الثلاثاء، 14 مايو 2013

القيمة المغلوطة المفترضة للآراء ، و الفرق الأخلاقي بين الإختلاف في الرأي و الإختلاف في المبدأ





* من قال أنه من المفترض أن أحترم رأيك ؟!

الحقيقة أن البداهة تقتضي إن إحترمت رأيك فهذا إعتراف مني بوجاهته ،
بل و من النزاهة أن ألتزم به كواجب تال لذلك الإحترام !!

- و حتى نفك اللبس و الخلط فدعني أخبرك :
أن كل إلتزامي نحوك هو أنني مطالب بإحترام "حقك" في أن يكون لك رأي خاص ، و "حقك "في أن تعلنه ،،

- و حتى هذا ليس حق "مطلق" ،،

فلا أحقية لك في إبداء الرأي إلا في أمر "يمس" أحد جوانب حياتك ، أو في أمر "تعلم" عنه ما يكفي للحكم على الأشياء ،،
إنهما نوعي إستحقاق إبداء الرأي : إستحقاق "تشارك المصلحة" و إستحقاق "الخبرة و المعرفة" ،،


* أمامصيبتنا اليوم فهي عدم إلزام صاحب الرأي أن يبرر مشروعية تدخله في الأمر بإثبات أحقيته في المصلحة المترتبة ، و لا بتبرير رأيه بمنطق أو علم ما !!

و تلك المصيبة لها نوعان :

- مصيبة فكرة "إطلاق" الحقوق بلا محددات ،،
فللجميع حتى و لو كانوا سفهاء أو جهلاء أو خونة معلومي الخيانة حق إبداء الرأي ،
بل حق إعلانه على كل الناس من خلال الإعلام ،
و كذلك حق أن يمثل هذا الرأي وزناً تصويتياً يؤثر في المجتمع !

- و مصيبة تقييم أهمية الرأي بأهمية قائله أو قوته أو تاريخه أو نفوذه حتى و لو لم يكن لذلك الرأي أي قيمة علمية أو منطقية !!


* أشعر أني أعيش في عصر غير مناسب !!


* (الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية)

كلمة تستخدم معظم الوقت في غير موضعها،

- فالرأي لا يكون مقبول الخلاف فيه إلا فيمل يقبل فيه الخلاف من :
"وسائل" تنفيذ في سبيل أمر مباح ، و "الأهداف" المرحلية في تلك الرحلة.


- أما : "الأخلاق" و "المبادىء" و "الثابت من العلوم" فلا خلاف يقبل فيها ،،
و أي نقض لمفردات تلك الثلاثة - غير مشرعن بحقائق جديدة - يعتبر جريمة أخلاقية تفسد كل ود مع مرتكبها !!


* و وجهات النظر لا تكون وجهات نظر بدون داعم "منطقي" أو "معرفي" ،،
لذا فمن يناطح بوجهة نظر لم يدلل على صحتها بمنطق سليم أو علم ثابت ليس له سوى "نصيحة" باللين كمناصحة الأحمق ،
ثم "إقصاء" إن أصر على سفاهته بغير تعديل و لا تطوير ،
"فقمع" إن صمم على نشر جهالته رغم إقامة الحجة عليه !!

* و "الآراء" في "الوسائل" و "الأهداف" تحتمل خمسة أوجه للتدرج :

"الواجب" ، "المستحب" ، "المباح" ، "المكروه" ، "الحرام" ،،
أما في المبادىء فهي لا تحتمل سوى "مبدأ صحيح" ، "مبدأ فاسد" .

- فإذا كان خلافك مع من تربطك به علاقة إجتماعية خلافاً على وسيلة أو هدف يتراوحان بين "المكروه و المباح و المستحب" كان من الحلم و الكياسة ألا يفسد الخلاف للود قضية ،،

- أما إذا إختلفتما في "تحليل حرام" ، أو "تحريم حلال" ، أو في "المبادىء" ، أو "الأخلاق" ، أو في "ثابت العلوم المدونة" فبالتأكيد رأي أحدكما فاسد ،،

و لا يستقيم ود بين فاسد و صالح ،،
و لنا في سير الصحابة اللذين لم يمنعهم حبهم لآبائهم و أبنائهم و إخوانهم أن يقتلوهم في معركة بين حق و باطل عبرة و قدوة .

* الحق فوق الحياة ذاتها ،، فكيف لا يكون فوق علاقات تلك الحياة ؟!





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق