الأربعاء، 12 يونيو 2013

كماشة الهيمنة الأمريكية و معجزات الخلاص منها






النظام العالمي الجديد مصيدة لا يمكن الفكاك منها إلا بأدوات أربع مجتمعة:

1-قائد قوي،
2-شعب داعم،
3-خطة محكمة،
4- جيش قوي.

___________________________

و لأن الممسكين بخيوط اللعبة العالمية يدركون ذلك جيداً لذلك فهم أمنوا هذه المداخل الأربعة :

1- فيستحيل في ظل (الديموقراطية) أن يوجد حاكم قوي ، إلا في ظروف حرب قومية و هذا لن يكون في هذا العصر ،
كل حروب اليوم هي حروب محدودة مبنية على مصالح مشتركة ، أو حروب داخلية مسبوقة بتفتيت شعبي ،،

- و كدليل على هذه الممارسة الممنهجة و المخططة ترى أحمق كمرسي في رئاسة مصر ،
أو أبله كالمرزوقي في تونس ،
أو الجندي الأمي على عبد الله صالح في اليمن ،
أو التيس العجوز المشلول ملكاً على أكبر و أغنى بلد عربية و إسلامية !!

___________________________

2- الشعب الداعم تم نسف فكرة وجوده بالأداة الأولى (إخماد أي حروب وطنية و إضعاف الأمم بحروب من نوع آخر) ،،
إضافة إلى أربعة أدوات أخرى :

. الديموقراطية الحزبية :
فكل حزب هو بالضرورة خصم للحزب الآخر مستحل لكل أساليب التسفيه و التدمير له بالحق و الباطل ،
فتصبح الأمة فرقاً متناحرة بالباطل لا متكاملة في الحق !

. الرأسمالية الإستعبادية :
فالناس لا يكادون يفيقون من عناء أعمالهم المرهقة إلا للتفكير في كيفية تلبية شرههم الإستهلاكي ،،
طبعاً في ظل هذه الساقية التي ندور فيها كالثيران فلا وقت للتفكير في الإطاريات السياسية و الأخلاقية و العقائدية ،

. الغزو الفكري بالإعلام الموجه و التعليم القشري و الثقافة المستوردة (ماما سوزان إختصاراً) :
فتتغير المفاهيم من الإنتاج إلى الإستهلاك ،
و من النبل و الكرامة إلى الدجانة و الدياثة ،
و من الحياة من أجل المبدأ إلى الحياة من أجل الحياة ،

. حرية مطلقة للعمل الأهلي و تمويله :
بما يسمح لأي صاحب مال من خارج و داخل المجتمع أن يؤثر فيه بشكل جديد من أشكال العمالة المقنعة و هو : تجنيد العميل الذي لا يدري أنه عميل !!

___________________________

3- طبعاً في ظل كل ما سبق سيستحيل وصول صاحب الخطة المحكمة إلى السلطة ،،
فأغلب الناس أتوماتيكياً سيرفضونه لصعوبة ما يطرح ،
بعض الناس ستتندر عليه بأكلاشيه محفوظ (مغرق في نظرية المؤامرة الكونية)،
آخرون قلائل لن يدعموه رغم إقتناعهم لكنهم سيكتفون بمصمصة شفاههم في حياته قائلين (لماذا لا يصل من مثل هذا للحكم) ، أو يمصمصونها بعد موته و هم ينشرون كلماته قائلين (لو كنا إستفدنا منه لكان حالنا اليوم مختلف) بينما هو لم يفارقهم سوى من شهور معدودة !!

___________________________

4- لكن ماذا لو حدثت المعجزة ؟
ماذا لو وصل إلى الحكم قائد قوي ، أقنع شعبه بدعمه ، و كان يمتلك خطة محكمة ؟!

- سيأتي هنا خط الدفاع الرابع و الأخير (جيش ديكوري مهلهل القدرات يترأسه عملاء) !
سيكون هذا الجيش هو (ثغرة الهزيمة) إما بإنعدام كفائته ، و إما بإستئساد عملاءه القواد ، و إما بالسببين معاً !

. كيف يستطيع قائد قوي يمتلك خطة محكمة و يوافقه شعبه على التفكير في خطة للإستقلال و هو مدين للبنك الدولي و من ورائه جيوش الناتو لتحصيل المديونية لو توقف عن الدفع أو الإذعان ؟
. كيف يستطيع ذلك و كل غطائه النقدي الذهبي مرهون في دولة أخرى ، و أموال حكومته و أفراد مجتمعه دائرة في إستثمارات بنكية في بلاد أعدائهم ؟
. كيف يستطيع ذلك و هو مكشوف برقابة علنية من مجلس الأمن و الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، و رقابة سرية من الأقمار الصناعية التي تحرس التوافق السري "المعلن" بين الدول الكبرى على إحتكار صناعة الأسلحة النوعية و إمتلاك الجيوش الفاعلة ؟

___________________________

* الأمل الوحيد في تحقق النصر و الإستقلال هي أن تلي المعجزة الأولى معجزة ثانية :

- إما معجزة طبيعية تبيد بعض أدوات السيطرة للهيمنة الأمريكية الحالية !

- أو معجزة عقلية يتمكن بها ذلك القائد من إستخدام السلاح الذي لا دفاع كامل ضده (العقل) في إبداع خطة تشبه الشطرنج في الخداع التكتيكي و تشبه الجودو في إستغلال قوة الخصم ضده !

___________________________

#حلم كبير

___________________________

سلسلة مقالات التحليل السياسي للتدخلات الأمريكية في الشرق الأوسط منذ 2005 و حتى اليوم


سلسلة مقالات حول خيارات التجديد ما بعد الثورة و مرحلة ما بعد الإخوان :البديل:طريقة تشكيله،شكله المقترح و تحدياته :



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق