الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

أزمة وطن بين خوف التوافه الأناني و خسة الرعاع السادية و سكوت النبيل الجاهل و نضال المجاهدين




كتبت في 25 يوليو 2013


في بلادي اليوم فئتان تفسدان و فئتان تصلحان ،،

* فأما المفسدتين فتحركهما خصلتين من دنيء خصال البشر : (جبن التافه) و (خسة الرعاع) ،،
* و الفئتان المصلحتان تحركهما مكرمتين من الصفات النبيلة : (سكوت الجاهل) و (نضال قوم إختصهم الله بقضاء حوائج الناس) !!

* فأما فئتنا المفسدة الأولى فهي فئة (التوافه) :
التي لا يحركها سوى الخوف ،، بل أحد أردىء أنواع الخوف (الخوف الأناني) !!
و (التفاهة) هنا ليست سباباً ،، إنما صفة و حالة ،،
صفة يقول عنها المعجم أنها تعني : قليل الشأن عديم الطعم أحمق العقل حقير المكانة !!
و حالة تجدها موصوفة في حديث (الرويبضة) الذي يستخدمه كثيراً من ينطبق عليهم التعريف نفسه ليرموا بها الآخرين و هي : التافه الذي يتحدث في الشئون العامة !!

- فئتنا المفسدة هذه - حسب الصفة و الحالة الموصوفتين - هي فئة تافهة تتصايح اليوم من اليمين و من اليسار بحرمة الدماء ،،
و هي لتفاهة عقولها تستخدم شعارات تماثل تلك التفاهة مثل :
(كل الدم حرام) ،، دون بيان هل دم القاتل حرام هو الآخر أم لا رغم أننا في موقف بدأ فيه القتل و الإقتتال بالفعل !
و شعار أسخف من سابقه يقول : (الدم المصري حرام) ،، و كأن الدم الأذربيجاني و السنغافوري الموجود في مصر اليوم مستحب إراقته !!
و أخيراً شعار (لن أعط أحداً تفويضاً للقتل بإسمي) مع أن أحداً لم يطلب منه سوى دعماً معنوياً لقمع عدو يعيث في أرضه فساداً ،، و لم يرد أمر رخصة القتل إلا في الفكاكة الإستباقية المصرية الأصيلة !!

- يصدح التافه بتلك الشعارات الجوفاء في إستراحاته ما بين مشاغل حياته و بين أوقات ترفيهه ،،
يتحف الجميع بكلمات رنانة خاوية لا تستغرق حتى من عقله التافه سوى دقائق بسيطة في تلك الإستراحات ،،
كلمات رغم ركاكتها و تفاهتها إلا أنها لإفعامها بمشاعر جياشة حول أهم ما في الدنيا (حياة البشر) لذا فهي كفيلة بتشويش المشهد !!

- و هو في كل ذلك لا يحركه سوى (خوف أناني) ،،
فهو لا يحمل "هماً" تجاه أسر ضحايا الإرهاب ، و لا يحمِّـل نفسه "مسؤولية" حقيقية تجاه مستقبل وطنه ،،
كل ما يحركه هو الخوف :

. خوف من تغيير مواقفه السابقة التي كانت هي الأخرى تافهة !! يخاف أن يذكر التاريخ عنه أنه إنقلب على أفكاره و كأن في سطور التاريخ أصلاً مكان للتفهاء !!
. خوف من تحمل المسؤولية الأخلاقية و المجتمعية و ربما القانونية ،،
. خوف حتى من الله ،، لكن خوف التافه من الله عادة هو خوف أحمق !!
التافه يعتقد أن الله سيحاسبه فقط على ما "فعله" و ينسى أن الله كذلك سيحاسبه على "تقصيره" في عدم أداء الفعل عند وجوبه !!
نفس التافه هو من - حتى لو أقمت عليه البينة - يُفضل أن يستمر في أداء بدعة شائعة في المجتمع على أن يتحمل مسؤولية أن يقرر تركها فيتحمل مواجهة عرف المجتمع وحده أو مع أقلية ثابتة على الحق !!

- ذلك التافه هو في نفس تفاهة المتباكين على مبارك قبل خلعه ،، و في نفس تفاهة عشاق الإستقرار حتى و لو على باطل ،، و في نفس تفاهة أصحاب حجة (إدوله فرصة) ،،
و جميعهم في نفس تفاهة طفل ذكي في الخامسة من عمره سيخترع لك عشرات الحجج المنطقية ثم العاطفية ليتجنب أخذ "حقنة" رغم أنك شرحت له مرات عديدة كم هي ضرورية لصحته !!


* أما فئة المفسدين الثانية فهي فئة من (الرعاع) ،،
فئة تحركها "الخسة" و أحياناً "السادية" و "الرعونة" ،،

- فئة تتقافز كالصبية الأشرار بكلمات لا تدرك حقيقة معانيها ،،
لكنها تعرف أن تلك الكلمات "رعناء" بكفاية لتغيظ الآخر !!
و أنها ستتسبب في حالة من (الأكشن) تشبع "سادية" الرعاع !!

- ستجد تلك الفئة أيضاً في كل وقت و في كل قوم ،،
ستجدهم يقولون : إحرقوا من في التحرير و إقصفوهم بالطائرات !!
ستجد آخرين مثلهم لم يعوا من ألفاظ القرآن إلا لفظاً يقولونه في غير موضعه : موتوا بغيظكم ،،
ستتطور هذه الكلمة بعد التمكين إلى : إغضب يا ريس !!
ثم يعاقب الله قائليها بأن يسلط عليهم رعاعاً آخرين لا يدركون كل الموقف لكنهم مع ذلك يتصايحون : إضرب يا سيسي !!

- هؤلاء هم التطور الطبيعي لسادية الطفل الذي يعذب القطة دون أي منفعة له و دون أي ذنب منها !!
و هؤلاء هم نسل أسلافهم من الرعاع اللذين كانوا يتصايحون و يتقافزون في (الكولوسيوم) مطالبين حاكم روما بإصدار إشارة إبهامه الشهيرة لكي يجهز المصارع المنتصر على المصارع المهزوم الجريح !!


* أما الفئتان المصلحتان فأولاهما هي فئة جعلها خضوع نفوسها للحق قادرة على الإعتراف "بالجهل" في شأن ما يجري ،،
ثم ألزمت نفسها من باب النبل أن "تسكت" عما يحصل مكتفية برعاية شئونها و شئون من هم مسؤولين عنهم ،،

- تلك الفئة صحيح أنها قد لا تساهم بجهد مباشر في إصلاح الأزمة السياسية و المجتمعية التي هي جذر مشاكلنا ،،
لكني مع ذلك أحب تسمية فعلها ذلك في ظل ما نعيشه من "هرج" : (بالإصلاح السلبي) ،،
فهي برعايتها لشئون أعمالها الخاصة تجعلك تجد طعاماً تشتريه ، و مواصلة تركبها ، و مدرسة تعلم فيها أبناءك ،،

- هذه الفئة و إن كانت "صامتة" فعلى الأقل هي لا تعيق الفاهم عن أداء مهمته ،،
و لا تسبب حولها من الضوضاء ما يعيق الجميع عن الفهم ، أو العمل ، أو حتى الراحة !!


* أما آخر فئة من المصلحين فهي فئة "مناضلة" ،،
هم قلة إختارهم الله لقضاء مصالح الناس فألزموا أنفسهم بأداء تلك الأمانة حتى و لو كلفهم ذلك أن يصبحوا هدفاً لقمع الظالم ، و خيانة الحليف ، و ضيق المعائش ، و زجر الأهل ، و سباب الحمقى !!

- قلة يبحثون عن الحق أينما كان ،،
لذا في مثل هذا الهرج يكون لا حليف لهم لأنهم قلة يتقلبون أينما يكون الحق ، و لا ينطاعون لفصيل ، و لا يوالون فرداً من أجل مصالحهم ،،

- قلة يلزمون أنفسهم ببذل أوقاتهم و أموالهم و مستقبل وظائفهم و حياتهم الإجتماعية بل و حتى حياتهم ذاتها من أجل إغاثة سجين مظلوم ،
أو علاج مصاب لن تقبله مستشفى ،
أو البحث عن مفقود في الصدامات ،
أو الدفاع عن أهل حي أرهبهم حمقى بإسم الشريعة تارة و بإسم الشرعية تارة أخرى ،
أو نذروا أمنهم الشخصي و راحة بالهم بأن قضوا شهوراً يجوبون الشوارع و الحارات من أجل الضغط على كل حاكم من أجل الإصلاح السياسي في ظل لعبة الكراسي الموسيقية السريعة التي نعيشها !!


* اللهم مكن منا خيارنا و لا تحاسبنا بما فعل  السفهاء منا.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق