الأحد، 25 أغسطس 2013

هل العلمانية هي الحل؟لا أعتقد لأنه ببساطة لاضامن لزوال الإستبداد بزوال أثر الدين،فالعنصريات،والمطامع،وحتى العلوم نفسها يمكن أن ترسخه من جديد



كتبت في 18  يوليو 2013


علمانية فيما أفهم هي فصل الدين عن الحياة العامة،
فيكون لا دخل للدين بالتشريع القانوني و لا بالأطر الحاكمة للمعاملات الإقتصادية و السياسية.

- و هنا لي سؤال هو :

لو طبقنا العلمانية فتخلصنا من عنصرية الدين - التي هي حالياً أحياناً بالحق و كثيراً بالباطل - فما الضامن أنه بالضرورة سيحل محل الدين العلم و قوانين التحضر الإنساني ؟

ما المانع أن تقوم عنصريات على تحيزات جديدة مثل :
العرق ،، و الفئة ،، و المستوى العلمي ،، و القبليات و المصالح الأسرية الإستبدادية سياسياً و إحتكارياً ،،

بل ما المانع من نشوء مظالم جديدة بالكلية بناءاً على تطبيق نظريات "علمية" فاسدة في علوم "الإقتصاد" و "الإجتماع" و حتى في "البيولوجيا" بتصنيف البشر إلى طبقات -  و التي ستكون صحيحة علمياً بالمناسبة - ؟!

* بإختصار :

لو أزلنا الدين من قائمة المؤثرات ليحل محله العلوم "الطبيعية الثابتة" و "الإنسانية النظرية الهوائية المتغيرة" فأصبحنا (علمانيين) فلماذا نتوقع أن حياتنا ستخلو من منغصات أخرى تفرز فساداً و إستبداداً لا يستقيم معه تحقيق حلم حملة الشباب الذين ينادون :

(  #‏نريدها_علمانية عشان يبقي الحكم علي الأفراد بأخلاقها و كفائتها مش بدينها و لونها و جنسها).


* رأيي الشخصي أن الدين يمثل العنصر المنظم المراقب لأداء العلوم و تطور العلاقات و الأنشطة الإنسانية ،،

و هو دور معترف به حتى عند الملحدين الذين توصلوا أن العلوم جميعها تحتاج إلى "أخلاقيات علمية" صاغوها منفصلة كفرع من كل علم قائم حالياً لتحجم الشطط الإنساني المحتمل من تلك العلوم ،،

- فلماذا نتخلى عن ميزة نسبية نمتلكها منزلة كاملة بينما الآخرون يحتارون اليوم في بداية صياغتها كعلوم مازالت في طور التشكل لذا فهي ضعيفة الفكرة و الأداء و بالتالي الأثر ؟!

- هل الأصح بما أننا أبتلينا بدواب طبعوا فهمهم على دين الله :
أن نترك لهم فهمهم الردىء و نترك معه الدين ذاته ؟!
أم ننتزع منهم أصول الدين و رخصة التشريع بها و ننشىء أفهامنا و إجتهاداتنا الأصح و الأنسب للتحضر و إعمار أرض الله ؟

* يسألني صديقي : لكن ألم تفشل كل نظم الحكم المرتكنة على مرجعية إسلامية منذ نهاية ولاية عمر بن الخطاب ؟!

فأرد : هي حقاً حجة منطقية جيدة يا صديقي لكن لي عليها ردان عامان و واحد خاص :

1- التاريخ لم نعرفه كله لنحكم بأكادة فشل التطبيق الدائم بعد عصر الخلفاء الأربعة ،،
و التاريخ أصلاً أنا لا أومن به كعلم ،
و حجتي في ذلك طويلة كتبتها في مقالين لكن خلاصتها أن مصداقية نقل المعلومات التاريخية لا تكفي لبناء علم فوقها !

التاريخ هو مجموعة قصص لوى المحدثون أعنافها ليحولوها إلى علم فأنتجوا علما فاسداً وأزالوا متعة الحكاية!


2- خطأ التطبيق لا يعني خطأ النظرية ،،
هذا من ثوابت المنطق ،،
دافنشي صمم الهيليكوبتر و لم تطر ، و إبن فرناس مات في محاولة مشابهة و لم يكن هذان حجتان على أن الطيران مستحيل.

3- الحجة الثالثة الخاصة :
عند شخصي الضعيف و زمرة من معدودة من الأخيار نظام "بشري" حاكم للمجتمع بصورة كاملة يتسق مع العلم و المنطق تماماً و لا "يخالف الشرع" ،، و اتمنى أن يختبر فينجح إن شاء الله فيكون هو برهان عدم إستحالة التطبيق.

* نقطة هامة جداً أحب أضافتها :
على من يدعي أنه يحكم بالشريعة أن يقر أن هذا هو "فهمه" للشريعة و ليس "إرادة الله" و ألا "يحتكر" لنفسه و حاشيته أحقية الإجتهاد و التشريع العلمي الفقهي.
هذه نقطة فيصلية و هي الفارق الجوهري بين "الحكم الديني" و بين "الحكم المتوافق مع الدين".

ما هو الفرق بين الحكم المتوافق مع دين الإسلام، وبين الإستبداد السياسي بإسم ذلك الدين ؟!

كتبت في 18  يوليو 2013


* كثيرون يقولون - و معهم الكثير من الحق - أن الأديان جميعها كانت دوماً مشرعنة للعنصرية و من ثم العنف ضد المخالفين ،،
و أنها كذلك وقفت حائلاً أمام الإبداع العلمي و الفلسفي و بالتالي التحضر أمام كثير من الشعوب.

- متفق تقريباً مع معظم ما قالوه لكني أرى الخلل فيه أنه منظور إنتقائي و مجتزأ للصورة الكاملة ،،

منظور يفترض المجتمعات "كلها" لم يكن ينغص سلامها المجتمعي أي "عصبيات" أو "أطماع" أو" شرور" ثم أتت "الأديان" لتثير بؤر شيطانية في نفوس بشر كانوا في وداعة الحملان !!
منظور يفترض أن الشعوب "كلها" تمتلك في" كل" وقت "كل" أدوات التحضر و مستعدة لمجهوداته لكن "حائط الأديان" عطلها عن الإنطلاق الصاروخي نحو الحضارة !!


* دعوني أقدم ملمحاً من فلسفة البيولوجيا ربما يساعدنا على إستيعاب كيف تكون تلك الآثار "السيئة" هي مجرد قرين "لمنافع قطعية" أنتجتها الأديان !!
الملمح هو : "فكرة التوازن البيولوجي" ،،
ففي كل نظام بيئي و بيولوجي هناك مجموعة متراكبة من "الوحدات" المفترِسة و المفترَسة ، و "عوامل تأثير" بعضها قاتل للوحدات و بعضها الآخر مغذي لها ،،
هنا سنجد نوعين من "الشرور" : القتل بالإفتراس ،، و القتل بالتسميم ،،
وحدات بيئية و بيولوجية  ستفنى و  رغم ذلك فوجود هذين الشرين ضرورة لحفظ التوازن البيولوجي و يصب في مصلحة "النظام البيئي" ككل .
- تخيلوا لو أننا كنا فصلنا الدين عن الدنيا في شعوب برداءة عقول و موارد و أخلاق العرب ،،
هل كنتم ستتصورون أن هناك مورد لن يسرق ، و أنثى لن تغتصب ، و شخص لن يقتل في أدنى خصومة ؟!
__________________________
* أعتقد :
أن فلسفة و قيم الدين الإسلامي نافعة لكل بيئة و زمان ،،
* و لكن في رأيي :
أن الكثافة النسبية لهبوط الرسالات في بلاد العرب سببها أن الأديان - كانت و ما زالت - هي أهم أدوات الله لحفظ مجتمعات كالعرب ،،
التي لن يستقيم إستقرار مجتمعاتها بتحكم بالأساطير و الشعوذات الكبرى و سيطرة الأفراد كشعوب الشرق الأقصى ،
و لن يتوفر لها إيمان بالتحضر الإنساني و واجباته و إستحقاقاته فتستقر فيها حياة كريمة للبشر كما حدث مع شعوب الغرب و الشمال !!

كتبت في 18  يوليو 2013


للألفاظ معان ثلاثة : لغة ،، و إصطلاحاً ،، و فهماً

* الزكاة كمثال :

- لغة = التطهير و التنقية ،،
- إصطلاحاً = فرض إسلامي يعتبر الركن الثالث في الإسلام من أصل خمسة ، و له نظام محاسبي كامل واضح ،،
- فهماً : أحياناً يختلط على الناس فيقولون مثلاً : زكاة رمضان رغم أنهم يقصدون أحد أبواب الصدقات.
* لذا فحتى مع فرض كون أصول مفاهيم الليبرالية و العلمانية و الإشتراكية موجودة بمعانيها (لغة) أو (إصطلاحاً) في أصول ديننا فلا يعني ذلك بالضرورة أن (الفهم) الحالي لتلك المذاهب الفكرية متسق مع صحيح العقيدة و الفلسفة الإسلامية.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق