الأحد، 9 يونيو 2013

تأملات في المجتمع السياسي أثناء وقفة للتذكير بقضية حبيبي الراحل محمد كريستي رحمه الله و تقبله







كنا اليوم - أصدقاء كريستي - في وقفة في مكان إغتياله ،
وقفة صامتة باللافتات و كنا حوالي ثلاثين .

ما أريد أن أنقله هو ملاحظاتي عن رد الفعل الشعبي من المواطنين المارين ، و مقارنته بردود الفعل السابقة للوقفات في المراحل الثورية الأسبق ،
و ليستخدم من يشاء نتائج المقارنة فيما يشاء ! :
______________

1- التفاعل الجماهيري :

دوماً كنت أقسم المارة إلى (صامتين) لا يتفاعلون مع الوقفة بأي شكل ،
و (متفاعلين) - سأقسمهم لاحقاً إلى أنواع على حسب نوع التفاعل - لكن في هذه النقطة أود أن أوضح أن نسبة (الصامتين) أصبحت أكثر من ذي قبل ،،

و تحليلي الشخصي لسبب ذلك هو أن الناس أصبحوا أكثر تسامحاً - بل و ربما تأييداً - لفكرة الإعتراض على الحاكم (السكوت كعلامة للرضا) ،
حيث سابقاً كان معظم (المتفاعلين) يتفاعلون بشكل مهاجم للواقفين و لفكرة الوقفة في حد ذاتها بغض النظر عن مطلبها !
_____________

2- الفئات العمرية :

في السابق دوماً كان (المتفاعلين) المؤيدين للمسيرات هم من فئة "الشباب" اللذين يركبون سيارات "رخيصة و متوسطة" ،
بينما كنا نسمع "الله يخربيتكوا خربتوا البلد" من كلا النقيضين :
"راكبي النقل العام" و "راكبي السيارات الفارهة" !

أما اليوم فرغم القلة العددية (للمتفاعلين) إلا أن المؤيدين للوقفة شكلاً و موضوعاً كانوا من كل الفئات :
كبار السن و الأطفال ، الذكور و الإناث ، راكبي الشيروكي و الألماني و السايس و راكب التريسكل !
و طبعاً السابقون الأولون ما زالوا على العهد "شباب الطبقة المتوسطة" :)

بينما (المتفاعلين) الرافضين كانوا إثنين فقط ، واحد سأذكره لاحقاً ، و واحدة على إستحياء قالت "حرام عليكوا كفاية بقى".
______________

3- كل (المتفاعلين) تقريباً ذكروا أنهم موافقون بشدة على "تمرد" ، أو متلهفون بشدة ليوم 30 يونيو .
_____________

4- سابقاً في الفعاليات الثورية - و رغم أن أعداد الثوار المشاركين كانت أكبر - إلا أننا كنا نتعرض لإعتداءات متعددة بعضها مخطط و بعضها إنفعالي إرتجالي ،
و كان الإعتداء يحظى بتأييد المارة ،
و كنا نتسامح رغم الإهانة إما عن إستضعاف ، و إما عن تهاون في حقنا لكي نحاول كالسذج أن نثبت للمارة أن (الثوار مش بلطجية) !!

اليوم تعرضنا "لتهديد لفظي إرتجالي" واحد ، و فور بداية تحوله إلى إعتداء جسدي تحول المعتدي إلى مفعول به !

و هنا أشكر شباب "ذراع و درع الثورة" اللذين حولوا الثوار من طرف مستضعف مهيض الجناح إلى طرف مرهوب الجانب ،
و أتمنى أن يتطور ذلك لإدراك كامل لمفهومي :

(لابد للحق من قوة تحميه) و (الحقوق تنتزع و لا توهب) ،،

الأجمل أن (المباركة الجماهيرية للإعتداء على الثوار) سابقاً قد تحولت بقدرة قادر إلى النقيض ،
فمع محاولة الإعتداء الخسيسة وجدنا معنا شباب ترك سيارته في وسط الشارع ، و سياس السيارات ، و خمسيني أرستقراطي المظهر - عرفت فيما بعد أنه صاحب معرض سيارات مجاور - كلهم خلفنا يصيحون في نفس واحد "عاوزين منكوا إيه ولاد ال... دول؟" ! و كنا نحن من هربنا المعتدي علينا في سيارته قبل أن يفتك به هذا الكوكتيل الشعبي !!
______________

في رأيي :

كره النظام الحاكم أصبح توافق شعبي لم يسبق أن إتحد المصريون على شيء مثله بنفس التلاحم منذ أكتوبر 73 !!

لكن يبقى سؤالان في غاية الأهمية :

- هل سيتمكن المصريون بالإتحاد و الجدية من تحويل "مشاعر" الكره و الضيق هذه إلى "قوة فعل" تخلع نظام الإخوان ؟

- و هل ستستمر هذه الألفة و هذا الإتحاد إلى "مرحلة ما بعد الإخوان" فنكون معا نظام حكم أنجح ؟
أم لن نعي الدرس و سنأكل بعضنا من جديد كما حصل في "مرحلة ما بعد مبارك" ؟!

اللهم انصر الحق.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق