الجمعة، 3 مايو 2013

محركات الخير و الشر الستة،و ديناميكية الخير و الشر كضرورة لإستمرار الحياة،و عزائي للغرباء !






* العقول المرتعشة لا تصنع حضارات و لا تبدع ثقافات ،

- فهي تكتفي بأن "تجتر" الآمن من الأفكار القديمة ،
- ثم "تقتات" على ذلك الموروث الآسن أغلبه ،
- ثم تقدم لنفسها و للناس منتجاً هو بطبيعة الحال أفسد لأنه مجرد "إخراج" من أسن تغذت عليه !

* هذه العقول التي لا يحدوها إلا الخوف فهي :

- تخاف أن "تحاور" الآخر حتى لا تضطر لتصديقه لو بان صدق حجته ،
- و تخاف أن "تعرف" حتى لا تؤذيها مرارة الحقيقة أو هم الواقع ،
- و تخاف أن "تفهم" حتى لا تلزم بواجب في تغيير الوضع السيء !

* و العقول التي لا تتقن طريقة سوى الجرأة على تحطيم كل القديم فمنتجها غالباً يكون عنوانه الحمق كونه أقرب إلى التطرف المستمر !

- فمنهم من يحركه "حمق الحالم" الذي لا يعرف كيف يحقق حلمه ،
فيصبح منتجه في كثير من الأحيان مؤذٍ رغم صدق النوايا الجيدة !

- و منهم من يحركه "تهرب الرافض" لأي إلتزام بترك رغبة أو دفع ثمن منفعة ،
فيجد لهواه مبرراً تارة بإسم الحريات المطلقة ، و تارة بإسم كسر التكلسات القديمة الفاسدة !

- و منهم من تحركه "المطامع الشخصية" مرة من أجل منفعة يقدمها له من حرضه على خلخلة المجتمع لمصلحة يبتغيها ،
و مرة من أجل إقتناص مجد شخصي غير مستحق من مجرد لفت نظر الناس إلى أفعاله الشاذة !


* و لو عكست المحركات الستة "السيئة" السابقة لنتج لك دوافع ست أخرى "جيدة" :
جرأة الباحث عن الحقيقة ، و تفان طالب العلم ، و جلد المصلح ، و إقدام المجدد ، و إلتزام المؤمن ، و تجرد المفكر .


* و الإنسان لا تكون نفسه أبداً مكونة من عنصر واحد من تلك المحركات و الدوافع ،
بل هي خليط بين كل ذلك ، خليط من الخير و من الشرور بتنويعاتهما ،
لكن الأمر مرده إلى "الصفة السائدة" و "القيمة الحادية" لكل شخص و هي التي تحدد شكل نفسيته و إتجاه عمله .

* فإذا أحسست بغربة بين كل هؤلاء - رغم حماستك للإصلاح و غزارة جهدك في سبيله - و شعرت بإختلاف عنهم جميعاً فلا تجزع و تستشعر أنك أنت المخطىء،
فسنة الكون أن تكون تلك هي الأغلبية و أنت الأقلية ،
أنت المجدد و المناضل الذي تحتمل السخف و القمع ، و هم المستفيدون ناتج معاناتك !
هؤلاء هم "وقود الحياة" لذا فهم كثير ، تذكر أن العربة قد تحرق ملايين ليترات الوقود بينما يكفيها "مقود" واحد طول عمرها !


* و الحياة لا يلزمها الجيد فقط ،
لأنه لولا الشر ما كنا عرفنا أن الخير خير ، و لا كنا سعينا إليه كقيمة تستحق الكفاح ،
و لو عدمت الدنيا نوايا الهوى الفردي أو حتى الأذى و الشرور لما وصنا إلى نصف ما ادركناه من علوم و رفاهة مترتبة عليها !
و الله يدفع الناس بعضهم ببعض ، خيرهم بشرهم حتى يحفظ لهذا الحياة "ديناميكيتها" التي تضمن لها الإعمار و الإستمرار ، و تمنع عنها الركود و بالتالي الفساد .


* فإسع للخير ما إستطعت ، و قاوم شرور نفسك و غيرك ما أمكنك ،
لكن لا تجعل وجود الشر يحبطك ، فهو موجود لحكمة قدرها خالقه و خالقك ،
و إعلم أن حسابك ليس بكم ما حصلت و أنتجت ، و إنما يكون على جودة النية و إحسان السعي ،
و إعلم أن الدنيا دار عمل لا دار جزاء ، فلا تطمئنك النعمة و لا تجزع لزوالها .

* إعلم يا ولدي أن الكنز في الرحلة !



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق