الثلاثاء، 27 أغسطس 2013

رؤية من خلال نظارة #السيسي الداكنة التي إرتداها في خطابه يوم 25 يوليو ليدعو الناس للنزول للشارع يوم 26




كتبت في 5 يوليو 2013


- هل يمكن أن يكون السيسي جيد النية و تعايش وسط الباطل حتى إستطاع أن يمتلك أدوات تغييره ؟!

- هل يمكن أنه كان من ضمن المغيبين أخلاقياً من زبانية مبارك لكنه إستفاق بعد أن إقترب جداً من إمتلاك إمكانية التغيير الجذري لوطنه و قوميته ، ثم إستشعر المسؤولية ففعل الصواب ؟!

- هل يمكن أن كل تلك تمثيلية صراع مصطنع بين السيسي و أمريكا لإقناع الشعوب العربية بالمغوار الجديد الذي هو في الأصل عميل ؟!

* ما لم تكن هناك معلومات حقيقية عن تفاصيل المشهد فالتحليل و التوقع بلا جدوى معتبرة ،،

لنا الله.


_____________________________


كتبت في 24 يوليو 2013 (خطاب السيسي في الكلية الحربية الذي دعى الناس خلاله للنزول بعدها بيومين لتفويضه بحرب الإرهاب)


1- منذ حوالي أسبوع و مع زيادة الدماء على أرض القاهرة و سيناء و المنصورة و الزقازيق و أنا أحاول أن أضع حداً زمنياً للحاكم الحالي بعدها أحاسبه على هذا الهرج ،،
فكرت في أن يكون ذلك بمجرد بداية إستلام الحكومة عملها ،، ثم راجعت نفسي بأنها هي الأخرى تحتاج إلى فرصة لبداية التفاعل مع المسؤولية الجديدة ،،
حددت لنفسي أسبوعين بعد إستلام الوزارة لمهامها ،، و ها هو السيسي اليوم ينهي علي حيرتي و يلزم نفسه بواجبه في حفظ الأمن من بعد الجمعة القادمة مباشرة ،،

- الحقيقة أن ذلك يسعدني و كذلك يطمئنني ،،
يسعدني لأنه سيحقن دماء أبرياء يموتون هدراً على يد إرهابيين في سيناء و حمقى في القاهرة و الدلتا !!
و يطمئنني نسبياً لجودة نوايا السيسي الذي من مصلحته السياسية أن يزيد الرعب في الشوارع ليهرول إليه الناس طالبين الأمان - و لو حتى بالفاشية كما فعل الإيطاليون مع موسوليني - إلا أن الرجل تدخل قبل أن "يستوي" الناس !!

2- كثيرون يسوقون لفكرة صاغها رجل أعمته مشاعره على قناة القدس الموجهة ،، فكرة تقول أن دعوة السيسي للنزول إلى الشارع هي دعوة لحرب أهلية !!
لا أفهم كيف إخترع ذلك ؟!

- هل طلب #السيسي مثلاً كما طلب #طنطاوي المخرف من قبل قائلاً "هو الشعب ما بيتصرفش معاهم ليه؟" ؟! ،،
- هل طلب السيسي من مؤيدي قراراته أن ينزلوا ليتظاهروا في نفس أماكن تظاهر معارضيه كما فعل #الشاطر أيام أحداث الإتحادية الأولى ؟!

أي كذب و سفه هذا الذي يروجه أنصاف الرجال و أشباه المفكرين من أمثال حمزاوي و هويدي و سيف عبد الفتاح ؟!

* صحيح أن الجميع إكتوى بنار الإعتصامات ،،
و صحيح أنني شخصياً أسفه معظم مفردات التظاهر و أجرم بعضها ،،
لكن هناك فرق يراه أي عاقل بين (التظاهر الهادىء المنظم في يوم واحد هو يوم عطلة جمعة كآلية لتوصيل فكرة و توضيح كم معتنقيها) وبين (خنق أحياء كاملة لثلاثة أسابيع و تقويض معظم مصالح حياة قاطنيها و أمن العابرين بها) !!

* آلية النزول إلى الشارع سلاح قذر خلقته منظمات هدم الدول التي صنعت أفكار (حرب اللاعنف) لتفتيت المجتمعات الغير مستقرة في البلاد النامية القوية المرشحة للتحول لقوى عظمى بواقع ما تملكه من موارد طبيعية و بشرية ،،

- هذه الآلية الفاسدة إستخدمها عملاء فريدوم هاوس ،،
- ثم إستخدمها الثوار الطيبون بعد أن رأوا نجاحها الذي لم يلتفتوا لعيوبه لضعفهم الفكري و التنظيمي ،،
- ثم وافق عليها الإسلامجية رغم أن تلك الآلية تخالف الشرع من أكثر من جانب ،،
- ثم اليوم يضطر السيسي - لأنه ليس في أريحية كافية في ظل هذا الظرف الحرج و لا شرعية له من الأساس لصنع وسائل جديدة - لإستخدام نفس الوسيلة التي يقرها و يشرعنها مجتمعياً و قانونياً و دولياً الواقع الجديد المصنوع من إيمان الجميع الآن بجدوى و أحقية النزول للشوارع كأداة للتغيير و التعبير السياسي!!

- الرجل يحتاج أن يبين (للمصريين المذبذبين) سياسياً بدافع أخلاقي طفولي و (للمجتمع الدولي) أنه رغم الأعداد الموجودة في الشارع رفضاً لتصرفه بخلع مرسي إلا أن هناك عشرات أضعافهم مؤيدين للرأي المضاد ،،

- يحتاج لأن يوضح للطرفين السابقين أن الشارع - بما أنه أصبح مقياساً سياسياً - فهو ليس ملك لمئات الآلاف من الحانقين وحدهم لكنه ملك لملايين الشعب الصامتة حالياً لأنها راضية بما يحدث ،،
و الأمر لا يحتمل الدعوة للإستفتاء لأن الحدث حاصل في واقع مؤثر على وعي المواطن بحكم المشاعر و الهزل الإعلامي على الجانبين ،، و الإستفتاء في حالتنا الأمنية هذه حماقة و في حالتنا الإقتصادية هذه سفه !!

- مهما صدق الناس أن مؤيدي قرارات السيسي هم أضعاف معارضيه إلا أن البسطاء لا يرون إلا ما تراه "أعينهم" و ليس "عقولهم" و "بصائرهم"،،
قد ترى سخف ضيوف البرامج الحوارية فتحكم أن جميع النخب فاشلة ، لكنك لا ترى كم النخب الحقيقية التي رفضت أن تظهر في هذه البرامج السخيفة !!
لو علمت نسبة هؤلاء الرافضين لعرفت أن النخبة أكبر و أجود مما تعرف ،، لكنك تحكم بما تراه فقط و لكي توسع مداركك يجب أن تحاول أن تستكشف باقي الصورة الذي لم تره ،،
و هذا ما يحاول السيسي إضافته للمشهد المنظور : يريد كشف الستار عن باقي اللوحة لترى كم اللون المخالف لما رأيته من الكشف الجزئي لأحد أطراف الستار.


3- يمكن أن ترمي الرجل بعشرات التهم الجزافية ،، و كذلك يمكن أن تثبت عليه بعض التهم الحقيقية الصغيرة و الكبيرة ،،
لكن في النهاية لا يمكن أن يفهم منطلقات و إشكاليات مسؤول ما إلا من يمكنه أن يحل مكانه بالفعل !!
الطفل يتقافز غضباً في وجه أبيه الذي يمنع عنه المصروف ، لكن أباً آخر سيحاول تهدئة الطفل و الدفاع عن الأب عندما يحكي له ذلك الطفل الواقعة لأنه يعرف تماماً ما هي الضرورة التي أجبرت الأب على مثل تلك القسوة الظاهرية !!

4- من أحد التهم الحقيقية الصغرى التي يمكن أن إثباتها على السيسي هي الرومانسية الشديدة في الكلمات و محاولة الشحن العاطفي ،،
و لكني منذ زمن وطنت نفسي - و أنصح الجميع بذلك - بأن ألتفت لأصل الفكرة و أحيد ما إستعطت البهرج الحواري من أساليب الخطابة و إضفاء المشاعر على الكلمات ،،
و لا ننس و أنت تحكم على الأداء المسرحي للسيسي عاملين :

- عامل ركاكة ثقافة السيسي كعسكري ،،
- و عامل الإضطرار لإستخدام العاطفة عند خطاب العوام .


5- الرجل يقر أنه لن يقصيهم سياسياً فهو يدعوهم إلى إثبات قوتهم الحقيقية في الإنتخابات النيابية القادمة،،
هذا الرجل يعطي ( و هو أحد طرفي النزاع) أكثر مما يوافق عليه كثير من مراقبي ذلك النزاع المطالبين بعزل سياسي مستحق للإخوان و حلفائهم اللصيقين !!

- هذا التصريح يوضح بما لا يدع مجالاً للشك في (المعنى المراد توصيله) بأن محاربة الإرهاب لن تكون مبرراً للقبض على السياسيين لتحييد أثرهم في الحياة السياسية.


6- أخيراً و بخصوص أصل التحرك (الذي يسميه المؤيدون "ثورة 30 يونيو" ،، و يسميه المعارضون "الإنقلاب الدموي" ،، و أسميه أنا "واجب دفع المنكر باليد للمستطيع") :

* السيسي ذكر في خطابه الأخير هذا كثير من المواقف المشتركة بينه و بين مرسي ليدلل على حسن نيته معه و عدم إلتجائه إلى عزله إلا عندما إستحال الإصلاح بغير ذلك ،،
من حقك - رغم أن ذلك ليس الصواب - أن تكذب كل ما قال الرجل لأنك تكرهه أو تصدق كل ما قال بل و تزيد عليه لأنك تحبه ،،
لكن يبقى لنا ما رأيناه بأعيينا و يصعب -بمعلومات و إستدلالات كثيرة و معقدة - أن يكون خلف الصورة ما هو مناقض لما رأيناه :

- رأينا السيسي - قبل شهور من يونيو - يدعو كل أطراف السياسة لصنع مبادرة مشتركة للوصول إلى حل للإشكال السياسي ،،
ثم رأيناه يوجه خطاباً - قبل 30 يونيو بأسبوع - ليعطي فرصة للطرف السياسي الحاكم المرفوض وطنياً أن يحاول تغيير مساره ،،
ثم رأيناه - حتى وقد حل 30 يونيو بالفعل و خرجت الملايين إلى الشوارع -  يعطى فرصة ( 48 ساعة ) لشخص مرسي للتصرف و حل الأزمة بنفسه !!

- كثيرون كانوا يتمنون أن يقترح عليه السيسي إقالة الحكومة مثلاً ،،
لكني أرى في عدم إقتراح حل فكرة مهمة هي أن صدور المقترح من عند مرسي نفسه سيمنع إنقلاب مرسي على ذلك الحل كما إنقلب مثلاً مع مطالب فيرمونت رغم موافقه عليها لأنها آتية من عند آخرين ،
و أرى كذلك في عدم تقديم مقترح "أدب شديد" مع منصب الرئيس حتى آخر لحظة ليكون قرار الإصلاح قراره و ليس إملاء من موظف تحت إمرته !

- و كثيرون يرون في إعطاء المهلة بهذا الشكل "ضغط و إحراج" لمرسي و هذا أمر عجيب ،،
فأنا أفهم أن مهلة لمدة 48 ساعة ربما تكون ضاغطة ومحرجة لو طلب خلالها ما يجب إتمامه في أسبوع أو شهر مثل تشكيل حكومة جديدة أو تعديل دستور مثلاً ،،
لكن كل ما كان مطلوباً من مرسي هو "قرار" و على أقصى تقدير "خطة" إصلاح يعد بها ،،
و هما أمران لا يستغرق إعدادهما معاً خمس أو ست ساعات من مجهود مكثف من مجموعة متخصصين !!

- أنا أرى أن تلك المهلة كانت كياسة و دليل حسن النية أكثر منها تطاول و إحراج بضغط ،،
لا يمكن أن يعطي العدو عدوه فرصة 48 ساعة لكي يستعد قبل أن يهجم عليه ،،
و لا يعطي خبيث النية فرصة 48 ساعة لمن يريد أن يخونه رغم أن ما يحتاجه الطرف الآخر للتغلب على تلك الخيانة المفترضة هو تفكير و جهد لا يستغرق إتمامهما بشكل كامل و فعال أكثر من ربع تلك المدة !!


* ملحوظتين :

- كل الشكر للشباب المشاركين في العرض العسكري اللذين ثبتوا في هذا الجو الخانق ، تحت أشعة شمس الظهيرة ، في رمضان لكي يسمع المواطن هذا الخطاب الطويل !!
- أنتظر هجمة تترك نقد ما أوردته من أفكار لتتهمني - في سخافة طفولية - بقيادة فريق المبرراتية الجدد ، أو بتقديم فروض الطاعة و الولاء للبحث عن مكان بين شقوق نعل بيادة الحاكم !!



_____________________________

كتبت في 26 يوليو 2013


أحد أمتع ألعاب الشطرنج مارسها السيسي على شعب كامل،،
قالهم "أنا" بطلب منكم تنزلوا "تدوني" تفويض لبدء الحرب على الإرهاب ،،
فإنقسم الناس - من غير الإخوان و مسحوريهم - إلى ثلاثة أقسام غير متساوية:

- القسم الأعظم خرج يفوضه (إضرب يا سيسي) ،،
- جزء صغير خرج في ميدان سفنكس ضد القتل لكنه أيضاً ضد الإخوان !!
- و قسم ضئيل لزم بيته مردداً عشرين مرة في الدقيقة : لن اعطي تفويضاً بالقتل لأحد !!

* الموضوع أصلاً لا علاقة له لا بالقتل و لا بالإرهاب !!
الإرهاب يحارب بالسلاح الثقيل منذ شهور في سيناء ،،
و الشرطة قادرة في القاهرة على التعامل مع البلطجة السياسية في الشارع ،،
الرجل "إشتغل" شعب بحاله من غير ما يكذب !!

* الموضوع كله أن بهذه الحركة أثبت السيسي للجميع أنه قادر على التصرف دون شركاء ،،
لم يعد يحتاج تعاون المخابرات العامة و عكاشة ،،
و لا تمرد و عيالها ،،
و لا البرادعي و حزبه ،،
و حتى الإعلام صدرت له أوامر للتنفيذ و ليس طلب تنسيق و تعاون !!

الرجل قال لشركائه ،، و للشعب ،، و لأعداءه ،، و للمجتمع الدولي أنه هو وحده من يدير المشهد ،،
فليأت من يريد التفاوض إلى مائدتي ،،
و ليلزم حجمه أثناء ذلك التفاوض !!

الراجل ده برنس !!
عدو أم حبيب مش دي قضيتي في هذا التحليل ،،
فالفارس يعرف قدر خصومه قبل حلفاءه !!








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق