إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

موضوعات الكتابة على هذه المدونة

30 يونيو (17) أخطاء لغوية (2) أخلاقيات (24) إخوان (24) البرادعي (1) التجديد و المذهب الصيامي (12) السيسي (4) الشرق الأوسط (3) الطب في بلاد الجهالة (2) المذهب الصيامي (20) المفضلة (13) الهيمنة الأمريكية (5) تجديد إسلامي (6) تجديد صيامي (20) تحليل سياسي (67) تدوين و توثيق (16) تربية (5) تصحيح إجتماعي (49) ثقافة إشتباك (45) ثقافة ثورية (45) ثقافة ثورية رد أكاذيب السياسة (2) ثقافة حوار (7) ثورة فكرية (32) جماعات إسلامجية (25) حراك 25 يناير (9) خطايا مبارك (14) خواطر (10) دفع فساد زمن الفتن (42) رابعة (1) رد أكاذيب السياسة (44) رد أكاذيب بإسم الدين (25) رد فتن التاريخ (8) سفاهات العرب (6) سفاهة الديموقراطية (14) سوريا (5) شرح الديكتاتورية (6) ضلالات الخلافة (2) ضلالة وجوب الإحترام اللفظي الزائد (1) طرق تفكير (2) عن الإخوان خطايا و طبيعة (18) عن كرهي للقراءة الطائشة (2) فكر جديد (24) فلسفة (14) فلسفة طبية (1) فهارس المدونة (9) قانون و دستور (2) قصص قصيرة (3) لقاءاتي المتلفزة (4) مصائب العولمة (4) معلومات طبية (1) مقتطفات (4) نظم حكم (5) نقد السلفية (1) نقد العلمانية (1) وجوب الديكتاتورية (2) My articles in english (6)

الجمعة، 18 يناير 2013

مصطلح "الفلول المتآمرون" صنيعة الإخوان و خديعة الثوار و حماقة جبهة الإنقاذ






* الفــــلول :

مصطلح نشره الإخوان ،،
و هو "لغوياً" مغلوط ،،

لأن الفلول تعني الشراذم الفارة لجيش مهزوم ، و لا أعتقد أن هذا هو الواقع ، فالإخوان أنفسهم دوماً يصوروهم على أنهم "غول" قادر و مسيطر ،،


* أطلق أصلاً على "بقايا" الحزب الوطني ذاته ،

- ثم إمتد - أيام الأخوة الثورية المتقطعة - ليشمل كل من هم ضد الثورة ،

- و الآن و من باب المسخرة - بعد حكم الإخوان - إمتد ليشمل إضافة إلى ذلك الشرطة ، و القضاء ، و الدولة العميقة ، و كل من يعارض سياسات الإخوان لكن لم تصوره الكاميرات في الميدان يوم إندلاع الثورة !!


* الإخوان سوقوا للمصطلح لهدف إنتخابي خفي ،، فسرقوا جهد حركة و صفحة  "إمسك فلول"  ،، قبل الإنتخابات البرلمانية بشهور ،

- ثم بعدها - أثناء أحداث محمد محمود - أنتجوا أغنية شديدة الإسفاف الأخلاقي إسمها (مش هنتخبك يا فلول) كانت تذاع على مدار الساعة على قناة العهر السياسي (مصر 25) ،

الأغنية كانت توحي لمستمعها البسيط الذي لم يذهب للميدان أن الإخوان كانوا معنا في الميدان يومها !!

لقد وصلت الخسة أنا يصوروا مكان خيمتي أنا شخصياً في جزء من الأغنية ليوحي المغني  للمشاهد أن هذا مكان خيمته قائلاً كلمات معناها أنه لو غدر الفلول فهذا هو مكانه !!




* بعدها إستغلوا مصطلح "الفلول" في البرلمان المنحل لتمرير قانون العزل السياسي الذي كان مفصلاً على أحمد شفيق بعينه ليفسح المجال لترشح الإخوان للرئاسة ،،

- لكن القانون ذهب أدراج الرياح كما ذهب بعدها مبدعه "محامي الإخوان الخفي" المتألق دوماً (عصام سلطان) ، الذي نذر نفسه - فيما يبدو دوناً عن كل قضايا الثورة - فقط للبحث وراء أحمد شفيق ،،
صفق الجميع تقريباً له يومها ، لكننا اليوم تعلمنا أن كثيراً من أعمال الخير تكون نواياه رديئة !!


* عاد من جديد مصطلح "الفلول" للظهور عندما إكتشف الإخوان أن برلمانهم "مهزأ" لا يحاسب حكومة و لا يكونها ،
خدعة واضحة حذرهم منها (المقاطعون) لكنهم أصروا على حماقة المكابرة بحجة "وضع قدم في السلطة ثم محاولة فرض النفس" ،

- هاجموا حينها "الجنزوري" لأنه فلول - و هو أمر تدلى لسان الثوار بقوله عندما حاولوا منع الجنزوري من دخول مجلس الوزراء بينما دعمه الإخوان - ، و طالبوا بإقالته "لفلوليته" ،
ثم فشلوا ،
ثم بعد أن جاء رئيس من الإخوان إستمر الجنزوري رئيساً للوزراء لفترة ثم تم تكريم الجنزوري "الفلول" !!

* اليوم من جديد و منذ أحداث الإتحادية يصور الإخوان للشعب أن معارضيهم "كلهم" فلول ،
و ذلك بدعوى أن جزءاً من مؤيدي نظام مبارك أو جزءاً من كارهي الثورة الأولى تواجدوا في جبهة معارضة الإخوان !!

- و حمقى من الثوار اليوم يقسمون أنهم لن يشاركوا في أي نشاط على الأرض حتى ينقى الشارع من الفلول !
و كأن ذلك المطلب سيجعل مؤيدي مبارك يبكون خجلاً و يتواروا في الأركان ليطلبوا من سيادته المشاركة !!

و كأن ذلك الأحمق يفترض أن خصمه يجب أن يترك له الساحات طواعية لا أن ينزل هو لإنتزاعها !!

و كأن هؤلاء الفلول "دنس من عمل الشيطان" ، رغم أنه ربما كان والد هذا الأحمق من كارهي الثورة ، و بذلك يدخل في التعريف الإخواني الموسع لمصطلح "الفلول" !!


* و بعد كل هذا الخلط بين البسطاء يفاجىء المراقب بأن الخلط ينال ثوار عواجيز و محنكين سياسياً ،،

فيتحالفون - سياسياً ثم إنتخابياً - مع "كناسة سياسية" من : وزير خارجية مبارك ، و فلول للهيئة العليا للوطني ، و معارضين كرتونيين للنظام السابق ، و معارض أصيل للثورة إشترى حزباً كاملاً بماله !!
واحسرتاه على أمة كل رؤوسها أذناب !!


* أصدقائي : أود أن أشارككم برأي لي في موضوع الفلول هذا ، و هو ينطبق على فلول الحزب الوطني و على أفراد الشرطة معاً :

هم ببساطة ثلاثة أقسام ، و ليسوا كياناً واحداً حتى نعاملهم معاملة واحدة :

- القسم الأول : صناع القرار الذي أفقر و جهّل و أمرض المصريين و حطم مقدرات الوطن ، و القتلة المرضى أصحاب فكر القمع في الداخلية ،،
و هؤلاء لا مجال لمحاسبتهم إلا بمحاكم إستثنائية ثورية تقتص منهم و تجعلهم عبرة لكل حاكم قادم .

- القسم الثاني : المنتفعون من سياسات الفساد ، و منفذي فكر القمع من الرتب الدنيا ،،
و هؤلاء مجال محاسبتهم يكون برد مظالمهم ، و القانون الحالي يستوعب ذلك تماماً فقط بإرادة سياسية و تحقيقات متقنة و محترفة ،،
فإما يردوا على الناس مظالمهم فيتصالح المجتمع ، أو يحاسبوا كما يقضي القانون فيردعوا و يردع أتباع الحاكم الجديد عن إتباع نهجهم في الإحتماء بالسلطة للإنتفاع الفردي بإفساد المجتمع .

- القسم الثالث : و هم من لم يصنعوا القرار و لم يؤذوا الناس ، لكن عقيدتهم الفكرية الشخصية ترى في نظام مبارك و قمع العادلي الطريق الحقيقي لدولة مستقرة ،،
هؤلاء يجب التصالح معهم فوراً ، و تطمينهم ، و محاولة إستمالتهم للفكر الثوري إن لم يكن لتبنيه فعلى الأقل لإحترامه ،،
هؤلاء أصحاب فكرة ، و لا حجر على الأفكار ، هم يعتقدون في صحة نظام سياسي معين و ثابتون على مبدإهم ، و أعتقد أن ذلك المبدأ لو قورن بسفاهات الإخوان الحالية فسترى فيه بعض الوجاهة !!


* لقد نجح الإخوان بجدارة مرتين :
- مرة يوم سوقوا للثوار كره الفلول بطرح ظاهره الثورة و باطنه من قِبَله المصالح ،،
- و مرة نحوا الثوار عن أي فرصة في الفوز برضا الجمهور و مشاركتهم في الحكم عندما كرهوا الناس في الثورة و الثوار مرة بالتسفيه و مرة بالتخوين .

* لكنهم أخفقوا مرة يزيد فشلها عن أضعاف مجموع نجاحيهما السابقين ، إخفاق هو نتيجة تراكم جرائمهم السابقة مع حماقة سياساتهم الحالية :
لقد جعلوا رجل الشارع يلعن الثورة التي أتت بهم ،،
لقد تسببوا في ردة ثورية على كل المستويات فأصبح بعض الثوار اليوم نادماً ، و بعض من فرحوا بالثورة من البسطاء اليوم يترحم على أيام مبارك !!


* إلى الجماعة السياسية الأقذر في التاريخ :

لا تراهنوا على ندم الضعفاء ، و إختلاط رؤية الحمقى ، و وهم شرعية الصناديق ،،
فالصندوق لا يحميكم من دعاء ثكلى ، أو إنتقام مقهور ، أو غضبة جائع ،، 

فقريباً ،، و قريباً جداً إن شاء الله ستكونون أنتم "الفلول المندحرة" ،،
و نظام (الشاطر) هو ما سيطلق عليه "النظام السابق" !!





الأربعاء، 16 يناير 2013

مصطلحات "النخبة" و "الدهماء" ما هي إلا نتيجة لنصباية ساسة ، و خسة مجتمع






النخبة ،، النخبة ،، النخبة

- كلمة تعريفها غير واقعها و تستغل فقط للمهمطة و الزروطة الفكرية للخلط بين "فكر" أشخاص و "أخلاقهم" للإستفادة من هذا الخلط في تحطيم أفكارهم بحجة الشك في أخلاقهم !!
- يا ترى الكلمة اللي بنقولها و مصحوبة بضحكة في الكم دي معناها إيه ؟ بنقولها ليه ؟ هنوصل بيها لإيه ؟؟!!
- أحب أعرف سيادتك إن الكلمة دي صنعها لجنة الحرب النفسية للإخوان من خلال صفحاتهم و تصريحات قيادييهم ،،
ليسوقوها للشعب الجاهل الحقود على كل من هو أعلم أشهر أو أغنى ليسفهوا بها الناس اللي بيفكروا ،،
فيبقى مفيش قدام المواطن الخسيس اللي بقاله صوت يقدر يحطه في صندوق غير الإسلامجية فيسمع منهم ،،
لو مش بإسم الدين يبقى بإسم إنهم شيعبيين و غلابة زيه و كده !!!
- المصيبة الحقيقة لما تلاقي بيستخدمها مش بس المواطن البسيط لكن كمان بيستخدمها المثقف و المتعلم !!
- بس أرجع و أقول :

النقص و الخسة إحساس داخل النفوس و ليس مرتبطاً بالضرورة بما تعرفه و ما تملكه من مكانة !!






هل لا تصدق أن الدستور مفصل على الوضع الحالي ؟ تأمل مادة "النقاء العنصري" للرئيس






لم أؤمن يوماً بالعنصرية اللامنطقية في الشرط الدستوري المطالب "بنقاء" دم المرشح لمنصب الرئيس ،،
لكني اليوم أسأل من وافق على أن يشترط الدستور "مصرية" الآباء و الأجداد و الزوج لشاغلي المنصب :

كيف تقبلون ذلك الشرط و لا تلتفتون إلى أن الدستور لم يشترط "مصرية" الأبناء أيضاً ؟!

و المبرر لمثل هذه المادة هي إفتراض إنتقاص الإنتماء للوطن ممن كان له قرابة من الدرجة الأولى بأجانب ، و إحتمالية تدخل العاطفة في التعامل مع الدول التي يحملون جنسيتها ،،
فإذا صح ذلك ،، فكيف يمكن الإعتقاد بأن والداً حمل جنسية ما و ربما لم يعد على قيد الحياة لمرشح رئاسي سيكون أثره على نفسية ذلك المرشح أكبر من أثر إبنه عليه الذي ربما ما زال يعيش في كنفه ؟!

هل هناك عقل يستوعب أن أباً راحلاً أو زوجة طلقت منذ سنوات من المرشح قد يكونون أكثر أثراً من إبن مقرب يعيش في قصر الرئاسة حاملاً جنسية ما زال مفاخراً بها رافضاً التنازل عنها ؟!
ألا يفقد ذلك الأمر الرئيس شرعيته بناءاً على "المقصد" المراد من النص الدستوري الذي يفترض "نقاء" العرق كما إخترتم في دستوركم الأحمق ؟!

حسناً ،، أنتظر رداً ممن له حجة ، لكني أطمئنه أنني لست بحاجة حتى لإستخدام هذا الدفع لبيان فقدان العياط لشرعيته ،،
إذا كنت تريد أن تعرف ما سبب سقوط شرعية العياط على كل مرجعية ممكنة في هذا العالم فيمكنك أن تنظر في المقال الموجود على الرابط التالي :

(السيد الرئيس الدكتور المناضل التقي : محمد مرسي ،، و إنعدام مرجعية الحكم سوى مرجعية "العجين السياسي")




الثلاثاء، 15 يناير 2013

لا تقتلوا الشهداء مرات عديدة إنتصروا لثورتهم فذلك قصاصهم








اللهم إرحم شهدائنا و إقبل عطائهم لأغلى ما ملكوا خالصاً لوجهك و نقه من كل ما يشوبه ، و ألهم أهاليهم و أحبائهم الصبر و الرضا ،
فخير الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ، و سيد الشهداء حمزة و رجل قام إلى إمام ظالم فأمره و نهاه فقتله ذلك الحاكم .


لكن كم عدد هؤلاء الشهداء ؟!
و كيف نعرفهم ؟!
و كيف يكون القصاص لهم ؟

 أسئلة تؤرق عقول و ضمائر ملايين البشر  ،،
أسئلة لم يجبها المسؤول ، و لم يجرؤ على إجابتها العارفون ، و إكتفوا إما بالصمت أو بالعوم على الهوى العام حتى و لو كان خاطئاً .

لذلك فاليوم سأناقش إطار مسألة الشهداء بأكثر مما سأتناول محتواه ، ذلك أني أرى خلطاً شديداً يسود عند نقاش هذه المسألة ،
فغزارة المشاعر عند تناول مسألة الشهداء ، وتدخل كثير من الأطراف للتعامل مع حقوق الشهداء سواءاًبحسن نية أو تعمد للتضليل ، و ضبابية التعامل القانوني و الفقهي للمسألة  ، كلها تخلق ذلك الخلط.

* السؤال الأول :
كم عدد من نحتسبهم عند الله شهداء في ثورتنا ؟

- يقول ربنا عز و جل : { من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً } ، فما قيمة العدد إذاً ؟!
- هل نفس واحدة رخيصة ؟!
- هل من يقتل نفساً نقتص بقتله مرة ، و من يقتل ألفاً سنقتله ألف مرة ؟!

- حسناً هل مئة ألف نفس غالية على نصرة قضية حق ؟!

لا أعتقد ،، و لا أعتقد أنه من صالح الثورة أن تفاخر أو تحاول إكثار تقييم عدد شهدائها ،
لا تجعلوا شهداءكم أرقاماً فيتحولوا لسلعة ، فتهون عليكم و يتاجر بها عدوكم إن هو قتل منكم فقط عدداً يعد على الأصابع !!


* ثم السؤال الثاني :
من هو الشهيد ؟

- هل الشهادة تحتسب على أساس أي دين توفي عليه الشهيد ؟
- هل تحتسب على الموقف أو التوقيت الذي توفي فيه الشهيد ؟
- هل هي متعلقة بالحالة التي توفي عليها أو الصحبة التي توفي بينهم ؟

الإجابة على هذه الأسئلة في الحقيقة هي على ما أرى إجابة بسيطة قصيرة و صادمة و هي :
 و إنت مالك ؟!

- من قال أنك أنت من يصنف الناس هل ماتوا على حق أم على باطل ؟
- من قال أنك أنت من تقرر من مات في سبيل الحق يكون شهيداً لو أصابته رصاصة ، بينما يكون قتيلاً لوأصابته أزمة قلبية ؟

إن الإشكالية الفقهية الوحيدة التي تطرح نفسها لتقييم هل المتوفى شهيد أم لا هي إشكالية الغسل و التكفين ، فالشهيد لا يغسل و يدفن بملابسه على عكس كل الآخرين،
و الإشكالية القانونية الوحيدة التي يحتاج الناس فيها لتصنيف الشهيد عن غيره هي إشكالية التكريم والمعاش المستحق لعائلته ،،

و في الحالتين ينص الشرع و القانون على أن البشر يستطيعون إحتساب قتلاهم شهداء فقط في حالةالمعركة أو الإعداد لها ،،
وفي هذه الحالة  فالفقه و كذلك القانون  لايحددان من ينال أجر و فضل الشهادة في الآخرة و من لا يحرم منهما ،
لا يؤكدأن قتيل المعركة شهيد بالضرورة فقد يكون تورط في معركة لا يؤمن بها ، و لا ينفيان أن من مات على فراشه لا ينال أجر الشهادة فربما كان مستحضراً لنيتها ،

كل ما هنالك إنهما يحددان "طريقة اجرائية" للتعامل مع حادث وفاة في ظرف إستثنائي !

* يقول سبحانه وتعالى{ أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ورحمة ربك خير مما يجمعون } ( سورة الزخرف الآية 32)

في هذه الآية نهي واضح عن التألي على الله بتحديد ما لا يملك تحديده إلا الله ،
نهي بإستنكار تقرير ما لا يملك تقريره إلا الله ،
و من أعظم ما لا يملك تقريره إلا الله مصيرالناس عند و بعد الحساب .
فأمر منح أجر الشهادة من عدمه أمر بيد من يحاسب ،،
و ذلك المنح مرتبط أصلاً بالنية ،، و النية لا يطّلع عليها إلا خالق القلوب و العالم بأسرارها ؟؟

- فلنسأل أنفسنا :هل لو منح الحاكم أو الإعلام ، أو غيرهم -  كما يناضل من أجله كثيرين هذه الأيام -  فلاناً لقب "شهيد" هل ذلك إلزام لله -  تعالى وتكبر-  أن يغفر له ؟!
ولو سحب ذلك الحاكم اللقب من أحد من فقدناهم ، فستكون فرص هذا المتوفى قليلة فى رحمة الله ؟!
حاشا و كلا أن تكون إرادة البشر ملزمة لإرادة الخالق المتعالي .

- لقد أمرنا أن لا نزكى أحداً على الله ،، فمن باب أولى أن نمتنع عن التألي على الله و إساءة الأدب معه عز وجل بأن نسبق أسماء موتانا بلقب "الشهيد" أو "المرحوم " ،،

من كان منكم ذاكراً بطلاً ضحى بحياته من أجل الحق ، أو داعياً لحبيب فقده فليتمنى على الله له حسن الجزاء قائلاً "نحتسبه شهيدا عند الله "أو " المغفور له باذن الله" .



* يبقى السؤال الثالث و الأكثر أهمية :
 كيف نقتص لمن نحتسبهم عند الله شهداء من أبطال ثورتنا و أيقوناتها الذين حررت دمائهم إرادة ملايين عاشوا و هم معتقدون أنه لا حقوق لهم و لا إمكانية للمطالبة بهذه الحقوق ؟!

- حقيقة الأمر أنه لسنا نحن من سننصر الشهداء فهم عند ربهم اليوم أحياء مكرمون ،
بل نحن من نحتاج إليهم فقد وعد الله الشهيد أن يشفعه في سبعين من أهله يوم القيامة ،،

- و النقطة الغائبة أو التي يتغافل عنها الناس أنه لا قصاص لشهيد المعركة !!
هل سمعتم أن دولة بعد معركة طلبت القصاص من الدولة العدو فطالبتها بتسليم الجنود الذين حاربوا و قتلوا شهدائها ؟!
هل رأيتم أهالي من نحسبهم شهداء في حرب أكتوبر يطالبون بالقصاص ؟!
هل سمعتم عن محاكمة لهتلر بتهمة قتل جنود الحلفاء في الحرب العالمية الثانية ؟!

- قصاص الشهيد هو إنتصار قضيته ،،
قصاص شهداء 67 و 73 هو تحرير الأرض من الصهاينة ،
و قصاص شهداء الثورة هو (عيش - حرية - عدالة إجتماعية) !!


*  لن تنتصروا لحق الشهيد حتى تنتصروا للقضية التي بذل روحه من أجلها ، و لن تكفل أسر شهداء ثورتنا حتى تقوم دولة العدل التي حلم الشهيد بها لأنها هي التي ستكرم عائلته ،،

و هنا تظهر الإشكالية : كيف سنفعل ذلك و قد إستحال بعد "نهب" الثورة من حاكم لا يمت للثورة بصلة ، مستخدماً في ذلك النهب "قانون" ثار الناس ضده أصلاً ؟!

فلن تنتصر القضية التي حارب من أجلها الشهيد إلا عندما يكون هناك "حاكم شرعي ثوري" ،
و شرعية الحاكم ليست مطلقة بلا حدود كما يصور أفاكو السلطان و جهلة المجتمع ،،
و شرعية الحاكم ليست "مـيراثـاً" من إستحقها حق له أن يفعل بها ما يشاء فقد إمتلكها ،،
إنما شرعية الحاكم هي "عقد إدارة" يطالب المقصر فيه بشرط جزائي عند الفشل في التنفيذ ، و يفسخ تلقائياً عند الإخلال بأحد بنوده الأساسية !
فشرعية الحاكم و إن كان مصدرها إختيار الشعب لكنها مقيدة بضلوعه بمسؤلياته في إطار القانون ، و من أهم هذه المسؤوليات القصاص للمظلوم .

- و كما أسلفت فالقصاص لشهداء الثورة هو الإنتصار لأهداف الثورة ،،
لكن يزيد عليه أمران آخران لطبيعة كون الثورة - بشكل أو بآخر - يمكن إحتسابها حرب داخلية :


- الأمر الأول : هو ردع المجرم و إقصائه عن عن موقعه ،، ففي ذلك إنتصار لأبطال الثورة من شهداء و مصابين و أسرى ، و كذلك منع له من إضافة المزيد من الضحايا بموجب سلطته التي إحتفظ بها بل و ربما تمت زيادتها !!

- و الأمر الثاني : هو صنع آلية وطنية شفافة لتغيير القانون الذي ثار عليه الثوار ،، لأنه إذا فشل القانون فيجب أن يسعى الحاكم لتغييره ، فقداسة القانون تستمد من قدرته على حفظ حقوق الناس ، و يستمد القانون هيبته من رضا المجتمع عنه ، فإذا فشل في جلب الحقوق ، و حاز سخط المجتمع أصبحت قيمته لا تزيد على قيمة الورق الذي كتب عليه و الحبر الذي كتب به ، فهو مجرد منتج إنساني آخر فشل في مهمته فما الداعي لتقديسه ؟
- شهداء الثورة لم يثوروا على شخص بعينه ، إنما  ثاروا على نظام حكم كامل ، فالثورة كانت على الفسدة و آلياتهم الفاسدة ، ثورة على الحاكم و دستوره و قوانينه،
فكيف نناشد القضاء أن ينتصر لحقوق الشهداء لو كان القضاء كمنظومة من أشخاص و قوانين و آليات للتقاضي و إصدار الحكم و تنفيذه وسيلة جيدة لإسترداد الحقوق المسلوبة ، لإستطاع الناس أن يحفظوا حقوقهم بإستخدام هذه المنظومة و ما كانوا إحتاجوا إلى ثورة  !!

- لكن ما يحصل اليوم هو أن الحاكم يتاجر بدماء الشهداء في كل خطاب و قرار له ،، يصدرها كأولوية يدعي التشبث بها و هو من يضيف إلى من فقدنا من أبطالنا قتلى و مصابين بل و أسرى جدد !!
و يتاجر بالقانون تارة بالدعوة لإحترامه عندما يكون في صالح نظام حكمه ، و تارة بمحاولة إرهاب حراس القانون و تخوينهم إن كانت أحكامهم تتعارض مع مشروعه الغامض لحكم هذا الوطن !!
فأي نفاق هذا ؟


* كل هذه المقدمة طويلة فقط لأوصل جمل قصيرة أود أن أشارككم بها و فيها أقول:

- أن المحارب الحق لا ينتظر الشفقة من عدوه فنظرة الإستهانة في عين العدو تقتله قبل أن تقتله رصاصاته ،
- و المحارب الحق يعلم أن ثمن الشهادة ينتظره في الآخرة لا في صندوق اللواء الفنجري !!
- و حق الشهيد لن يأتي إلا بإنتصار ثورته التي لم تكتمل إلى اليوم ، لن يأتي إلا بقدوم حاكم ينتصر له بأن ينصر قضيته ، و يكفل من كان يعول ، و يواسي أحباء ذلك الشهيد ،،
- فحددوا من هو العدو و من الصديق ،، ثم بعدها : لا تنتظر أبداً الرحمة من عدوك و لا التعاطف من قاتلك ،،

لا تعفو ،، فالعفو في غير وقت مقدرة "وضــاعة"  ،،
ولا ترحم ،، فرحمتك للمجرم مستمر الإفساد "جــبن" ،،
ولا تُسامح ،، فتسامحك مع منتهكك "عــار"

- إنتظار النبل من الخسيس حماقة ،، و الإعتماد على نخوة من الجبان سفاهة ،، و توقع الكياسة من الأحمق بلاهة  !!
- المجرم قتل شهدائنا مرة بسلاحه ، و نحن نقتلهم مرتين ، مرة بطلب المعونة من القاتل ، و مرة بتمييع القضية التي بذلوا أرواحهم من أجلها .
- إذا يوماً إحتسبتموني شهيداً في سبيل قضية حسبتموها على حق ، فستسعد روحي لو جعلتم أولوية نصرة تلك القضية سابقة على محاولتكم عقاب من قتلني !!

أستردوا ثورتكم المنهوبة و أكملوها يرحمكم الله !!