الاثنين، 16 أبريل 2012

أحبائي الإصلاحيين:جهدكم يقتلنا!ألم يحن وقت إنتزاع الصك و تمزيقه بدلاً من تحسين شروط العبودية ؟!




- { كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون } ( البقرة : 216 )

- { فإذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون } ( المائدة : 24 )

- { كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون ( 5 ) يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون ( 6 ) وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ( 7 ) ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون (8) } ( الأنفال )

- في الأصل لا يصح أن يفتخر شخص بالإنتساب إلى فعل غير مستديم الوجوب ،،

لا أرى وجاهة أن يتمسك شخص بتصنيف نفسه بأنه "إصلاحي" أو "ثائر" أو "تنموي" طول الوقت مهما كان الظرف !!

- أتذكرون مقولة الشيخ الشعراوي - التي إستغلها الطيبون مع المدلسين في غير محلها - :
" الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ،، ثم يهدأ ليبني الأمجاد" ؟

أؤيد رأي الرجل ،، ففعلك مرتبط بالظرف و ما يوجبه ترتيب أولياتك ،، و ليس ذلك أمر ثابت .

- طبيعة الإصلاح كما نشتشفها من التاريخ لا تؤتي ثمارها إلا بعد إصلاح الرأس ،، الأولوية لذلك ،،
لو بقي لديك جهد كاف أن تصلح الرأس و القاعدة فأهلاً بهذا الجهد ،، ما وجاهة أن تسير في طريق يخبرنا التاريخ أنه لا يصل إلى ما تريد لمجرد أن هذا الطريق أكثر أمناً أو أجمل شكلاً ؟؟

- هل من الحكمة أن تصف مرهماً فقط لمريض يشتكي من قصور بالقلب و إلتهاب بين أصابعه ،، لأن علاج قصور القلب يستدعي فحوصات و أدوية تكلفك الوقت و تكلف المريض كثيراً من المال ،، فيكون ذلك مبرراً للتغافل عنه "لأنك لا تحب المشاكل و المشقة" ؟؟!!

- هل هناك مثال لنجاح جهد "تنموي إصلاحي" في صنع مجتمع صالح في ظل حكم طاغية ؟؟

لم أسمع بذلك ،، لكني أعرف عدة أمثلة للعكس منها هدم معظم جهد "صناع الحياة" و إيقاف نشاطها بقرار من "جمال مبارك" !! ،،

- أتحبون أن أخبركم عن الأعجب ؟ حسناً : نفس من بذلوا ذلك الجهد تحت حكم "مستقر لطاغية لم يعرف كثير منهم بحجم طغيانه" يرون اليوم أن الحل للنهضة من الكبوة الحالية هو بذل "نفس الجهد" في ظل حكم "هش الأركان ما زال غشيم الطغيان" !!!! 

- أليس العلاج لابد تالً للتشخيص ؟ و هل علاج المرض أولى أم العرَض ؟؟  أليس عند تعدد الأمراض ترتب أولوية العلاج بحسب خطورة كل منها بالنسبة لحياة المريض ؟
فما تشخيصكم لأخطر مشكلات هذا المجتمع ؟؟ هل هي الفقر ،، ام الفساد اللذي صنع الفقر ؟؟ إنكم تقتلون المريض في إضاعة الوقت و الجهد في علاج ما هو غير عاجل !!


- أكاد أصاب بالفالج ،، لولا أن هدأ من روعي معرفة أن موقفهم  ذلك "الغير متعمد" ما هو إلا حقنة مخدرة للضمير عن التقاعس عن التضحية بما هو أغلى و أشق على النفوس !


- أيهما أنفع : أن تدفع ( مالي و مالك ) ، و ( جهدي و جهدك ) لمساعدة عشوائية سكنية لأن تنتج السجاد اليدوي و أن يصل إليها الصرف الصحي ،،

أم أن تعيش هذه العشوائية كما هي لمدة عام آخر ،، بينما ننفق ( جهدنا و مالنا ) سوياً لإستغلال فرصة سانحة لخلع حاكم ظالم كان سبباً في خلق هذه العشوائية ، لينعم بعدها سكانها بنظام حكم جديد يخلق ( بعقلي و عقلك ) طريق مسيرة توفير حياة كريمة لكل سكان هذه العشوائية و العشوائيات الأخرى و القرى الفقيرة و لأبنائهم من بعدهم ؟؟



* سيأتيك حين تطرح ذلك التساؤل إجابة قد يرى فيها كثيرون وجاهة : " لماذا تريد أن تفرض علينا رؤيتك و توجهك ؟ فلتذهب و تفعل ما تحب و تستطيع و إخلع النظام ،، و دعنا هنا نجتهد في تنمية البشر و تحسين معيشتهم" !!

* و ردي على ذلك أنه لا خيار في الإشتراك من عدمه عند قيام حرب ،،

- لو إفترضت في نفسك الخير ، و في من يحكمنا الآن عداؤه لمصلحة الأمة ، و في وضعنا الحالي أنه المعركة الفارقة في مستقبل وطنك ،، فلا خيارات مطروحة سوى أن تبذل ما إستطعت من جهدك في أتون تلك الحرب و ليس التحضير للإستخدام الأمثل لمغانم تلك المعارك !!

- أذكرك يا صديقي أننا لم ننتصر بعد ،، و أننا قلة في وجه غشامة عدو باطش ،، و اننا نحتاج دعمك حتى لا نهلك ،، فإن هلكنا ، فحتماً سيأتي بعدها دورك في الهلاك أو تجرع الطغيان !!

- في الأنظمة الوضعية الحديثة تعلن عند الحروب الأحكام العرفية و تعطل الديموقراطية ،، و تعلق كثير من الأنشطة و الخدمات ،، و يستدعى المهنيون من أعمالهم لحمل السلاح ، و النساء إلى القوات المعاونة ،،
فأين أنت من هذه القاعدة ؟؟  أي مرجعية ترتضي ؟؟ ما رأيك بالشرع كمرجعية ؟

- في شرعنا وجب متى نودي " حي على الجهاد " ترك ما أنت فيه ، و تلبيتك للنداء حاملاً زادك و سلاحك ،، و التخلي يوم الزحف من أكبر الكبائر ،، و من فعلوا ذلك إستحقوا أيام رسول الله (صلى الله عليه و سلم)  حكماً بالعزل المجتمعي التام داخل مجتمع المدينة ،، و حقر الله في قرآنه المنزل من قالوا عندما دعوا إلى الجهاد "إذهب أنت و ربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون" .

أين أنت من هذا أيضاً ؟؟ أي المرجعيتين تتبع ؟؟

- هل فكرت في رد لسؤال لابد أن يسألك إياه ربك يوم الحساب عن سبب تعطيلك الجهاد بالنفس لدفع الظلم عمن يذبح في عقر داره في سوريا حتى يشهد بإله غيره ؟؟

- هل وجدت حجة ستبرر بها قعودك عن أفضل الجهاد بقول كلمة الحق في "وجــــه" السلطان الجائر ،، و ليس على الصفحات الإليكترونية ؟؟

- أهناك ما يمنعك عن تغيير المنكر كما أمرت ؟؟ أمستضعف أنت لدرجة الإكتفاء بالإستنكار بقلبك ؟؟ أبك عجز يمنعك عن طلب القصاص من القاتل هاتك الأعراض اللذي يعيث في أرض الله و بعبيده فساداً ؟؟ 

* على مر الزمان لم توجد نهضة من أي نوع في ظل إنعدام أمن ،،

تعال و ضع يدك على يدي لنقضي على من يتعمد تبديد أمننا ،،
و إلا ستجد من يسرق الأنوال التي ستشتريها لأهل العشوائيات ليغزلوا عليها ،، فيضيع مالك و سجادهم !! 


و ستجد من يقتلك من أجل مالك و أنت خارج من جمعيتك الخيرية ،،


و ستجد أمن الدولة يقبض عليك في حفلة إفتتاح المشغل و يقدمك لمحاكمة عسكرية بتهمة "تكدير الصفو العام" !!

- قل لي كيف ستتجاوز رئيس الوحدة المحلية المرتشي الذي يملك تدمير مشروعك من الأساس ؟؟ هل سترشوه و تساهم في الفساد ؟ أم ستحاربه و تضيع وقتك و جهدك مع ذنب النظام و تترك الرأس ؟

- قل لي ماذا ستفعل عندما يقوم ماسبيرو بتغطية نشاطك على انه "أحد مشاريع وزارة التضامن الإجتماعي لتطوير العشوائيات في عهد وزارة الجنزوري الإصلاحية" ،، فيستفيد الظالم بجهدك لتحسين صورته أمام الشعب ،، الذي سيلعنني حينها و انا أتظاهر أمام مجلس الوزراء ؟؟!!


* أخي الفاضل ،، أعلم أن نيتك هي الخير بعينه ،، و أذكرك أن الطريق إلى الجحيم محفوف بهذه النوايا الحسنة ،،

أذكرك أن جهدك يقتلني !! نعم يقتلني ،،

- يقتلني عندما تضيعه في أمر البناء فلا أجدك جواري في المعركة ،،

- يقتلني عندما يصورني لشعبنا الأمي على أنني أنا المخرب ، و يا ليتني أكون "زي الشباب الطاهر اللي بيخدم بلده و ما يخربهاش" مثلك !!  

- يقتلني عندما يكون جهدك هو توفير لجهد و مال الحاكم الظالم ،، فتقوم أنت بدوره في واجبات صيانة المجتمع ،، ليتفرغ هو للقضاء علي بسلاح إشتراه بمالنا اللذي وفره ،، و وقت إستغله بالتخطيط لسحقي بدلاً من أن ينشغل في تسكين ثورة الجياع !!

- أعلم أن مثلك من العقليات التكنوقراطية المتعلمة المتنورة التي تكره السياسة و المواجهات ،، هي المحرك الجبار الذي يجر بجهده الأمم ،،

لكني أسألك إما أن تنتقل من تحت كبوت سيارة الظالم إلى خلفية توك توك الثورة !!
أو أن توقف بساتمك عن الحركة حتى لا تكون أداة الظالم لسحقي ،،

* فالشعوب مثل السيارات ،،

- بعض أفرادها كالوقود ، يحترقون بينما لا يحصلون على شيء ،،
- آخرون صبورون حمولون مثل الكاوتش، متفائلون دوماً بلا سبب واضح !!
- نخب تكنوقراطية تكون هي المحرك الدافع للأمام ،، لكنها لا تملك أن تختار الطريق ،،
- دركسيون و علبة توجيه من النظم الحاكمة ،،
- و رادياتير من الهلاسين لكي لا ينفجر ذلك النظام من فرط العمل !!

________________________

إقرأ لنفس الكاتب :

- لأحبائي "البنائيين" اللذين يريدون أن "ينهضوا بالوطن ،، و يرفعوا الوعي الجمعي" !
ما تريدون لا يكون إلا في مناخ مستقر ،، هذا أمر يعرفه كل المربين ،، ليس يأساً : لكن تحديد أهداف مستحيلة يقضي على نتيجة أي جهد ،، المرحلة الحالية قصيرة و حرجة و شديدة التقلب ،، لذلك الأولوية للتكتيكات ،،
التى أهم و أولى من الاستيراتيجيات طويلة المدى ،، .....

* تجد التكملة في مقال: ( الإصلاحيون في بركان الثورة كالراقصون في مأتم !! )
________________________

- الهدوء ليس مرادفا للحكمة ،، و إن كان هو حالتها الأشيع ،، فهو ليس مظهرها الدائم ،، و كما أن الثائر دائماً أحمق أرعن،، فالهادىء دائماً داجن خانع  !!
قد يرى صاحب الحكمة في موقفٍ أن يصنع فعلاً يأتيه الحمقى ،، و رغم تماثل الفعل ،، لكن الاختلاف الفارق بين قيمة الشخصين  هو : ....

* تجد التكملة في مقال: ( الحكيم الثائر و الثائر الأحمق و نظرية الإرتداد المنعكس )
________________________



************************
سلسلة مقالات نقد و تصحيح المسار الثوري و محاولة وضع الفكرة قبل الحركة و العقل قبل العاطفة


أحبائي الإصلاحيين:جهدكم يقتلنا!ألم يحن وقت إنتزاع الصك و تمزيقه بدلاً من تحسين شروط العبودية ؟!


("التوعية"تلك الكلمة الرنانة الزائفة التي يتشدق بها الفاهم والجاهل على السواء،فالأول يقولها"كسلاً"والثاني "يردد" كما يملي عليه ضعف عقله)

الإصلاحيون في ثورة كالراقصون في مأتم


"يخني"العمل الأهلي و"فخفخينا" الظهور و التأثير بلا كفاءة أو خبرة، هم أسباب"التلبك التطوعي"و"الإسهال الثوري"في"أمعاء الوطن"!


للمزيد حول موضوع التصحيح الثوري تفضلوا بمشاهدة الصورة التالية و المنشورات الموجودة في التعليقات عليها على فيسبوك :



________________________________
سلسلة مقالات الثورة الفكرية
مقال جامع لمعظم منتجي الفكري الشخصي يتم تجديده دورياً فتفضلوا بمراجعته أسبوعياً لو أحببتم  :







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق