يعتقد هذه العقيدة هو شريك لي في بيئة حياتية واحدة ،  
و ليس هناك مجتمع بشري يمكن أن يستقيم أمنه في غياب منظومة عقابية تقتص للمظلوم من المخطىء ، و تردع من يفكر في نفس الخطيئة !

- قارئي العزيز أؤكد لك أنني - في بلادنا هذه بالذات - أنني أمتلك إمكانيات سرقتك أو قتلك دون أن تتوصل إلي جهات التحقيق !
و أؤكد لك أنهم حتى لو نجحوا في ذلك فأنا مستطيع أن أجد لنفسي مهرباً قانونياً إما بدليل إستباقي جهزته أثناء جريمتي أو بمهارة محام شيطان سيجد ثغرة إجرائية ما في القضية !

لكن إطمئن ،، فأنا لن أؤذيك ،، ليس إحتراماً للقانون و لكن إحتراماً لمنظومة قيمية قانونية ألزمت بها نفسي و هي عقيدتي الإسلامية !
عقيدة علمتني أن الله لا يحب المفسدين ، فكيف سيدخل الله الجنة عبداً لم يحبه هو سبحانه و تعالى ؟!
عقيدة علمتني أن الله تواب غفور ، لكن التوبة تقتضي : الندم على الذنب ، العزم على عدم العودة إليه ، و كذلك تقتضي رد المظالم لأهلها ،،
فكيف سأرد عليك حياتك إن أنا قتلتك ؟! و كيف سأرد عليك مالك و أمانك إن أنا روعتك و سرقتك و لم يسعفني العمر فمت قبل أن أفعل ؟!
هل أستطيع أصلاً أن أصحح خطئي بشكل تقبله أنت حتى يسامحني الله ؟ علمتني الحياة أن الهدم سهل و البناء صعب ، لكن إعادة البناء بعد الهدم و إرجاع الأمور إلى وضعها الأول تماماً هي مهمة من قبيل المستحيلات !

حسناً ،، لن أدع نفسي محط شبهة بهذه القوة في الوقوع في عذاب أخروي لا أعرف حداً لإنتهائه ،
و سأتركك تعيش في أمان ،
و لن يكون جهدي في تأمينك مجرد فعل سلبي بالإمتناع عن إيذائك ،
بل و سأدافع عنك بنفسي و مالي و لساني و قلبي ليس هرباً من عذاب الآخرة ، لكن طمعاً في نعيم الله إن أنا أنفذت ما أمرني به لإصلاح الدنيا و رعاية خلقه فيها !

- هنا يأتي السؤال : كيف سأشعر بالأمان في تعايشي مع شخص يملك نفس إمكانياتي الإجرامية ،
و ربما ناقم مثلي على قوانين الدولة فلا ينصاع لها ،
و ليس له رادع آخر غيرها عن الوقوع في هذه الخطايا ؟!

- لكني وجدت طريقة أكثر عملية لقياس هذا الأمر من مجرد النظرية السابقة التي قد تخطىء و تصيب و هي تحليل الواقع ،،
تحليل الواقع أقرب غالباً إلى الصحة من التنظير المجرد ،،

فكرت أنه إذا حسبنا عدد جرائم الإعتداء - بكل صوره - التي قام بها مسيحيون ،،
ثم قارنا نسبة هذه الجرائم بنسبة عدد المسيحيين في المجتمع سنجد أنهم يرتكبون جرائم إعتداء أقل من غيرهم ،،
إفتراض صحيح أنني لم أترجمه لبحث إحصائي حقيقي ، لكن من خبرات حياتي السابقة أعلم أن نتيجة الإحصاء المفترض ستكون كذلك.

هل ذلك الإحجام عن الإعتداء سببه الدين ؟ هل سببه الأخلاق ؟ هل بسبب أنهم أقلية لذا فهم أكثر ميلاً لمسالمة المجتمع ؟! ،،
من جديد : الإجابة "براجماتياً" :
( وأنا مالي) ؟! :)
المهم أن هذا الواقع يطمئنني أنهم لم يستخدموا الغفران كوسيلة لإستباحة العدوان .

_______________________________

* الإشكالية الأخيرة التي قابلتني هي إشكالية "المسالمة الدائمة الغير مشروطة" !

- من يضرب خدك الأيمن فأدر له خدك الأيسر ،
- لا تقاوم من يعتقلك أو يظلمك جسدياً تحت أي ظرف ،
- لا وجود للسيف في المسيحية و لا حتى للدفاع ، إنما ذكر السيف مرة واحدة في الإنجيل في سياق يفيد بأن الوحيد الذي سيستخدمه هو من سيقتل من يعتنقون المسيحية ،،

- أعترف مبدئياً أن إعتراضي على هذا المبدأ يبدو أميل إلى النقدية و التفنيد منه إلى نقاش إهتمامي بنقاط مهمة للتعايش بيني و بين شريكي و صديقي المسيحي !
لكن لذلك سبب ستعرفه في نهاية الفقرة و يتعلق أيضاً بفهم "برجماتي" لأحد جوانب علاقات التعايش و الشراكة و إن كان به من الخبث ما يستحق الملامة :)

- فرأيي أن إنعدام قدرتي عن ردع المعتدي ، بل و إعلاني لإيقافي الطوعي لحقي في إستخدام أي قدرة متاحة لدي لذلك الدفاع لهما أمران لا يمكن أن تستقيم معهما حياة آمنة !
لا أعرف - لإنعدام إطلاعي - إن كان في ذلك المفهوم المسالم بلا شروط هو أصل العقيدة المسيحية أم أضيف من أفهام بشر تالين للمسيح ،،
و لا أعرف هل هو أمر إختص الله به المسيح عليه الصلاة و السلام بسبب توقيت و مكان و ظروف و نوع البشر التي نزلت عليهم تلك الرسالة أم لا ،،

لكن من جديد (براجماتياً) هذه نقطة أمان لي في العيش مع أصحاب العقيدة المسيحية ،،
فالمؤمن المسيحي - مما وجدناه في النقطة السابقة - سيعتدي علي بنسب أقل كثيراً من المتوقع منه - إحصائياً -  ، و هذه ميزة تجعلني أشعر في تعايشي معه بأمان أكثر من غيره ،،
و في حال إعتديت أنا عليه فهو - بالضرورة - سيسامحني و يحبني و يصلي من أجلي !!
أمر لا يمكنني طلبه و لو في حتى أحلامي من أصحاب أي عقيدة أخرى ، و هو (براجماتياً) ميزة نسبية مهولة لصالحي ! :)

_______________________________

* قد يكون من "الفــطنة" أن تعتبر أن كل ما رأيته و سمعته و عرفته من إحسان هؤلاء الناس ربما هو تقدمة و توطئة لأمر شرير قد يقدمون عليه في المستقبل ،
أو تقية من المجتمع كونهم أقلية فيه ،
فالذكي حقاً لا يترك أي إحتمال بدون دراسة و وزن ،،

* لكن يبقى من "الكــياسة" ألا تكون خسيساً تكتفي بمعاملة الناس من منطلق هاجس في فكرك ،
بينما تهمل عشرات القرون التي تؤكد أن ممارساتهم الطيبة كانت متسقة معظم الوقت مع عقيدة المحبة و السلام التي يؤمنون بها ،،

* و يبقى من "الإيــمان" أن تعرف أن الله وحده هو من يحاسب الناس على ضمائرهم ،
بينما أنت كل حقك أن تحاسب البشر فقط على ما ظهر منهم .

- و بعد النقاط الثلاثة السابقة أذكرك بشخصية يخبرك بها نبي رسالتك صلى الله عليه و سلم لما يجب أن يكون عليه المسلم الأفضل :

( "الــمؤمن" "كــيِّــسٌ" "فَــطِـــنٌ" )

- إلتزامك بإيمانك بالإسلام يقتضي أن تقرن معنى الحديث السابق بمعنى الآية التالية {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} لتصل في النهاية إلى علاقة جيدة نافعة مع "كل البشر" ،،
خصوصاً مع من {و لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى}

* توبوا إلى الله ،، إتبعوا شريعته و لا تجعلوا إلهكم هواكم الداعي إلى السادية و العنصرية الهدامة .


_______________________________


________________

مقالات أخرى حول الموضوع لنفس الكاتب :


( المشاعر في الإسلام ،، بين دعاة "بغض" الكفار ،، و "تقديس" الرومانسية ،، و الحب الأسري )



نظرتي لملمح من العقيدة المسيحية بين المحبة و البراجماتية



(لا يوجد في الإسلام أمر "واجب فقهياً" بخصوص أي مشاعر،إنما نحاسب على "طريقة تعبيرنا" عن تلك المشاعر بالقول و الفعل)


النصارى الكلمة المختلف على معناها مع أن المعنيين جيدان،و التشاحن حولها ليس إلا "واجب عرب" يقدمه كل لدينه بدون تفكير أو إحسان ظن بالآخر



كل عام و أنت بخير يا صديقي و جاري و شريكي المسيحي بعيدك رغم أنف السفهاء




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق